;

بتقزيم الأهداف تخبط العرب 918

2009-12-12 05:29:03

شكري
الزعيتري


عندما يضيع الهدف لدى فرد ما ينعدم التخطيط
.
فيتخبط الإنسان في أقواله وأفعاله وعليه يصبح حينها البديل عنده الشئ التافه
غير ذي قيمة. .
وما هو كائن عند الفرد (المعدم) هو كائن عند حكام عرب (معدمون)
والذين أصبح الغالب منهم يبحث عن كل شئ تافه فيذهب ليعمقه ليشغل كلا شعبه وهذا ما
هو كائن اليوم فمنهم من شغل شعبه بانتصارات كاذبة ومنهم من شغل شعبة بمنجزات

وهمية ومنهم من شغل شعبه باهتمامات
تافهة ومنهم من شغل شعبه بفتن وتناحرات (بينية) داخليه. .
الخ.
وأكد لنا
مؤخرا انعدام الهدف السامي وبوجود فراغ قومي و بأنه وصل اليوم حالنا العرب مساوي
بامتياز (ويرثا له ) بان تم تقزيم الأهداف السامية والتي تسمو بالإنسان العربي
وتعلو به وتم تفتيت القومية العربية الي وطنيات متعصبة وبأنه حلت محلها أهداف جزئية
صغيره وعصبيات تافهة ومتشددة وكريهة وتعطى الاهتمام والجهد والعناية حتى انه وصل
بالبعض بان لديه الاستعداد للاستماتة لأجلها. .
وثبت لنا هذا مما حدث مؤخرا من
شغب وإثارة الفتنه وشحذ همم (لمعظم عامة شعب جمهورية مصر. .
ولمعظم عامة شعب
جمهورية الجزائر) ووسائل إعلامهما وفي اتجاه حمل الأحقاد والكراهية وتعميق العصبية
لوطنيات جزئية وبسبب تسابق تافه. .
بل كان من المستغرب له أن يسمح رسميا وحكوميا
لهذا الحدث بان يؤدي إلي توتير علاقات (عربية عربية ).
فما جري علي اثر
مباراة كرة القدم وكتصفية من تصفيات لكاس العالم للعام 2010م بين منتخبي مصر
والجزائر والتي أقيمت الأولي في قاهرة ( مصر) التي كانت قلعة القومية العربية و
الأب الراعي لها. .
والمباراة الثانية التي تمت بمدينة أم درمان في السودان
واللتان علي نتائجهما تم انتقال منتخب الجزائر إلي التصفيات النهائية التي ستقام في
دولة جنوب إفريقيا لكاس العالم للعام 2010م لكرة القدم.
إذ وقد تحولت مباراتي
كرة القدم بين منتخب مصر ومنتخب الجزائر من لعب ومشاهده و متعة للجماهير (عامة)
ولشعبي جمهورية مصر وجمهورية الجزائر (خاصة) إلى حرب إعلامية (قذرة وبكل ما تعنيه
الكلمة ) أن جرت إلى شغب وإحداث فوضي شعبية وتخريب لممتلكات خاصة والاعتداء على
أمنين من مواطني كلا الدوليتين متواجدين لدي الدولة العربية الشقيقة الأخرى وجر هذا
إلي حرب دبلوماسية وسياسية بين حكومتي مصر والجزائر (العربيتان) والذي ظهر لنا بأنه
قد أعطي الكثيرون في كلا الدولتين الاعتبار لمباراتي ( كرة القدم ) وما تخللها من
مشاجرات بسيطة وهي التي تحدث كمثلها عادة في كثير من الدول وحتى بين جماهير أندية
الدولة الواحدة (داخليا ). .
وحتى أنه كثيرا ما حدث مثل هذا من مشاجرات بين
جماهير بل واعنف في دول أوروبية متقدمة إلا أننا لم نري ولم نسمع أن وصل الاعتبار
والاهتمام بالدفع إلي القيام بسلوكيات وممارسات لتفاهات صدرت من كثير موظفي إعلام
رسمي ومن كلا البلدين (مصر والجزائر) وضد بعضهما وأطلق الكثير من التشاتم
والملاعنات والملسنات والتي أفرزت مشاكل بين الدولتين العربيتين وفي علاقتهما
كحكومة وشعب ومستمرة حتى اليوم والتي أوجدت أزمة في علاقة عربية عربية. .
كما
ظهر لنا حينها أن من القادة السياسيين الحكام من كانوا فرحين بتأجيج هذا كونه شئ
يشغل به كلا شعبه.
إذ وقد جري أن أعطي الحدث (لمباراتي كرة القدم وما تخللهما )
أكثر مما أعطي لقضية داخلية من قضايا عدة ومشاكل تعيشها كلا الدوليتين و يئن لها
ويتوجع شعبيهما وهي كثيرة كما ولم نري بأن خرج شعب كل دوله بتلك الحشود والتظاهرات
والعنف ضد قضية الاعتداءات علي الحريات وحقوق الإنسان كما خرجوا ضد كليهما كشعب
وحكومة بكل بلد ضد الآخر عقب مباراتي كرة القدم تلك. .
ولم نرى بان خرجوا بتلك
الحشود والتظاهرات والعنف ضد قضية تفشي البطالة والفقر أو كمواجهة لمشاكل تضر
بالإنسان العربي أو تنتهك أدميته. .
أو المطالبة بمحاربة الفساد والإفساد
.
وأيضا رأينا انه أعطي لذلك الحدث التافه أكثر مما أعطي للقضية الفلسطينية ولم
نرى بأن خرج شعب كل دوله بتلك الحشود والتظاهرات والعنف ضد وكمواجهة للاعتداءات
الإسرائيلية وقتلها وتنكيلها بالشعب الفلسطيني. .
وأيضا رأينا انه أعطي لذلك
الحدث التافه أكثر مما أعطي لقضية عربية قومية تهم العرب وشئونهم وقوميتهم وعروبتهم
ومنطقتهم كمثلا الخروج بالتنديد والمطالبة ومواجهة التسابق في التسلح النووي في
المنطقة العربية وامتلاك إسرائيل لسلاح دمار شامل والمطالبة بإخلاء المنطقة العربية
والشرق الأوسط بل العالم من أسلحة الدمار الشامل. . .
واختم بالقول إن هذا الذي
حدث في دولتي مصر والجزائر وبين شعبيهما وحكومتهما نتوقع تكراره لدي دول عربية أخري
وشعوبها (مستقبلا ).
وهنا يثار سؤال لماذا. . . ؟ نجيب : لأنه أعدمت الأهداف
السامية المصيرية التي تعلي شأن الأمة العربية وترفعها بين الأمم الأخرى والتي بها
تشغل الشعوب العربية ودولهم وحكامهم فيتسابقون لأجلها كما انه تم حتى تقزيم الأهداف
الوطنية الهامة لتصبح أهداف تافهة تعطي الاهتمام والمتابعة والتسابق لأجل تحقيقها
من قبل شعوب الدول العربية وأكثر من أسهم في هذا الإعدام والتقزيم هم الحكام العرب
.
s_hz208@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد