المطري
الثانية ثلاثة أعوام تقريباً ، والمتقاعدون في محافظة تعز لم تضم أسماؤهم إلى جداول
المرتبات الخاصة بتنفيذ الإستراتيجية أي أنهم لم يتسلموا ريالاً واحداً مقابل
الزيادة المنصوص عليها والتي تقاضاها كامل موظفو الدولة بما فيهم المتقاعدون في
محافظة عدن، وبعض محافظات الجمهورية اليمنية، فهل تريدون من متقاعدي تعز أن يخرجوا
في شغب بالشوارع العامة في المحافظة؟
وهل أن الحق القانوني المنصوص عليه قانوناً والذي تتقاضاه جل موظفي الجهاز الحكومي
لا يأتي لشريحة إلا بعد المطالب والتعب، وتشكيل عصابات الشغب التي تهدد الأمن
والاستقرار والسلم الاجتماعي؟، مصد قوسي أن متقاعدي تعز أذا خرجوا إلى الشارع في
إعلان الشغب أسوة بأخوانهم المتقاعدين في المحافظات الجنوبية الذين لم يتسلموا حقهم
إلا بعد تنفيذ سلسلة الإجراءات والتدابير المطالبية" فإنهم معذورون في ذلك تمام
العذر لأنه قد طفح الكيل ، وأوشك السيل أن يبلغ الزبى ، فلماذا هذا التعنت ؟
ولمصلحة من ، تبقى حقوق متقاعدي تعز حبيسة الأدراج طوال هذه المدة؟! وإلى متى سيظل
الحال هكذا دون معالجة تذكر ؟! فلقد شبع متقاعدو تعز وعوداً كاذبة، وها هوالعام
الثالث على تنفيذ إستراتيجية الأجور والمرتبات المرجلة الثانية يدخل دون أن يلمس
المتقاعد في تعز حلولاً ناجحة ، فهذا تشويه لسمعة الدولة الموقرة التي بدأت وكأنها
تتنصل عن التزاماتها ،وواجباتها الجوهرية تجاه هذه الفئة التي قضت نحبها في خدمة
الدولة خدمة مضية متواصلة ، أم أنه الغضب العارم على هذه المحافظة الباسلة بسبب
مواقف سياسية سابقة ، كمظاهرات سبتمبر الشهيرةأبان حكم الاشتراكي في مرحلة
الانتقامية أثناء ممارسة الاشتراكي لدور السلطة والمعارضة في آن واحد ، والذي كان
بارعاً في إلهاب جذوه الحماس لدى المواطنين وتحريكهم؟! أم أنها حسابات مناطقية صرفة
أدت بالغضب على هذه المحافظة ، وعدم تسكين المتقاعدين في جداول المرتبات المتعلق
بالمرحلة الثانية من تنفيذ إستراتيجية الأجور والمرتبات؟، فالمتقاعدون في تعز
متضررون من هذه الإجراءات والتدابير أيما ضرر، فحال تنفيذ المرحلة الثانية
الإستراتيجية أجور والمرتبات قام التجار برفع أسعار السلع فوق ما هو معهود من رفع
جاءت الإستراتيجية لتعويض ، وتخفيف الضرر على المواطنين "في ظل التوجيهات الكريمة
لأبوي اليمانيين الذي يحس بألمهم وباني نهضة اليمن الحديث فخامة الرمز المشير/ علي
عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن
الأشاوس".
أقول أن الأسعار قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الإستراتيجية الوطنية
للأجور والمرتبات قد كانت رفعت فجاءت الإستراتيجية من أجل التخفيف على المواطنين،
وأثناء صرف مستحقات المرحلة الثانية من إستراتيجية الأجور والمرتبات قام التجار
المتلاعبين"الشرهين النهمين " إلى رفع الأسعار ثانية على نحو أفقد الموظفين
بالإحساس بأثر تلك الزيادة.
وخلاصة القول: أنه تضاعف رفع الأسعار ، وبقية
الموظفين ولله الحمد تمكنوا من الحصول على زيادة لم تخفف ، ولكنها أحسن مما فيش"
بيد أن المتقاعد الغلبان في تعز ظل ثلاثة أعوام ويعلم الله كم سوف يزداد انتظاره
براتب ضئيل يواجه غلاء الأسعار المضاعف ، ويواجه فيه نزق ملاك البيوت الذين
يرفعون إيجار البيوت مع اشتمامهم فقط بأن هناك زيادة ، فمعظمهم يتقاضون رواتباً لا
تزيد عن أربعة وثلاثين ألفاً لا تفي بالغرض، ولا تلبي احتياجات الأسرة الكبيرة،
فمعظم المتقاعدين في تعز يتحملون أسراً كبيرة لأنهم طاعنين في السن ومن الجيل
القديم الذي كان وما يزال لا يؤمن بتنظيم النسل باعتبار ذلك على حسب تصوراتهم
صرفاً وخروجاً عن الدين الإسلامي الحنيف الذي يبدون تمسكاً به" ، ولا تؤمن الوفاء
بمستلزمات المنزل الشهرية علاوة على مصاريف الأولاد الذين يدرسون في الجامعات
الحكومية ، فهذا حرام، ووزير المالية الأخ/ نعمان الصهيبي ومعالي وزير الخدمة
المدنية، يحيى الشعيبي مسائلاً أمام الله عزوجل يوم القيامة في المعاناة التي تسببا
فيها للشريحة الواسعة من المتقاعدين في محافظة تعز ، فهل لهما قلوب بحسابها ألم
المعاناة والشظف والعوز، ومد الأيدي للناس لأن الراتب لا يعطي قيمة الإيجار ولا يفي
بالمصروف الشهري للمنزل ، ولا يفي بغرض النفقات على الشباب العاطل الذي يواجه بطالة
مقنعة أو نفقات ذلك الشاب الذي يدرس في الجامعات الحكومية، إنها مأساة تعز الحالمة
، فها هم اليوم يجرعون السم والعلقم ، فأشنع مصيبة هي التي تكون في المال ، فيعلم
الله كم تبلغ ديون الواحد منهم التي اقترضوها ليسدوا العجز إلى ظهر تنفيذ المرحلة
الثانية من إستراتيجية الأجور والمرتبات ، فهذا حرام ، فمتقاعدو تعز إلى متى
سيحرمون من الزيادة القانونية؟! وهل سيتم صرف فوارقها لمدة ثلاثة أعوام أم أن عامين
سيلهفهم الفساد المخيم على كل شيء في هذا الوطن المعطاء ، وطن الثاني والعشرين من
مايو المجيد عام 1990م الذي نفتديه بالمهج ونذود عنه بالقلوب وإلى لقاء يتجدد ،
والله المستعان على ما يصفون.