شهاب
عبدالجليل الحمادي
عبدالجليل الحمادي
عندما ذهب موسى وهارون إلى فرعون وهو فرعون
المعروف بالشدة والجبروت والطغيان.
ذهبا إليه بأمر إلهي مضمونه أن يكون حوارهم
معه على أساس القول اللين: وليس التنفير.
والمهاجرين للحبشة قالوا لملكها ان
الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن نهاجر إليك وإلى بلادك وقال إن فيها ملك لا يظلم
عنده أحد.
وكان عليه الصلاة
والسلام غاية في التأدب في دعواه وفي رسائله لملوك الأرض في ذلك الحين، لدعوتهم
للإسلام ومثله كان أصحابه وخلفائه والمسلمون من العامة ورب كلمة أشعلت حرباً ضروساً
وكلمة حلت معضلات حسام.
وحتى مع تلقي الشتائم وأنواع الإساءات يفرض بنا ان
نتعامل مها بشيء من التسامح والدفع بالتي هي أحسن اقتداء بنبينا وصحابته وتعاليم
ديننا الحنيف، هذا النبي عليه الصلاة والسلام يمنع صحابته من إنزال الجزاء
بالاعرابي الذي بال في مسجده، من باب الاحسان إليه لتقريبه من فكره ودعوته، وهذا
أحد صحابته يرد على من أساء إليه بقوله له :" يا هذا لا تفرق في شتمنا ودع للصلح
موضعاً فإننا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه" متمثلاً لما بقول
الشاعر:- يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره ان أكون له مجيباً يزيد سفاهة وأزيد
حلماً *** كعود زاده الإحراق طيناً وإذا كانت تلك الأداب المفترضة في الحوار
والجدال والرد على الإساءة في حال العامة، فكيف إذا أردنا مخاطبة ولاة الأمر
والملوك والزعماء ....؟ الا يجب علينا ان نخاطبهم بما يليق وان نهذب الفاظنا وان
ينصح لهم بأسلوب يضمن لنا قبول النصح إذا كنا نريد النصيحة الحقة .
المقبولة من
المنصوح له أما إذا أطلقنا نصحنا مبطن بخبث سياسي يحمل طابع التهديد تارة والتحدي
أخرى فإن هذا النصح لو كان موجهاً حتى لأحد العامة أو للابن والأخ الصغير فلا يكن
مقبولاً، إلا إذا كان غرض الناصح عدم قبول المنصوح مسبقاً وهذا أمر آخر ومرد صاحبه
لربه الذي يعلم ما يخفي وما يظهر، المهم في الأمر ان لا ينعكس الأمر على العامة
أثناء نصح ولي الأمر بطريقة على نحو ما سمعنا بعيداً عن المألوف والمعتاد إذا انجر
ولي الأمر وراء ناصحين بكلمة حق أريد بها باطل، كما ان النصح ينبغي ان يأتي في
الوقت المناسب والمكان المناسب فلكل مقام مقال، ثم ان ولي الأمر هو بشر قد يخطئ
ويصيب في تصرفاته وأقواله، وليس معصوماً عن الوقوع في الخطأ وليس منزهاً من أي نقص
وإن زل وجب إقالة عثرته وإن أخطأ وجب النصح له لتصحيح خطأه وعدم اصطياد أخطائه لغرض
المزايدة أو المكايدة ان حدثت أو للتشهير به.
هناك أيضاً أمور يتطلب الأمر ان
تكون موجودة في الناصح كالحكمة والعقل والسن والاستقامة إضافة إلى عدم وجود مكسب
شخصي للناصح أو غرض وراء نصحه وكذا العلم كأمر هام لدى الناصح، المشكلة ان كثيرين
لا يجهلون كل ما سبق لكننا في طريق الجري وراء الغرب وتقليدهم والتثقيف السطحي
بثقافتهم قد نفلت كثيراً من أمور ديننا الذي لا ينقصه شيء ولم يترك جانباً من حياة
البشر إلا ونظمه فكيف يغفل عن تنظيم علاقة الراعي والرعية ونصح ولي الأمر.
لا
نوجه أصابع الاتهام إلى أحد ولا نتزلف لأحد لكننا نراقب ما يحدث اليوم على مخفى
ونستاء لما نسمع من هنا وهناك ونتسائل أين غابت حكمة اليمنيين الذين خلد القرآن
الكريم مبادئ الشورى التي رسموها في قدم الأزل وخلد مواقفهم في الوقوف إلى صف
الدعوة الإسلامية من بداياتها الأولى وتغلبهم لمصالح الدعوة على مصالحهم الضيقة،
دعاه سلم وسلام.
ان يمنيي الأمس كانوا مثالاً للتضحية والفداء لا ينظرون إلى ما
تحت اقدامهم ولا ينازعون الأمر أهله وليسوا دعاة فتن قد تغرق السفينة بما فيها فهل
يمنيي اليوم يدركون ما هم عليه من حالة غالب فيها الناصح الأمين وكثر فيه دعاة
الفتن الحاقدون بزي الناصحين وبمكر الثعالب، لكننا مع كل ذلك نتوجه إلى الرجال
أحفاد الرجال ونقول لهم إن لا تنساقوا وراء دعوة التشرذم والتقزم والعودة للوراء،
فاليمن بحاجة إليكم والمصائب مختبر الرجال ويتكون نصيحتكم لله ولرسوله ولائمة
المسلمين وعامتهم بأدب الحديث ودون مصلحة فردية دعائية وليكن النصح بحسب ما رباكم
عليه رسولكم الأعظم، خالصاً خالياً من أي شوائب أو مطامع.
وجزى الله المصائب كل
خيرٍ عرفت بها صديقي من عدوي وإلى لقاء آخر .
المعروف بالشدة والجبروت والطغيان.
ذهبا إليه بأمر إلهي مضمونه أن يكون حوارهم
معه على أساس القول اللين: وليس التنفير.
والمهاجرين للحبشة قالوا لملكها ان
الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن نهاجر إليك وإلى بلادك وقال إن فيها ملك لا يظلم
عنده أحد.
وكان عليه الصلاة
والسلام غاية في التأدب في دعواه وفي رسائله لملوك الأرض في ذلك الحين، لدعوتهم
للإسلام ومثله كان أصحابه وخلفائه والمسلمون من العامة ورب كلمة أشعلت حرباً ضروساً
وكلمة حلت معضلات حسام.
وحتى مع تلقي الشتائم وأنواع الإساءات يفرض بنا ان
نتعامل مها بشيء من التسامح والدفع بالتي هي أحسن اقتداء بنبينا وصحابته وتعاليم
ديننا الحنيف، هذا النبي عليه الصلاة والسلام يمنع صحابته من إنزال الجزاء
بالاعرابي الذي بال في مسجده، من باب الاحسان إليه لتقريبه من فكره ودعوته، وهذا
أحد صحابته يرد على من أساء إليه بقوله له :" يا هذا لا تفرق في شتمنا ودع للصلح
موضعاً فإننا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه" متمثلاً لما بقول
الشاعر:- يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره ان أكون له مجيباً يزيد سفاهة وأزيد
حلماً *** كعود زاده الإحراق طيناً وإذا كانت تلك الأداب المفترضة في الحوار
والجدال والرد على الإساءة في حال العامة، فكيف إذا أردنا مخاطبة ولاة الأمر
والملوك والزعماء ....؟ الا يجب علينا ان نخاطبهم بما يليق وان نهذب الفاظنا وان
ينصح لهم بأسلوب يضمن لنا قبول النصح إذا كنا نريد النصيحة الحقة .
المقبولة من
المنصوح له أما إذا أطلقنا نصحنا مبطن بخبث سياسي يحمل طابع التهديد تارة والتحدي
أخرى فإن هذا النصح لو كان موجهاً حتى لأحد العامة أو للابن والأخ الصغير فلا يكن
مقبولاً، إلا إذا كان غرض الناصح عدم قبول المنصوح مسبقاً وهذا أمر آخر ومرد صاحبه
لربه الذي يعلم ما يخفي وما يظهر، المهم في الأمر ان لا ينعكس الأمر على العامة
أثناء نصح ولي الأمر بطريقة على نحو ما سمعنا بعيداً عن المألوف والمعتاد إذا انجر
ولي الأمر وراء ناصحين بكلمة حق أريد بها باطل، كما ان النصح ينبغي ان يأتي في
الوقت المناسب والمكان المناسب فلكل مقام مقال، ثم ان ولي الأمر هو بشر قد يخطئ
ويصيب في تصرفاته وأقواله، وليس معصوماً عن الوقوع في الخطأ وليس منزهاً من أي نقص
وإن زل وجب إقالة عثرته وإن أخطأ وجب النصح له لتصحيح خطأه وعدم اصطياد أخطائه لغرض
المزايدة أو المكايدة ان حدثت أو للتشهير به.
هناك أيضاً أمور يتطلب الأمر ان
تكون موجودة في الناصح كالحكمة والعقل والسن والاستقامة إضافة إلى عدم وجود مكسب
شخصي للناصح أو غرض وراء نصحه وكذا العلم كأمر هام لدى الناصح، المشكلة ان كثيرين
لا يجهلون كل ما سبق لكننا في طريق الجري وراء الغرب وتقليدهم والتثقيف السطحي
بثقافتهم قد نفلت كثيراً من أمور ديننا الذي لا ينقصه شيء ولم يترك جانباً من حياة
البشر إلا ونظمه فكيف يغفل عن تنظيم علاقة الراعي والرعية ونصح ولي الأمر.
لا
نوجه أصابع الاتهام إلى أحد ولا نتزلف لأحد لكننا نراقب ما يحدث اليوم على مخفى
ونستاء لما نسمع من هنا وهناك ونتسائل أين غابت حكمة اليمنيين الذين خلد القرآن
الكريم مبادئ الشورى التي رسموها في قدم الأزل وخلد مواقفهم في الوقوف إلى صف
الدعوة الإسلامية من بداياتها الأولى وتغلبهم لمصالح الدعوة على مصالحهم الضيقة،
دعاه سلم وسلام.
ان يمنيي الأمس كانوا مثالاً للتضحية والفداء لا ينظرون إلى ما
تحت اقدامهم ولا ينازعون الأمر أهله وليسوا دعاة فتن قد تغرق السفينة بما فيها فهل
يمنيي اليوم يدركون ما هم عليه من حالة غالب فيها الناصح الأمين وكثر فيه دعاة
الفتن الحاقدون بزي الناصحين وبمكر الثعالب، لكننا مع كل ذلك نتوجه إلى الرجال
أحفاد الرجال ونقول لهم إن لا تنساقوا وراء دعوة التشرذم والتقزم والعودة للوراء،
فاليمن بحاجة إليكم والمصائب مختبر الرجال ويتكون نصيحتكم لله ولرسوله ولائمة
المسلمين وعامتهم بأدب الحديث ودون مصلحة فردية دعائية وليكن النصح بحسب ما رباكم
عليه رسولكم الأعظم، خالصاً خالياً من أي شوائب أو مطامع.
وجزى الله المصائب كل
خيرٍ عرفت بها صديقي من عدوي وإلى لقاء آخر .
