عبدالله
تسليط الأضواء على محافظة أبين بشكل ملفت وبطريقة توحي بما يشبه حملة
موجهه.
والتناولات الصحفية لكل تلك الصحف كانت وجهتها الأوضاع في أبين والمحافظ
الميسري.
تنوعت طرق الطرح وتعددت الأساليب والوسائل لكن المحصلة لكل ما طرح كان
إستهداف شخص المحافظ
الميسري...
وهذا ما يجعلنا نستنتج أن المصدر واحد..
من المستفيد مما ترمي له
كل تلك التناولات الصحفية...
هذه الحملة التي لجأ فيها البعض للإفتراءات
والأكاذيب وافتقر ما بقي منها للدقة في المعلومات...إلا أن تلك الحملة التي بدأ
فيها التحامل واحضاً لم يتجرأ أحداً من أصحابها توجيه الإتهام للميسري بالتورط في
قضايا فساد...
وهذا دليل على نظافة ونزاهة المحافظ وفي تقديري أن هذه الميزة
أختص بها الميسري دون باقي المحافظين، بل أن تلك الميزة للمحافظ الميسري تجعلنا
نضعه محل إحترام وتقدير في ظل معرفتنا بفساد مذهل يدور في مكاتب معظم
المحافظين..
ونحن نعرف ويعرف أيضاً أصحاب تلك الحملة الصحفية أن فضائح الفساد
فاحت من بعض المحافظين هم أقرب إلى مقرات تلك الصحف من محافظة أبين...
منهم من
إشترى مرزعة بما يزيد عن مائة مليون ريال ومنهم من أهدى صهره في عيد زواجه فيلا تصل
قيمتها إلى أكثر من خمسين مليون ريال وإلى آخره من تلك الفضائح.
لا أدري هل يلم
أصحاب تلك الحملات الصحفية بحقيقة أسباب المشكلات القائمة في أبين...
لقد دفعتني
تلك الكتابات للوقوف على تفاصيل ما يجري في / أبين...
تلك التفاصيل التي وصلت
إليها جعلتني أتعاطف كثيراً مع محافظ أبين واكتشفت أيضاً إن الرجل يواجه من
التحديات ما يضاهي ما قد يواجهه باقي محافظي المحافظات الأخرى مجتمعه إذا ما
إستثنينا طبعاً محافظة صعدة.
وجدت أن المحافظ الشاب يملك من الإيمان والعزيمة ما
يؤهله لتجاوز كل التحديات الحقيقية التي تجاهلها أصحاب تلك الحملة...
إن مشكلات
أبين لم تنتج عن قصور في أداء المحافظ...
تأتي في مقدمة هذه المشكلات تراكم
الكثير من الهموم والإخفاقات خلال الفترات التي سبقت وصول الميسري إلى المحافظة
والتي تمكن خلالها لوبي فساد ضخم يمتد إلى العاصمة صنعاء إرتبط بمصالح على حساب
المحافظة.
مشاريع وهمية التهم هذا اللوبي اعتمادتها..
تعقيدات قادمة من
المركز تعرقل عمل المحافظ..
وقيادات تنفيذية مصابة بالعجز المزمن تحميها مراكز
قوى...
وجد المحافظ نفسه عاجزاً عن خوض غمار التحديات للنهوض بالمحافظة في ظل
وجود قيادات بليدة...
لكنه أيضاً لا يستطيع تغييرها...
وأضف إلى ذلك تغذية
أعمال التقطع والتخريب من قبل متنفذين في السلطة.
ما يثير الحزن أن بعض أصحاب
تلك الكتابات هم من ذوي الخبرة في العمل الصحفي لكنهم وقعوا في أخطاء قد نقبلها من
صحفي في الوقت الذي بإمكانهم الرجوع إلى جهات رسمية للتأكد من صحة ما
وصلهم..
فمثلاًً تحدث أحدهم متسائلاًً عن العشرة مليارات من الدعم الإضافي: أين
ذهبت؟ مع أنني بإتصال مع مكتب التخطيط بالمحافظة تأكدت أن ما وصل إلى المحافظة من
الدعم الإضافي لم يتجاوز ملياري ريال فقط وعرفت أنها قد وزعت في مختلف المشاريع
الخدمية واستفادت منها مناطق ظلت محرومة لأكثر من أربعين عاماً...
منها مثلاً
شبكة الكهرباء لمديرية سرار ومناطق مختلفة في لودر مودية المحفد، ومولدات كهرباء
بقوة واحد ميجاوات لمديريتي رصد وأحور.
كما تم بناء ما يقرب من ستة عشر مدرسة
ومعظمها اليوم على وشك الإفتتاح.
خلاصة القول أن ما يواجهه المحافظ الميسري
اليوم في أبين هي حرب شعواء تقودها مافيا الفساد التي تعطلت مصالحها منذ وصول
الميسري...
بالتأكيد أن مافيا الفساد تملك من الإمكانات المادية ما يمكنها من
تجنيد جيش من المخربين وقطاع الطرق والأعمال المسلحة مستغلين حاجاتهم خصوصاً في
محافظة تعد من أفقر المحافظات.
أنا على يقين أنه إذا ما أعطيت الصلاحيات الكاملة
( من المركز) لمحافظ أبين بإختيار الكادر لطاقم تنفيذي في المحافظة لاستطاع القفز
بالمحافظة إلى مكانة لم يسبقه إليها أحد...
الأمر متروك للرئيس على عبدالله صالح
إذا ما أراد تحقيق نهضة حقيقية في محافظة أبين.