;

الكوادر البشرية في صراع فاشل مع الكمبيوتر .."الحلقة «53» 742

2009-11-23 03:31:39

أشرنا في
الحقة السابقة إلى أن استيراد المستخدمين الهنود إلى كاليفورنيا لم يكن ذا بال إلا
أن الحال تغير بعد عشر سنوات منه في الواقع لهذه الصناعة، في الولايات المتحدة
الأمريكية وأوروبا الغربية واليابان ، ولم تعد الأمور كما كانت في السابق ، ففي
ألمانيا ألغى عمالقة صناعة الكمبيوتر ما يزيد عن عشرة آلاف فرصة عمل ، حقاً لم تكن
منافسة بنجالورا هي المسبب الرئيسي لهذا التطور ، إلا أن الأمر الذي لا شك فيه هو
أن توافر هذه المؤسسات على فروع لها هناك كان عاملاً مساعداً على
التطور. .

أضف إلى هذا أن هناك
الكثير من الشركات التي يتعين عليها معالجة كميات كثيرة من المعلومات قد استجابت
للعرض الذي قدمه لها الطرف الآخر من العالم فقد عهدت الخطوط الجوية السويسرية
والخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا إلى شركات ثانوية هندية بإنجاز أجزاء واسعة
من حساباتها وترك المصرف الألماني "deutsche bank " إلى الشركة التي يمتلكها في
بنجا لورا مهمة صيانة وتوسيع نظم معالجة المعلومات الإلكترونية E. D. V " SYSTEMS
في فروعة الخارجية وهنود أيضاً هم الذين قاموا بتطوير طرق السيطرة الإلكترونية على
رصيف الحافلات في ميناء بريمر وقاموا بوضع برامج لتوجيه عمليات مؤسسة انتركوب في
هامبروج المؤسسة التي تدير شبكة اتصالات خاصة بها والدافع للتوسع باتجاه الهند يكمن
أولاً وأخيراً في أن العاملين هناك قد تخرجوا من جامعات جيدة تدرس بالإنجليزية
وأنهم وبالرغم من هذا أرخص أجرا بكثير من زملائهم الشماليين وكان المتحدث بلسان
شركة الطيران السويسرية "هانس كرومر" قد صور دوافع التوجه إلى الهند عندما قال:
"بالأجر الذي ندفعه إلى السويسري بإمكاننا أن نشغل ثلاثة هنود" وأن نقل إصدار
فاتورات الدفع إلى هناك قد يساعد على التخلص من مائة وعشرين مستخدماً في زيورخ
وتوفير التكاليف بمقدار ثمانية ملايين فرنك سويسري في العام وفي الواقع فإن هذا كله
ليس سوى البدايات الأولى لا غير فمنذ عام 1990 هناك نصف مليون آخر في الكادر
المتخصص بعلم الحاسوب يتزاحم على السوق أعنى أولئك القادمين من روسيا وأوروبا
الشرقية فقد كلف الفرع الألماني لشركة I. B. M شركة في منسك بأن تقوم عبر الأقمار
الصناعية بأعمال الصيانة التي تعتمد اعتماداً كبيراً على الكادر البشري من ناحية
أخرى تكتب برامج الشركة الألمانية في مدينة ريجا وبرامج شركة دييس المملوكة من قبل
مؤسسة دايملر بنز في مدينة سانت بيترز يورغ.
ويفسر كارل هاينس أشينجر رئيس شركة
DEBIS هذا التحول فيقول " أن العرض هناك أكثر رخصاً مما هو في الهند.
ويؤيده في
هذا رينيه جوتن الخبير بشؤون الهند لدى سيمنز إذ يؤكد أن التكاليف قد ارتفعت في
الهند "وأننا نفكر في الانتقال إلى مكان آخر في أقرب وقت".
ومهما كانت الحال
فبالنسبة إلى هؤلاء العاملين في مجال نظم المعلومات بكل جد وإخلاص وبأجور زهيدة قد
بدأت السماء بالنسبة إليهم تتلبد إذ أخذ زميل آخر ينافسهم على نحو متنام وأكثر
رخصاً : أنه الكمبيوتر الذي لا قدرة لهم على مصارعته والانتصار عليه فالمطلعون على
بواطن الأمور في هذا القطاع من قبيل كارل شميتس من مؤسسة GESELLSCHOFTTUER يرون أن
العمل البشري في قطاع برامج الكمبيوتر "ظاهرة مؤقتة حتى أن كان زهيد الأجر فالتوسع
في إنتاج البرامج الجاهزة والتقدم في تطوير لغات جديدة في كتابة البرامج سيؤدي
قريباً حسب رأيه إلى ألا تكون هناك حاجة إلى العمل البشري إلا بصعوبة وأن استخدام
الأجهزة الجديدة سيمكن مبرمجاً واحداً في المستقبل من تأدية ما ينجزه اليوم مائة من
زملائه أنه حقاً لتنبؤ لا رحمة فيه لفئة مهنية كانت تعتبر حتى الآن طليعة التقدم
فإذا كان SCHMITZ على صواب فإن هذا يعني أنه لن يتبقى من المائتين ألف فرصة عمل في
صناعة البرامج الألمانية سوى ألفين فقط نعم ألفين لا غير.
ومع هذا هناك بعض
التطورات التي تعطي الكادر الفني العامل في مجال الكمبيوتر الأمل في أن ينمو الطلب
على مهنتهم ففي كل أنحاء العالم تركز شركات ا لاتصالات الهاتفية على إنشاء شبكات
عالية الأداء الأمر الذي يعني أن الحاجة إلى نظم تسيطر من خلالها على العمليات
ستنعش الطلب على خدمات النقل الإلكتروني للمعلومات المتعددة الجوانب فكتابه البرامج
المتعلقة بذلك ستتطلب عملاً وفيراً.
ففي عام 1995 زادت الشركات المتخصصة بوضع
برامج الكمبيوتر من عدد العاملين لديها مجدداً من ناحية أخرى سيختفي بفعل التوسع في
الاتصال المباشر من المهن الخدمية الأخرى فأمناء المحفوظات والمكتبات والعاملون لدى
الصحف المحلية وجرائد الإعلانات هؤلاء جميعاً سيفيضون عن الحاجة وحينما يتوافر أكبر
عدد من الأفراد على جهاز الكمبيوتر الخاص وعلى الهاتف المربوط بشبكة المعلومات
وحينما يكون بمستطاع الزبون اختيار ما يحتاج إليه من المعروض على مستوى العالم في
دقائق من دون أن يغادر منزله عندئذ سيفقد جزء كبير من العاملين فرص عملهم بلا
مراء.
ملايين الضحايا قرباناً للسوق العالمية إن الاقتصاد القائم على الجدارة
العالية والتكنولوجيا المتقدمة يتسبب عن طريق إعادة الهيكلة والتخلص من التعقيد
والروتين وما يتبع ذلك من تقليص في فرص العمل وتسريح للأيدي العاملة وفي تفاقم
البطالة وفي خفض عدد المستهلكين في مجتمع الرفاهية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد