الجدري
التوتر، ولعل من المضحك والمبكي أيضاً هو معرفة سبب توتر العلاقة بين دولتين
شقيقتين فالسبب كما يقال هي "لعبة كرة القدم"، وكان سبب حدوث التوتر هما جمهور
المشجعين لكل الفريقين من الدولتين الشقيقتين.
أقيمت المباراة في الخرطوم والجيش السوداني في حالة استنفار
قصوى تحسباً لما قد يحدث من جمهور المشجعين عقب انتهاء المباراة من كلا البلدين
ونستغرب أن يحدث مثل هذا الذي حدث وبسبب لعبة، ولا حاجة لإظهار استخفافنا
واستغرابنا لأن مثلي يجهل ما تصنعه هذا اللعبة من سحر فأنا لست من شديدي الحب
والهيام بها ولا أراها من عظائم الأمور التي تستحق المتابعة والاهتمام فهي بالنسبة
لي ليست أكثر من لعبة يفوز فيها من فاز ويخسر من خسر ولعل ما حدث من هاتين الدولتين
الشقيقتين جعلني أعتبرها أكثر من ذلك.
ولكن مهما اعتبرتها ومهما أعتبرها هؤلاء
فهي في النهاية ليست إلا لعبة فهل تستحق هذه اللعبة كل هذا الضجيج وكل هذا الأحداث،
وبهذا نذكر إخواننا في دولتي مصر والجزائر ونقول لهم: لا تشتموا فينا الأعداء ولا
تجعلوا من العرب وشعوبها أضحوكة عند كل من يعرف ما الذي يحدث اليوم بين دولتين
عربيتين شقيقتين وحين يعرفون سبب ما يحدث؟! لماذا تناسيتم الشعار الذي ترددونه
دائماً عند اللعب وهو أن الرياضة فن وذوق وأخلاق وما الداعي لذهاب جمهور من آلاف
المشجعين وتكبدهم معاناة السفر وتكاليف لمتابعه لعبة كان من الممكن متابعتها من
منازلهم عبر القنوات الرياضية، أم أنهم ذهبوا من أجل معركة حامية الوطيس استعدوا
لخوضها والبدء فيها عقب انتهاء تلك اللعبة؟، أين ذهبت طيبة أبناء مصر والجزائر ..هل
قتلتها لعبة؟! وأين ذهبت الحكمة والسياسة والدبلوماسية عند أهل السياسة
والدبلوماسية في حكومتي البلدين؟! الخاسر من الفريقين مع مشجعيهم وبلدانهم لم يخسر
جنة الفردوس ليفعلوا كل هذا ويقولوا ويصرحوا كل تلك التصريحات إننا نذكرهم بأنها
ليست أكثر من لعبة، ومن المحزن أن تصنع لعبة مثل كل هذا بين شعبين شقيقين.
ندعوا
إخواننا في بلدينا الشقيقين مصر والجزائر للعودة إلى العقل والحكمة وضبط النفس
والتغلب على التوتر والحالة التي اختلقتها هذه اللعبة، ندعوهم للاعتذار لبعضهم
البعض على كل ما صدر منهما من إساءات لبعضهما ، وكم كنا نتمنى أن نعتبر ما يحدث في
فلسطين والمسجد الأقصى لعبة كتلك اللعبة التي حدثت بين مصر والجزائر فلربما نجحت في
تحريك مشاعر لم يحركها سفك دماء إخواننا في فلسطين قصف الطيران والمدفعية والدبابات
بيوتهم وجرف مزارعهم وانتهك مقدساتهم ومقدساتنا فليعتبر ما يحدث في فلسطين والأقصى
ولنشجع إخواننا في فلسطين فلربما يكون من التشجيع ما يوحد العرب ويحرر الأقصى
وفلسطين من أعدائه والمعتدين عليه الذين يقتلون الأطفال ويدنسون
المقدسات.