;

إيراني ـ صهيو أوروبي ـ أمريكي مشروع الشرق الأوسط الكبير .. اليمن قلب الهدف!! 964

2009-11-21 05:01:17

عبدالوارث
النجري


لاتزال الكثير من النخب السياسية في الوطن اليمني
بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام غير ومصدقة أن ما يجري في اليمن والسودان والصومال
ولبنان والعراق له علاقة بما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعلنت عنه وزيرة
الخارجية الأمريكية السابقة رايس أثناء الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان مؤخراً
والذي تهدف من خلاله الدول الاستعمارية الجديدة إلى تقسيم الدول
العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها من
خلال إثارة النعرات الطائفية والقبلية والحزبية والأسرية والمذهبية وغيرها، الأمر
الذي يساعد تلك الدول الاستعمارية على احتلال البلاد العربية وحشد قواتها إلى كل
دول بسهولة ويسر تحت عدة مسميات منها محاربة عناصر القاعدة ومحاربة الأنظمة
الدكتاتورية ومنح شعوب تلك الدول الحرية والديمقراطية بطريقتها الخاصة ومحاربة
القرصنة، وإيقاف الحروب الطائفية والحدودية المشتعلة وغيرها.
الحرب الإسرائيلية
على لبنان: بسبب اختطاف جندي إسرائيلي من قبل عناصر حزب الله الشيعي في جنوب لبنان
شنت القوات الإسرائيلية حرباً ضروساً على الشعب اللبناني وأسقطت الطائرات
الإسرائيلية أطناناً من المتفجرات والقنابل العنقودية المحرمة دولياً على بيروت
وضواحيها ولا تزال آثارها تفتك بالأطفال والنساء والشيوخ اللبنانيين إلى اليوم، في
تلك الحرب قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف كامل للبنية التحتية في لبنان من طرق
وجسور وشبكة كهرباء ومياه وغيرها أما الحرب البرية فكانت مجرد مناوشات بين القوات
الإسرائيلية وعناصر حزب الله المسلحة، وهو مخطط إيراني صهيو أوروبي أمريكي أوهموا
الشعب اللبناني، بل الشعب العربي أن حزب الله هو من خرج منتصراً في تلك الحرب،
أطنان من القنابل العنقودية سقطت على رؤوس اللبنانيين وحسن نصر الله يتحدث عن نشوة
النصر والانتصار ويمن على الشعب اللبناني والقوى السياسية في لبنان بأنه لولاه
لكانت إسرائيل قد سحقت لبنان ، وهو ما قامت به بالفعل وبعد الحرب أشعل نصر الله
وحزبه في لبنان فتنة وأزمة لا تزال النخب السياسية والقيادات الحزبية وحكماء لبنان
يتجرعون آثارها إلى اليوم، دمرت لبنان أثناء الحرب ولم يلمس أبناء وشعب لبنان أي
مساعدة ونصرة من قبل إيران حتى ولو بصاروخ واحد، لكن الحكمة والحنكة السياسية
اللبنانية فوتت ولا تزال الفرصة على حلفاء الشرق الأوسط الكبير وظل الحوار والنقاش
هو الوسيلة الوحيدة لحل كافة المشاكل والشروط التعجيزية التي يتم فرضها عليهم من
قبل أذناب ذلك التحالف في الداخل.
الحرب على غزة عندما فشل حلفاء هذا المخطط
المسمى ب"الشرق الأوسط الكبير" في لبنان قامت إسرائيل بتوجيه حرب شرسة على أبناء
غزة العزل وذلك بهدف القضاء على العناصر المسلحة للحركات الإسلامية المقاومة
للاحتلال وفي مقدمتها حركة حماس، وارتكبت القوات الإسرائيلية أبشع جريمة شهدها
التاريخ المعاصر بحق أطفال فلسطين ونساء وشيوخ فلسطين،ومع ذلك لم تحرك الجمهورية
الإيرانية الإسلامية ساكناً ولم نشاهد أي صاروخ إيراني يسقط في تل أبيب، مع أن
إيران ثبت الدعايات بدعمها لحركة حماس ويساندها في بث تلك الدعايات الموساد
الإسرائيلي والمخابرات الأوروبية،والهدف من ذلك ليس معادات إيران من قبل إسرائيل
والغرب وإنما لغرض إيجاد تعاطف وشعبية للدولة الفارسية بين أوساط المسلمين وأبناء
الوطن العربي بشكل خاص هذا من جانب، ومن جانب آخر خلق المشاكل الدفينة والمعاداة
بين أنظمة الحكم العربي بلاشك يسهم وبشكل مباشر في إشعال الفتنة داخل المجتمع
العربي المسلم ، مع أن الجميع يعلم حجم الدعم الذي تقدمه الشعوب العربية للقضية
الفلسطينية وللشعب الفلسطيني منذ قدوم الاحتلال وإلى اليوم وخلال مسيرة النضال
الفلسطيني، حيث كانت ولاتزال القدس المحتلة وفلسطين الحبيبة هي القلب النابض للوطن
العربي، ولم يدرك الأخوة الفلسطينيون ذلك منذ أن حاولت إيران أن تجد لها موقعاً في
دعمهم حتى ولو كانت مجرد إشاعات حتى وقعت الخلافات والمشاكل والانقسامات بين رفقاء
النضال الفلسطيني وإلى اليوم، وهذه هي بالفعل آثار المخطط الجديد والمسمى بالشرق
الأوسط الكبير انقسامات وخلافات في لبنان وكذا في فلسطين والبقية تتبع.
هل
ستكون البداية من اليمن؟ هذا ما يطمح إليه حلفاء المشروع "الإيراني صهيو أوروبي
أمريكي" والمسمى بالشرق الأوسط الكبير ، فبعد انتهاء الحرب الصهيونية على غزة سعت
مخابرات الدول المتحالفة لإثارة ما يسمى بالقرصنة في خليج عدن والمحيط الهندي،
تزامن ذلك مع نشاط غير عادي لما يسمى بالحراك في بعض المحافظات الجنوبية ،وتحت مبرر
القراصنة الصوماليين حشدت دول التحالف أساطيلها الحربية إلى باب المندب والمياه
الإقليمية اليمنية وخليج عدن، وكانت الأساطيل والبوارج الإيرانية في المقدمة، يأتي
هذا في الوقت الذي واصل ما يسمى الحراك وعناصره نشاطاتهم وصولاً إلى الذروة وخروج
المدعو البيض من صمت دام قرابة خمسة عشر عاماً ، وصار الانفصال وفك الارتباط وجهان
لعملة واحدة في سوق العمالة والارتهان، وتحولت بعض المطالبات الحقوقية إلى مبررات
وهمية لتنفيذ أجندة ومشاريع خارجية، ومن هنا والتزامن مع بداية الحرب السادسة على
المتمردين الحوثيين وإعلان نقل قيادة قاعدة الجزيرة العربية إلى اليمن، بدت الخريطة
الجديدة المراد رسمها لليمن واضحة فالشمال إقليم شيعي اثنى عشري وحضرموت ومأرب
وشبوة مرتع خصب لعناصر القاعدة وأنشطتهم والجنوب سلطنات ودويلات صغيرة، وللأسف هذا
المشروع سبق وأن تم اقتراحه على قيادة البلاد تحت مسمى الحكم الذاتي بديلاً عن
الحكم المحلي واسع الصلاحيات الذي تهدف الدولة إلى تجسيده. . ولعل المتتبع للأحداث
المحلية يجد أن هناك مصالح مشتركة للعناصر الثلاثة "القاعدة والحراك والحوثي" تصب
في اللاأمن والفوضى سواء من خلال إسقاط نظام صنعاء وإضعافه بحيث تبقى السيطرة
الفعلية للدولة على العاصمة صنعاء وما جاورها من محافظات، والسؤال الأهم في نهاية
حديثنا هذا هو هل للحزب الحاكم والمعارضة دور فيما وصلنا إليه اليوم؟ والجواب بلاشك
نعم وألف نعم فلولا فساد الحزب الحاكم وغروره وتكابره وتعنت وابتزاز المعارضة
ومماحكتها لما وصل الوطن إلى ما نحن عليه اليوم، والأمل لا يزال فقط مرهون بضمير
حكماء البلاد الذين لا يزال كل أبناء الشعب يراهنون على حلولهم ويأملون لقاءاتهم
وتشاورهم بما يصب في أمن ومصالح الوطن العليا وإنقاذه مما يحاك ضده من مخططات
ومؤامرات داخلية وخارجية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد