الربيعي
بلاد مابين النهرين منذ آلاف السنين وظهور قانون حمور ابي لم يكن العالم يعيش في
فوضى وهذا ما لاشك فيه والا لما قامت ا لحضارات وبنيت المدن والقرى ووجد التكوين أو
التركيبة الاجتماعية المتمثلة في القبيلة والعشيرة ولكن على الأقل وجدت مجموعة
أعراف وتقاليد نظمت أشكال الحياة والعلاقات سواء داخل الجماعة فيما بينها او
الجماعة وعلاقتها بالجماعات الأخرى
اتفق الناس على احترام هذه الأعراف والعادات وعدم تجاوزها وهكذا مع تطور الناس
والأمم وانتشار الحضارات المختلفة ظهر وانتشر معها القانون الذي ارتبطت الحضارة به
تنتهي بانتهائه وتبقى ببقائه واستمراره وظلت البلدان التي تبعد عن الحضارة والدولة
المركزية كالمجتمعات البدوية والصحراوية النائية تحكمها الأعراف والعادات والقيم
المتوارثة والتي كانت في معظمها تشكل قمة القيم الإنسانية مثل إكرام الضيف وإغاثة
المستنجد المستغيث وحماية المستجير وغير ذلك من القيم الرائعة التي لازمت المجتمعات
حتى في أحلك واقتم حالات الانحطاط الجاهلي حيث كانت تبرز هذه القيم في كثير من حياة
الجاهلية وعلى سبيل المثال حلف الفضول الذي قام في مكة بعد حرب الفجار الذي تداعت
له قريش كلها لنصرة مظلوم من زبيد قدم بتجارة إلى مكة فأخذها منه احد سادة قريش ولم
يدفع له ثمنها فكان ان نشأ هذا الحلف والقائم على نصرة المظلوم وإعادة حقه مهما كان
وتوجهوا جميعا الى بيت السيد القرشي وأرغموه على إعادة أموال المظلوم وهو الحلف
الذي أشاد به الرسول صلى الله عليه وسلم