في الواقع
لم يعد لأمريكا المتعاضدة شأن بالناقلات أصلاً ففي كل القطاع طور المديرون
القياديون استراتيجيات يستطيعون من خلالها تفادي تأسيس أي تنظيمات تدافع عن مصالح
العاملين لديهم وكان الرئيس "رونالد ريجان" نفسه قد أعطى إشارة الانطلاق حينما أوعز
في عام 1980 وبلا تردد بطرد جميع النقابين من جهاز السيطرة على حركة الطائرات
التابع للدولة ومن ثم أدخلت الحكومة والكونغرس تغييرات عديدة على قانون العمل بما يخدم مصلحة رجال الصناعة الأمر
الذي مكن رواد الصناعة ومديري المؤسسات من أن يتبعوا سبلاً متطرفة في علاقات العمل
على نحو لا مثيل له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وفي هذا السياق كتب "لستز
شاور" الاقتصادي في معهد "ما ساشوسش" للتكنولوجيا قائلاً: أن بوسع المرء أن يدعي أن
من أمريكا من "رأسماليين قد أعلنوا الحرب الطبقية على عمالهم وأنهم قد فازوا
بها".
لقد غدى التخلي عن قسم من الإدارة والإنتاج أهم وسيلة تحت تصرف قيادة
المؤسسات فهناك أعداد لا تحصى تعمل في تنظيم الحسابات وفي صيانة أجهزة الكمبيوتر
والبيانات سرحت من العمل وذلك لأن ما يقومون به سيعهد تنفيذه في المستقبل إلى شركات
ثانوية وفعلاً حصل كثير من هؤلاء العاملين بعد فترة وجيزة من تسريحهم على فرصة عمل
في إحدى هذا الشركات الثانوية لكنه لم يحصل على فرصة العمل هذه إلا بأجر أدنى بكثير
ومن دون تأمين صحي واجتماعي وبشرط ينص على أن يتمتع عن الانضمام إلى أي تنظيم نقابي
وهو شرط بات في كل مكان قريباً.
أما الوسيلة الأخرى المحببة فهي تحويل
المستخدمين إلى أفراد يعملون لحسابهم الخاص فهناك ملايين ممن كانوا مستخدمين في
السابق يؤدون اليوم بصفتهم خبراء في الكمبيوتر أو محللين للأسواق مسوقي المنتوجات
المهام نفسها التي كانوا يؤدونها في السابق ولكن مع فارق بسيط وهو أنهم لا يحصلون
الآن على راتب ثابت بل يحصلون على مكافأة تختلف من حالة إلى أخرى وعند الحاجة إليهم
فقط أي أن مخاطر السوق تقع على كاهلهم هم أنفسهم كما هي الحال بالنسبة إلى هؤلاء
المستقلين العاملين لحسابهم ظاهرياً كذلك الأمر بالنسبة إلى العاملين لبعض الوقت
والعاملين الذين يجري تأجيرهم إلى الشركات المختلفة عند حاجة هذه إليهم فقد أرتفع
عدد هؤلاء ارتفاعاً عظيما وسريعاً فعلى نحو مواز لمصطلح time in just
production أي الإنتاج عند الطلب ومن دون الحاجة إلى الاحتفاظ بمخزن سلعي مكلف
ابتدعت المشاريع مصطلح worker time in just أي المستخدم لمدة من الزمن والذي
ما هو في الواقع سوى ما كان يسمى فيما مضى من الزمن بالأجير اليومي فهناك ما يزيد
على خمسة ملايين مواطن أمريكي صاروا مكرهين على الإذعان لمثل شروط العمل هذه
الفاقدة لأي ضمانة علماً بأن البعض منهم يخدم لدى شركتين أو ثلاث شركات في وقت واحد
وهكذا أضحت تحت تصرف مديري المؤسسات سواء من داخل المشروع أو من خارجة طاقات
احتياطية لا تكلف شيئاً بإمكانهم الرجوع إليها عندما يتطلب الوضع في السوق ذلك ومن
هناك فلا عجب ألا تكون اليوم مؤسسات جنرال "موتورز" أو " إيه.
تي.
تي" أي
.
بي.
إم I. BM أكبر المشروعات الخاصة من حيث تشغيل الأيدي العاملة بل أن
تكون ذلك شركة manpower الناشطة في مجال تأجير العمال الوقتين فهذه الشركة هي التي
تتصدر المكانة الأولى في إحصائيات فرص العمل برمته تقريباً ففي الفترة الواقعة بين
عام 1979 وعام 1995 خسر 43 مليون مواطن فرص عمل جديدة بعد فترة وجيزة إلا أنه تعين
على السادسة ثلثي هؤلاء المواطنين الاقتناع برواتب أدنى وبشروط عمل أسوأ.
من
ناحية أخرى أخذت المشروعات التي كانت كبيرة فيما مضى من الزمن تقلص من نفسها "من
حيث تشغيل الأيدي العاملة" كما أضحى العمل يتوزع على وحدات كثيرة منفصلة بعضها عن
بعض مكانياً وقانونياً وفي الحقيقة فإن ما لحق بتنظيم العمل من تجزئة قد تسبب
تماماً كما حدث في حالة caterpillar في العمالية، ففي حين كان ما يزيد على عشرين
بالمائة من مجموع المستخدمين والعمل أعضاء في إحدى النقابات في عام 1980 لم تعد
تساوي هذه النسبة سوى عشرة في المائة فقط اليوم أي لم تعد تساوي سوى نصف ما كان في
السابق وكانت نقابة cnied.
Aurto.
Workers بمفردها قد خسرت أكثر من نصف مليون
عضو.
وفي سياق غياب أي ضغوط مضادة ورقابة حكومية أخذ يسود الآن خطوة بعد خطوة
في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ صار يسود المجتمع الأمريكي برمته مبدأ
The. winner. takes. all أي مبدأ أن الربح يحصل بمفرده على كل الثمار كما يصف
الاقتصاديان فيليب كوك وروبرت فرانك الصيغة التي يعمل وفقها غالبية المشروعات
اليوم.
لم يعد لأمريكا المتعاضدة شأن بالناقلات أصلاً ففي كل القطاع طور المديرون
القياديون استراتيجيات يستطيعون من خلالها تفادي تأسيس أي تنظيمات تدافع عن مصالح
العاملين لديهم وكان الرئيس "رونالد ريجان" نفسه قد أعطى إشارة الانطلاق حينما أوعز
في عام 1980 وبلا تردد بطرد جميع النقابين من جهاز السيطرة على حركة الطائرات
التابع للدولة ومن ثم أدخلت الحكومة والكونغرس تغييرات عديدة على قانون العمل بما يخدم مصلحة رجال الصناعة الأمر
الذي مكن رواد الصناعة ومديري المؤسسات من أن يتبعوا سبلاً متطرفة في علاقات العمل
على نحو لا مثيل له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وفي هذا السياق كتب "لستز
شاور" الاقتصادي في معهد "ما ساشوسش" للتكنولوجيا قائلاً: أن بوسع المرء أن يدعي أن
من أمريكا من "رأسماليين قد أعلنوا الحرب الطبقية على عمالهم وأنهم قد فازوا
بها".
لقد غدى التخلي عن قسم من الإدارة والإنتاج أهم وسيلة تحت تصرف قيادة
المؤسسات فهناك أعداد لا تحصى تعمل في تنظيم الحسابات وفي صيانة أجهزة الكمبيوتر
والبيانات سرحت من العمل وذلك لأن ما يقومون به سيعهد تنفيذه في المستقبل إلى شركات
ثانوية وفعلاً حصل كثير من هؤلاء العاملين بعد فترة وجيزة من تسريحهم على فرصة عمل
في إحدى هذا الشركات الثانوية لكنه لم يحصل على فرصة العمل هذه إلا بأجر أدنى بكثير
ومن دون تأمين صحي واجتماعي وبشرط ينص على أن يتمتع عن الانضمام إلى أي تنظيم نقابي
وهو شرط بات في كل مكان قريباً.
أما الوسيلة الأخرى المحببة فهي تحويل
المستخدمين إلى أفراد يعملون لحسابهم الخاص فهناك ملايين ممن كانوا مستخدمين في
السابق يؤدون اليوم بصفتهم خبراء في الكمبيوتر أو محللين للأسواق مسوقي المنتوجات
المهام نفسها التي كانوا يؤدونها في السابق ولكن مع فارق بسيط وهو أنهم لا يحصلون
الآن على راتب ثابت بل يحصلون على مكافأة تختلف من حالة إلى أخرى وعند الحاجة إليهم
فقط أي أن مخاطر السوق تقع على كاهلهم هم أنفسهم كما هي الحال بالنسبة إلى هؤلاء
المستقلين العاملين لحسابهم ظاهرياً كذلك الأمر بالنسبة إلى العاملين لبعض الوقت
والعاملين الذين يجري تأجيرهم إلى الشركات المختلفة عند حاجة هذه إليهم فقد أرتفع
عدد هؤلاء ارتفاعاً عظيما وسريعاً فعلى نحو مواز لمصطلح time in just
production أي الإنتاج عند الطلب ومن دون الحاجة إلى الاحتفاظ بمخزن سلعي مكلف
ابتدعت المشاريع مصطلح worker time in just أي المستخدم لمدة من الزمن والذي
ما هو في الواقع سوى ما كان يسمى فيما مضى من الزمن بالأجير اليومي فهناك ما يزيد
على خمسة ملايين مواطن أمريكي صاروا مكرهين على الإذعان لمثل شروط العمل هذه
الفاقدة لأي ضمانة علماً بأن البعض منهم يخدم لدى شركتين أو ثلاث شركات في وقت واحد
وهكذا أضحت تحت تصرف مديري المؤسسات سواء من داخل المشروع أو من خارجة طاقات
احتياطية لا تكلف شيئاً بإمكانهم الرجوع إليها عندما يتطلب الوضع في السوق ذلك ومن
هناك فلا عجب ألا تكون اليوم مؤسسات جنرال "موتورز" أو " إيه.
تي.
تي" أي
.
بي.
إم I. BM أكبر المشروعات الخاصة من حيث تشغيل الأيدي العاملة بل أن
تكون ذلك شركة manpower الناشطة في مجال تأجير العمال الوقتين فهذه الشركة هي التي
تتصدر المكانة الأولى في إحصائيات فرص العمل برمته تقريباً ففي الفترة الواقعة بين
عام 1979 وعام 1995 خسر 43 مليون مواطن فرص عمل جديدة بعد فترة وجيزة إلا أنه تعين
على السادسة ثلثي هؤلاء المواطنين الاقتناع برواتب أدنى وبشروط عمل أسوأ.
من
ناحية أخرى أخذت المشروعات التي كانت كبيرة فيما مضى من الزمن تقلص من نفسها "من
حيث تشغيل الأيدي العاملة" كما أضحى العمل يتوزع على وحدات كثيرة منفصلة بعضها عن
بعض مكانياً وقانونياً وفي الحقيقة فإن ما لحق بتنظيم العمل من تجزئة قد تسبب
تماماً كما حدث في حالة caterpillar في العمالية، ففي حين كان ما يزيد على عشرين
بالمائة من مجموع المستخدمين والعمل أعضاء في إحدى النقابات في عام 1980 لم تعد
تساوي هذه النسبة سوى عشرة في المائة فقط اليوم أي لم تعد تساوي سوى نصف ما كان في
السابق وكانت نقابة cnied.
Aurto.
Workers بمفردها قد خسرت أكثر من نصف مليون
عضو.
وفي سياق غياب أي ضغوط مضادة ورقابة حكومية أخذ يسود الآن خطوة بعد خطوة
في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ صار يسود المجتمع الأمريكي برمته مبدأ
The. winner. takes. all أي مبدأ أن الربح يحصل بمفرده على كل الثمار كما يصف
الاقتصاديان فيليب كوك وروبرت فرانك الصيغة التي يعمل وفقها غالبية المشروعات
اليوم.