بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
قصة الغدير باختصار أرسل الرسول صلى الله عليه
وسلم عليا رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع على رأس جيش وقد عاد علي رضي الله
عنه من اليمن ليلحق الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وترك نائباً له على الجيش
فقام هذا النائب بكسوة الجيش بحلل وعندما قدم الجيش إلى مكة لقيهم علي رضي الله
عنه وشاهد الحلل الجديدة فوقهم فغضب
وطلب منهم خلعها قبل أن يلقاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأثار ذلك حنقهم
وغضبهم وبدأ القيل والقال في علي رضي الله عنه وعندما كثر القيل والقال قال عليه
الصلاة والسلام كلاما في غدير يسمى "خُم" - يبعد عن مكة حوالي 260 كم - ومن هذا
الكلام قوله "من كنت مولاه فعلي مولاه" معرفاً لهم بفضل علي رضي الله عنه فسكت
المنتقدون وانتهت القضية ولم يفهم علي رضي الله عنه أو الصحابة بأن هذا دليل على
الخلافة والإمامة.
لكن جاء الحوثيون فجعلوه عيداً أفضل وأعظم من كل الأعياد
وزادوا فقالوا إن صوم يوم الغدير يعدل مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات وهو عيد
الله الأكبر !! بل جعلوه شعيرة من الشعائر المقدسة وفريضة واجبة وجوب الحج والصوم -
مرفق صورة من بيانهم بظليمة - !!!!! وفي الغدير يلعنون أصحاب البشير النذير صلى
الله عليه وسلم !! فإليكم قصة الغدير بالمختصر المفيد مع الرد الجديد الفريد : أكبر
أئمة الزيدية وغدير السبئية كشف لنا أحد أكبر أئمة الزيدية والذي كتبه تمثل عمدة
المذهب الزيدي الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحي ابن المرتضى - ت 840ه رحمه
الله تعالى -من هو سلفهم في حكاية النص الجلي في الغدير فقال في كتابه "المنية
والأمل في شرح الملل والنحل ص131": ( وأما الرافضة فحدث مذهبهم بعد مضي الصدر الأول
ولم يسمع عن أحد من الصحابة من يذكر أن النص في علي جلي متواتر ولا في اثني عشر
إماما كما زعموا فإن زعموا أن عمارا وأبا ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وسلمان
الفارسي كانوا سلفهم لقولهم بإمامة علي عليه السلام أكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا
البراءة من الشيخين ولا السب لهما ألا ترى أن عمارا كان عاملا لعمر بن الخطاب في
الكوفة وسلمان الفارسي في المدائن ؟ وقد مر أن أول من أحدث هذا القول عبد الله بن
سبأ ولم يظهر قبله ) فألف ألف مبروك على إيمانك بالنص الجلي على خلافة علي رضي الله
عنه في الغدير !! لكن اعلم أن أول من أحدث هذا القول هو عبد الله بن سبأ اليهودي لا
أمير المؤمنين علي !!!! الحوثيون والنص الجلي في الغدير !! من يقول بوجود نص جلي
على إمامة علي رضي الله عنه في الغدير هم الإمامية والباطنية وسار على دربهم
الحوثيون !! والإيمان بوجود هذا النص الجلي يؤدي قطعاً إلى تكفير الصحابة رضي الله
عنهم !!هذا ما يقوله أحد أكبر أئمة الزيدية الإمام عبد الله بن حمزة - رحمه الله
تعالى - في كتابه "الشافي" 3/110 يقول : ( ولا نقول أن النص جلي وأنهم علموا قصد
الرسول منه ضرورة وخالفوه عنوة بل هذا إنما يلزم من قال أن النبي (ص) نص على علي
(ع) نصاً جلياً اضطر الكل من الصحابة إلى معرفة المراد به وهؤلاء هم الإمامية
وتابعهم على غوايتهم في ذلك عن الحق الباطنية توصلا إلى الطعن على أصحاب النبي (ص)
وأنهم جحدوا ما استيقنوا صحته ودفعوا ما علموا وجوبه من النبي (ص) وأوجبوا بذلك
كفرهم وردتهم عن الإسلام وفيهم من يقول أن كبارهم كانوا منافقين حتى قال شاعرهم :
والقوم ما أسلموا لكنهم قهروا فاستسلموا فرقا من غير إيمان. . . . .
وأما عند فضلاء
الزيدية ومن شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل للتأويل محتاج إلى النظر في
الدليل ) أقول : كلام الإمام عبد الله بن حمزة فيه الكفاية لكشف أسرار الحكاية !!
حكاية النص الجلي في الغدير وغيره وعلاقته بتكفير صحب النبي صلى الله عليه وآله
وسلم !!!!! العلامة الزيدي و غدير الحوثي يقول العلامة الزيدي علي بن أحمد بن ناصر
مجمل في كتابه "القول الجلي في الذب عن مذهب الإمام زيد بن علي" ص84 : ( أما الغدير
الذي يحتفلون به ويعتبرونه عندهم من أكبر الأعياد يحيون بذلك الاحتفال كما يدعون
ذكرى تسلم الإمام على رضي الله عنه لزمام الحكم والخلافة ويطلقون العيارات النارية
إظهاراً للفرح والسرور وينتقصون من الصحابة رضوان الله عليهم وينالون منهم
.
فالجواب عليه من عدة أوجه : الوجه الأول : إن الاحتفال بهذا اليوم مبتدع في
بلاد اليمن وبين الأوساط الزيدية ولا يعلم عن أحد من أئمة اليمن أو أئمة المذهب
الزيدي أنهم احتفلوا بهذا اليوم واتخذوه عيدا من أعيادهم من لدن الإمام الهادي الذي
أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن إلى القرن الحادي عشر الهجري وأن أول من ابتدعه في
اليمن المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم في أيام عمه المتوكل إسماعيل بن القاسم بن
محمد سنة 1073ه كما ذكر ذلك السيد العلامة عبد الله بن علي الوزير في كتابه "طبق
الحلوى وصحاف المن والسلوى" ) وها أنا أسوق قصة الغدير في اليمن في التالي : قصة
الغدير في اليمن !! لم يحتفل الإمام علي رضي الله عنه بالغدير ولا مرة واحدة في
حياته !! بل ولا حتى أثناء خلافته التي امتدت أكثر من أربع سنوات !! ولم يحتفل
أولاده أو أحفاده فيما بعد !! وفي القرن الرابع الهجري ظهر الاحتفال بالغدير في
بغداد لأول مرة على يد بني بويه لا على يد بني هاشم !! - سنتحدث عن هذا الموضوع في
بحث مستقل - ولم تعرف اليمن الاحتفال بالغدير إلا في عام 1073ه على يد المهدي أحمد
بن الحسن أيام حكم عمه الإمام المتوكل !! فلم يحتفل بالغدير لا الإمام الهادي رحمه
الله تعالى ولا أولاده ولا أي إمام من أئمة اليمن حتى جاء المهدي أحمد بن الحسن فمن
أين جاء بالغدير ؟ أول غدير في اليمن يذكر المؤرخ العلامة السيد يحي بن الحسين بن
القاسم بن محمد - ت 1100ه - وهو حفيد الإمام القاسم في كتابه "بهجة الزمن في تاريخ
اليمن" 2/620 ( وفي هذه السنة - 1073ه - ابتدأ أحمد بن الحسن بشعار يوم الغدير ،
في ثامن عشر يوم من ذي الحجة بنشر الأعلام ، والأولوية ، والحربة.
والمتوكل
اقتدى به ففعله من بعد وهو بحَبُور لَّما وصل إليه أحمد بن الحسن كما سيأتي. ) ولم
تعرف صنعاء الغدير إلا في عام 1085ه كما ذكر ذلك العلامة يحي بن الحسين في كتابه
2/882 : ( وخطب خطيب صنعاء محمد بن إبراهيم السحولي بخطبة الرافضة يوم الغدير ثامن
عشر شهر الحجة يوم الجمعة - سنة 1085ه - ، وحث الناس على الصيام فيه ، وإظهار
الشعار الذي للإمامية الإثني عشرية ، ولم يخطب أحد قبله من أهل مذهبه.
) أقول :
اعلم وقيت الذم أن الاحتفال بيوم الغدير من شعائر الإمامية الاثنى عشرية لا
الزيدية.
غدير الرافضة الاثنى عشرية لا الزيدية لا يعرف الاحتفال بالغدير عند
الزيدية بل هو من أيام الرافضة الاثنى عشرية وأخذه منهم المهدي أحمد بن الحسن - حكم
اليمن من 1087ه - 1092ه - وقد ذهب ابن عمه العلامة المؤرخ يحي بن الحسين رحمه
الله تعالى إلى أن عقديته إمامية رافضية وذكر من سيرته اهتمامه بالغدير الذي هو
شعار الرافضة الإمامية فقال في 3/1144 : ( ولكن قد روى عنه عقيدة الجارودية ، بل
عقيدة الإمامية بل عقيدة الرافضة فاشتبهت وكان يظهر شعار يوم الغدير في جميع مدته )
ويحكي ما جرى منه بعد عرضه لقصيدة تشرح سيرة المهدي أحمد بن الحسن فقال في 3/1099:
( انتهت القصيدة للفقيه الشيخ الأديب علي بن أبي الرجال ، ويشهد له والله إنه على
دين الرافضة من الباطنية ، ما جرى منه من البغي على الإمام المؤيد مرتين وما جرى
منه من قتل النفوس بيده ظلماً ولم يتخلص مما يجب عن ذلك شرعاً ، ومطله بالديون
وكذلك شعار يوم الغدير شعار الرافضة ، وكتابته في بعض الضربة بما يتضمن الغلو في حق
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وإذا صح ما ذكره صاحب القصيدة هذه أن المذكور
عقيدته عقيدة الباطنية في نفي البعث فهذه بليه عظيمة على من بايع هذا السيد ، وقد
تحملوا في أعناقهم آثامهم فلا قوة إلا بالله وأما كونه رافضي في أصل الإمامة وأن
النص في علي جلي فهو مصرح به ، قائل به معتقد معه متبجح بذلك. ) حسين الحوثي ينسف
النص الجلي إلى كل مخدوع بغدير الحوثي والإمامية !! إلى كل من اغتر بزخرف مُحاله
قبل اختبار حاله !! إلى كل من صدق النص الجلي في الغدير على علي !! استمعوا إلى
حسين بدر الدين الحوثي وهو ينفي النص الجلي في حديث الغدير فيقول في ملزمته دروس من
سورة المائدة الدرس الثاني ص32 : ( يمكن أن نتأول كلمة "مولاه" التي جاءت في حديث
الغدير فربما تعني أو أنها تعني ) !!!! فيا للعجب !! ولماذا الاحتفال بالغدير ما
دام أنها تعني وتعني ؟!! ولماذا سب أصحاب البشير النذير صلى الله عليه وآله وسلم ما
دام أنه يمكن تأويل كلمة "مولاه" ؟! ثم ألم يأن لمن صدقه عن حديث الولاية الإلهية
في الغدير أن يقلع عن سب أصحاب البشير النذير ما دام بالإمكان تأويل كلمة "مولاه"
التي أظهرت لنا جلية أمره وخبث مقصده ؟ أم أن من العناء العظيم استيلاد العقيم
والاستشفاء بالسقيم كما قيل ؟ علي لم يتكلم عن الغدير هل تكلم علي رضي الله عنه عن
الإمامة في الغدير أثناء خلافة الثلاثة ؟ أم أنها شنشنة تناقلتها الألسنة الضالة
المضلة ؟ هل قال في المدينة أنا الإمام بنص الغدير ومن عصى ففي عذاب السعير ؟
لنستمع الجواب من حسين الحوثي الذي قال في ملزمته "دروس من وحي عاشوراء" ص11 : (
وكان في المدينة لا يتفوه بكلمة في ظل الخلفاء الثلاثة ) !! أقول : هو لم يتفوه
بكلمة عن الإمامة في الغدير إما خوفاً وإما لعدم وجود نص يتحدث عنه ؟!! فأما الخوف
فحاشاه فقد كان من أشجع الصحابة رضي الله عنهم وفارس الميدان الهمام الذي تضرب به
الأمثال وما بقي أمامنا إلا القول بعدم وجود نص على الإمامة والخلافة في الغدير كما
يزعم الحوثي وأمثاله ممن ضل الطريق !! ويبقى السؤال الهام : إن كان الاحتفال
بالغدير من الدين فلماذا لم يحتفل به علي أمير المؤمنين لا في خلافة الثلاثة ولا
خلافته ؟!! مناظرات حول الغدير مناظرات كثيرة خضتها حول الغدير أسوق لك بعضها
لتستفيد ( لا سيما والحاجة إليها ملحة في هذه الأزمنة فإن وطأة الأهواء شديدة
وسبلها متكاثرة لكثرة المضلين المفتونين الرابضين بيننا المنطوين على كشح أصاب
ضمائرهم بآراء ساقطة يخزي بعضها بعضا ) كما قال العلامة بكر أبو زيد.
1- أين
النص الصريح ؟ بدل اللف والدوران وتصديق الرافضة ضعاف العقول والأفهام كنا نريد
نصاً صريحاً في كتاب الله عز وجل يشير بصراحة وبدون مواربة إلى الإمامة والإمام ؟
ثم هل يعقل أن الصحابة يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم أسئلة عديدة منها : (
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ
الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ
اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ) البقرة189، و( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم
مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )
البقرة215، و( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ
كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ
الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) البقرة219، ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ
أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ
الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة222، وغيرها من الآيات التي فيها يسألونك ؟!! ولا
يسألونه عن الإمامة والولاية وتأتي بها آية جلية صريحة ما دامت من الدين بهذه
الأهمية ؟! 2- ما هو المانع ؟ وصية في الغدير وابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم
وزوج ابنته ومن بني هاشم أقوى بطن في قريش وزعيم بني أمية يدعمه ويطالب بمبايعته
أضف إلى ذلك قوته وبطولته في ميدان القتال فما الذي جعل المسلمين يخالفون الرسول
صلى الله عليه وسلم في الغدير ويقحمون أنفسهم في نار السعير ؟! خبرني لماذا أعرضوا
عن علي رضي الله عنه واختاروا غيره ؟! لا تقل أن سيفه لا يزال يقطر دما من دماء
قريش وقلوبهم مشحونة ببغضه. . .
الخ فهذا القول أضحكوا به على الجهال الذين لا
علم لديهم ولا معرفة بتاريخ الإسلام فالذين حضروا السقيفة من قريش هم ثلاثة فقط
والباقي من الأنصار والأنصار ليس بينهم وبين علي رضي الله عنه إلا كل حب
وتقدير.
إن كان الغدير عيداً فأين صلاته ؟ أعياد الإسلام لها صلاة تسمى صلاة
العيد فعيد الفطر له صلاة وعيد الأضحى له صلاة فإن كان الغدير عيد الله الأكبر كما
يزعمون فأين صلاته ؟!! ولماذا لا يصلون في هذا اليوم صلاة العيد ؟! وعلينا متابعتهم
من السنة القادمة فلربما يصلون في 18 ذو الحجة صلاة العيد حتى يثبتوا أنه من
الأعياد الإسلامية بعد أن فضحتهم بهذا السؤال الذي دك باطلهم وكشف للناس مقدار
جهلهم !! هل احتفل علي بالغدير ؟ يزعمون أن الغدير مناسبة دينية !!! بل هو عندهم
عيد الله الأكبر !!!! ونرد عليهم بما يكشف ضلالهم فنقول : إن كان ما تقولون صحيحاً
فإننا نطالبكم بالنصوص التي تثبت أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه احتفل بهذا
العيد في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟!!.
وإذا أعفيناكم من إجابة
هذا السؤال فلن نعفيكم من إجابة السؤال الثاني وهو : أين النصوص التي تثبت أن عليا
رضي الله عنه احتفل بهذا العيد المزعوم أثناء خلافته التي امتدت أكثر من أربع سنوات
؟! وما هي المدن التي احتفلت ؟ وما هي شعائر الاحتفال ؟! فإن قلتم لم يحتفل علي رضي
الله عنه ولا يوجد حتى نص واحد ولو مكذوب موضوع وفيه قيام علي رضي الله عنه
بالاحتفال بالغدير.
قلنا إما أنكم أهدى وأعلم من علي رضي الله عنه وإما أنكم
على ضلالة وجهالة ؟.
الخلافة حق لعلي أم للمسلمين ؟!! أكثروا هذه الأيام من ذكر
الولاية في قنواتهم الإعلامية !! وذكر سيد الأوصياء !! وإتمام النعمة بولاية أمير
المؤمنين في الغدير !! وأتعبوا أنفسهم لإثبات ذلك وشرقوا وغربوا ووقعوا في مشقة
ومشاق فخانهم التوفيق وها نحن نعطيهم إشارات على الطريق : 1- الخلافة والإمامة إما
أنها حق لعلي رضي الله عنه أو هي حق للمسلمين ؟ فإن كانت حقا لعلي رضي الله عنه فقد
تنازل عنها طوعا وبرضاه للخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
وبايعهما وإن كانت حقا للمسلمين فقد اختاروا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم دون
إكراه.
2- إن كان هناك وصية بالإمامة في الغدير فكيف بايع أبا بكر رضي الله عنه
؟ فإن قلتم بسبب الردة التي حصلت وعصفت بالمسلمين وكادت تقتلع الإسلام من جذوره
لولا الله عز وجل ثم الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه قلنا فلماذا بايع عمر ابن
الخطاب رضي الله عنه والأوضاع مستتبة في الجزيرة العربية ؟ بل لماذا رضي بأن يكون
أحد الستة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه ليكون منهم الخليفة بعده ؟ ولماذا لم يقل
أنا الوصي وأنا قد اختارني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خليفة ولا يجوز أن
يساوى بي غيري وهذه أدلتي والغدير أكبر شاهد لي ؟!!!.
نص إلهي للجميع أو لا نص
للجميع لو كانت الإمامة والخلافة لا تكون إلا بنص إلهي وأول منصوص عليه هو علي رضي
الله عنه في الغدير لاحتجنا إلى نصوص إلهية على كل خليفة للمسلمين حتى قيام الساعة
!!! وهذا يستلزم عدم انقطاع الوحي !!!! وماذا نعمل عندما يكون هناك 50 دولة إسلامية
؟!! هل نحتاج إلى خمسين نصاً إلهياً لنقبل بهم أم نعيش بلا أئمة ورؤساء ؟! وهل
نحتاج إلى نصوص سماوية كل عشر سنوات لخمسين خليفة أم أنه سيوصي هو لمن يكون الأمر
بعده ؟ فإن أوصى لأحد أولاده فهذا ملك دنيوي لا إمامة سماوية وهذا عين قول الإمامية
؟ وكيف نعزلهم إذا ضلوا الطريق وخرجوا عن الحق ؟ وما حكم عصيان الخليفة المنصب من
قِبل الله تعالى ؟! وهل نترك قول ربنا الواضح الجلي : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى
بَيْنَهُمْ ) الشورى38، ونصدق كل جاهل عربي أو أعجمي ؟
وسلم عليا رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع على رأس جيش وقد عاد علي رضي الله
عنه من اليمن ليلحق الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وترك نائباً له على الجيش
فقام هذا النائب بكسوة الجيش بحلل وعندما قدم الجيش إلى مكة لقيهم علي رضي الله
عنه وشاهد الحلل الجديدة فوقهم فغضب
وطلب منهم خلعها قبل أن يلقاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأثار ذلك حنقهم
وغضبهم وبدأ القيل والقال في علي رضي الله عنه وعندما كثر القيل والقال قال عليه
الصلاة والسلام كلاما في غدير يسمى "خُم" - يبعد عن مكة حوالي 260 كم - ومن هذا
الكلام قوله "من كنت مولاه فعلي مولاه" معرفاً لهم بفضل علي رضي الله عنه فسكت
المنتقدون وانتهت القضية ولم يفهم علي رضي الله عنه أو الصحابة بأن هذا دليل على
الخلافة والإمامة.
لكن جاء الحوثيون فجعلوه عيداً أفضل وأعظم من كل الأعياد
وزادوا فقالوا إن صوم يوم الغدير يعدل مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات وهو عيد
الله الأكبر !! بل جعلوه شعيرة من الشعائر المقدسة وفريضة واجبة وجوب الحج والصوم -
مرفق صورة من بيانهم بظليمة - !!!!! وفي الغدير يلعنون أصحاب البشير النذير صلى
الله عليه وسلم !! فإليكم قصة الغدير بالمختصر المفيد مع الرد الجديد الفريد : أكبر
أئمة الزيدية وغدير السبئية كشف لنا أحد أكبر أئمة الزيدية والذي كتبه تمثل عمدة
المذهب الزيدي الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحي ابن المرتضى - ت 840ه رحمه
الله تعالى -من هو سلفهم في حكاية النص الجلي في الغدير فقال في كتابه "المنية
والأمل في شرح الملل والنحل ص131": ( وأما الرافضة فحدث مذهبهم بعد مضي الصدر الأول
ولم يسمع عن أحد من الصحابة من يذكر أن النص في علي جلي متواتر ولا في اثني عشر
إماما كما زعموا فإن زعموا أن عمارا وأبا ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وسلمان
الفارسي كانوا سلفهم لقولهم بإمامة علي عليه السلام أكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا
البراءة من الشيخين ولا السب لهما ألا ترى أن عمارا كان عاملا لعمر بن الخطاب في
الكوفة وسلمان الفارسي في المدائن ؟ وقد مر أن أول من أحدث هذا القول عبد الله بن
سبأ ولم يظهر قبله ) فألف ألف مبروك على إيمانك بالنص الجلي على خلافة علي رضي الله
عنه في الغدير !! لكن اعلم أن أول من أحدث هذا القول هو عبد الله بن سبأ اليهودي لا
أمير المؤمنين علي !!!! الحوثيون والنص الجلي في الغدير !! من يقول بوجود نص جلي
على إمامة علي رضي الله عنه في الغدير هم الإمامية والباطنية وسار على دربهم
الحوثيون !! والإيمان بوجود هذا النص الجلي يؤدي قطعاً إلى تكفير الصحابة رضي الله
عنهم !!هذا ما يقوله أحد أكبر أئمة الزيدية الإمام عبد الله بن حمزة - رحمه الله
تعالى - في كتابه "الشافي" 3/110 يقول : ( ولا نقول أن النص جلي وأنهم علموا قصد
الرسول منه ضرورة وخالفوه عنوة بل هذا إنما يلزم من قال أن النبي (ص) نص على علي
(ع) نصاً جلياً اضطر الكل من الصحابة إلى معرفة المراد به وهؤلاء هم الإمامية
وتابعهم على غوايتهم في ذلك عن الحق الباطنية توصلا إلى الطعن على أصحاب النبي (ص)
وأنهم جحدوا ما استيقنوا صحته ودفعوا ما علموا وجوبه من النبي (ص) وأوجبوا بذلك
كفرهم وردتهم عن الإسلام وفيهم من يقول أن كبارهم كانوا منافقين حتى قال شاعرهم :
والقوم ما أسلموا لكنهم قهروا فاستسلموا فرقا من غير إيمان. . . . .
وأما عند فضلاء
الزيدية ومن شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل للتأويل محتاج إلى النظر في
الدليل ) أقول : كلام الإمام عبد الله بن حمزة فيه الكفاية لكشف أسرار الحكاية !!
حكاية النص الجلي في الغدير وغيره وعلاقته بتكفير صحب النبي صلى الله عليه وآله
وسلم !!!!! العلامة الزيدي و غدير الحوثي يقول العلامة الزيدي علي بن أحمد بن ناصر
مجمل في كتابه "القول الجلي في الذب عن مذهب الإمام زيد بن علي" ص84 : ( أما الغدير
الذي يحتفلون به ويعتبرونه عندهم من أكبر الأعياد يحيون بذلك الاحتفال كما يدعون
ذكرى تسلم الإمام على رضي الله عنه لزمام الحكم والخلافة ويطلقون العيارات النارية
إظهاراً للفرح والسرور وينتقصون من الصحابة رضوان الله عليهم وينالون منهم
.
فالجواب عليه من عدة أوجه : الوجه الأول : إن الاحتفال بهذا اليوم مبتدع في
بلاد اليمن وبين الأوساط الزيدية ولا يعلم عن أحد من أئمة اليمن أو أئمة المذهب
الزيدي أنهم احتفلوا بهذا اليوم واتخذوه عيدا من أعيادهم من لدن الإمام الهادي الذي
أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن إلى القرن الحادي عشر الهجري وأن أول من ابتدعه في
اليمن المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم في أيام عمه المتوكل إسماعيل بن القاسم بن
محمد سنة 1073ه كما ذكر ذلك السيد العلامة عبد الله بن علي الوزير في كتابه "طبق
الحلوى وصحاف المن والسلوى" ) وها أنا أسوق قصة الغدير في اليمن في التالي : قصة
الغدير في اليمن !! لم يحتفل الإمام علي رضي الله عنه بالغدير ولا مرة واحدة في
حياته !! بل ولا حتى أثناء خلافته التي امتدت أكثر من أربع سنوات !! ولم يحتفل
أولاده أو أحفاده فيما بعد !! وفي القرن الرابع الهجري ظهر الاحتفال بالغدير في
بغداد لأول مرة على يد بني بويه لا على يد بني هاشم !! - سنتحدث عن هذا الموضوع في
بحث مستقل - ولم تعرف اليمن الاحتفال بالغدير إلا في عام 1073ه على يد المهدي أحمد
بن الحسن أيام حكم عمه الإمام المتوكل !! فلم يحتفل بالغدير لا الإمام الهادي رحمه
الله تعالى ولا أولاده ولا أي إمام من أئمة اليمن حتى جاء المهدي أحمد بن الحسن فمن
أين جاء بالغدير ؟ أول غدير في اليمن يذكر المؤرخ العلامة السيد يحي بن الحسين بن
القاسم بن محمد - ت 1100ه - وهو حفيد الإمام القاسم في كتابه "بهجة الزمن في تاريخ
اليمن" 2/620 ( وفي هذه السنة - 1073ه - ابتدأ أحمد بن الحسن بشعار يوم الغدير ،
في ثامن عشر يوم من ذي الحجة بنشر الأعلام ، والأولوية ، والحربة.
والمتوكل
اقتدى به ففعله من بعد وهو بحَبُور لَّما وصل إليه أحمد بن الحسن كما سيأتي. ) ولم
تعرف صنعاء الغدير إلا في عام 1085ه كما ذكر ذلك العلامة يحي بن الحسين في كتابه
2/882 : ( وخطب خطيب صنعاء محمد بن إبراهيم السحولي بخطبة الرافضة يوم الغدير ثامن
عشر شهر الحجة يوم الجمعة - سنة 1085ه - ، وحث الناس على الصيام فيه ، وإظهار
الشعار الذي للإمامية الإثني عشرية ، ولم يخطب أحد قبله من أهل مذهبه.
) أقول :
اعلم وقيت الذم أن الاحتفال بيوم الغدير من شعائر الإمامية الاثنى عشرية لا
الزيدية.
غدير الرافضة الاثنى عشرية لا الزيدية لا يعرف الاحتفال بالغدير عند
الزيدية بل هو من أيام الرافضة الاثنى عشرية وأخذه منهم المهدي أحمد بن الحسن - حكم
اليمن من 1087ه - 1092ه - وقد ذهب ابن عمه العلامة المؤرخ يحي بن الحسين رحمه
الله تعالى إلى أن عقديته إمامية رافضية وذكر من سيرته اهتمامه بالغدير الذي هو
شعار الرافضة الإمامية فقال في 3/1144 : ( ولكن قد روى عنه عقيدة الجارودية ، بل
عقيدة الإمامية بل عقيدة الرافضة فاشتبهت وكان يظهر شعار يوم الغدير في جميع مدته )
ويحكي ما جرى منه بعد عرضه لقصيدة تشرح سيرة المهدي أحمد بن الحسن فقال في 3/1099:
( انتهت القصيدة للفقيه الشيخ الأديب علي بن أبي الرجال ، ويشهد له والله إنه على
دين الرافضة من الباطنية ، ما جرى منه من البغي على الإمام المؤيد مرتين وما جرى
منه من قتل النفوس بيده ظلماً ولم يتخلص مما يجب عن ذلك شرعاً ، ومطله بالديون
وكذلك شعار يوم الغدير شعار الرافضة ، وكتابته في بعض الضربة بما يتضمن الغلو في حق
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وإذا صح ما ذكره صاحب القصيدة هذه أن المذكور
عقيدته عقيدة الباطنية في نفي البعث فهذه بليه عظيمة على من بايع هذا السيد ، وقد
تحملوا في أعناقهم آثامهم فلا قوة إلا بالله وأما كونه رافضي في أصل الإمامة وأن
النص في علي جلي فهو مصرح به ، قائل به معتقد معه متبجح بذلك. ) حسين الحوثي ينسف
النص الجلي إلى كل مخدوع بغدير الحوثي والإمامية !! إلى كل من اغتر بزخرف مُحاله
قبل اختبار حاله !! إلى كل من صدق النص الجلي في الغدير على علي !! استمعوا إلى
حسين بدر الدين الحوثي وهو ينفي النص الجلي في حديث الغدير فيقول في ملزمته دروس من
سورة المائدة الدرس الثاني ص32 : ( يمكن أن نتأول كلمة "مولاه" التي جاءت في حديث
الغدير فربما تعني أو أنها تعني ) !!!! فيا للعجب !! ولماذا الاحتفال بالغدير ما
دام أنها تعني وتعني ؟!! ولماذا سب أصحاب البشير النذير صلى الله عليه وآله وسلم ما
دام أنه يمكن تأويل كلمة "مولاه" ؟! ثم ألم يأن لمن صدقه عن حديث الولاية الإلهية
في الغدير أن يقلع عن سب أصحاب البشير النذير ما دام بالإمكان تأويل كلمة "مولاه"
التي أظهرت لنا جلية أمره وخبث مقصده ؟ أم أن من العناء العظيم استيلاد العقيم
والاستشفاء بالسقيم كما قيل ؟ علي لم يتكلم عن الغدير هل تكلم علي رضي الله عنه عن
الإمامة في الغدير أثناء خلافة الثلاثة ؟ أم أنها شنشنة تناقلتها الألسنة الضالة
المضلة ؟ هل قال في المدينة أنا الإمام بنص الغدير ومن عصى ففي عذاب السعير ؟
لنستمع الجواب من حسين الحوثي الذي قال في ملزمته "دروس من وحي عاشوراء" ص11 : (
وكان في المدينة لا يتفوه بكلمة في ظل الخلفاء الثلاثة ) !! أقول : هو لم يتفوه
بكلمة عن الإمامة في الغدير إما خوفاً وإما لعدم وجود نص يتحدث عنه ؟!! فأما الخوف
فحاشاه فقد كان من أشجع الصحابة رضي الله عنهم وفارس الميدان الهمام الذي تضرب به
الأمثال وما بقي أمامنا إلا القول بعدم وجود نص على الإمامة والخلافة في الغدير كما
يزعم الحوثي وأمثاله ممن ضل الطريق !! ويبقى السؤال الهام : إن كان الاحتفال
بالغدير من الدين فلماذا لم يحتفل به علي أمير المؤمنين لا في خلافة الثلاثة ولا
خلافته ؟!! مناظرات حول الغدير مناظرات كثيرة خضتها حول الغدير أسوق لك بعضها
لتستفيد ( لا سيما والحاجة إليها ملحة في هذه الأزمنة فإن وطأة الأهواء شديدة
وسبلها متكاثرة لكثرة المضلين المفتونين الرابضين بيننا المنطوين على كشح أصاب
ضمائرهم بآراء ساقطة يخزي بعضها بعضا ) كما قال العلامة بكر أبو زيد.
1- أين
النص الصريح ؟ بدل اللف والدوران وتصديق الرافضة ضعاف العقول والأفهام كنا نريد
نصاً صريحاً في كتاب الله عز وجل يشير بصراحة وبدون مواربة إلى الإمامة والإمام ؟
ثم هل يعقل أن الصحابة يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم أسئلة عديدة منها : (
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ
الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ
اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ) البقرة189، و( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم
مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )
البقرة215، و( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ
كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ
الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) البقرة219، ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ
أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ
الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة222، وغيرها من الآيات التي فيها يسألونك ؟!! ولا
يسألونه عن الإمامة والولاية وتأتي بها آية جلية صريحة ما دامت من الدين بهذه
الأهمية ؟! 2- ما هو المانع ؟ وصية في الغدير وابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم
وزوج ابنته ومن بني هاشم أقوى بطن في قريش وزعيم بني أمية يدعمه ويطالب بمبايعته
أضف إلى ذلك قوته وبطولته في ميدان القتال فما الذي جعل المسلمين يخالفون الرسول
صلى الله عليه وسلم في الغدير ويقحمون أنفسهم في نار السعير ؟! خبرني لماذا أعرضوا
عن علي رضي الله عنه واختاروا غيره ؟! لا تقل أن سيفه لا يزال يقطر دما من دماء
قريش وقلوبهم مشحونة ببغضه. . .
الخ فهذا القول أضحكوا به على الجهال الذين لا
علم لديهم ولا معرفة بتاريخ الإسلام فالذين حضروا السقيفة من قريش هم ثلاثة فقط
والباقي من الأنصار والأنصار ليس بينهم وبين علي رضي الله عنه إلا كل حب
وتقدير.
إن كان الغدير عيداً فأين صلاته ؟ أعياد الإسلام لها صلاة تسمى صلاة
العيد فعيد الفطر له صلاة وعيد الأضحى له صلاة فإن كان الغدير عيد الله الأكبر كما
يزعمون فأين صلاته ؟!! ولماذا لا يصلون في هذا اليوم صلاة العيد ؟! وعلينا متابعتهم
من السنة القادمة فلربما يصلون في 18 ذو الحجة صلاة العيد حتى يثبتوا أنه من
الأعياد الإسلامية بعد أن فضحتهم بهذا السؤال الذي دك باطلهم وكشف للناس مقدار
جهلهم !! هل احتفل علي بالغدير ؟ يزعمون أن الغدير مناسبة دينية !!! بل هو عندهم
عيد الله الأكبر !!!! ونرد عليهم بما يكشف ضلالهم فنقول : إن كان ما تقولون صحيحاً
فإننا نطالبكم بالنصوص التي تثبت أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه احتفل بهذا
العيد في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟!!.
وإذا أعفيناكم من إجابة
هذا السؤال فلن نعفيكم من إجابة السؤال الثاني وهو : أين النصوص التي تثبت أن عليا
رضي الله عنه احتفل بهذا العيد المزعوم أثناء خلافته التي امتدت أكثر من أربع سنوات
؟! وما هي المدن التي احتفلت ؟ وما هي شعائر الاحتفال ؟! فإن قلتم لم يحتفل علي رضي
الله عنه ولا يوجد حتى نص واحد ولو مكذوب موضوع وفيه قيام علي رضي الله عنه
بالاحتفال بالغدير.
قلنا إما أنكم أهدى وأعلم من علي رضي الله عنه وإما أنكم
على ضلالة وجهالة ؟.
الخلافة حق لعلي أم للمسلمين ؟!! أكثروا هذه الأيام من ذكر
الولاية في قنواتهم الإعلامية !! وذكر سيد الأوصياء !! وإتمام النعمة بولاية أمير
المؤمنين في الغدير !! وأتعبوا أنفسهم لإثبات ذلك وشرقوا وغربوا ووقعوا في مشقة
ومشاق فخانهم التوفيق وها نحن نعطيهم إشارات على الطريق : 1- الخلافة والإمامة إما
أنها حق لعلي رضي الله عنه أو هي حق للمسلمين ؟ فإن كانت حقا لعلي رضي الله عنه فقد
تنازل عنها طوعا وبرضاه للخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
وبايعهما وإن كانت حقا للمسلمين فقد اختاروا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم دون
إكراه.
2- إن كان هناك وصية بالإمامة في الغدير فكيف بايع أبا بكر رضي الله عنه
؟ فإن قلتم بسبب الردة التي حصلت وعصفت بالمسلمين وكادت تقتلع الإسلام من جذوره
لولا الله عز وجل ثم الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه قلنا فلماذا بايع عمر ابن
الخطاب رضي الله عنه والأوضاع مستتبة في الجزيرة العربية ؟ بل لماذا رضي بأن يكون
أحد الستة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه ليكون منهم الخليفة بعده ؟ ولماذا لم يقل
أنا الوصي وأنا قد اختارني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خليفة ولا يجوز أن
يساوى بي غيري وهذه أدلتي والغدير أكبر شاهد لي ؟!!!.
نص إلهي للجميع أو لا نص
للجميع لو كانت الإمامة والخلافة لا تكون إلا بنص إلهي وأول منصوص عليه هو علي رضي
الله عنه في الغدير لاحتجنا إلى نصوص إلهية على كل خليفة للمسلمين حتى قيام الساعة
!!! وهذا يستلزم عدم انقطاع الوحي !!!! وماذا نعمل عندما يكون هناك 50 دولة إسلامية
؟!! هل نحتاج إلى خمسين نصاً إلهياً لنقبل بهم أم نعيش بلا أئمة ورؤساء ؟! وهل
نحتاج إلى نصوص سماوية كل عشر سنوات لخمسين خليفة أم أنه سيوصي هو لمن يكون الأمر
بعده ؟ فإن أوصى لأحد أولاده فهذا ملك دنيوي لا إمامة سماوية وهذا عين قول الإمامية
؟ وكيف نعزلهم إذا ضلوا الطريق وخرجوا عن الحق ؟ وما حكم عصيان الخليفة المنصب من
قِبل الله تعالى ؟! وهل نترك قول ربنا الواضح الجلي : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى
بَيْنَهُمْ ) الشورى38، ونصدق كل جاهل عربي أو أعجمي ؟