السكسكي
فعند ذلك يغريني دائماً في بلد الإيمان والحكم حب الاستطلاع إلى كل وزارات الدولة
فوزارة الأوقاف والارشاد التي عينت بها موظفاً عادياً فدائماً أشعر بدفئ عجيب كلما
أديت عملاً فيها يخدم الوطن والمواطن إنه من ذلك الدفئ الذي يتسرب إلى القلب فينعش
الذاكرة ينشط الجسد فليس مهما ما كنا وما نكون بل المهم هو ان نكون وماذا
سنكون؟ إننا نستطيع في تلك الوزارة
ان نحفر نقوشاً على ذاكرة التاريخ فعندما تمر بتلك الوزارة تتصاعد إلى أذنيك كلمات
ظالمة غير مميزة تسمعها دائماً هناك من أمثال تلك الكلمات ما هو الجديد والمتغير
فيها؟ لا شك ولا ريب ان عند هذا السؤال تفرز كثيراً من علامات الاستفهام وتثير
عدداً من التساؤلات حول المستجدات والمتغيرات التي من المواقع فلا غرو في قولنا من
ان أكبر المنجزات والمستجدات والمتغيرات فيها هو إنهاء المحسوبية وقلعها من جذورها
خصوصاً في هذه الأيام والناس يتوافدون لأداء فريضة الحج فقد كان الغلابة من
الموظفين منحطين لوجود تلك الصفة التي ما أنزل الله بها من سلطان ويصل الموظف
أحياناً إلى تشتت ذهني وتشرد فكري بسبب المحسوبية المثقلة بطبقات الغبار الذي لا
تنفضه يد ولا تغسله دمعة بكاء إنه ومن دواعي السرور منذ ان عُين القاضي/ حمود
عبدالحميد الهتار وزيراً لهذه الوزارة فقد أميتت تلك الصفة النتنة ورمى بها وراء
الحيطان.
ان كافة الشهوات تعود إلى غريزة واحدة فهناك مثلاً حب السيطرة وطلب
الشهرة والحياء من الناس واتباع العظماء إنها تعود إلى الغريزة والمجتمع الواحد،
يقول احد الفلاسفة: ان الإنسان يستطيع إثبات وجوده عن طريق الفعل فالفعل هو محاولة
لتغيير الحالة الراهنة لتحقيق حالة أخرى مغايرة ففيه إلغاء لشيء وإثبات شيء آخر
فليس أي سلوك يسلكه الإنسان فعلاً لأن الفعل هو قدرة تغيير أوضاع في عالم الموجودات
ولا ينتج الفعل إلا عن حرية.
إن وزير الأوقاف حقق إيقاعاً متناغماً رغم تداول كل
الوشايات بالصندية فقد قاد التغيير الإداري ويمضي في الوزارة بأسلوب يسلط على لب
السؤال ولا يتحير بالوقوف عن خارجة وبيد أن عدداً من الاجتماعات خلال تسلمه الوزارة
أولت اهتماماً واسعاً لمناقشة المشكلات مستقبلاً في مجال العمل، أن رؤيته معمقة في
تفعيل الخطط والبرامج وتثمير الأنشطة والجهود وتحقيق الكفاءة في الأداء والمهام فقد
جسد النقلة النوعية في إطار تمثل أهداف الوزارة ..
والله من وراء القصد.