أبو زيد بن عبد القوي
السلام ؟! وهل رأيت أو سمعت أن نصرانياً سب أصحاب عيسى عليه السلام ؟! وهل سمعت أو
قرأت كتاباً ألفه نصراني أو يهودي وجعلوه مخصصاً لسب أصحاب عيسى أو أصحاب موسى
عليهما السلام وهم ما فتحوا قرية ولا انتصروا على عدو ولا شاركوا بمعركة !! ؟!!
الإجابة / يستحيل هذا الكلام !! وهو عندهم محال !! محال !! محال !! محال !!! فأقول :- تعال اقرأ معي ماذا يقول حسين
الحوثي في الصحابة الذين فتحوا الدنيا وانتصروا على الكفار والمرتدين وهزموا الفرس
والروم المارقين ؟! تحذير علماء الزيدية من حسين الحوثي لا زلت أعتقد أن ملازم حسين
بدر الدين الحوثي يجب أن تطوى ولا تروى منذ قرأت بيان علماء الزيدية في عام 2004م
قبل الحرب الأولى والذين اعتبروا ملازمة بدع وضلالات فقالوا : (وبناء على ما تقدم
رأى علماء الزيدية التالية أسماؤهم التحذير من ضلالات المذكور وأتباعه، وعدم
الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا تمت إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة وأنه
لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات ولا التأييد لها، ولا الرضاء بها، (ومن
يتولهم منكم فإنه منهم) وهذا براءة للذمة، وتخلص أمام الله من واجب التبليغ، والله
الموفق) (الموقعون : حمود عباس المؤيد، أحمد الشامي، محمد محمد المنصور، صلاح بن
أحمد فليته وآخرون) (البيان كاملاً في كتاب "تاريخ الإمامة الزيدية في اليمن"
للأستاذ الباحث المبدع عبد الفتاح البتول وفي موقع سبأ نيوز وغيرها من المواقع) لكن
أمام إصرار أتباعه على جعل هذه الملازم منهجاً يدرس في مراكزهم الصيفية ومقرراً
يلتزم بقراءتها الأتباع في السهول والجبال فقد وجب على كل طالب علم وعالم الرد
عليها بالتفصيل وكشف ما فيها من الضلال والأباطيل براءة للذمة وتخلص أمام الله من
واجب التبليغ وإنقاذاً للمخدوعين بالشعارات الحوثية الكاذبة.
تنبيه : لا تغتر
بأسماء الملازم !! قبل الدخول في الموضوع والنقل من ملازم حسين الحوثي أقول : لا
تغتر بأسماء ملازم حسين الحوثي التي جعل لها عنواناً عاماً (من هدي القرآن الكريم)
وعناوين فرعيه مثل "دروس من سورة المائدة" أو "دروس من سورة آل عمران" أو "عظمة
الله". . . .
الخ.
فليس فيها إلا لعن وسب الصحابة رضي الله عنهم والإتيان
بالخرافات والتمسك بالموضوعات والمضحكات !! فلا تفسير فيها ولا علم فقد ضرب بين
الحوثي وبين العلم بسد ليس له باب !! وما الأسماء إلا أحبولة للضحك على المغفلين
وخداع الجاهلين !! الصحابة ملطخون بالأخطاء والمساوئ !!! ما ترك حسين الحوثي كلمة
نابية إلا واستخدمها لذم الصحابة رضي الله عنهم وتنقصهم !! ومنها ما قاله في ملزمته
"معرفة الله - عظمة الله - الدرس السابع" حيث يقول في ص8 : (ألم نقل في مقام آخر إن
من الفخر لنا أن قدواتنا من أهل البيت ليسوا من أولئك الملطخين بعار المخالفة
للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الملطخين بالأخطاء والمساوئ والمواقف السيئة
فنجهد أنفسنا في الدفاع عنهم وفي تنميق مظهرهم.
قدواتنا من أهل البيت هم من
أولئك المنزهين المطهرين الكاملين في أنفسهم بإكمال الله لهم ممن يشرفنا أن نقتدي
بهم.
فأنت لا تخجل إذا ما قلت أن وليك الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عد
إلى الإمام علي عليه السلام تعرف على الإمام علي عليه السلام تجد أنه بالشكل الذي
يشرفك بالشكل الذي يجعلك تفتخر بأنه إمامك بأنك تتولاه.
ولكن أنظر إلى الآخرين
كيف يتعبون أنفسهم وهم دائماً يدافعون عمن يتولونهم يحرفون معاني القرآن من أجلهم
يحرفون معاني كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من اجلهم يعملون على أن
يحولوا سيئاتهم إلى حسنات يعملون على أن يقدموهم للأمة كأعلام.
ولكن يكفينا
شهادة على أنهم ليسوا ممن يمكن أن نفخر بهم إذا ما انتمينا إليهم أننا نجدكم أنتم
تتعبون أنفسكم وأنت تغطون على خطيئاتهم وعلى قصورهم ونقصهم) أقول : الجواب هو ما
تراه مفصلاً بالحجة والبرهان لا بأكاذيب أهل الباطل والبهتان !! ومن أهم وأوثق
مصادر الشيعة فإلى البيان الذي يكشف ويرد على هذا الجاهل الولهان : الحوثي ونهج
البلاغة حسين الحوثي مدح نهج البلاغة في أكثر من ملزمة ومنها قوله : (عندما تأتي
إلى رؤية الإمام علي عليه السلام تجد فيه شاهداً، رؤيته للحكاية، رؤيته للإنسان ؛
لذا جمع في نهج البلاغة ما قال عنه الكثير : (بأن الإمام علي صلوات الله عليه برز
عالماً فيلسوفاً بل قدوة في كل هذه الاتجاهات فبرز كعالم اجتماع، برز كعالم اقتصاد،
عالم نفس، مرشد، معلم في كل الاتجاهات، برز ذلك الشخص عظيماً يقدم رؤية حقيقة
وواقعية للحياة) (من هدي القرآن الكريم - ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام ص9
بتاريخ 19/ رمضان 1423ه) وقوله : (. . . . . . . . .
وفي ما نجد من نهج البلاغة من
فقرات جميلة جداً في الحديث في معرفة الله سبحانه وتعالى هؤلاء هم يدورون حول
القرآن. ) (معرفة الله - عظمة الله - الدرس السادس ص6) وها نحن ننقل من نهج البلاغة
لنرد عدوان الحوثي على الصحابة.
أقوال علي في الصحابة من نهج البلاغة يفتري على
أمة الإسلام أنها وضعت الأحاديث في فضل أصحاب خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام
!! ويزعم أنهم منحطون يحتاجون إلى تلميع - وهذا القول هو طعن في الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم قبل غيره إذ كيف رضي بمصاحبة المنحطين ؟!!!!! وكيف تزوج بامرأة
منحطة ؟!!!!! وهل يقول بهذا مسلم ؟!! - ويقول أنهم ملطخون الأخطاء بالأخطاء
والمساوئ !!!!! ولا يمكن أن نفخر بهم !!!! ويستعرض بكلامه الركيك الضعيف أمام
الجهلة الأغمار أصحاب البوادي والأرياف !!!! ولن أرد عليه أو أبين تهافت وكذب
أقواله من كتب أهل السنة أو غيرهم بل سأعتمد على كتب الشيعة والزيدية وسأبدأ بنقل
كلام علي رضي الله عنه من أهم كتاب عند جميع فرق الشيعة "نهج البلاغة" - كل النقول
الواردة من هذا الكتاب - فماذا يقول علي رضي الله عنه في الصحابة ؟ : ما أرى أحداً
يشبههم قارن بين كلام المخذول الحوثي وكلام علي رضي الله عنه في الصحابة لتعرف إلى
أي هوة سقط الحوثي ومن معه يقول علي رضي الله عنه في 1/189 : (لقد رأيت أصحاب محمد
صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا
سجداً وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم
.
كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم.
إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى
تبل جيوبهم.
ومادو كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء
الثواب) فيا لله من هذا الممخرق الكذاب الذي زعم أن الصحابة يحتاجون لمن يكذب من
أجلهم وها هو علي رضي الله عنه يمدحهم مدحاً لا مثيل له !! ميامين الرأي لقد أكثر
أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من مدح الصحابة في نهج البلاغة وغيره فهل كان
يلمعهم كما قال الحوثي ؟ بل كان يعير أصحابه المتخاذلين بالصحابة الأبطال الميامين
فيقول في 1/230 : (ولوددت أن الله فرق بيني وبينكم وألحقني بمن هو أحق بي منكم. قوم
والله ميامين الرأي مراجيح الحلم مقاويل بالحق متاريك للبغي.
مضوا قدماً على
الطريقة وأوجفوا على المحجة فظفروا بالعقبى الدائمة والكرامة الباردة) وهذه شهادة
علي رضي الله عنه تبطل وتدك وتكذب شهادة الحوثي !! وسلبوا السيوف أغمادها الواقع
يشهد بأن الإسلام قد انتصر وانتشر في بقاع الأرض وعلت رايته فوق القمم وتهاوت أمامه
رايات الكفر والباطل وكل هذا بعد الله عز وجل بفضل الصحابة رضي الله عنهم وهذا ما
يقوله علي رضي الله عنه في 1/234 - 235 (أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه
وقرأوا القرآن فأحكموه.
وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها
وسلبوا السيوف أغمادها.
وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً.
بعض
هلك وبعض نجا. لا يبشرون بالأحياء ولا يعزون عن الموتى.
مره العيون من البكاء
.
خُمس البطون من الصيام.
ذبل الشفاه من الدعاء.
صفر الألوان من السهر
.
على وجوههم غبرة الخاشعين.
أولئك إخواني الذاهبون.
فحق لنا أن نظمأ
إليهم ونعظ الأيدي على فراقهم. ) ونحن نقول للحوثي : أرأيت هذا الوصف الذي يعجز أهل
البلاغة والفصاحة عن الإتيان بمثله ؟ وفي من هذا الكلام ؟ إنه في الصحب الكرام !!
فهل كان علي رضي الله عنه يتعب نفسه في مدح الصحابة ؟ أم أن أقاويل الحوثي هي سفسطة
وخرافة للطعن في خيار الأمة ؟ قتال الآباء والأبناء والإخوان لقد زعم أن الحديث عن
الصحابة الكرام هو بسبب حاجتهم للتلميع وأن كل من يذكر فضائلهم فهو كذاب فماذا يقول
هذا الجاهل المفتون في قول علي رضي الله عنه فيهم في 1/236 : (فلقد كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وآله وإن القتل ليدور على الآباء والأبناء والإخوان والقرابات
فما نزداد على كل مصيبة وشدة إلا إيماناً ومضياً على الحق وتسليماً للأمر وصبر على
مضض الجراح) وها هو علي رضي الله عنه يفتخر بالصحابة فهل كان يغطي على خطيئاتهم
وقصورهم ونقصهم أم أن كلام الحوثي طنين ذباب وصرير باب؟ علي والخلفاء الثلاثة لا
أستطيع أن أنقل في هذه العجالة كل الثناء والمدح الذي صدر من أمير المؤمنين في حق
إخوانه الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه لذلك سأكتفي بالقليل لنكشف أكاذيب هذا الحوثي
الظليل !! فمما جاء في مدحهم الثلاثة قوله للخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله
عنه وقد استسفره الناس ليكلمه فقال له مبيناً منزلته وفضله : (إن الناس ورائي وقد
استفسروني بينك وبينهم ووالله ما أدري ما أقول لك ؟ ما أعرف شيئاً تجهله ولا أدلك
على أمر لا تعرفه.
إنك لتعلم ما نعلم.
ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا
خلونا بشيء فنبلغكهُ وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) كما صحبنا وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب أولى بعمل الحق منك
وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشيجة رحم منهما.
وقد نلت من
صهره ما لم ينالا) 2/68 أقول : أليست هذه تزكية عظيمة للخليفتين أبي بكر وعمر رضي
الله عنهما وبيان فضل عثمان رضي الله عنه ؟ ألا يكفي هذا الكلام ليلقم كل طاعن في
الثلاثة حجراً ؟ وماذا يقول الحوثي وغيره من أهل الضلال والفرقة في افتخار علي رضي
الله عنه بالخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ؟ علي وأبو بكر لن أتحدث عن العلاقة
الاجتماعية العظيمة بين علي وأبي بكر رضي الله عنهما ولن أذكر تفاصيل خدمة أسماء
بنت عميس زوجة الصديق لفاطمة سيدة نساء ألعالمين أثناء مرضها. . . . الخ لكن سأكتفي
بقول علي رضي الله عنه والذي يتحدث فيه عن مبايعته للصديق رضي الله عنه في أيام
الردة التي كانت تسعى إلى محق الإسلام لولا الصديق رضي الله عنه الذي وقف في وجهها
كالطود الشامخ حتى هزم المرتدين ونشر الدين وهزم الفرس والروم الضالين يقول علي رضي
الله عنه : (حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمد وملة
إبراهيم، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى في الإسلام ثلماً وهدماً، يكون
مصيبته أعظم علي من فوات ولاية أموركم، ألتي إنما هي متاع أيام قلائل، ثم يزول ما
كان منها، كما يزول السراب، فبايعت أبا بكر عند ذلك، ونهضت في تلك الأحداث، حتى زاغ
الباطل، وزهق، وكانت كلمة الله هي العليا، ولو رغم الكافرون، فصحبته مُناصحاً،
وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً، فلما احتُضر، بعث إلى عمر، فولاه، فسمعنا،
وأطعنا، وبايعنا، وناصحنا) نقلاً عن مستدرك نهج البلاغة للشيخ هادي كاشف الغطاء
ص119 - 120 والرسالة 62 نهج البلاغة.
اعترافات الشيعة كنت قد سقت في بحوث سابقة
العلاقة الوطيدة بين الخلفاء الأربعة وسقت أقوال علي رضي الله عنه في إخوانه
الخلفاء ونقلت كلامه في عمر رضي الله عنه من "نهج البلاغة" وسقت أسماء المصادر
الشيعية التي ذكرت زواج عمر رضي الله عنه بأم كلثوم بنت علي رضي الله عنها وحتى لا
نعيد ونكرر ما سبق فسأنقل اعترافات هامة لبعض الفضلاء من الشيعة - هناك فرق بين
الشيعة والرافضة وللأسف فقد غاب هذا الفرق عن كثير من الفضلاء بسبب قلة الاطلاع وإن
شاء الله نبين هذا في بحث قادم - الذين رجعوا إلى كتب الشيعة القديمة فوجدوا فيها
ما يدحض الأكاذيب ويرد على المفترين الضالين ومنها كتاب "حل الاختلاف بين الشيعة
والسنة في مسألة الإمامة" للعلامة الشيعي مصطفي حسيني طباطبائي وها أنا أسوق بعض ما
فيه لعل من خدع بالحوثي يرتدع ويرجع عن الباطل الذي هو فيه : علي وأولاده بايعوا
الخلفاء يقول العلامة الشيعي مصطفي حسيني طباطبائي في كتابه "حل الاختلاف بين
الشيعة والسنة في مسألة الإمامة" ص18 : (ونحن سنُثبت في المسألة الثانية أن سلوك
علي عليه السلام وأولاده الكرام مع الخلفاء الراشدين كان قائماً على البيعة لهم،
والاعتراف بحكمهم، ونأمل أن يكون هذا باعثاً على المزيد من التفاهم بين الفريقين،
ومخففاً للنزاع بين هذين الجناحين العظيمين للأمة الإسلامية) ويقول في ص27- 28 :
(وهكذا حال الإمام علي مولى المُتقين (ببيعته لمن سبقه من الخلفاء) دون حصول تنازع
وفرقة بين المسلمين، مما حفظ للخلافة والحكومة الإسلامية قوتها وقدرتها على تحقيق
الفتوحات الإسلامية العظيمة، وكثيراً ما كان يستشيره الخلفاء الراشدون في مختلف
القضايا والمسائل، فيقدم خالص نصحه، وإعانته) ويؤكد شرعية الخلفاء من خلال فعل علي
رضي الله عنه (الذي بايع فيه الخلفاء، ورضي بحكومتهم، وتأييده عليه السلام لهم،
وحُسن سيرته معهم، وإخلاصه لهم يدل على أن خلافتهم كانت شرعية في نظره) (نفس المصدر
ص36).
الثلاثة العظماء بعد أن يسوق كلام علي رضي الله عنه في نهج البلاغة -
ذكرناه عالياً تحت عنوان "علي والخلفاء الثلاثة" - ينقل ما جاء في كتب الشيعة بل
وكتب الاثنى عشرية فيقول العلامة الشيعي مصطفي حسيني طباطبائي في كتابه ص32 - 35 :
(وجاء هذا بعبارات واضحة في رسالة كتبها علي عليه السلام نقلها السيد ابن طاوس في
كتابه "كشف المحجة"، ورواها قبله محمد بن يعقوب الكليني في كتابه "الرسائل"، قال
فيها علي عن عمل أبي بكر : ". .
فولي أبو بكر، فقارب ، واقتصد. .
".
وقال
عن عُمر : "وكان عُمر مرضي السيرة من الناس عند الناس. .
".
والشواهد - من
كتب الشيعة القديمة - في هذا الأمر عديدة، منها ما جاء في رسالة كتبها علي عليه
السلام إلى مُعاوية بن أبي سفيان، ونقلها نصر بن مزاحم المنقري (توفي 212ه) في
كتابه المعروف "وقعة صفين"، الذي يُعد من أقدم الكتب التاريخية الموثقة، حيث نقل عن
علي عليه السلام كتابته لمعاوية : ". . .
وذكرت أن الله اجتبى له من المُسلمين
أعواناً، أيده الله بهم، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، فكان
أفضلهم زعمت في الإسلام، وأنصحهم لله ورسوله الخليفة، وخليفة الخليفة، ولعمري إن
مكانهما من الإسلام لعظيم، وإن المُصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، رحمهما الله،
وجزاهما بأحسن الجزاء، وذكرت أن عثمان كان في الفضل ثالثاُ، فإن يكن عُثمان
مُحسناً، فسيجزيه الله بإحسانه، وإن يك مسيئاً، فسيلقى رباً غفوراً، لا يتعاظمه ذنب
أن يغفره، ولعمر الله ؛ إني لأرجوا إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في
الإسلام، ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر. .
") يصلي خلفهم
ويناسبهم يسوق العلامة مصطفى طباطبائي الأدلة التي تثبت فضل الصحابة والعلاقة
المتميزة بينهم وبين علي رضي الله عنه فيقول في ص50-51 : (علاوة على ما ذكرناه، فإن
مما يزيد ما ذكرناه إثباتاً، علاقة علي عليه السلام الطيبة مع سابقيه من الخلفاء،
من الصلاة وراءهم، وتزويج ابنته أم كلثوم من الخليفة الثاني، وتسمية أولاده بأسماء
الخلفاء، وأمثال هذه الأمور التي يتفق على نقلها الشيعة والسنة) ثم يفصل وينقل
الأدلة الوافرة حتى من كتب الاثنى عشرية فيقول في ص53-56 : (روى محدث الإمامية في
القرن الأخير، الشيخ عباس القمي في كتابه : "مُنتهى الآمال" تحت عنوان : "ذكر أولاد
حضرة أمير المؤمنين عليه السلام" : " وكان لحضرة أمير المؤمنين عليه السلام - طبقاً
لما نقله الشيخ المفيد - سبعة وعشرون ولداً، أربعة منهم ؛ وهم : الإمام الحسن،
والإمام الحسين، وزينب الكبرى، الملقبة بالعقيلة، وزينب الصغرى الملقبة بأم كلثوم،
وحكاية تزويجها لعُمر مسطورة في الكتب، وصارت بعده ضجيعة عون ابن جعفر، وبعده زوجة
محمد بن جعفر. . .
" وجاء ما يثبت هذا التزويج في كتاب حديثي شيعي آخر (من كتب
الحديث الأساسية الأربعة) وهو كتاب "التهذيب" لمؤلفه شيخ الطائفة : محمد بن الحسن
الطوسي قال : "محمد بن الحسن (الطوسي) بإسناده. . .
عن جعفر عن أبيه عليه السلام
قال : ماتت أم كلثوم بنت علي وابنها زيد بن عُمر بن الخطاب في ساعة واحدة، لا يدري
أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخر، وصلي عليهما جميعاً".
وعن أسماء
أولاد علي، ينقل الشيخ عباس القمي في كتابه المذكور : "مُنتهى" الآمال : "أبو بكر
بن علي عليه السلام. . .
أمه ليلى بنت مسعود بن خالد" "ومن أبناء أمير المؤمنين
عليه السلام خمس ذكور : الإمام الحسن، والإمام الحسين، ومحمد بن الحنفية، وعباس،
وعمر الأكبر. .
".
وفي الكتاب نفسه ذكر من أولاد علي :"وعثمان ابن علي. . . ")
.