;

المؤتمر ينهش نفسه 827

2009-11-23 03:31:38

سعاد محمد
عبدالله


لا أدري هل هذا الاعتلال حكرٌ على المؤتمر الشعبي
العام وحده دون باقي الأحزاب الأخرى وأظنه كذلك لأني لم أسمع ولم أشاهد أن مرشحاً
عن أي حزب سياسي في أية انتخابات نيابية أو محلية قد تعرض للمنافسة من قبل مرشحين
من الحزب نفسه.

اليوم في الدائرة
"25" في مديرية المنصورة بمحافظة عدن أقر المؤتمر الشعبي العام مرشحه الأساسي
الدكتور/ مهدي عبدالسلام ، ويفترض أن تكون كل الأطر التنظيمية للمؤتمر ملتزمة لهذا
القرار لكن أن يقدم قيادي في المؤتمر نفسه على الترشح مستقلاً ومنافساً لمرشح
المؤتمر فالقضية فيها نظر وتدفعنا للتساؤل عن موقف قيادة المؤتمر في المحافظة
واللجنة الدائمة واللجنة العامة.
ماذا عن الالتزام التنظيمي؟ وإذا لم تكن قيادة
المؤتمر الحاكم قادرة على إلزام قيادات أطرها باحترام قراراتها ماذا عساها قادرة أن
تفعل؟.
البعض يحاول تبرير مثل هذا الاختلال أي عدم الالتزام بأنه ناتج عن
الديمقراطية والحرية التي يعيشها المؤتمر في داخله. .
ولكن حديث مثل ذلك قد ينطلي
على الشخص العادي لكني لا أعتقد أن الديمقراطية والحرية تعني الفوضى وعدم
الالتزام. .
فيمكننا القبول بمنافسة على الترشح قبل تسمية مرشح
المؤتمر. .
منافسة يكون ميدانها البيت المؤتمري ولكن بعد أن يتم الاتفاق بمنافسة
على مرشح بعينه فعلى الجميع الالتزام والعمل مع مرشح الحزب. .
إن السكوت على مثل
هذا الخرق من بين أبرز الأسباب التي أصابت المؤتمر بالمرض العضال.
في الشارع
العدني يدور الحديث عن المؤتمر الذي ينهش نفسه والمرشح المستقل أحمد عقيل باراس
الذي ينتمي للمؤتمر الحاكم والمضحك في الأمر أنه هو نائب رئيس الدائرة "25" لفرع
المؤتمر الشعبي العام. . .
وإذا ما أخذنا بمثل هذا الحديث وصحة مصادره يتبادر
إلينا سؤال ماذا تريد مثل تلك المراكز التي شتتها ذلك المرشح بتقديمها مرشحاً كهذا
بعدما عرف عنه من خلال عمله كمدير لثانوية عثمان عبده التي قادها إلى الخراب
وأوصلها إلى حالة يرى فيها أبناء عدن أنها وصمة عار في جبين تاريخ التعليم في
محافظة عدن.
ففي شهر يونيو الماضي كنت مشرفة في الامتحانات الوزارية في ثانوية
عثمان عبده التي يديرها المرشح المؤتمري "المستقل" وشاهدت بأم عيني كم هي سيئة
الأوضاع في ذلك الصرح العلمي. .
حيث تصل إلى ما لا يمكن القبول به حتى في أبعد
قرية نائية في أصغر محافظة ريفية. .
فأبسط حقوق الطالب لم يوفرها ذلك الرجل وأبسط
أمور العمل الإداري لم يقم به ذلك المدير "المرشح" الذي ظل نائماً طوال الإجازة
وعرضها الأجازة التي تسبق الامتحان الوزاري لتهيئة المدرسة له ولم يستيقظ من
نومته الكهفية تلك حتى رأى الطلاب صبيحة الامتحان يتخبطون باحثين عن قاعاتهم وأرقام
جلوسهم التي لم تسلم لهم وترك مهمة تسليمها لعباد الله الصالحين. .
تصوروا حجم
معاناة طلاب في يوم يكرم فيه المرء أو يهان لم يقم مديرهم بترتيب أرقام جلوسهم
فالأدبي اختلط بالعلمي. .
لم يقم بتنظيم مقاعدهم وأدراجهم. .
لم يقم بإصلاح
مراوح الفصل التي سيمتحنون فيها. .
لم يقم بتوفير كراسي وغرفة للملاحظين لفترة
الاستراحة. .
لم يقم بتوفير قطرة ماء لطلاب يمتحنون في قلب فصل الصيف معتمداً في
ذلك على أهل الخير على الرغم من توفر الميزانية لكل ذلك.
لكن تلك الآلام تهون
وتهون عندما نتفاجأ بطلاب شواربهم غطت وجوههم يجهشون بالبكاء لاكتشافهم بأنهم دون
أرقام جلوس وبالتالي سيحرمون من دخول الامتحان وذلك لأن مديرهم نسي أن يدرج أسماءهم
ضمن الكشوفات التي رفعت إلى الإدارة العامة للامتحانات.
والله أني في ذلك اليوم
بكيت معهم وتمنيت لحظتها بأن أكون وزيراً للتربية والتعليم لساعات حتى أقدم لهم
حلاً سحرياً وسريعاً على أن أرى دموعهم تنهمر. .
فأية أجواء تلك التي سيمتحن فيها
الطلاب وأي تحصيل علمي قد يجد طريقه إلى عقولهم في أجواء يسيطر عليها الخوف من عدم
تدارك المشاكل وتدارك الوقت الأصلي للامتحان بسبب ما حصل من ربكة. .
لكن بفضل
جهود المشرفين والمساعدين والمراقبين والملاحظين الموجودين في هذا المركز الامتحاني
تم التغلب على تلك المشكلات.
وما يحز في النفس أن بيننا من يدعم لاتساع مساحات
القبح في حياتنا. .
فمثلاً مدير في صرحٍ تربوي قاده إلى الدرك الأسفل من
الفشل. .
كيف لنا أن نقبل أن يتم الدفع به للترشح لعضوية مجلس النواب. .
هل
هانت على من يقفون خلف ذلك المرشح هذه الدائرة وأهلها حتى يدفعون بمثل ذلك الرجل
إلى أن يكون نائباً عنهم ونحن نعرف أنه على تلك الصفات من الخمول وعدم الإيمان
بقدسية الرسالة التي يحملها. .
لا يحترم مهنته ولم يلتزم لتنظيمه. .
من يدري
أن يصبح شخص بكل ما هو عليه وما عرفناه عنه نائباً نائماً في المجلس لا يستيقظ إلا
حين استلام مخصصاته المالية أو نائباً متمرداً قد يتم استقطابه للسير في ركب أولئك
النواب الذين انجروا خلف أصحاب الدعوات التخريبية. .
وبالتأكيد شخص بتلك
السلوكيات لا يستبعد أن يصبح في صف أولئك الذين أشرنا إليهم.
محطة: مسلسل النهش
المؤتمري لم يكن حكراً على الرجال المؤتمريين فكلنا سمع عن التربوية المؤتمرية عضوة
اللجنة الدائمة وفضيحة تزويرها لنتائج الطلاب ولتاريخ تعيينها الوظيفي هرباً من سن
التقاعد. .
وكيف أنها قامت بمعاقبة المعلمة التي اكتشفت التزوير وذلك بالتآمر مع
وكيل النيابة بإصدارهما أمر حبس للمعلمة لمدة أسبوع من أجل ضمان سكوتها مع العلم
بأن تلك المعلمة الشابة هي عضوة مؤتمرية كما أن عضوة اللجنة الدائمة قامت بمحاربة
وتهميش التربويين المؤتمريين الفاعلين داخل المديرية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد