منيف
الهلالي
الهلالي
كثيرة هي المناشدات التي تطلقها مؤسسة الشموع
ومعها بعض المترعين بحب الوطن لوجهاء البلاد وحكمائها للإلتفات إلى المنعطف
الخطير الذي تمر عليه عربات الوطن ومطالبتهم وبإلحاح شديد بالعمل على إصلاح المسار
الوطني الذي يكاد يقذف بنا جميعاً إلى هاوية الضياع.
وغير أن كل هذه المناشدات لم تلامس آذان حكماء اليمن بل أن
هناك غشاوة تفصل مسامعهم عن الأصداء التي تدوّي بأرجاء اليمن وقد بُحّت بها أصوات
المناشدين.
لقد اختلفت الآراء في توصيف السبب الذي يقف حائلاً دون تحرك فعلي
لما تنشده المؤسسة وبعض الغيورين من أبناء هذا الوطن الحبيب ، فثمة من يقول أن
حكماء البلاد وجهابذة السياسة ناقمون على رأس هرم السلطة بسبب استحواذه على مصدر
القرار وتفرده بالحكم واستخدامه لسياسة الكروت في تعامله معهم حتى أن هذه الأسباب
وغيرها فرضت عليهم إدمان التشفّي بما تعانيه السلطة اليوم من حروب في الشمال وحراك
في الجنوب وتوتر في الوسط وانفلات أمني وفوضى في كل مكان وأعداء متربصين في الخارج
دون الإلتفات إلى المصير الحتمي الذي ينحدر بنا إلى الهلاك، إن استمرت الأمور على
ما هي عليه.
بينما تحدث البعض الآخر أن السبب يعود لإصرار السلطة على تجاهل
حكماء اليمن وكبار سياسييه وعدم اكتراثها بالمبادرات والحلول التي يقدمونها، حتى
وإن ظهرت مبادراتهم مغتسلة بالحس الوطني المهرق حد الوفاء.
كما أن السلطة تحاول
انتزاع الحلول من تحت أنياب الشر ومن بين مخالب الخطيئة بالاتكاء على المؤسسة
العسكرية التي تم هيكلتها وزرع الولاء المطلق بين أفرادها لمصلحة القيادة العليا
دون الوطن.
كثيرة هي الآراء التي تعلن عن نفسها هذه الأيام، في ظل حيرة
المواطن الذي تتجرعه الأحداث بكل تفاصيلها المؤلمة وتسلط عليه البؤس الذي كاد لا
ينفك عن جدار يومياته الغارقة في براكين المعانات التي تقع في مسار حياته المعيشية
السيئة.
أما حيرة المواطن المغلوب على أمره فهي في الحقيقة منطقية، منطقية
فعلاً، لأن الكل، سواءً المعارضة أو السلطة أو جميعهم يدَّعون الوطنية وبرامجهم
طافحة بمفرداتها المتوارية خلف الأوراق المكدسة حد الغياب.
وكلنا يعلم أن
الوطنية ليست شعاراً أو مفردات يسترزق بها هذا أو ذاك، ولا هي حصان يُستخدم في
مسابقات الفروسية، ولم تكن شعاعاً يضيء صناديق الإقتراع حتى يتم حصر الأصوات التي
تُقاسم لقمة عيش أصحابها. .
بل الوطنية ذلك المارد الذي ينتفض حين يأفل ويموت كل
هؤلاء ، إنها التربة التي تجري بمجرى الدم، تلك التي تعيدنا إلى عهد الخليقة
الأولى حين امتزج الروح بالطين. .
فليظهر اليوم دعاة الوطنية ومحبو الوطن، فكم
هو اليوم بحاجة إلى أرواح صادقة تحلق وترفرف في محرابه الشامخ حد الانهيار.
أنا
أعلم بأن هناك من سيتهم حروفي بالشتات واستهداف بعض الجهات وعدم المرور على بصيص
الأمل المتبقي للحلول الناجعة. .
وبالظهور المتقطع لكتاباتي الذي يؤكد أنها
معمولة حسب الطلب. . !! غير أني وقلمي الخاليين من الانتماء إلا للوطن ما زلنا ننزف
ألماً وحبراً مذ وطأة المماحكات والمكايدات أرض الملعب السياسي اليمني المحتقن حد
الانفجار.
صدقوني أيها القراء الأجلاء إن قلمي المتصوف ، الزاهد عن المال العام
والخاص يتجرع من الألم ما يسد الأفق وينزف من المعانات ما يروي صحاري العالم
. .
بيد أن لقمة العيش التي قُدر لي أن لا يكون قلمي مصدرها جعلت مني وأنا
أطاردها من مكان إلى آخر سبباً لكبت الكتابة التي يعتريها قلمي. .
ولهذا
فليعذرني القراء الذين وصلتني العديد من رسائلهم والتي في مجملها تتساءل عن غياب
مقالاتي المتواضعة.
عموماً وعودة إلى موضوعنا الرئيسي فإني أرى أن السلطة ممثلة
بفخامة الأخ/علي عبدالله صالح والذي نكن له كل الحب والتقدير والطاعة والتي نحن
مأمورون من الله سبحانه وتعالى أن نؤديها له ما لم يأمرنا بمعصية الخالق لا بد
أن يكون له التفاتة جادة إلى ما يطرحه الشرفاء والحكماء والعلماء من أبناء هذا
الوطن، الذي نتقاسم ملكيته جميعاً ، وأن لا ينفرد بالقرار في مثل هذا الوقت، بل
يحتضن الآراء الرشيدة بكل الحب الذي رضعه من ثدي هذه التربة الطاهرة، وأن يفتح
صدره أمام المبادرات الطافحة بخبرات السنين التي سطرها أولئك المخلصين من أبناء
اليمن بيراع أرواحهم ، وان لا يوصد أبواب قلبه الذي عهدناها مفتوحة أمام
المتعطشين لخدمة الوطن والمتعاونين لإخراجه من فم الزجاجة التي يحاول الأعداء
إهلاكه في قعرها. .
وبالتأكيد لن يتم هذا إلا حين يقوم صاحب الحكمة والرأي
السديد فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح باستدعاء كل أطياف العمل السياسي وكذلك
حكماء وعقلاء الوطن سواء أكانوا مستقلين أو في منظمات المجتمع المدني من أولئك
الذين لم تلطخ أياديهم بالدم المضرج به الوطن للجلوس إلى طاولة الحوار وطي صفحة
الماضي وتحكيم العقل والتعاون لإخراج الوطن من سراديب الظلام والتي قسراً وجد فيها
. .
وهذا العمل برأيي سيكون موازياً للمنجز العظيم المتمثل بالوحدة التي تحققت في
22من مايو عام 90م يوم أن عمّدتها دموع الفرحة التي تساقطت من المقل المنتشية فرحاً
لتكتب بذرات الرمل على جدار الزمن : "الوحدة خلود".
لك الله يا وطناً يبتسم
ومقلتيه يعتصرهما الدمع.
ومعها بعض المترعين بحب الوطن لوجهاء البلاد وحكمائها للإلتفات إلى المنعطف
الخطير الذي تمر عليه عربات الوطن ومطالبتهم وبإلحاح شديد بالعمل على إصلاح المسار
الوطني الذي يكاد يقذف بنا جميعاً إلى هاوية الضياع.
وغير أن كل هذه المناشدات لم تلامس آذان حكماء اليمن بل أن
هناك غشاوة تفصل مسامعهم عن الأصداء التي تدوّي بأرجاء اليمن وقد بُحّت بها أصوات
المناشدين.
لقد اختلفت الآراء في توصيف السبب الذي يقف حائلاً دون تحرك فعلي
لما تنشده المؤسسة وبعض الغيورين من أبناء هذا الوطن الحبيب ، فثمة من يقول أن
حكماء البلاد وجهابذة السياسة ناقمون على رأس هرم السلطة بسبب استحواذه على مصدر
القرار وتفرده بالحكم واستخدامه لسياسة الكروت في تعامله معهم حتى أن هذه الأسباب
وغيرها فرضت عليهم إدمان التشفّي بما تعانيه السلطة اليوم من حروب في الشمال وحراك
في الجنوب وتوتر في الوسط وانفلات أمني وفوضى في كل مكان وأعداء متربصين في الخارج
دون الإلتفات إلى المصير الحتمي الذي ينحدر بنا إلى الهلاك، إن استمرت الأمور على
ما هي عليه.
بينما تحدث البعض الآخر أن السبب يعود لإصرار السلطة على تجاهل
حكماء اليمن وكبار سياسييه وعدم اكتراثها بالمبادرات والحلول التي يقدمونها، حتى
وإن ظهرت مبادراتهم مغتسلة بالحس الوطني المهرق حد الوفاء.
كما أن السلطة تحاول
انتزاع الحلول من تحت أنياب الشر ومن بين مخالب الخطيئة بالاتكاء على المؤسسة
العسكرية التي تم هيكلتها وزرع الولاء المطلق بين أفرادها لمصلحة القيادة العليا
دون الوطن.
كثيرة هي الآراء التي تعلن عن نفسها هذه الأيام، في ظل حيرة
المواطن الذي تتجرعه الأحداث بكل تفاصيلها المؤلمة وتسلط عليه البؤس الذي كاد لا
ينفك عن جدار يومياته الغارقة في براكين المعانات التي تقع في مسار حياته المعيشية
السيئة.
أما حيرة المواطن المغلوب على أمره فهي في الحقيقة منطقية، منطقية
فعلاً، لأن الكل، سواءً المعارضة أو السلطة أو جميعهم يدَّعون الوطنية وبرامجهم
طافحة بمفرداتها المتوارية خلف الأوراق المكدسة حد الغياب.
وكلنا يعلم أن
الوطنية ليست شعاراً أو مفردات يسترزق بها هذا أو ذاك، ولا هي حصان يُستخدم في
مسابقات الفروسية، ولم تكن شعاعاً يضيء صناديق الإقتراع حتى يتم حصر الأصوات التي
تُقاسم لقمة عيش أصحابها. .
بل الوطنية ذلك المارد الذي ينتفض حين يأفل ويموت كل
هؤلاء ، إنها التربة التي تجري بمجرى الدم، تلك التي تعيدنا إلى عهد الخليقة
الأولى حين امتزج الروح بالطين. .
فليظهر اليوم دعاة الوطنية ومحبو الوطن، فكم
هو اليوم بحاجة إلى أرواح صادقة تحلق وترفرف في محرابه الشامخ حد الانهيار.
أنا
أعلم بأن هناك من سيتهم حروفي بالشتات واستهداف بعض الجهات وعدم المرور على بصيص
الأمل المتبقي للحلول الناجعة. .
وبالظهور المتقطع لكتاباتي الذي يؤكد أنها
معمولة حسب الطلب. . !! غير أني وقلمي الخاليين من الانتماء إلا للوطن ما زلنا ننزف
ألماً وحبراً مذ وطأة المماحكات والمكايدات أرض الملعب السياسي اليمني المحتقن حد
الانفجار.
صدقوني أيها القراء الأجلاء إن قلمي المتصوف ، الزاهد عن المال العام
والخاص يتجرع من الألم ما يسد الأفق وينزف من المعانات ما يروي صحاري العالم
. .
بيد أن لقمة العيش التي قُدر لي أن لا يكون قلمي مصدرها جعلت مني وأنا
أطاردها من مكان إلى آخر سبباً لكبت الكتابة التي يعتريها قلمي. .
ولهذا
فليعذرني القراء الذين وصلتني العديد من رسائلهم والتي في مجملها تتساءل عن غياب
مقالاتي المتواضعة.
عموماً وعودة إلى موضوعنا الرئيسي فإني أرى أن السلطة ممثلة
بفخامة الأخ/علي عبدالله صالح والذي نكن له كل الحب والتقدير والطاعة والتي نحن
مأمورون من الله سبحانه وتعالى أن نؤديها له ما لم يأمرنا بمعصية الخالق لا بد
أن يكون له التفاتة جادة إلى ما يطرحه الشرفاء والحكماء والعلماء من أبناء هذا
الوطن، الذي نتقاسم ملكيته جميعاً ، وأن لا ينفرد بالقرار في مثل هذا الوقت، بل
يحتضن الآراء الرشيدة بكل الحب الذي رضعه من ثدي هذه التربة الطاهرة، وأن يفتح
صدره أمام المبادرات الطافحة بخبرات السنين التي سطرها أولئك المخلصين من أبناء
اليمن بيراع أرواحهم ، وان لا يوصد أبواب قلبه الذي عهدناها مفتوحة أمام
المتعطشين لخدمة الوطن والمتعاونين لإخراجه من فم الزجاجة التي يحاول الأعداء
إهلاكه في قعرها. .
وبالتأكيد لن يتم هذا إلا حين يقوم صاحب الحكمة والرأي
السديد فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح باستدعاء كل أطياف العمل السياسي وكذلك
حكماء وعقلاء الوطن سواء أكانوا مستقلين أو في منظمات المجتمع المدني من أولئك
الذين لم تلطخ أياديهم بالدم المضرج به الوطن للجلوس إلى طاولة الحوار وطي صفحة
الماضي وتحكيم العقل والتعاون لإخراج الوطن من سراديب الظلام والتي قسراً وجد فيها
. .
وهذا العمل برأيي سيكون موازياً للمنجز العظيم المتمثل بالوحدة التي تحققت في
22من مايو عام 90م يوم أن عمّدتها دموع الفرحة التي تساقطت من المقل المنتشية فرحاً
لتكتب بذرات الرمل على جدار الزمن : "الوحدة خلود".
لك الله يا وطناً يبتسم
ومقلتيه يعتصرهما الدمع.