أبوبكر علي الهنم
يصاب المرء بالدهشة وخيبة أمل شديدة لما وصل إليه
حال العرب اليوم ، بماذا يمكن أن نصف ما وصل إليه الحال من عداء وشحناء و احتقان
بين حكومتي وشعبي أكبر دولتين عربيتين ؟ لا يمكن وصفها إلا أنها حرب بكل معنى
الكلمة استعملت فيها كل الأسلحة ووصلت إلى حد سحب السفراء ولم تنقصها سوى المدافع
والطائرات ومن نعم الله تعالى أن جعل ليبيا تقع بينهما وإلا لجزمت بنشوب حرب فعلية
بينهما.
لقد احتفت الصحافة
الصهيونية بتلك الحرب أيما احتفاء وحق لها أن تفرح لأن العرب الذين كانت تخشاهم
أصبح شغلهم الشاغل التقاتل والتناحر فيما بينهم والنيل من بعضهم البعض ولأسباب
تافهة كمباراة في كرة القدم لقد أصبح قادة إسرائيل ينامون سعداء ملئ جفونهم وقد زال
الخطر عنهم نهائيا فقد أصبحنا نبحث عن عدو وهمي من أبناء جلدتنا ونسينا عدونا
الحقيقي.
إذا كان بقي في العرب عرق ينبض فإن هذا الحدث بما يحمله من أمر جلل
وكشف لسوءاتنا يجب أن لا يمر مرور الكرام ، على العرب أن يبحثوا في حالة العداء
والكراهية المستشرية بين أبناء دولهم فلم يعد التستر على ذلك حلا مجديا ، فمثلا من
ظمن عدة وقائع تنم عن احتقان وبغض منذ سنوات تم ضرب شاب ليبي حتى الموت من قبل
مصريين غاضبين على خلفية حادث سير عرضي وقد سمعت كلاما يندى له الجبين في قنوات
فضائية مصرية خصصت كل وقتها لشتم وسب شعب الجزائر والتهكم على شهداءه والطعن في
عروبته كما سمعت كلمات بذيئة لأول مرة يتم نطقها من على الشاشة ولا زالت حملة
التعبئة مستمرة حتى الآن وقد قابلت الجزائر كل ذلك بالصمت وعدم الرد في قناتيها
الفضائيتين وإظهار الفرح والاحتفال بالتأهل فقط.
ولكي نضع النقاط فوق الحروف
نقول إنه يجب على العرب الكف عن افتعال حروب هوائية لرفع شعبية زعمائهم أو لإلهاء
الناس عن مشاكلهم الحقيقة وقضاياهم المصيرية.
الحق إنه منذ البداية كان هناك
شتان بين تصرف قيادتي البلدين ، الرئيس المصري التقى باللاعبين قبل المباراة
وخاطبهم " إنها مسألة حياة أو موت "! بينما قال الرئيس الجزائري لفريق بلاده " لا
تنسوا أنكم ستقابلوا أشقاءكم" حاثاً إياهم على التحلي بالأخلاق والروح الرياضية ،
ولقد كان بإمكان مصر تفادي التأجيج مثلاً عن طريق تلبية طلب (الفيفا) بحماية حافلة
المنتخب الجزائري في خط سيرها من مطار القاهرة إلى فندق إقامتها بدلاً من تركها بلا
حماية في مرمى البلطجية والغوغاء وهي تعلم درجة الاحتقان التي وصل لها الشارع بسبب
التراشق الإعلامي وأتساءل ماذا لو كانت الحافلة تقل منتخب دولة أوروبية مثلا كيف
سيكون التأمين الأمني لها ؟ أعتقد أنه على الأخوة المصريين يقع عبئ أكبر وإن كانوا
بدؤوا يضيقون ذرعا من ذلك العبء المترتب على كون مصر " أم الدنيا " هي رأس ومصدر
قوة العرب ويجب أن لا يمن العرب على مصر العروبة بجنيها لبعض الفوائد والمصالح
مقابل ذلك الدور الريادي فهنيئا لها ذلك كما نرجو من الأشقاء في الكنانة أن لا
يخذلونا فقد سمعنا منهم من يقول أنه ليس عربي وانه مصري وبس وبعضهم يقول أن أصله
فرعوني ! وكأن انتمائهم للعروبة هو سبب كل تخلفهم وانسلاخهم من عروبتهم سينقلهم إلى
مصاف الدول المتطورة وسيحل كل مشاكلهم.
أن قوة مصر تكمن في قيامها بدورها العربي
والعالمي وليس الانكفاء على ذاتها كما يريد لها أعدائها.
لقد كنا نتمنى أن يتم
توجيه تلك الحشود التي تم تجييشها ونقلها عبر جسر جوي ضخم إلى الخرطوم إلى العدو
الحقيقي أو أن يتم على الأقل فتح المنافذ مع غزة وتسهيل مرور المساعدات الإغاثية من
الدول الأجنبية وجزاكم الله خيراً.
حال العرب اليوم ، بماذا يمكن أن نصف ما وصل إليه الحال من عداء وشحناء و احتقان
بين حكومتي وشعبي أكبر دولتين عربيتين ؟ لا يمكن وصفها إلا أنها حرب بكل معنى
الكلمة استعملت فيها كل الأسلحة ووصلت إلى حد سحب السفراء ولم تنقصها سوى المدافع
والطائرات ومن نعم الله تعالى أن جعل ليبيا تقع بينهما وإلا لجزمت بنشوب حرب فعلية
بينهما.
لقد احتفت الصحافة
الصهيونية بتلك الحرب أيما احتفاء وحق لها أن تفرح لأن العرب الذين كانت تخشاهم
أصبح شغلهم الشاغل التقاتل والتناحر فيما بينهم والنيل من بعضهم البعض ولأسباب
تافهة كمباراة في كرة القدم لقد أصبح قادة إسرائيل ينامون سعداء ملئ جفونهم وقد زال
الخطر عنهم نهائيا فقد أصبحنا نبحث عن عدو وهمي من أبناء جلدتنا ونسينا عدونا
الحقيقي.
إذا كان بقي في العرب عرق ينبض فإن هذا الحدث بما يحمله من أمر جلل
وكشف لسوءاتنا يجب أن لا يمر مرور الكرام ، على العرب أن يبحثوا في حالة العداء
والكراهية المستشرية بين أبناء دولهم فلم يعد التستر على ذلك حلا مجديا ، فمثلا من
ظمن عدة وقائع تنم عن احتقان وبغض منذ سنوات تم ضرب شاب ليبي حتى الموت من قبل
مصريين غاضبين على خلفية حادث سير عرضي وقد سمعت كلاما يندى له الجبين في قنوات
فضائية مصرية خصصت كل وقتها لشتم وسب شعب الجزائر والتهكم على شهداءه والطعن في
عروبته كما سمعت كلمات بذيئة لأول مرة يتم نطقها من على الشاشة ولا زالت حملة
التعبئة مستمرة حتى الآن وقد قابلت الجزائر كل ذلك بالصمت وعدم الرد في قناتيها
الفضائيتين وإظهار الفرح والاحتفال بالتأهل فقط.
ولكي نضع النقاط فوق الحروف
نقول إنه يجب على العرب الكف عن افتعال حروب هوائية لرفع شعبية زعمائهم أو لإلهاء
الناس عن مشاكلهم الحقيقة وقضاياهم المصيرية.
الحق إنه منذ البداية كان هناك
شتان بين تصرف قيادتي البلدين ، الرئيس المصري التقى باللاعبين قبل المباراة
وخاطبهم " إنها مسألة حياة أو موت "! بينما قال الرئيس الجزائري لفريق بلاده " لا
تنسوا أنكم ستقابلوا أشقاءكم" حاثاً إياهم على التحلي بالأخلاق والروح الرياضية ،
ولقد كان بإمكان مصر تفادي التأجيج مثلاً عن طريق تلبية طلب (الفيفا) بحماية حافلة
المنتخب الجزائري في خط سيرها من مطار القاهرة إلى فندق إقامتها بدلاً من تركها بلا
حماية في مرمى البلطجية والغوغاء وهي تعلم درجة الاحتقان التي وصل لها الشارع بسبب
التراشق الإعلامي وأتساءل ماذا لو كانت الحافلة تقل منتخب دولة أوروبية مثلا كيف
سيكون التأمين الأمني لها ؟ أعتقد أنه على الأخوة المصريين يقع عبئ أكبر وإن كانوا
بدؤوا يضيقون ذرعا من ذلك العبء المترتب على كون مصر " أم الدنيا " هي رأس ومصدر
قوة العرب ويجب أن لا يمن العرب على مصر العروبة بجنيها لبعض الفوائد والمصالح
مقابل ذلك الدور الريادي فهنيئا لها ذلك كما نرجو من الأشقاء في الكنانة أن لا
يخذلونا فقد سمعنا منهم من يقول أنه ليس عربي وانه مصري وبس وبعضهم يقول أن أصله
فرعوني ! وكأن انتمائهم للعروبة هو سبب كل تخلفهم وانسلاخهم من عروبتهم سينقلهم إلى
مصاف الدول المتطورة وسيحل كل مشاكلهم.
أن قوة مصر تكمن في قيامها بدورها العربي
والعالمي وليس الانكفاء على ذاتها كما يريد لها أعدائها.
لقد كنا نتمنى أن يتم
توجيه تلك الحشود التي تم تجييشها ونقلها عبر جسر جوي ضخم إلى الخرطوم إلى العدو
الحقيقي أو أن يتم على الأقل فتح المنافذ مع غزة وتسهيل مرور المساعدات الإغاثية من
الدول الأجنبية وجزاكم الله خيراً.
