الملتهية
حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين العرب. تطرقنا في الحلقة السابقة إلى أنه
زاد عدد المصارف المنضوية تحت لواء شبكة المعلومات العالمية على خمسة آلاف وتنظم
"سوفت" عبر العشرات من فروع الاتصالات الإقليمية، وحاسوبين كبيرين منصوبين في مناطق
سرية بالقرب من "أمستردام وواشنطن"، نقل تحولات يزيد عددها على خمسمائة مليون في الواحد والآن وههنا وباستخدام
شفرة محكمة تضاهي المتطلبات العسكرية، تتبادل المصارف فيما بينها وبين زبائنها
العقود الملزمة.
وبعد أن يجري توكيد رسائل سوفت لمرتين يأتي دور الإنجاز الفعلي
أي طرح المبلغ من رصيد من عليه الدفع وتسجيله في رصيد من له المبلغ ولا يزال هذا
يجري عبر شبكات الترحيل الوطنية فقط فهو يجري في ألمانيا على سبيل المثال عبر فروع
المصرف المركزي في المقاطعات المختلفة ولعله تجدر الإشارة إلى أن ما في الأرصدة من
ماركات لا تغادر ألمانيا أبداً بل تنتقل دفتريا فقط أي أن ملكيتها تنتقل من يريد
تحويل مبلغ من المال بالمارك عن مصرف أو فرع مصرفي في ألمانيا ولكن بسبب الاختلافات
الزمنية بين البلدين تستغرق هذه المعاملات يومين، بل ثلاثة أيام في بعض الأحيان حتى
أن القائمين على شؤون المصارف لا يعرفون في حالة اندلاع أزمة معينة إلا في وقت
متأخر كثيراً عما إذا كانوا يسيطرون فعلاً على المبالغ المتعامل بها وعلى نحو أكثر
تعقيداً يجري إنجاز المعاملات الدولية المتعلقة بالأوراق المالية وتقع مهمة تسوية
هذه المعاملات على عاتق مؤسسة " Euroclear " الفريدة النوع في العالم التي يقع
مقرها الرئيسي في شارع 'Arenue Jagumain في بروكسيل ومن دون لوحة على الباب تحمل
اسمها وخلف واجهة مبهمة من الجرانيت والزجاج تتخفى هذه المؤسسة التي هي بمنزلة إحدى
أهم حلقات الوصل حساسية في النظام المالي العالمي ومن بين الموظفين البالغ عددهم
"1950" موظفاً لا يسمح إلا لعشرة موظفين فقط بالدخول إلى قاعدة الكمبيوتر المركزي
الذي اتخذت المؤسسة من أجله كل الاحتياطات الضرورية فنصبت على سطح البناية مولدات
للطاقة إضافية وخزانات وقود كبيرة لكي يستمر تزويده بالطاقة والمياه الباردة ضماناً
لاستمراره بالعمل حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي العام علاوة على هذا وتحسباً
لعطل كل الحاسوب الرئيسي عن العمل نصب في مكان سري جهاز آخر يحتوي على كل المتطلبات
ويقدر على إنجاز كل المعاملات بلا استثناء ويتسلم الحاسوب من شبكة الاتصالات الخاصة
العائدة إلى المؤسسة الأمريكية في نهار كل يوم تحويلات لمعاملات يبلغ عددها "43"
ألفاً ليقوم بانجازها ليلاً ومع هذا كله لا تنتقل إلى بروكسل أي ورقة مالية لأسهم
ولا سند دين كل ما في الأمر هو أن " Euroclear" يخلق نظاماً يسوي بين نظم التسويات
الوطنية المماثلة للنظام ال (Kassennvennverein) إتحاد الصناديق" الذي يقع مقرة في
مدينة ديزلدورف فهذه المؤسسة هي التي تحتفظ بالغالبية العظمى من الأوراق المالية
الألمانية وفي الواقع العملي هناك معاملات يمكن أن يشارك بها عشرة أطراف، فعلاوة
على ذوي الشأن الأصليين هناك السماسرة ومراكز الإبداع يقع عليها هذا التعامل "قد
أخذت تنمو بأسرع من قابلية المصارف على تحمل هذه الأعباء" إزاء هذه التحذيرات يبدو
أن اندلاع كارثة عظيمة في الشبكة الإلكترونية التي يستخدمها المال العالمي للسيطرة
على العمليات والتي لا تخضع للرقابة الحكومية أمر متوقع على نحو يفوق التضمينات
التي يخدع بها المتعاملون عبر هذه الشبكة أنفسهم وزبائنهم أيضاً حقاً أتخذ
المراقبون والساهرون على إدارة المخاطر عدداً لا يحصى من الآليات الأمنية فعلى سبيل
المثال يتعين على غالبية المتعاملين الالتزام المطلق بحدود " Limits " لا يجوز لهم
تخطيها كما تكاد تكون قاعدة عامة متبعة في كل مكان أنه لا يسمح لهم بالتعامل إلا مع
إطراف ثبت أنهم أهل للاقتراض كذلك تتوافر مؤسسات التسوية الشبيهة بمؤسسة
(Euroclear) على مبالغ معدة للإقراض وعلى صناديق لديها احتياطي من الأوراق المالية
وذلك لمواجهة الاختناقات المحتملة في السيولة ومع هذا أليس بوسع الخبراء الأمنيين
الساهرين على تشغيل ماكينة المال العالمي لا بالتقنية الحديثة ولا بالفحص الدءوب
تفادي أكثر ما يرعب الساهرين على تشغيل النظم التقنية العملاقة؟ إنه الخطأ البشري
حقاً لن تكون لهذا الخطأ أهمية تذكر بالنسبة إلى جمهور المتعاملين في المكاتب أو في
قاعة البورصة مادام حالة خاصة فردية فخسارة هذا ستكون عندئذ ربحاً عند الأخر إلا أن
الخطأ مرض معد في التسابق العالمي على جني الأرباح الوطنية وكذلك المصارف الموجودة
فيها حسابات الزبائن المعنيين بتسليم وتسديد المبالغ وهكذا وعلى الرغم من التجهيزات
الإلكترونية والتشابكات العالمية المثلى يستغرق إنجاز المعاملات ثلاثة أيام.
وفي
الواقع يمكن أن يسبب هذا التأخير كارثة لمجمل عالم المال إذا استفحل الموقف فمن
الممكن جداً أن يستمر المتاجرون بعملياتهم بناء على الموارد التي توقعوا تسلمها على
الرغم من أن التيار المتدفق بقيمة تصل إلى المليارات قد توقف عن العمل في ناحية ما
ويحذر الاستراتيجي الأول لشؤون الاستثمارات الدولية لدى (Goldman sachs) والرئيس
الأسبق للمصرف المركزي في نيويورك (Gerald Corrigan) من هذه المخاطر قائلاً: "إن
تعثراً كبيراً في حلقة إنجاز المعاملات يمكن أن يؤدي إلى توقف أجزاء كبيرة من
النظام عن العمل" ويواصل حديثه قائلاً: فعندئذ يمكن أن تتحقق المقاطعة التي تثير
الرعب والناتجة عن وصول المتعاملين في السوق إلى قناعة مفادها أن أضمن شيء هو عدم
اتخاذ أي شيء وعدم تسديد الحسابات والقبض على الضمانات التي قدمتها الأطراف الأخرى
من المتعاملين والتمسك بها وعدم تسليم ماتم بيعه من أوراق مالية" ويمضي Corrigan
مؤكداً أن الأرصدة المالية التي ستخضع للحجز من هذا القبيل قد صارت عظيمة جداً وأن
حجم التعامل والمخاطر التي ينطوي. .
حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين العرب. تطرقنا في الحلقة السابقة إلى أنه
زاد عدد المصارف المنضوية تحت لواء شبكة المعلومات العالمية على خمسة آلاف وتنظم
"سوفت" عبر العشرات من فروع الاتصالات الإقليمية، وحاسوبين كبيرين منصوبين في مناطق
سرية بالقرب من "أمستردام وواشنطن"، نقل تحولات يزيد عددها على خمسمائة مليون في الواحد والآن وههنا وباستخدام
شفرة محكمة تضاهي المتطلبات العسكرية، تتبادل المصارف فيما بينها وبين زبائنها
العقود الملزمة.
وبعد أن يجري توكيد رسائل سوفت لمرتين يأتي دور الإنجاز الفعلي
أي طرح المبلغ من رصيد من عليه الدفع وتسجيله في رصيد من له المبلغ ولا يزال هذا
يجري عبر شبكات الترحيل الوطنية فقط فهو يجري في ألمانيا على سبيل المثال عبر فروع
المصرف المركزي في المقاطعات المختلفة ولعله تجدر الإشارة إلى أن ما في الأرصدة من
ماركات لا تغادر ألمانيا أبداً بل تنتقل دفتريا فقط أي أن ملكيتها تنتقل من يريد
تحويل مبلغ من المال بالمارك عن مصرف أو فرع مصرفي في ألمانيا ولكن بسبب الاختلافات
الزمنية بين البلدين تستغرق هذه المعاملات يومين، بل ثلاثة أيام في بعض الأحيان حتى
أن القائمين على شؤون المصارف لا يعرفون في حالة اندلاع أزمة معينة إلا في وقت
متأخر كثيراً عما إذا كانوا يسيطرون فعلاً على المبالغ المتعامل بها وعلى نحو أكثر
تعقيداً يجري إنجاز المعاملات الدولية المتعلقة بالأوراق المالية وتقع مهمة تسوية
هذه المعاملات على عاتق مؤسسة " Euroclear " الفريدة النوع في العالم التي يقع
مقرها الرئيسي في شارع 'Arenue Jagumain في بروكسيل ومن دون لوحة على الباب تحمل
اسمها وخلف واجهة مبهمة من الجرانيت والزجاج تتخفى هذه المؤسسة التي هي بمنزلة إحدى
أهم حلقات الوصل حساسية في النظام المالي العالمي ومن بين الموظفين البالغ عددهم
"1950" موظفاً لا يسمح إلا لعشرة موظفين فقط بالدخول إلى قاعدة الكمبيوتر المركزي
الذي اتخذت المؤسسة من أجله كل الاحتياطات الضرورية فنصبت على سطح البناية مولدات
للطاقة إضافية وخزانات وقود كبيرة لكي يستمر تزويده بالطاقة والمياه الباردة ضماناً
لاستمراره بالعمل حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي العام علاوة على هذا وتحسباً
لعطل كل الحاسوب الرئيسي عن العمل نصب في مكان سري جهاز آخر يحتوي على كل المتطلبات
ويقدر على إنجاز كل المعاملات بلا استثناء ويتسلم الحاسوب من شبكة الاتصالات الخاصة
العائدة إلى المؤسسة الأمريكية في نهار كل يوم تحويلات لمعاملات يبلغ عددها "43"
ألفاً ليقوم بانجازها ليلاً ومع هذا كله لا تنتقل إلى بروكسل أي ورقة مالية لأسهم
ولا سند دين كل ما في الأمر هو أن " Euroclear" يخلق نظاماً يسوي بين نظم التسويات
الوطنية المماثلة للنظام ال (Kassennvennverein) إتحاد الصناديق" الذي يقع مقرة في
مدينة ديزلدورف فهذه المؤسسة هي التي تحتفظ بالغالبية العظمى من الأوراق المالية
الألمانية وفي الواقع العملي هناك معاملات يمكن أن يشارك بها عشرة أطراف، فعلاوة
على ذوي الشأن الأصليين هناك السماسرة ومراكز الإبداع يقع عليها هذا التعامل "قد
أخذت تنمو بأسرع من قابلية المصارف على تحمل هذه الأعباء" إزاء هذه التحذيرات يبدو
أن اندلاع كارثة عظيمة في الشبكة الإلكترونية التي يستخدمها المال العالمي للسيطرة
على العمليات والتي لا تخضع للرقابة الحكومية أمر متوقع على نحو يفوق التضمينات
التي يخدع بها المتعاملون عبر هذه الشبكة أنفسهم وزبائنهم أيضاً حقاً أتخذ
المراقبون والساهرون على إدارة المخاطر عدداً لا يحصى من الآليات الأمنية فعلى سبيل
المثال يتعين على غالبية المتعاملين الالتزام المطلق بحدود " Limits " لا يجوز لهم
تخطيها كما تكاد تكون قاعدة عامة متبعة في كل مكان أنه لا يسمح لهم بالتعامل إلا مع
إطراف ثبت أنهم أهل للاقتراض كذلك تتوافر مؤسسات التسوية الشبيهة بمؤسسة
(Euroclear) على مبالغ معدة للإقراض وعلى صناديق لديها احتياطي من الأوراق المالية
وذلك لمواجهة الاختناقات المحتملة في السيولة ومع هذا أليس بوسع الخبراء الأمنيين
الساهرين على تشغيل ماكينة المال العالمي لا بالتقنية الحديثة ولا بالفحص الدءوب
تفادي أكثر ما يرعب الساهرين على تشغيل النظم التقنية العملاقة؟ إنه الخطأ البشري
حقاً لن تكون لهذا الخطأ أهمية تذكر بالنسبة إلى جمهور المتعاملين في المكاتب أو في
قاعة البورصة مادام حالة خاصة فردية فخسارة هذا ستكون عندئذ ربحاً عند الأخر إلا أن
الخطأ مرض معد في التسابق العالمي على جني الأرباح الوطنية وكذلك المصارف الموجودة
فيها حسابات الزبائن المعنيين بتسليم وتسديد المبالغ وهكذا وعلى الرغم من التجهيزات
الإلكترونية والتشابكات العالمية المثلى يستغرق إنجاز المعاملات ثلاثة أيام.
وفي
الواقع يمكن أن يسبب هذا التأخير كارثة لمجمل عالم المال إذا استفحل الموقف فمن
الممكن جداً أن يستمر المتاجرون بعملياتهم بناء على الموارد التي توقعوا تسلمها على
الرغم من أن التيار المتدفق بقيمة تصل إلى المليارات قد توقف عن العمل في ناحية ما
ويحذر الاستراتيجي الأول لشؤون الاستثمارات الدولية لدى (Goldman sachs) والرئيس
الأسبق للمصرف المركزي في نيويورك (Gerald Corrigan) من هذه المخاطر قائلاً: "إن
تعثراً كبيراً في حلقة إنجاز المعاملات يمكن أن يؤدي إلى توقف أجزاء كبيرة من
النظام عن العمل" ويواصل حديثه قائلاً: فعندئذ يمكن أن تتحقق المقاطعة التي تثير
الرعب والناتجة عن وصول المتعاملين في السوق إلى قناعة مفادها أن أضمن شيء هو عدم
اتخاذ أي شيء وعدم تسديد الحسابات والقبض على الضمانات التي قدمتها الأطراف الأخرى
من المتعاملين والتمسك بها وعدم تسليم ماتم بيعه من أوراق مالية" ويمضي Corrigan
مؤكداً أن الأرصدة المالية التي ستخضع للحجز من هذا القبيل قد صارت عظيمة جداً وأن
حجم التعامل والمخاطر التي ينطوي. .
