الداهية
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،و إنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم
الوكيل، إلى جنة الخلد بإذن الله يا نجيب ، يبدوا أن عزائي هذا قد جاء متأخراً ،
ولكنها الفاجعة الكبيرة التي أصابتني عندما وصلني نبأ رحيلك ،وأنا على مدرجات إب
الخضراء والتي لأول مرة أراها في لحظات مفاجئة كئيبة سوداء موحشة ، مذ فاجئني خبر
وفاتك غيومها مختنقة بالعبرات
،ومثقلة بالألم والحسرة ، على فارس الإعلام اليمني ، الإعلامي الحر الصادق (( نجيب
الشرعبي )) كانت الرحلة لنجيب قصيرة جدا إلا أنه أنجز إرثاً إعلامياً سيحتاج إليه
التاريخ حتماً ، وستنقب فيه الأجيال بحثاً عن المعرفة ، والحقيقة التي دونتها قريحة
من الصعب جداً ان نجد مثيلاً لها ، كل كوادر فضائية السعيدة عمالقة إلا نجيب
الشرعبي كانت ومازالت وستظل له معزة خاصة في قلبي، وفي قلب كل إنسان عرف او شاهد،
هذا النجيب الإنسان ، هذا الفارس الذي استطاع بجهده وذكائه وأخلاقه ان يصبح مدرسة
وخلال فترة وجيزة جداً لنرى من خلاله طموح وقريحة "ابو القاسم" الشابي الذي وافته
المنية وهو في العشرينيات من العمر إلا أنه سطر اسمه في أروع صفحات الفكر والأدب و
النضال في التاريخ وهكذا فعل نجيب الشرعبي ، برحيلك يا نجيب السعيدة رغم مهنيتها
إلا أنني أراها مكلومة ، تحاول أن تبتسم فتسبقها عبرات الحزن والجزع ، على فارسها ،
الذي نحاول جاهدين مواساة أنفسنا ومداراتها فنقول ، لم يمت نجيب ، نجيب باق في
قلوبنا بل في أرواحنا ، أيعقل ان يموت الأمل ؟ فنجيب هو الأمل والطموح ، إذن فأنت
خالد يا صديقي ،و ستبقى المعلم الحقيقي للأمل الذي لا يموت أبداً ، نم قرير العين ،
سنطبق عليك في قلوبنا ونقول لك وداعاً فارس السعيدة.