مصطفى الدفعي
فلقاؤنا هذه المرة تم بعد اتصالات فيما بيننا واتفاق مسبق لنلتقي ونجلس كالعادة
ويعرف كل واحد أخبار الثاني بعد فترة انقطاع اللقاءات بالمقهى لانشغالات
شخصية.
وها نحن نعود اليوم للقاء
والجلوس لشرب الشاهي بالمقهى ونتفق على تكرار اللقاءات بالمقهى خاصة وأننا من رواد
المقهى بالإضافة إلى كوننا أصدقاء أعزاء.
عموماً خلال جلوسنا كان كل واحد يطمئن
على الآخر وعلى أخباره وقد كنا أنا والحاج سالم والأستاذ توفيق والوالد حسن نتبادل
الحديث الودي وإذا بالأخ/ أبو عمر يصيح قائلاً : أنظروا بالله عليكم إلى هذا الشاب
الذي يمر بالطريق أمامنا وانظروا إلى هيئته وملابسة التي فيها قلة أدب وعدم احترام
شخصيته كرجل "شعر طويل ، وقميص ضيق مفتوح من الصدر ، ويصل إلى نصف البطن ، وبنطلون
جنز إلى الركب" أيش هذا تقولوا أهله لا يراجعوه؟؟! أجبنا جميعاً أكيد ينصحونه ولكن
بعض الشباب يعتقد أن ذلك تدخل في حريته الشخصية، هنا قال أبو عمر:والله لا أدري هل
غباء مني لأني مش قادر أفهم أمور كثيرة وبدع وتقاليد هذا الزمن الرديء الذي أصبح
فيه كل شيء مباحاً حتى العيب والغلط وقلة الأدب كلها تحولت إلى حاجة أسمها حرية
شخصية وتوقف عن الحديث مذهولاً!.
هنا بدأ الأستاذ/ توفيق وهو تربوي متقاعد
بالحديث قائلاً أولاً: يا إخواني يجب أن نعرف الشيء الذي من المسلم به هو أن
الشعب اليمني له عاداته وتقاليده المحافظ عليها والتمسك به من مبادئ استمدها من
ديننا الإسلامي الحنيف ولكن نلاحظ شبابنا يحب تقليد الغرب من أجل التقليد
الأعمى. .
تحت مقولة "الموضة" ومجاراة أحداث التقاليد الغربية، ولكن هذه الأيام
أعجب ما شاهدته وأصابني حقيقة بالدهشة.
أن فتاة يمنية تجلس في مطعم طلابي في
أحد المعاهد وعبايتها مفتوحة الأزرار من تحت وتظهر بنطالها مقطوعاً من إحدى ركبتيها
وقد لاحظت ذلك بغير قصد وأنا أنتظر أبنتي الدارسة في نفس المعهد وكما عرفت أن ذلك
كان تقليداً لهذه الموضة والمنتشرة في فرنسا كما مر شاب من أمامي وهو دارس في نفس
المعهد وقد كان يضع كريماً على وجهه وحواجبه رفيعة جداً ورابط شعرة مثل النساء لأنه
كان طويل وبنطاله إلى خصره يظهر فيه علامة من مؤخرته وقميص دونكم قصير ضيق وقد
التقى بأصدقائه أمامي وجميعهم مع احترامي من هيئتهم لا ينتمون إلى أي مظاهر الرجولة
وأشياء أخرى يعجز القلم عن التعبير عنها. .
وهنا أتساءل هل هذه الموضات تضيف إلى
مقلدها شيئاً؟ وأظن أن الإجابة ستكون بالنفي.
وبدوري أضفت لا أدري ما موقف أهلهم
منهم وكيف تسمح لهم المدارس والكليات والمعاهد بدخولها وهم في هذه الهيئة يجلسون
بجانب الشباب الآخرين المحترمين الأحرى بنا أن نقلد الغرب في الأمور التي تفيدنا
وتضيف شيئاً مفيداً إلى وطننا العزيز مثل بدل الجهد من أجل المعرفة والالتزام
والنظام والعمل المخلص للوصول للنجاحات لاوساطه ومحسوبية. .
وغيرها من المظاهر
المستحدثة والتي أساءت أيما إساءة إلى يمنيتنا وعروبتنا والله من وراء
القصد.