الشرجبي
كان إلغاء العبودية فقد عمل الرسول عليه الصلاة جاهداً من أجل إرساء مبدأ المساواة
بين البشر وتحقق ذلك في عهده وكان الناس سواسية كأسنان المشط ولا فرق بين عربي ولا
عجمي إلا بالتقوى ومع انتشار الإسلام ألغيت العبودية وأصبح لا وجود
للعبيد.
أعلم أن هذا الحديث
تعلمونه جيداً ولكن هل تعلمون بأن هناك من يقول وفي هذا الزمن بأن هناك أسياداً
وهناك عبيداً؟! نعم هذا الصنف من البشر موجود فهؤلاء قد أعادونا إلى الجاهلية نعم
لأن ذلك كان موجوداً في ذاك الزمن وهذا شيء خطير جداً والأخطر منه أن تقتل نفس
بشرية حرمها الله من أجل ذلك! نعم قتلت نفس بشرية لأنها كما يدعون تطاولت على
أسيادها فقد كانت تكل النفس عبدة لا يحق لها أن تفعل ما يفعله البشر
العاديون.
أنا لا أتحد بالألغاز ولكني مذهولة وحزينة على ما آلت إليه أحوالنا
فنحن نحلم بأن نتقدم ونتطور إلى الأمام واضعين نصب أعيننا تعاليم الدين الحنيف،
عموماً لا أطيل عليكم أن ما فجر هذا الحديث هي رسالة من شاب حزين كل الحزن على صديق
له قتل لأنه عبد وليس سيداً قتل لأنه دافع عن حق من حقوقه المشروعة، فهذا "المغدور"
يدعى/ أحمد سعيد فرحان، فقد كان شاباً خلوقاً محبوباً بين الكل ومثله مثل كل الشباب
يحلم بأن يكون له أسرته الخاصة به وعمل على تحقيق ذلك وتقدم لفتاة وتم عقد القران
بموافقة والدتها وشقيقها وخالها، وحددا مدة حتى يستعد من أجل أتمام مراسيم الزواج
"الزفاف" وأثناء ذلك سافرت الزوجة مع أمها وشقيقها وخالها إلى السعودية وعلم عم
الفتاة بأنها تزوجت وثار غضباً من هذا الزواج لأن من تزوج بها ليس منهم فهم سادة
ولا "يزوجوا إلا سادة مثلهم" وعمل جاهداً من أجل إلغاء هذا الزواج ولكن الشاب رفض
ذلك وأصر على التمسك بزوجته مع إصراره ورفضه تم تهديده بالقتل ولكنه لم يستسلم وأصر
على قراره في تاريخ 25/5/2009م جاء شخصان "هما من كان يتفاوضان معه على الطلاق ومن
قاما بتهديده" في هذا التاريخ وفي تلك قاما بتنفيذ التهديد وجعله حقيقة واقعة ، قتل
الشاب "أحمد سعيد فرحان "رحمه الله" لأنه رفض تطليق زوجته ولأنه لم يكن سيداً لم
يسكت شباب الحارة فقد لاحقوا القتلة ولم يخافوا من الأسلحة وقبضوا عليهم وتم بالفعل
تسليمهم للشرطة وأتضح من خلال التحقيقات أن عم الفتاة هو من قام بالتحريض على
قتله.
مثل هذه القضايا عزيزي القارئ كنا لا نسمع عنها ولا نعرف عنها إلا في
الأفلام العربية القديمة والهندية أيضاً ولم نكن نعلم بأنه سيأتي علينا اليوم الذي
نبكي فيه شباباً هدرت أرواحهم لأنهم أرادوا تكملة دينهم بالزواج وأتخيل أن هناك
أشخاصاً لا يملكون قلباً، يقتلون من أجل القتل فقط عفواً من أجل الربح المادي هذه
مسألة غاية في الخطورة ويجب الوقوف أمامها جيداً، هذا الأمر الذي حدث معناه بأن
هناك فئة متخصصة في هذا العمل.
ألا يكفينا الضربات الموجعة من كل الجهات؟ ألا
تكفينا البطالة والفقر؟ ألا يكفينا. . .
ويكفينا. . ؟؟ وكأن ما كان ينقصنا إلا
القتلة المأجورون.