;

الاحتفال بعيد الغار 845

2009-12-13 03:57:46

كمال
البعداني


وأنا أتابع القنوات الفضائية الموالية لإيران و
التابعة لها وهي تبث احتفالات ما يسمونه "عيد الغدير" في الأيام الماضية، وما فيه
من سب وقدح بصحابة رسول الله وزوجات رسول الله، أدركت كيف أن هؤلاء القوم قد
استطاعوا طعن هذه الأمة بخنجر مسموم فيها مضى يزداد سريان هذا السم في جسد الأمة
يوماً بعد يوم وما ذاك إلا انتقاماً لزوال دولتهم وإمبراطوريتهم العظمى على يد
أبناء
هذه الأمة المحمدية ، فقلت في
نفسي هل خلافنا مع هؤلاء هو خلاف مذهبي أم هو في الأصل سياسي وانتقامي؟ ثم سألت
نفسي ماذا لو كان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأمام علي بدلاً من
أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً ، فهل كان سينتهي الخلاف ويدخل هؤلاء القوم في
ما أجمعت عليه الأمة والتي لا شك أنها كانت ستجمع على الأمام علي كما أجمعت على أبي
بكر.؟ أنا شخصياً أشك في ذلك لأن الهدف في الواقع سياسي لا مذهبي لذلك في تصوري
أنهم كانوا سيقيمون الدنيا ولن يقعدوها مع أبي بكر الصديق وأنه الأحق بالخلافة من
الأمام علي وكانوا سيحشدون الأدلة على ذلك كما يفعلون الآن مع الإمام علي، سيقولون
أن رسول الله قد اختار أبي بكر من بين أصحابه جميعاً ليكون رفيقه في الهجرة وقدمه
في الصلاة أثناء مرضه صلى الله عليه وسلم وكذلك جعله أميراً على الحج في العام
التاسع للهجرة وهذا دليل على أنه الخليفة من بعده معززين ذلك بأية الغار "ثاني
أثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن أن الله معنا"ويضيفون له أيضاً حديث
الرسول في الغار مثلما هو الآن حديث الغدير وأن الله ثالثهما" وسيطلقون عليه حديث
الرسول في الغار لأبي بكر "يا أبا بكر ماضنك باثنين الله ثالثهما" وسيطلقون
والخليفة بعد رسول الله ويحتفلون بهذا اليوم ويسمونه "يوم الغار"أو "عيد الغار"
مصحوباً بسب الأمام علي والصحابة الذين اغتصبوا الخلافة من أبي بكر بسبب عدم وجود
قبيلة تسنده فهو من بني تيم أضعف البطون في قريش، ومن الطبيعي أن يكون مقر شيعة أبي
بكر في بلاد فارس كما هو حاصل الآن عندما يدعون أنهم من شيعة علي، وسيكون لنا في
اليمن نصيب من البكريين وهم الاسم الذي سيطلقونه على أنفسهم وكان السستاني الفارسي
سيتهم الحكومة اليمنية بأنها تريد القضاء على البكريين في اليمن أما أم المؤمنين
عائشة رضي الله عهنا فسيقدسونها ويطلقون عليها اسم الصديقة "وهي كذلك" ويطلقون قناة
فضائية باسمها كما هو حاصل الآن مع فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وسيشرحون من
خيالهم كيف أن الإمام علي قد سحب عائشة وضربها وأخرجها من بيتها بعد وفاة الرسول
مباشرة وهو الذي مات في حضنها وقد استودعها قرآناً خاصاً سيطلقون عليه " مصحف
عائشة" كما يقولون اليوم أن عندهم "مصحف فاطمة" ومن البديهي أن شرحهم هذا سيكون
مصحوباً بالبكاء والعويل ، ومن الطبيعي أيضاً أنه سيكون عندهم اثنى عشر إماماً
معصومين من أولاد أبي بكر الصديق وآخرهم قد دخل السرداب هرباً من بطش أحفاد الإمام
علي وبنو هاشم جميعاً وسيكون عندهم "العائشيات" بدلاً من "الزينبيات" الآن ، أما
زواج المتعة فسيبقى عندهم حلال كما هو حاصل الآن ويتهمون الإمام علي بأنه هو الذي
حرم المتعة "لأنه راوي حديث تحريم المتعة نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما هو ثابت في الصحاح" ، ولن يكون هناك صلاة جمعه حتى يخرج من السرداب البكري
المنتظر، ومرجعياتهم ستكون مسبوقة بكلمة الصديق بدلاً من السيد فيكون عندنا "الصديق
السستاني"، "الصديق مقتدى، "الصديق المرتضى" ، وهكذا..
وفي اليمن طبعاً سيكون
عندنا مركز "بكر العلمي " بدلاً من مركز "بدر العلمي" وسيعمل على مساعدة البكريين
الذين يحاربون الحكومة في اليمن حسب التوجيهات الخارجية، ومن الطبيعي أن يكون
لهؤلاء البكريين نفوذاً داخل السلطة كما هو حاصل الآن مع الحوثيين، أما في العراق
فسيتعاون البكريون مع أمريكا ضد السنة لأنهم اغتصبوا الخلافة من "أبي بكر" وأعطوها
لعلي ويطاردون كل من يحمل أسم "علي أو الحسن أو الحسين أو فاطمة" كما يصنعون الآن
مع من أسمه "أبوبكر أو عمر أو عائشة" ، وهكذا يستمر الحال وتستمر المعاناة بنفس
الدوامة ونفس المسلسل الحاصل الآن، فالهدف الأصلي في البداية كما قلنا كان سياسياً
وانتقامياً بخطة يهودية فارسية من بعد معركة القادسية، ثم تطور الأمر وتوارثته
الأجيال اللاحقة واعتبرته ديناً كما تطور الأمر في عبادة الأصنام، وإلا فالجميع
يعلم بأن الله رحيم بعباده وقد خلق للإنسان العقل وميزه عن سائر مخلوقاته، فكيف
يرضى عقل عاقل أن يبعث الله نبياً يقدمه على كل ا لبشر في الفضل والتوفيق والهداية؟
بل ويصطفي أمته ويجعلها خير أمة أخرجت للناس، ثم بعد ذلك يكافئ هذا النبي المصطفى
الذي جاهد وكافح لمدة ثلاثة وعشرين سنة بكل أنواع الجهاد وأوذي في الله وصبر في
الله فكيف يجازيه الله ويكافؤه بأن يسلط عليه أصحاباً يعيش معهم ويخدعونه قرابة ربع
قرن ثم يخدعون هذه الأمة المصطفاة المختارة وهذا الخداع لا يشمل زمناً معيناً أو
جيلاً معيناً بل على مدى أربعة عشر قرناً؟ فإن هؤلاء يقولون أن الإمامة كانت لعلي
رضي الله عنه ولكن الصحابة منعوه عنها وأخذوها بمؤامرة جماعية منه!! فكيف يرضى الله
أن يسلط هؤلاء على ذرية نبيه الصادق وعلى الإمام الذي يحفظ العالم ويقيم العدل
ويحفظ دين الإسلام دين خاتم الأنبياء و....و.....و.....
على حد
زعمهم.
والأدهى من ذلك أن هذا يحدث بمجرد موت هذا النبي بل وقبل أن يدفن جسده
الطيب يتآمر من رباهم وأدبهم ومن نصروه في حياته بأموالهم وأنفسهم ورضي الله ورسوله
عنهم، يتآمر هؤلاء عليه بما مضى ، هل يقبل هذا عقل سليم؟ وهل يليق هذا بحكمة الله
الذي حرم الظلم على نفسه؟ هل يليق هذا بإله وصف نفسه بالرحمة واللطف "الله لطيف
بعباده" أنهم بقولهم هذا يصفون الله بتضييع هذه الأمة وخذلانها وفرض المشقة
والضلالة عليها، "تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا"، أرأيتم أيها السادة
أي مأساة تعيشها هذه الأمة مع هؤلاء القوم؟ أننا نؤمن أن رسول الله صلى الله عليه
وأله وسلم لم يوصي بالخلافة من بعدة لأحد، كما نؤمن أن "أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ،
وعلي" عاشوا أخوة متحابين ومتصاهرين وتربوا على مائدة النبوة من المربي العظيم محمد
صلى الله عليه وسلم" ، فوالله الذي لا أله إلا هو أن "أبا بكر في الجنة، وعمر في
الجنة ، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة" وسيكون الخزي والعار والعذاب الأليم عند
الله على من كذب وافترى على آل "بيت رسول الله وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ورضي الله عنهم أجمعين"..
قال تعالى: "والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا
اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا
إنك رؤوف رحيم".


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد