;

كن صَالِحاً أو مُصلحاً ولا تكن الثالث... 1116

2009-11-28 03:16:48

شهاب
الحمادي


نشكوا جميعاً من أي مظاهر سلبية تعترض حياتنا
اليومية ونستنكرها بشدة وهذا هو المطلوب لكن هل يكفي هذا الإستنكار وهل قلل من تلك
الظواهر بشكل أو بأخر. . ؟ ولماذا. . . ؟.
طبعاً الإجابة ستكون بالنفي.
الجواب بكل
بساطة في عدم الخروج بكل تلك الشكاوى والاستنكارات إلى حيز المواجهة الجادة لأي

مظاهر سلبية بأعمال العكس أي السلوك
الإيجابي لمنع تكرار الظاهرة السلبية وكذا تقديم النصح أينما وحينما
أمكن.
وخصوصاً من الأشخاص الذين يحظون بإحترام وتقدير ومحبة وثقة
الآخرين.
نظراً لما يتمتعون به من حميد الخصال والصلاح ورجاحة العقل وهذا الأهم
حتى في أسلوب النصح ليكون مقبولاً من الآخرين.
بوذا الذي إتخذته بعض الشعوب
إلهاً لها لم يكن إلا أستاذاً حظي بثقة الناس هناك ومحبتهم له لدرجة
القداسة.
فأطاعوه في كل ما قال بل وعبدوه ونحن وقد أعزنا الله بالإسلام نستغرب
صمت صالحينا ومفكرينا من كل ما يدور حولنا.
ما جدوى صلاح الصالح إن لم يفد
مجتمعه وينصح لهم لإخراجهم مما هم فيه.
وقصة العبد الصالح في قرية حق عليها
الهلاك ليست منا ببعيدة.
أن نلعب دوراً مؤثراً في مجتمعاتنا نحو الطريق الصحيح
هو الأهم ولنبدأ بأنفسنا لنظهر كل ما هو جيد في التعامل والتعاطي حتى مع السلبيات
القائمة والإستمرار في هذا السبيل هو الخطوة الأولى والأهم من أي شجب أو إستنكار -
بعض الإخوة ممن سنحت لهم الفرصة في الإختلاط بشعوب وثقافات أخرى يعود مستنكراً لكل
ما يجري حوله هنا ويبدي في كل مجلسٍ إعجابه بتلك الشعوب وآدابها وطريقة تعاملها
الراقي ما يطلق عليه بفن الإتكيت.
وينسى مساوئهم الكثيرة وطبعاً في غياب دور
صالحينا نظهر همجاً أمام تلك الشعوب وما وصلوا إليه رغم أن الإسلام قد وضع أعظم أسس
في تنظيم الجانب السلوكي والأخلاقي الذي إن تخلقنا بأخلاقه في جميع تعاملاتنا لأتت
تلك الشعوب إلينا لتتعلم منا.
وفي شتى الجوانب من آداب الأكل إلى قضاء الحاجة
ومن الطفولة إلى الشيخوخة ومن المهد إلى اللحد.
ولسنا بحاجة إلى إستعراض تلك
الأخلاقيات فقد يضيق المقام بها لكن بالله عليك أخي القارئ الكريم لو بدأتا
بتطبيقها على أول مشكلة تعترضك ستجد أن كل عاقل يثني على تصرفك.
ثم أيها
الصالحون إنكم بمقام أكبر عالٍ يؤهلكم للعب دور في إطار مجتمعكم في تقديم النصح
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونقد كل ما هو سلبي للخروج من الأزمة الحقيقية
التي نمر بها وهي أزمة أخلاقٍ ليس إلاَّ. . .
وإن ذهبت أخلاقنا فأي مستقبلٍ
ينتظرنا. . . . . ؟ يقول عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ويقول "
أدناكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً " أو كما قال صدق.
يتقاتل البعض
من كلمة قالها أحدهم للآخر بسوء أو حسن نية قابلها بكلمةٍ أشد لينشب خلافاً يوصل
إلى إغلاق شارع ولو لم يلقِ لها بالاً أو دفعها بأحسن منها لوجد الآخر خجلاً من
تصرفه مستحياً إن لم يمت بغيضه.
هذا أبسط مشهد لمظاهر وسلوكيات سلبية تظهر مدى
الإفلاس الأخلاقي الذي منينا به مع جفاف ينابيع النصح والحكمة والصلاح.
بسكوت
الصالحين وغياب الناصحين.
لا ندري إلى أين يقودنا الغرب هذا لنعقد أبسط أنماط
التعامل الخلاق.
فنهرب حتى من تحية أهل الجنة ونتثاقل من إلقائها ونتثاقل من
ردها بأحسن منها.
في أبسط مثال تطبيقي لأعظم إتكيت على الطريقة الإسلامية إذاً
هي دعوة لنفسي ولكم لإحياء أخلاقيات ديننا الحنيف والتخلق بها والدعوة إليها في كل
مناسبة.
لنكون صالحين أو مصلحين ودعوة لكل من إختصه الله وشمله بعظيم الخلال
وحسن الصفات ليلعب الدور المطلوب منه خدمةًً لدينه ووطنه وله التحيةَ
والتقدير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد