;

قانون العمل الأميركي ينتهك حقوق العمال .."الحلقة «61» 717

2009-12-02 04:01:13

أشرنا في
الحلقة السابقة إلى أن النقابات العمالية في المناطق الريفية من الولايات الجنوبية
كانت بدعمها تهدف لزيادة أرباح المؤسسات، فقد وافقت حتى على إتفاقيات إستثنائية
ترمي إلى زيادة الإنتاجية، كما أنه وافقت ومن دون أي تردد، على غلق العديد من
المصانع، غير أن هذه التحولات كانت قد تسببت في تغيير تركيبة العاملين ففي عام
1979م كان عدد العاملين في المؤسسة يقارب
المائة ألف وكان نصفهم تقريباً أعضاء في النقابة وبعد ثمان سنوات كان لا
يستخدم سوى خمسة وستين ألف أميركي لم يكن سوى ربعهم عضواً في النقابة ومهما كانت
الحال فقد آنت هذه الإصلاحات الرابعة ثمارها فراحت قيادة المؤسسة تعلن أن المؤسسة
قد حققت حصة في سوق آتت البناء وأرباحاً فاقت ما كانت قد حققته في الماضي.
وهكذا
حانت الآن فرصة.
Fites الذهبية فراح يوضح لفريق العمل لديه أن الأجر في اليابان
والمكسيك أدنى مما هو عليه الحال في Reorio ولذا يتعين تشغيل العاملين الجدد بأجر
أدنى من الأجر المتفق عليه مع النقابة وأن على العاملين القدماء القناعة بما يحصلون
عليه إذ لن تكون هناك زيادة حقيقية في الأجور وعندما نادت نقابة UAW بالإضراب هدد
Fites بأنه سيستعيض عن المضربين بعمال جدد وفي الواقع فإن العمل الأمريكي أيضاً
يمنع تسريح العاملين المضربين إلا أنه يسمح بالإستعانة بالعاملين الممتنعين عن
الإضراب لمواصلة الإنتاج وكان النقابيون في الأعوام السالفة على ثقة بأنه ليس هناك
عمال متخصصون عاطلون عن العمل بعدد يكفي لمواصلة الإنتاج إلا أن الحال قد تغيرت
الأن فالركود وعمليات الترشيد واستيراد السلع الزهيدة الثمن من خلف البحار قد خلق
جيشاً من العمال المتخصصين العاطلين عن العمل الذين يتوقون للحصول على فرصة الأعمال
المعقدة تخفيضاً كبيراً ومن هنا فقد كان يتعين أخذ تهديد رئيس المؤسسة مأخذ
الجد.
ولذا فقد حاول أعضاء نقابة UAW شل الإنتاج من الداخل وذلك عن طرق " العمل
وفق التعليمات فقط" وعن طريق التلكؤ في تأدية المهام إلا أن Fites أصر على
المنازلة. . .
فطرد- ومن دون تردد - جميع القادة النقابيين في مصانعه الأمر الذي
أثار غضب العاملين ودفعهم إلى أن يضربوا مجدداً وكلهم ثقة من أن النصر سيكون حليفهم
وبما أن القانون السائد لا يسمح لFites بالإستعانة بعاملين من خارج المؤسسة للتغلب
على الإضراب لذا فقد أقدم. Fites إلا أن على خطوة غاية في الجرأة : إذ ساق إلى مواقع
العمل الكثير من العاملين في المكاتب ومن المهندسين وجميع الإداريين سواء كانوا في
وسط السلم أو في أدناه وكذلك - وعلى وجه الخصوص - خمسة آلاف من العاملين جزئياً لدى
المؤسسة من ناحية أخرى أمر بالإستعانة على اوسع نحو ممكن بالمصانع التابعة للمؤسسة
في العالم الخارجي وكان النجاح حليفه في كل هذا ففي حين كان المضربون صابرون كانت
المؤسسة تزيد الإنتاج وتحقق مبيعات أعلى في النهاية استسلم المضربون لواقع الحال
وأذعنوا لشروط العمل التي أملاها عليهم. Fites وهي شروط ما كان لها مثيل منذ عدة
عقود من السنين ومنذ هذا الحين صار بالإمكان أن يصل يوم العمل لدى Caterpillar إلى
أثنتين عشرة ساعة عند الضرورة وحتى في عطلة نهاية الأسبوع ومن دون مكافأة إضافية
وفي الوقت نفسه راح Fites يعلن بلهجة المنتصر إن إعادة الهيكلة التي رافقت الإضراب
قد كشفت عن وجود طاقات إحتياطية عظيمة قادرة على زيادة الإنتاجية الأمر الذي سيمكن
المؤسسة من الاستغناء عن ألفي فرصة عمل أخرى.
* النموذج الإمريكي: العودة إلى
العمل بالأجر اليومي.
ومع أن الحرب التي شنها.
Fites على العاملين لديه كانت
غير مألوفة إلا أن نتائجها لم تكن نادرة فما توصل إليه Caterpillar بالإكراه والعنف
حققته غالبية المشروعات الإمريكية الكبيرة أيضاً ولكن بطرق اتسمت برقة أكثر وكانت
الحال في الإقتصاد الأمريكي قد تغيرت منذ أخذ المنافسون اليابانيون وكذلك الأوربيون
يغزون أسواق السلع الإستهلاكية العالية القيمة والسيارات والسلع الترفيهية
الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية فمن أجل رفع الإنتاجية وتخفيض التكاليف
لم يبقَ لدى المؤسسات الأمريكية سوى استراتيجية واحدة : الترشيد وتخفيض الأجور
وهكذا صارت عمليات تقليص: (Downsizing) ونقل الإنتاج للخارج (Outsourcing) وإعادة
الهيكلة(Re- engeneering) هي الوسائل التي تواجه كل عامل أمريكي وعلى ما يبدو فإن
الحصيلة تبرر التضحيات فبعد عشرة أعوام من التصدعات الكبيرة أضحت أمريكا الآن كما
أعلنت المجلة الإقتصادية " Business week" في خريف 1995 " أكثر اقتصادات العالم
إنتاجية كما عمت الفرحة الإنتخابية الثانية للفوز بالبيت الأبيض من دون إنقطاع
مؤكداً أن الإزدهار صار يعم الإقتصاد الأمريكي" على نحو لا مثيل له منذ ثلاثين
عاماً" مستشهداً على ذلك بالإحصائيات المتعلقة بسوق العمل التي تبين أن فرص العمل
قد زادت في المحصلة النهائية على نحو فاق عددها الضائع ففي خلال مدة إدارته الماضية
فقد إزدادت فرص العمل إلى ما يقرب من عشرة الملايين أو بمقدار 210 آلاف في الشهر
الواحد الأمر الذي أفضى إلى أن ينخفض معدل البطالة إلى 5. 3 في المائة وهو أدنى معدل
بطالة في جميع البلدان الأخرى المشارك في منظمة التنمية والتعاون
الإقتصادي.
حقاً لقد صارت أمريكا تحتل مكان الصدارة إلا أن مواطنيها دفعوا ثمناً
غالياً من أجل ذلك فأكثر بلدان العالم إنتاجية وشراء أجنحة في ذات الوقت أكبر
إقتصادات العالم رخصاً من حيث الأجور.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد