ديفيد
ماكوفسكي
ماكوفسكي
ينهي الإعلان عن وقف أعمال البناء في المستوطنات
الإسرائيلية في الضفة الغربية الفصل الأول من العلاقات بين الولايات المتحدة
وإسرائيل في عهد الرئيس أوباما.
وهناك دروس يمكن أن يتعلمها الجميع.
ِ من
الواضح أن الخطوة التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي عرض
لتحسين العلاقات بين الولايات
المتحدة وإسرائيل بقدر ما هي محاولة لإستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
كما قد
تكون أيضاً قوة موازِنة تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مقابل صفقة تبادل أسرى
محتملة مع «حماس» حول جلعاد شاليط.
لقد سُلط الضوء، خلال معظم هذه السنة، على
الإحتكاك القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة المستوطنات، ذلك الموضوع
الذي ألقى بظلاله على [قضايا أخرى تخص البلدين].
وتشعر إدارة أوباما بأنها لا
تحصل دائماً على "بعض الإعتراف" من إسرائيل حول المشاورات الثنائية الوثيقة القائمة
بين البلدين فيما يتعلق بطائفة من المواضيع بما في ذلك التهديد النووي الإيراني،
ومناورات "جونيبر كوبرا" بين القوات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وتقرير
غولدستون.
كانت هناك آثار عميقة بالنسبة للولايات المتحدة بسبب وضع سقف عالي حول
موضوع المستوطنات من خلال الدعوة لتجميد أعمال البناء بدلاً من مجرد عدم القيام
بتوسيع خارجي للمستوطنات.
والدرس الأول الذي يمكن تعلمه هو أنه حتى لو كانت
المعارضة الإسرائيلية لا تتمكن من القول "نعم" لباراك أوباما، فإن الولايات المتحدة
قد فقدت الرأي العام الإسرائيلي من التيار المركزي.
أما الدرس الثاني فهو أنه
يجب توخي الحذر في رفع مستوى التوقعات.
فالرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمكن أن
يكون أقل إنتماءاً للفلسطينيين من الولايات المتحدة.
لذلك إذا طلبت واشنطن تجميد
أعمال البناء، ليس من المرجح أن يوافق الرئيس عباس على أقل من ذلك لأنه
محاصَر.
ومن المحتمل أن يكرَّر هذا النموذج ثانية.
وفي الوقت الذي تدعو فيه
الولايات المتحدة إلى تجميد أعمال البناء اليهودية في القدس الشرقية، ليس من المرجح
أن يقبل الرئيس عباس بأقل من ذلك - على سبيل المثال عدم القيام بتوسيع خارجي
للأحياء اليهودية في القدس الشرقية.
وهناك أيضاً دروساً لإسرائيل.
إن قيام
الثقة بين الزعماء من كلا الطرفين هو أمر لا غنى عنه.
فالرئيس أوباما ورئيس
الوزراء نتنياهو سيشغلان منصبيهما لبعض الوقت.
وقد أعرب الإسرائيليون عن أسفهم
لإنعدام الثقة بين الزعيمين.
وتعتقد إسرائيل أنه قد نُصب لها كمين حول مسألة
تجميد الإستيطان.
فمن ناحية، إسرائيل محقة في ادعائها بأن إدارة اوباما قد أخطأت
بإنكارها قيام «تفاهم شفهي» تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وإسرائيل عام 2003
حول تحديد التوسع الجغرافي للمستوطنات.
إن ذلك يقوض آفاق قيام «تفاهمات شفهية»
مع الولايات المتحدة في المستقبل.
ومن ناحية أخرى، إن «مجرى الثقة» يسير في كلا
الإتجاهين.
فإسرائيل لا تؤكد الحقيقة الواقعة بأنها لم تنفذ قط اتفاقية التفاهم
من عام 2003 حول الضفة الغربية والتي تعلن عنها الآن بأنها مفتاح [الإستمرار في
المفاوضات].
وعلاوة على ذلك، استاءت إدارة أوباما من تصريحات وزير الخارجية
الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان -- بعد أن وافقت الولايات المتحدة على تسوية مع
إسرائيل بشأن المستوطنات -- التي فسرتها واشنطن بأنها شماتة.
وقد فوجئ أوباما
عندما تم الإعلان عن أعمال البناء الجديدة في حي جيلو في القدس، لأنه جاء بعد أسبوع
فقط من اجتماعه الشخصي مع نتنياهو.
ويصر نتنياهو بأنه تصرف بصورة صريحة وشفافة،
وأنه فوجئ أيضاً من هذه الخطوة البيروقراطية الإسرائيلية التي جاءت من قبل
المسؤولين في المستويات الإدارية السفلى.
ومع ذلك، وفرت هذه الخطوة "سلاحاً"
لمنتقدي نتنياهو في حين قوضت من فرص نجاح أولئك الذين يرغبون في إعطائه فائدة
الشك.
صحيح ما يقوله مساعدو نتنياهو بأن الولايات المتحدة لم تكن صارمة مع حكومة
أولمرت كما مع الحكومة الحالية.
وفي حين يُنسب ذلك جزئياً إلى التغيير الذي حدث
في الإدارة الأمريكية، لا يمكن للمرء أن يستبعد الإحتمال بأن افتقار الولايات
المتحدة للنقاش الداخلي في الماضي كان يعود إلى التيقن في الاتجاه السياسي الذي
اتبعه اولمرت.
ويأمل نتنياهو أن تؤدي خطوته الحالية بشأن المستوطنات إلى وضع حد
لمسألة النوايا.
ويشعر بأنه قد تم تمييزه شخصياً بصورة غير عادلة من قبل الإدارة
الأمريكية الحالية، بالرغم من تأييده لإقامة دولة فلسطينية وعمله على تفكيك معظم
نقاط التفتيش في الضفة الغربية.
وقد يقول البعض في واشنطن همساً بأن تنازلات
نتنياهو قد اتُخذت على مضض وهي تمتد على مدى شهور عديدة، وبالتالي يمكن
إهمالها.
سيكون رد نتنياهو بأن تنازلات إسرائيلية متأخرة هي أفضل من إنعدام
تنازلات من الجانب العربي.
وفي الواقع، هناك بعض الدروس للعرب أيضاً.
فعلى
الرغم من خطاب أوباما في القاهرة، الأمر الذي أثار التوقعات، لم يتحقق حلم العرب
القائم منذ أمد بعيد بأن تقوم الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لتفعل ما تريده
واشنطن.
لذلك، يحتاج العرب إلى اتخاذ المبادرة وعمل شئ ما لتجنب
التطرف.
وبسبب غضبهم لعدم حصولهم على تجميد كامل -- 100 في المائة -- من إسرائيل
في بناء المستوطنات، لا يريدون إعطاء شئ في الوقت الراهن.
نعم، من المحتمل أن
يستئأنفوا المحادثات المتعددة الأطراف بشأن المواضيع المتعلقة بالمياه على سبيل
المثال، ولكن فقط بعد بدء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
وكما هو الحال في
الماضي..
الإسرائيلية في الضفة الغربية الفصل الأول من العلاقات بين الولايات المتحدة
وإسرائيل في عهد الرئيس أوباما.
وهناك دروس يمكن أن يتعلمها الجميع.
ِ من
الواضح أن الخطوة التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي عرض
لتحسين العلاقات بين الولايات
المتحدة وإسرائيل بقدر ما هي محاولة لإستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
كما قد
تكون أيضاً قوة موازِنة تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مقابل صفقة تبادل أسرى
محتملة مع «حماس» حول جلعاد شاليط.
لقد سُلط الضوء، خلال معظم هذه السنة، على
الإحتكاك القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة المستوطنات، ذلك الموضوع
الذي ألقى بظلاله على [قضايا أخرى تخص البلدين].
وتشعر إدارة أوباما بأنها لا
تحصل دائماً على "بعض الإعتراف" من إسرائيل حول المشاورات الثنائية الوثيقة القائمة
بين البلدين فيما يتعلق بطائفة من المواضيع بما في ذلك التهديد النووي الإيراني،
ومناورات "جونيبر كوبرا" بين القوات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وتقرير
غولدستون.
كانت هناك آثار عميقة بالنسبة للولايات المتحدة بسبب وضع سقف عالي حول
موضوع المستوطنات من خلال الدعوة لتجميد أعمال البناء بدلاً من مجرد عدم القيام
بتوسيع خارجي للمستوطنات.
والدرس الأول الذي يمكن تعلمه هو أنه حتى لو كانت
المعارضة الإسرائيلية لا تتمكن من القول "نعم" لباراك أوباما، فإن الولايات المتحدة
قد فقدت الرأي العام الإسرائيلي من التيار المركزي.
أما الدرس الثاني فهو أنه
يجب توخي الحذر في رفع مستوى التوقعات.
فالرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمكن أن
يكون أقل إنتماءاً للفلسطينيين من الولايات المتحدة.
لذلك إذا طلبت واشنطن تجميد
أعمال البناء، ليس من المرجح أن يوافق الرئيس عباس على أقل من ذلك لأنه
محاصَر.
ومن المحتمل أن يكرَّر هذا النموذج ثانية.
وفي الوقت الذي تدعو فيه
الولايات المتحدة إلى تجميد أعمال البناء اليهودية في القدس الشرقية، ليس من المرجح
أن يقبل الرئيس عباس بأقل من ذلك - على سبيل المثال عدم القيام بتوسيع خارجي
للأحياء اليهودية في القدس الشرقية.
وهناك أيضاً دروساً لإسرائيل.
إن قيام
الثقة بين الزعماء من كلا الطرفين هو أمر لا غنى عنه.
فالرئيس أوباما ورئيس
الوزراء نتنياهو سيشغلان منصبيهما لبعض الوقت.
وقد أعرب الإسرائيليون عن أسفهم
لإنعدام الثقة بين الزعيمين.
وتعتقد إسرائيل أنه قد نُصب لها كمين حول مسألة
تجميد الإستيطان.
فمن ناحية، إسرائيل محقة في ادعائها بأن إدارة اوباما قد أخطأت
بإنكارها قيام «تفاهم شفهي» تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وإسرائيل عام 2003
حول تحديد التوسع الجغرافي للمستوطنات.
إن ذلك يقوض آفاق قيام «تفاهمات شفهية»
مع الولايات المتحدة في المستقبل.
ومن ناحية أخرى، إن «مجرى الثقة» يسير في كلا
الإتجاهين.
فإسرائيل لا تؤكد الحقيقة الواقعة بأنها لم تنفذ قط اتفاقية التفاهم
من عام 2003 حول الضفة الغربية والتي تعلن عنها الآن بأنها مفتاح [الإستمرار في
المفاوضات].
وعلاوة على ذلك، استاءت إدارة أوباما من تصريحات وزير الخارجية
الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان -- بعد أن وافقت الولايات المتحدة على تسوية مع
إسرائيل بشأن المستوطنات -- التي فسرتها واشنطن بأنها شماتة.
وقد فوجئ أوباما
عندما تم الإعلان عن أعمال البناء الجديدة في حي جيلو في القدس، لأنه جاء بعد أسبوع
فقط من اجتماعه الشخصي مع نتنياهو.
ويصر نتنياهو بأنه تصرف بصورة صريحة وشفافة،
وأنه فوجئ أيضاً من هذه الخطوة البيروقراطية الإسرائيلية التي جاءت من قبل
المسؤولين في المستويات الإدارية السفلى.
ومع ذلك، وفرت هذه الخطوة "سلاحاً"
لمنتقدي نتنياهو في حين قوضت من فرص نجاح أولئك الذين يرغبون في إعطائه فائدة
الشك.
صحيح ما يقوله مساعدو نتنياهو بأن الولايات المتحدة لم تكن صارمة مع حكومة
أولمرت كما مع الحكومة الحالية.
وفي حين يُنسب ذلك جزئياً إلى التغيير الذي حدث
في الإدارة الأمريكية، لا يمكن للمرء أن يستبعد الإحتمال بأن افتقار الولايات
المتحدة للنقاش الداخلي في الماضي كان يعود إلى التيقن في الاتجاه السياسي الذي
اتبعه اولمرت.
ويأمل نتنياهو أن تؤدي خطوته الحالية بشأن المستوطنات إلى وضع حد
لمسألة النوايا.
ويشعر بأنه قد تم تمييزه شخصياً بصورة غير عادلة من قبل الإدارة
الأمريكية الحالية، بالرغم من تأييده لإقامة دولة فلسطينية وعمله على تفكيك معظم
نقاط التفتيش في الضفة الغربية.
وقد يقول البعض في واشنطن همساً بأن تنازلات
نتنياهو قد اتُخذت على مضض وهي تمتد على مدى شهور عديدة، وبالتالي يمكن
إهمالها.
سيكون رد نتنياهو بأن تنازلات إسرائيلية متأخرة هي أفضل من إنعدام
تنازلات من الجانب العربي.
وفي الواقع، هناك بعض الدروس للعرب أيضاً.
فعلى
الرغم من خطاب أوباما في القاهرة، الأمر الذي أثار التوقعات، لم يتحقق حلم العرب
القائم منذ أمد بعيد بأن تقوم الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لتفعل ما تريده
واشنطن.
لذلك، يحتاج العرب إلى اتخاذ المبادرة وعمل شئ ما لتجنب
التطرف.
وبسبب غضبهم لعدم حصولهم على تجميد كامل -- 100 في المائة -- من إسرائيل
في بناء المستوطنات، لا يريدون إعطاء شئ في الوقت الراهن.
نعم، من المحتمل أن
يستئأنفوا المحادثات المتعددة الأطراف بشأن المواضيع المتعلقة بالمياه على سبيل
المثال، ولكن فقط بعد بدء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
وكما هو الحال في
الماضي..