نبارك لكم انعقاد القمة الخليجية الثلاثين على أرض دولة الكويت الشقيقة راجين من
الله العزيز القدير أن يوحد كلمتكم ويلم شملكم على ما هو خير و مصلحة شعوبكم
العربية الشقيقة في مواجهة التحديات الكبيرة.
أيها الأشقاء إننا نبعث لكم برسالتنا هذه و نحن ندرك تماماً
ما تمر به المنطقة العربية و ما تواجه من تحديات جمة، تستهدف أمن واستقرار المنطقة،
ولكننا على ثقة كبيرة أنكم قادرون على أن تفشلوا المخططات العدوانية التي تستغل كل
كبيرة و صغيرة للوصول إلى أهدافها المشؤومة على حساب مصالح و أهداف دول الخليج
العربي على وجه الخصوص كما نود بهذه المناسبة أن نعرب عن دعمنا الكامل لما تقوم به
المملكة العربية السعودية الشقيقة لحماية حدودها و استقرارها وأمن مواطنيها من
التسلل الإيراني عبر العصابات الحوثية المتمردة والتي تمثل أحد الأذرعة الإيرانية
في منطقة الخليج العربي .
أيها الأشقاء إن الشعب العربي في دولة الأحواز العربية
المحتلة التي تبلغ مساحتها 375 ألف كلم، و عدد سكانها أكثر من ثمانية مليون نسمة
عانوا و مازالوا يعانون أشد المعاناة جراء الجرائم الإيرانية البغيضة حيث انفردوا
بالشعب العربي الأعزل في الأحواز و بطشوا بهم دون رحمة ظنا منهم إن غياب الدور
العربي و الظروف الإقليمية و الدولية تسهل لهم الوصول إلى أهدافهم البغيضة، لكن رغم
ذلك أستطاع الشعب العربي الأحوازي و رغم الظروف القاسية أن يقاوم الجرائم الفارسية
و يفشل معظم المخططات الإيرانية التي استهدفت هويته و ثقافته و وجوده على أرضه
بسياسات مبرمجة و ممنهجة لتغير الطابع الديمغرافي و السكاني في الأحواز
العربية.
أيها الإخوة إننا نعلم كما انتم تعلمون حق المعرفة بأن أكبر تحدِ سياسي
و أمني يواجه منطقة الخليج العربي هو التخريب الإيراني و سياسة التوسع و الفتن و
التدخل الإيراني الذي تجسد و ظهر في كثير من الأحداث في الدول العربية و آخر تلك
الأحداث ما يحصل في اليمن من تخريب واستهداف لأمنه و وحدته على يد جماعات تحارب
نيابة عن إيران و لتحقيق مصالحها التوسعية، كما لا يخفى عليكم الدعوات الإيرانية
المكررة بضرورة ضم البحرين و إسقاط سيادته، و تدخلاته في معظم الدول العربية ناهيكم
عن احتلاله الجزر الإمارات العربية الثلاث و رفضه الكل الأساليب و الطرق السلمية
لحل هذه القضية، احتلاله للأحواز العربية و ما يجري في العراق كلها نماذج حية لا
تقبل الشك بإن لإيران مخطط توسعي لبناء إمبراطورية على ارض العرب بدءا باحتلال
الأحواز عام 1925 وصولا لاحتلال الجزر الإماراتية و المطالبة بمملكة البحرين
الشقيقة و التدخل في العراق و اليمن و لبنان و فلسطين وحتى الدول العربية في شمال
أفريقيا و لا يتوقف هذا التدخل السافر في شئون الدول العربية إلا بإتخاذ موقف شجاع
و موحد يتبلور منه مشروع إستراتيجي لمواجهة التمدد الإيراني و ذلك من خلال العمل
بالمثل و رد الصاع صاعين و يبدأ هذا المشروع بدعم المقاومة الأحوازية من أجل تحرير
الأحواز، لأن بتحرير الاحواز و الشعوب الغير فارسية وهم يشكلون أكثر من 65% من سكان
إيران سيحصل العرب و في مقدمتهم دول الخليج العربي على حصن و سد منيع أمام التدخل و
التمدد الإيراني حيث إن الاحواز تشكل الحزام الطبيعي و المانع الأمثل الذي يحصر
إيران خلف الجبال التي هي الحدود الطبيعية بين إيران و العرب.
أيها الأشقاء إن
السلطات الإيرانية تواجه عزلة دولية واسعة وإجماعاً كاملاً بسبب سياساتها العدوانية
لدول المنطقة و العالم نتيجة لمساعيها الحثيثة للحصول على القنبلة الذرية التي هي
تهديد مباشر لأمن واستقرار دول الخليج العربي بشكل مباشر، إضافة على التلوث النووي
الناتج عن تخصيب اليورانيوم الذي هو على أبواب دول الخليج العربي.
فمن هنا نتطلع
إلى موقف موحد و موازٍ مع دول مجلس الأمن في منع إيران من الحصول على السلاح النووي
حيث أنه إذا ما حصلت إيران على ذلك ستكون دول الخليج العربي أول من يدفع الثمن
باهظاً، و لا نستبعد استخدامه ضد العرب لإخضاعهم المشروعا التوسعي الذي وصل إلى حد
لا يطاق، كما نود أن ننوه بأن تغيير النظام الإيراني واستبداله بأي نظام آخر من قبل
الدول الكبرى أو من الداخل الإيراني دون وصول الشعب العربي الأحوازي إلى حقوقه
المشروعة و حقه في تأسيس الدولة المستقلة لا يغير من المشروع التوسعي الايراني و
خطورته تجاه الدول العربية من شيء، وهذا ما ثبت بعد وصول الخمينيين إلى سدة الحكم و
زوال الحكم الملكي حيث القادم كان أكثر فتنة و أكثر شراً لدول الخليج العربي و
الدول العربية كافة، وعلى هذا سيكون الحكم الإيراني القادم أكثر عنصرية و اشد
كراهية للعالم العربي وبالأخص الدول الخليجية خصوصا إذا كان القادم يحسن التعامل مع
دول العالم التي تسيرها مصالحها الإقليمية و الدولية .
أيها الأشقاء بعد ما قطع
الاحوازيون شوطاً مهماً في التعريف بقضيتهم في المؤسسات الدولية و كسبوا أصدقاء في
أوساط تلك المؤسسات من أجل حشد الرأي العام بكل مؤسساته لصالح القضية الأحوازية و
مواجهة التمدد و التوسع و الإرهاب الإيراني- نطالب الأشقاء الأخذ بمطالب شعبنا
العربي الأحوازي الصامد منذ عام 1925 ، بعين الأهمية و الاعتبار و هي كالآتي: 1-
باعتبار الأحواز دولة عربية خليجية محتلة- لأنها تقع على الجهة الشرقية من الخليج
العربي-، نطالبكم بأن تستضيفوا في قممكم المقبلة وفداً احوازياً يمثل الشعب
الأحوازي و مطالبه العادلة و يكون من أهم المطالب في أجندتكم المستقبلية.
2- دعم
نضال الشعب العربي الأحوازي في المؤسسات الدولية و المؤسسات الشعبية و الرسمية في
دولكم الموقرة بما فيها المؤسسات الإعلامية لمواجهة الإعلام الإيراني الموجه لتفتيت
البنية السياسية و الاجتماعية و الثقافية في الوطن العربي.
3- إدانة إيران
باستمراره لاحتلال الأحواز و انتهاكه لأبسط الحقوق الإنسانية و مطالبته باحترام
الحقوق المدنية و السياسية و وقف مصادرة الأراضي و بناء المستوطنات في الاحواز، وفق
القوانين و الأعراف الدولية.
4- فتح أبوب الدول العربية للاجئين و المهاجرين
الأحوازيين شأنها شأن الدول الأوروبية وأمريكا و كندا التي أصبحت تستقبل الاحوازيين
كلاجئين ومهاجرين وفق القوانين و الأعراف الدولية.
وفي الأخير نكرر تمنياتنا
بنجاح قمة إخواننا ملوك و أمراء و رؤساء دول مجلس التعاون الخليج العربي لما فيه
خير أمتنا العربية و شعوب دول الخليج العربي.