الشميري
بين الأشقاء العرب "مصر والجزائر" جعلني أكره الرياضة والكرة و"الماتش" وكل
المسميات تل المتعلقة بكرة القدم خصوصاً وقد بلغ بالأشقاء الكفر بالعروبة وبالدم
والإخاء وإلى درجة لم أكن أتصور شخصياً أن يصل الحال بساسة البلدين إلى هذا المستوى
الهابط أخلاقياً وقيمياً وإنسانياً، حقيقة يصاب المرء بالذهول والإحباط ويلعن اليوم
"اللي" عرف فيها الكرة، كعرب لم نفلح
في مجال واحد من مجالات الحياة ليصبح "الماتش" همنا ومبلغ علمنا وغاية أملنا
وللأمانة كنت قد تحمست كثيراً للمباراة الأولى التي أقيمت في القاهرة ولا أنكر
تعاطفي الكبير مع المنتخب الجزائري هذا قبل المباراة لكن عندما شاهدت الأداء الكروي
الرفيع للمنتخب المصري في مباراة القاهرة وكذا الحالة المعنوية للاعبين والجماهير
وإصرارهم الشديد على تحقيق الفوز وكان لهم ما أرادوا لكن أن يتحول الفرح إلى هرج
ومرج وكلام كثير وكبير لا طائل منه وتناسى الأشقاء في مصر أن المباراة لم تنته بعد
وفوز الجزائر وارد في الخرطوم وقد بالغ في الجانب الآخر الأشقاء في الجزائر بعد
فوزهم ووصل بهم الحد إلى إطلاق الشعارات الهوجاء وغير اللائقة ضد المصريين ولم يكن
الأشقاء في مصر بأحسن حال مما فعل إخوانهم في الجزائر والعتب لا يكون على رجل
الشارع على الإطلاق إنما العتب على الساسة الذين أقاموا الدنيا وشغلوا العالم سواء
ساسة مصر أو الجزائر مع احترامنا للجميع لكن أن يصل بهم الحال حد استدعاء السفراء
وتوجيه الانتقادات وعبر الفضاء والإعلام وبالصورة التي رأينا وما زلنا نسمع ونرى لم
تتوقف القنوات الفضائية من سرد بعض تفاصيل تلك المهزلة السياسية وتحت يافطة مباراة
لا تقدم ولا تؤخر بل لم يبق للعرب إنجاز واحد يشرفهم في كأس العالم فلماذا هذا
الصراخ والعويل يا سادة؟.