محمد علي
ابراهيم
ابراهيم
زادت حدة الهجمة علي شخصي الضعيف في المواقع
الالكترونية لأني تجرأت وناقشت البيان الذي تقدم به د.البرادعي للذين أيدوا ترشيحه
للرئاسة مشترطا تحقيق عدة بنود قبل أن يتنازل ويقبل التشريف الذي وجهه إليه مصريون!
وقد تعودنا في مصر ألا نقبل أي مناقشة لأفكار من نعتقد انهم فوق النقد وأكبر من أن
يسألهم أحد في آرائهم..
نفعل ذلك
مع هيكل باعتباره الصنم المعبود لدراويشه..
ونقدم عليه ازاء بعض القضاة الذين
يراهم البعض رموز النزاهة الوحيدة مع أنهم هزأوا بمكانه أصحاب المقام الرفيع
واستعانوا بقوي عالمية لمساندتهم وساروا في مظاهرات بالشارع وهو مسلك لا يتفق أبدا
مع هيبة ومكانة ورفعة القاضي.
عندما نناقش هيكل يقولون من أنتم؟ وعندما نسرد
لوقائع وأحداث جرت مع د.محمد البرادعي يزعمون ان هناك حملة مدبرة ضده لأن الحزب
الوطني لا يريد منافسين وإذا ما ناقشنا ما جاء في البيان قالوا كيف تجرأون كما لو
كان نصا مقدساً أو وحيا منزلا..
كل ماكتبته من انتقاد للبيان الذي وجهه البرادعي
لمؤيديه يدخل في اطار النقد الموضوعي.
ولم يكن التأكيد في المقالين السابقين علي
جنسيته المزدوجة طعنا فيه أو تخوينا أو رعبا من شعبيته..
كنا نقرر حقيقة ساطعة
وراسخة فرئيس مصر لابد أن يكون مصريا خالصا لايحمل أي جنسيات أخري ود.
البرادعي
يحمل الجنسية النمساوية والدستور محدد شروطاً معينة لرئيس الجمهورية لا اعتقد انها
تنطبق علي البرادعي.
وعندما كتبت ناقدا الافكار التي طرحها فلم يكن ذلك تسفيها
لرأيه أو انتقاصا لقدره.
ولكن لان الذي يريد أن يترشح لرئاسة مصر يجب أن يتمتع
بنظرة واقعية..
لم نسمع عن مرشح يوجه كلامه للرئيس الحالي ليغير
الدستور..
مرشحو الرئاسة في العالم كله يخطبون ود الشعوب ببرامج تتعلق بتحسين
الدخل وحل البطالة ورفع مستوي المعيشة وتطوير التعليم والرعاية الصحية وتخفيض
الضرائب هذه هي برامج مرشحي الرئاسة سواء في مدغشقر أو أمريكا.لم نسمع عن مرشح يطلب
تعديل الدستور..
من أجل هذا سخرنا من برنامجه..
عليه أن ينجح أولا في
الانتخابات ثم يمكنه تعديل الدستور كله أو بعض بنوده!.
الوحيد الذي يملك تغيير
الدستور هو رئيس الجمهورية وعفواً البرادعي لا يملك قوة سياسية أو حزبية أو له
تمثيل في البرلمان يتيح له المطالبة بتعديل الدستور..
كما ان الحديث عن تعديل
الدستور ليس جديداً ولا هو المنتظر من شخص يفترض ان ينافس الرئيس مبارك صاحب أول
برنامج انتخابي حقيقي في تاريخ مصر بعد ثورة يوليو1954م.
البيان الذي قدمه
البرادعي لا يخرج عن كونه صياغة سياسية موجودة في كل النظريات وعلوم السياسة في
الشرق والغرب..
وهي لا تخرج عن كونها تجميعاً لافكار المعارضة التي ما طفقت
ترددها كل يوم بصيغة مختلفة ويتبناها سياسيون معارضون كما ينادي بها العديد من
المشتاقين للعب دور سياسي أو عبدة الأضواء.
غير أن المرشح لرئاسة الجمهورية
ينبغي ان يكون له برنامج جديد يصل للناس وليس للنخبة! رئيس الجمهورية سيكون رئيساً
لكل المصريين الأغلبية والأقلية ..
الحكومة والمعارضة..
سيصبح رئيساً
للمنتمين للحزب الوطني وبقية ال 23 حزباً..
ومن المؤكد انه لن يسعي إلي تصفية
الحزب الوطني وقياداته.
لقد انتقدت بيان البرادعي كما قلت لأنه لا يمكن أن يكون
برنامجاً لشخص له ثقل دولي قرر خوض تجربة الرئاسة في بلده التي لم يعش فيها سوي ستة
أعوام بعد تخرجه في الجامعة عام 1964م.
بيان البرادعي يبدو انه استقي أفكار هيكل
التي صاغها منذ فترة وقدمها قبل المؤتمر السنوي للحزب الوطني باعتبارها دعوة لبناء
الدولة المصرية المدنية من خلال مجلس الأمناء وإلغاء المادتين 76.
77 من
الدستور..
كانت فكرة هيكل انه لا يمكن للبرادعي ولا أي شخصية أخري تحظي بالقبول
أن تأتي للرئاسة مع استمرار وجود المادة 76 والدستور الحالي وطالب بإنشاء مجلس
أمناء للدولة والدستور ليضع دستوراً جديداً..
هذه كانت شروط هيكل إذا أراد شخص
مثل البرادعي أن يترشح لكن الفرق بين ما طرحه هيكل وما يطرحه البرادعي.
أن هيكل
طالب بأن تكون هناك فترة انتقالية في كنف الرئيس مبارك يتولي خلالها مجلس الأمناء
تصريف الأمور بقيادة الرئيس نفسه ثم يفتح باب الترشيح للجميع بمن فيهم
البرادعي..
لكن البرادعي قفز فوق فكرة هيكل وبدا وكأنه يخاطب الرئيس مبارك
مباشرة ليقوم بتعديل الدستور له شخصياً.
إنني عندما انتقدت البرادعي لم يكن في
نيتي ولا أتصور انها كانت نية أحد الزملاء التشكيك فيه.
ولكن كان الهدف وهو واضح
لكل ذي عينين أن الترشيح للرئاسة ينبغي أن يختلف في مفهومه عن الترشيح المحدود
للدوائر الانتخابية التشريعية في البرلمان..
فالرجل لا يتجاوز من يعرفونه في مصر
عن 5% ومن ثم فإن ترشيحه إذا تم لا يقلق النظام أو الرئيس مبارك..
ويجب أن يتم
الفصل بين كونه شخصية دولية مرموقة وبين كونه يريد الترشيح للرئاسة.
وفي النهاية
أعتقد أن البرادعي إذا كان يحترم المصريين فكان عليه أن يعود إلي مصر أولاً ثم يصدر
بيانه من علي أرضها.
لا أن يصدره وهو مازال في أوروبا كما لو كان ملكا منفيا عن
عرشه ينتظر خروج الجماهير للمطالبة بعودته.
ثم كان عليه أن يبحث عن موقع حزبي
يتيح له الترشيح للرئاسة لأن ترشيحه كمستقل مستحيل..
وأخيراً يصدر أي بيان يتسني
له إصداره..
هكذا يكون السيناريو في نظري..
أما ما حدث فكان شيئاً
آخر..
مرة أخري نكرر أن الانتقاد كان للألفاظ والسلوك والتعالي والشروط التي
جاءت في البيان.
لكنه لم يكن أبداً طعناً في وطنيته أو خشية من شعبيته أو غير
ذلك من الاتهامات التي ساقوها ضدي وضد زملائي.
* نقلا عن "الجمهورية"
المصرية
الالكترونية لأني تجرأت وناقشت البيان الذي تقدم به د.البرادعي للذين أيدوا ترشيحه
للرئاسة مشترطا تحقيق عدة بنود قبل أن يتنازل ويقبل التشريف الذي وجهه إليه مصريون!
وقد تعودنا في مصر ألا نقبل أي مناقشة لأفكار من نعتقد انهم فوق النقد وأكبر من أن
يسألهم أحد في آرائهم..
نفعل ذلك
مع هيكل باعتباره الصنم المعبود لدراويشه..
ونقدم عليه ازاء بعض القضاة الذين
يراهم البعض رموز النزاهة الوحيدة مع أنهم هزأوا بمكانه أصحاب المقام الرفيع
واستعانوا بقوي عالمية لمساندتهم وساروا في مظاهرات بالشارع وهو مسلك لا يتفق أبدا
مع هيبة ومكانة ورفعة القاضي.
عندما نناقش هيكل يقولون من أنتم؟ وعندما نسرد
لوقائع وأحداث جرت مع د.محمد البرادعي يزعمون ان هناك حملة مدبرة ضده لأن الحزب
الوطني لا يريد منافسين وإذا ما ناقشنا ما جاء في البيان قالوا كيف تجرأون كما لو
كان نصا مقدساً أو وحيا منزلا..
كل ماكتبته من انتقاد للبيان الذي وجهه البرادعي
لمؤيديه يدخل في اطار النقد الموضوعي.
ولم يكن التأكيد في المقالين السابقين علي
جنسيته المزدوجة طعنا فيه أو تخوينا أو رعبا من شعبيته..
كنا نقرر حقيقة ساطعة
وراسخة فرئيس مصر لابد أن يكون مصريا خالصا لايحمل أي جنسيات أخري ود.
البرادعي
يحمل الجنسية النمساوية والدستور محدد شروطاً معينة لرئيس الجمهورية لا اعتقد انها
تنطبق علي البرادعي.
وعندما كتبت ناقدا الافكار التي طرحها فلم يكن ذلك تسفيها
لرأيه أو انتقاصا لقدره.
ولكن لان الذي يريد أن يترشح لرئاسة مصر يجب أن يتمتع
بنظرة واقعية..
لم نسمع عن مرشح يوجه كلامه للرئيس الحالي ليغير
الدستور..
مرشحو الرئاسة في العالم كله يخطبون ود الشعوب ببرامج تتعلق بتحسين
الدخل وحل البطالة ورفع مستوي المعيشة وتطوير التعليم والرعاية الصحية وتخفيض
الضرائب هذه هي برامج مرشحي الرئاسة سواء في مدغشقر أو أمريكا.لم نسمع عن مرشح يطلب
تعديل الدستور..
من أجل هذا سخرنا من برنامجه..
عليه أن ينجح أولا في
الانتخابات ثم يمكنه تعديل الدستور كله أو بعض بنوده!.
الوحيد الذي يملك تغيير
الدستور هو رئيس الجمهورية وعفواً البرادعي لا يملك قوة سياسية أو حزبية أو له
تمثيل في البرلمان يتيح له المطالبة بتعديل الدستور..
كما ان الحديث عن تعديل
الدستور ليس جديداً ولا هو المنتظر من شخص يفترض ان ينافس الرئيس مبارك صاحب أول
برنامج انتخابي حقيقي في تاريخ مصر بعد ثورة يوليو1954م.
البيان الذي قدمه
البرادعي لا يخرج عن كونه صياغة سياسية موجودة في كل النظريات وعلوم السياسة في
الشرق والغرب..
وهي لا تخرج عن كونها تجميعاً لافكار المعارضة التي ما طفقت
ترددها كل يوم بصيغة مختلفة ويتبناها سياسيون معارضون كما ينادي بها العديد من
المشتاقين للعب دور سياسي أو عبدة الأضواء.
غير أن المرشح لرئاسة الجمهورية
ينبغي ان يكون له برنامج جديد يصل للناس وليس للنخبة! رئيس الجمهورية سيكون رئيساً
لكل المصريين الأغلبية والأقلية ..
الحكومة والمعارضة..
سيصبح رئيساً
للمنتمين للحزب الوطني وبقية ال 23 حزباً..
ومن المؤكد انه لن يسعي إلي تصفية
الحزب الوطني وقياداته.
لقد انتقدت بيان البرادعي كما قلت لأنه لا يمكن أن يكون
برنامجاً لشخص له ثقل دولي قرر خوض تجربة الرئاسة في بلده التي لم يعش فيها سوي ستة
أعوام بعد تخرجه في الجامعة عام 1964م.
بيان البرادعي يبدو انه استقي أفكار هيكل
التي صاغها منذ فترة وقدمها قبل المؤتمر السنوي للحزب الوطني باعتبارها دعوة لبناء
الدولة المصرية المدنية من خلال مجلس الأمناء وإلغاء المادتين 76.
77 من
الدستور..
كانت فكرة هيكل انه لا يمكن للبرادعي ولا أي شخصية أخري تحظي بالقبول
أن تأتي للرئاسة مع استمرار وجود المادة 76 والدستور الحالي وطالب بإنشاء مجلس
أمناء للدولة والدستور ليضع دستوراً جديداً..
هذه كانت شروط هيكل إذا أراد شخص
مثل البرادعي أن يترشح لكن الفرق بين ما طرحه هيكل وما يطرحه البرادعي.
أن هيكل
طالب بأن تكون هناك فترة انتقالية في كنف الرئيس مبارك يتولي خلالها مجلس الأمناء
تصريف الأمور بقيادة الرئيس نفسه ثم يفتح باب الترشيح للجميع بمن فيهم
البرادعي..
لكن البرادعي قفز فوق فكرة هيكل وبدا وكأنه يخاطب الرئيس مبارك
مباشرة ليقوم بتعديل الدستور له شخصياً.
إنني عندما انتقدت البرادعي لم يكن في
نيتي ولا أتصور انها كانت نية أحد الزملاء التشكيك فيه.
ولكن كان الهدف وهو واضح
لكل ذي عينين أن الترشيح للرئاسة ينبغي أن يختلف في مفهومه عن الترشيح المحدود
للدوائر الانتخابية التشريعية في البرلمان..
فالرجل لا يتجاوز من يعرفونه في مصر
عن 5% ومن ثم فإن ترشيحه إذا تم لا يقلق النظام أو الرئيس مبارك..
ويجب أن يتم
الفصل بين كونه شخصية دولية مرموقة وبين كونه يريد الترشيح للرئاسة.
وفي النهاية
أعتقد أن البرادعي إذا كان يحترم المصريين فكان عليه أن يعود إلي مصر أولاً ثم يصدر
بيانه من علي أرضها.
لا أن يصدره وهو مازال في أوروبا كما لو كان ملكا منفيا عن
عرشه ينتظر خروج الجماهير للمطالبة بعودته.
ثم كان عليه أن يبحث عن موقع حزبي
يتيح له الترشيح للرئاسة لأن ترشيحه كمستقل مستحيل..
وأخيراً يصدر أي بيان يتسني
له إصداره..
هكذا يكون السيناريو في نظري..
أما ما حدث فكان شيئاً
آخر..
مرة أخري نكرر أن الانتقاد كان للألفاظ والسلوك والتعالي والشروط التي
جاءت في البيان.
لكنه لم يكن أبداً طعناً في وطنيته أو خشية من شعبيته أو غير
ذلك من الاتهامات التي ساقوها ضدي وضد زملائي.
* نقلا عن "الجمهورية"
المصرية