المطري
الشارع السياسي الشعبي والجماهيري، والنأي به بعيداً عن المناطقية ، ونوازع
الطائفية المقيتة، وهواجس المذهبية البغيضة، وإيحاءات الطبقية المريضة، فالشعب محصن
بالولاء الوطني الذي يذكيه الإعلام الرسمي ( المرئي والمقروء والمسموع) حيث عملت
هذه الثلاثية على ترويض الشعب على مبادئ الوطنية ، والولاء الوطني الراشد، وهذا حق
لا يمكن أن ينازع الإعلام الرسمي أي منازع أو أن ننكر دوره العظيم والحيوي في تأطير
القافلة اليمنية على المبادئ الوطنية والدينية.
* بيد أن ثمة إخفاقات لهذا الإعلام تمثلت بالتقوقع والإنكباب
على الذات، فضلاًً عن الجمود والسلبية، ومجافاة التغيير والتحديث والتجديد في عمل
الإعلام الرسمي الذي يئن تحت طائلة التخلف والإنحطاط والتردي حيث فهم مسؤولياته
الوطنية والدينية واقتصر عليها دون سعي حثيث إلى التطوير والتجديد والتحديث،
فالإعلام الفضائي اليمني لا سيما القناة الفضائية اليمنية أُريد لها أن تكون مورد
من الموارد الحيوية الهامة تلمح ذلك بجلاء شديد في كثرة الإعلانات التي تدر دخلاً
لا بأس به على القناة الفضائية اليمنية بصورة ملفتة للنظر، وبحال سأمه المتلقي
الحصيف حيث برزت أزمة المتلقي الذي ما عاد يركن إلى متابعة الإعلام الفضائي اليمني
لقاء استحالته إلى مروج حاذق للمنتجات والسلع وما بحوزة التجار، والصحف الرسمية هي
كذلك محشوه بالإعلانات والتهاني التي تدر دخلاً لا بأس به على الحكومة الوطنية
اليمنية.
* فصار إعلامنا الرسمي سواءً المرئي أم المسموع أم المقروء إعلام مادي
لا يفكر سوى إلاّ بالعائد المالي والمادي لقاء شحة الدعم المخصص له من الحكومة،
فيسعى إلى الإعتماد على ذاته، واختفت لذلك عوامل وروح التجديد والتطوير والإبداع
والتألق، فالمواطن أضحى في ضيق حيث يتابع نشرة الأخبار في التلفاز المملة لحد
الصفاقة ثم يحاول أن يهرب في الصباح الباكر منها إلى الصحف الرسمية الثلاث:- الثورة
و14 أكتوبر والجمهورية عله يجد أخباراً تجذبه وتشفي غليله بيد أنه يصطدم بالأخبار
نفسها نصاً وحرفاً كما وردت في التلفزيون، وهذا واحد من الإخفاقات المتعددة
والمتنوعة التي وقع فيها إعلامنا الرسمي ناهيك عن أنه يبث وقائع إستقبال رئيس
الجمهورية للشخصيات والوجاهات الشعبية والجماهيرية في الأعياد الدينية والأعياد
الوطنية ويكرر ذلك في نشراته الإخبارية القادمة بما يدفع بالمواطن إلى تغيير القناة
الفضائية اليمنية باحثاً عن قناة تجذبه وتأسره ببرامجها وأخبارها التحليلية ليس
بتلاوة التقارير الإخبارية كما وردت دونما تحليل.
* عزيزي القاريء الكريم تلك
إخفاقات إعلامنا الرسمي غير القائم على إستراتيجيات ودراسات وبحوث علميه متطورة،
وتلك هي أزمة المتلقي الذي يضجر من القنوات الفضائية اليمنية ومن الصحف الرسمية
إلاّ أننا لا ننسى أن نشيد بصحيفة الثورة الغراء التي لا زمت الإبداع والتألق وإلى
لقاء يتجدد والله المستعان.