;

الداعون إلى البراءة في أيام الحج يسعون إلى تمرير جزء من المخطط الفارسي الصهيو أمريكي وبوعي 711

2009-11-24 03:56:34

عبدالباسط
الشميري


وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بوسائل وطرق جديدة
مختلفة ، متطورة وكما هو معروف فالعلم والعالم في تطور دائم لا ثبات على الإطلاق
وهي سنة الحياة ولا غرابة في ذلك، الأغرب والمدهش في هذا كله أن مختلف شعوب
المعمورة يتعلمون من التجارب وستفيدون من الأخطاء باستثناء الشعوب العربية خصوصاً
من يستقر بهم المقام في المنطقة العربية ولظروف لا نفهم أسبابها أو
مسبباتها، فالمتابع لتسلسل الأحداث التاريخية التي
مرت بها المنطقة يجد أن هناك تشابهاً غربياً في المسار والمسيرة، حتى الوسائل
والطرق التي تمت بها عملية تقاسم محاور النفوذ والاتفاقات التي تمت بين القوى
الدولية السرية منها أو العلنية و"سايكس بيكو" واحدة من تلك الاتفاقيات التي كان
وما يزال العرب يتجرعون تبعاتها وحتى اللحظة وما يؤسف له، حقاً تواصل مسلسل أهدار
الوقت والجهد العربي والبقاء في تلك الدائرة المفرغة، ندار بنفس الآلية مع وجود بعض
التعديلات الطفيفة على الخطوط والاتفاقات، وإذا كانت "سايكس بيكو" القديمة قسمت
الوطن العربي إلى أقاليم ومناطق ظلت ترزح تحت نيران الاحتلال الأجنبي والغربي منه
على وجه الخصوص ولعقود بل أمتد البعض منه لقرن ونيف وزاد في مناطق أخرى عن ذلك فما
هو قادم أسوأ وأخطر بلا شك لذلك نقول قد تتغير كثيراً وسائل وطرق العودة إلى ذات
المربع المشبوه وأن تغيرت الدول وتبدلت الوجوه والأقنعة لكن الساعي إلى الخراب
والدمار يبقى له حضوره وكما كان الحال سابقاً فبالعودة إلى "سايكس بيكو" القديمة
والتي أبرمت بموجبها بريطانيا العظمى مع فرنسا تعديلاً طفيفاً على الاتفاقية الأولى
والذي بموجبه دخلت الموصل مع أرض العراق في دائرة النفوذ البريطاني في مقابل حصول
فرنسا على نصيب في الثروة البترولية في تلك المنطقة ووافق الطرفان على التعديل في
ديسمبر من العام 1918م، أما الاتفاقية الأصل فقد وقعت في 9 مايو 1916م.
وأهم
بنودها تقاسم الثروة النفطية ومصادر المياه والموانئ الهامة بين فرنسا وانجلترا مع
الحفاظ على مصالح بعض البلدان الأخرى التي كان لها الحق في الاستشارة وهي دول
استعمارية أما العرب فلم يكن لهم من خيار سوى الاحتكام لرغبات الأقوى ووقعت المنطقة
بأسرها تحت الاحتلال وها هي الاتفاقيات تعود من جديد لكن بثوب ولون آخر وتحت عدة
يافطات.
وكما كانت الوسائل والمغريات منمقة وجميلة في العهد القديم هي أروع
وأجمل مما يكون اليوم لكن الذي تغير وبصورة دراميكية هو عنصر استغلال المتغير
والظروف وقد كان للقوى الدولية قديماً التحكم في مصائر هذه الدول والشعوب ومنعهم من
استغلال مواردهم وإمكاناتهم وحتى اللحظة ما يزال السيناريو ذاته فاعلاً وقوياً بل
دعونا نسأل هنا من باب الاستهلال ما الذي تغير ليصحو الضمير الأمريكي فجأة ويطالب
بنشر قيم الديمقراطية والحكم الرشيد في وقت كان لدى هذه الإمبراطورية فرصة قبل عقود
لفرض مثل هذا المتغير ونشر هذه القيم الحضارية الجميلة؟.
أننا لا نحاول التشويش
أو محاكاة الأخر البعيد لكن هو استشهاد لا أقل ولا أكثر وبالعودة إلى سياق الموضوع
نقول أن القوى العالمية اليوم تتصارع على مناطق كثيرة على الكرة الأرضية فالصين
مثلاً تنشط وبقوة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ففي أفريقيا وحدها بلغت حجم القروض
الصينية حدود عشرة مليارات دولار، على الجانب الآخر تقف فرنسا على الحياد لفترة ما
تلبث أن تعود إلى الحلف الأمريكي خوفاً من تقاسم الغلة في حال تمكن الناس من تحقيق
انتصارات ولا يستبعد الاتفاق الأمريكي الإيراني على تقاسم النفوذ في المنطقة
العربية إلا مكابر وإلا كيف يتم غض الطرف من قبل طهران وملالية على الاحتلال
الأمريكي لأفغانستان ثم العراق وترتفع أصوات ملالية وإعلامية اليوم للمطالبة
بالبراءة وإحداث فوضى في أيام الحج في مكة.
ألم يكن الأجدى والأنفع الوقوف مع
جيرانهم وصد الغزو بل أن صمت الحوزات والملالي عن كل ما يجري في العراق وأفغانستان
وعدم إصدار فتوى واحدة تجيز قتال الغزاة لهو دليل قاطع وواضح وصريح في أن " وراء
الأكمة" أمور أخرى والأيام ستكشف وبما لا يدع مجالاً للشك بأن اتفاقيات سرية تمت
بين الأمريكان وحكام طهران والصهاينة للسيطرة على منابع النفط ومصادر المياه شئنا
أم أبينا.
وختاماً يبقى الأغرب من هذا كله هو غياب وجهل المواطن العربي بما يدور
في هذا المكان ، وللحديث بقية!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد