الشرجبي
شريك عمرها له مواصفات موجودة في خيالها ورغم ذلك تزوجت ومنذ اليوم الأول لزواجها
حتى اليوم وهي لا تقول إلا كلمة واحدة "ليت كل الأزواج مثل زوجي"!! هذا الزوج الذي
كانت لا تريده كان لطيفاً حنوناً وزوجاً صالحاً، فما كان يمر يوم دون أن يمكثان
معاً يتحادثان ويتجاوران، فقد كان
يحب قراءة الكتب بأنواعها فأشركها في هذه الهواية وأصبحا يتناقشان فيما يقرآنه
ويتبادلان كافة الأحاديث حتى على مستوى المنزل فقد كان حريصاً أن يجعلها تحكي له ما
دار بينها وبين أولادها فكان يعلم كل صغيرة وكبيرة حتى ما حصل في غيابة فما كانت
تشتكي من شيء لأنها تجد من يسمعها ويحاورها.
طبعاً الحياة تعطي للإنسان نصيبه من
منغصاتها ولكن دائماً ما كان يجد الحلول لها.
إن ما جعل هذه الأسرة تسعد في
حياتها الأسرية هو الأساس المتين لأي زواج وهو الحوار فاستخدام أسلوب الحوار داخل
الأسرة له أثره الكبير في استقرارها وضمان مستقبلها وتوفير جو من الحرية لتداول
الآراء فيما بينها والتحاور في المشكلات التي تعترضها مما يسهل إمكانية
تجاوزها.
فقد أكد على ذلك دراسة أعدها الدكتور / أحمد بن محمد دروم مدير معهد
الجبيل التقني تناول فيها آداب الحوار وأسباب فشل الكثير من الحوارات الأسرية وأكد
أيضاً أن ارتفاع نسبة الطلاق تأتي بسبب انعدام معرفة الأزواج بمهارات الحياة
الزوجية ونبه إلى أن الحوار من الأساليب التربوية المهمة ذلك لأن الكلمات المؤمنة
والأحاديث الطيبة لها أثر كبير ومهم في النفوس وتترك بصماتها في الأفئدة والعقول
لهذا أمر الله سيدنا "محمد عليه الصلاة والسلام" بالحوار فقال تعالى "وجادلهم بالتي
هي أحسن"، فحاور عليه أفضل الصلاة والسلام وحاول بالحكمة والموعظة الحسنة بل جعل
الكلمة الطيبة هي وحدة بناء الحوار ونوعاً من الصالحات وضرباً من ضروب الطاعات فقال
صلى الله عليه وسلم "الكلمة الطيبة صدقة".