الشرجبي
عزيزي القارئ سأضع بين
يديك مناظر لواقع معاش لدى بعض الأسر، ما عليك إلا أن تتخيل معي ذلك الواقع وأنت
تقرأ، ومن ثم عليك أن تحكم بنفسك وأليك المنظر الأول: * رب المنزل يذهب يومياً إلى
العمل وربما يعود في الظهيرة للمنزل لتناول الغداء وربما يتناوله في مطعم مع بعض
الأصدقاء ومن ثم يعود إلى المنزل ليغير ملابسه ويخرج ثانية ليمضي بقية اليوم في مضغ
القات وتوابعه فلا يعود إلا في وقت متأخر.
* وهناك زوجه تستيقظ متأخرة من النوم وتذهب إلى المطبخ وتعد
الطعام وتترك باقي عمل المنزل لأبنتها، أما تنتظر إذا عاد زوجها بقيت في المنزل
وإذا خرج خرجت هي الأخرى، ليس لفعل أي شيء سيء وإنما لتمضغ القات هي الأخرى وتوابعه
أيضاً فتعود إلى المنزل لتكمل جلسه القات تلك التي بدأتها مع الصديقات.
* وأثناء
خروج الأب وخروج الأم يخرج الابن من المنزل ولا أحد يعلم إلى أين؟ المهم أنه كبير
ولا أحد يسأله ؟؟ ربما يكون مدمناً ربما وربما لا أحد يعلم شيئاً، يعود قبل عودة
أبيه بوقت قصير لأنه طبعاً يعلم بموعد عودته.
* وهناك أيضاً فتاة شابة تنتهز
فرصة خروج أمها لتقوم هي بجولاتها الخاصة دون رقيب أو حسيب يراقب تصرفاتها
وتحركاتها ولأنها تعلم بموعد عودة لها فهي تعود قبل عودة أمها إلى المنزل أو ربما
تعود بعد عودة أمها فذلك لا يهم لأن الأم غير مهتمة إلا بحالها.
* وربما يكون
هناك أولاد صغار يتركون في الشارع يلعبون لحين عودة الأم أو الابنة.
عزيزي
القارئ هذا منظر لنوع من الأسر موجود في مجتمعنا قد يكون الأب تصرفه نوعاً ما عادي
ولكن هل يحق له العودة إلى المنزل في وقت متأخر؟ وهل من اللائق ألا يعرف عن أمر
بيته شيئاً؟ وكذلك الأم هل هي نموذج جيد للألم؟ وهل يجب أن تجعل القات أول اهتمامها
وتهمل بيتها، هل يجب أن يترك الأولاد يفعلون ما يحلوا لهم دون رقابة أو محاسبة أو
انضباط؟، وأن وجد أولاد صغار هل من اللائق تركهم دون اهتمام؟ هذا واقع معاش وليس من
نسيج الخيال وأنا أترك الأمر لك هل هذا النوع من الأسر يعيش في وضع صحيح؟؟! وفي
الأخير كما قلت لك أنت الحكم!