المطري
ماسة إلى الوعي الصناعي الذي يخلق الأسرة الصناعية والمجتمع الصناعي صوب توديع حياة
الفقر والعوز ومد اليد إلى الآخرين في كل ملمة ومصيبة ، ولكن مشروع الوعي الصناعي
مشروعاً بعيد المدى يتطلب تضافر الجهود ، والعمل بروح الفريق الواحد من أجل أن نهضة
صناعية كبيرة في شتى المجالات فلماذا لا يكون موضوع color=#000000 size=4>الوعي الصناعي الشغل الشاغل لوزارة الصناعة والتجارة التي لم
تصنع شيئاً؟، فحقيقة أنا من المتفائلين الذين ينظرون إلى الأمل بعيداً عن ساحات
الألم ، فأخاطب الجميع لماذا لا يكون لدينا وعياً صناعياً؟ ولماذا لا تكون لدينا
طاقة صناعية تؤلف القلوب وتحول المجتمع اليمني إلى خلايا نحل نشطة في مجال التصنيع
ليس الأشياء والأمور الكمالية وإنما المتطلبات الضرورية بدلاً من كوننا نلتهم
الأمور الكثيرة من الصناعات الترفيهية والضرورية؟، فشفرات الحلاقة نستوردها وإبر
الخياطة نستوردها أيضاً ، والشرنقات هن الآخريات نستوردهن ونستورد الملابس والأقمشة
والأحذية وغرف النوم وأكواب الشاي والغسالات وثلاجات التبريد والثلاجات الصغيرة
التي تستوعب الماء والقهوة والشاي وتحافظ على درجة حرارته ، ونستورد أيضاً لعب
الأطفال والدراجات الهوائية فضلاً عن الدراجات النارية والسيارات والشاحنات
وتلفونات اليمن موبايل و"جي إس إم" وغيرها حتى الأحذية نستوردها والسجاد والأخشاب
والأثواب ، فنحن مجتمع يهدد اقتصادنا الاستيراد المخيف حيث نصبح عملية صعبة ورقية
تبلغ مليارات الدولارات من أجل توفير احتياجاتنا ومتطلباتنا الضرورية مع الكماليات
، فالعالم يقفز قفزة نوعية من حولنا فماليزيا أصبحت وفي غضون سنوات دولة مصنعة
تضاهي بصناعاتها الدول الصناعية الكبرى ونحن محلك سر لا يوجد أي تقدم يذكر حتى
يئسنا ومللنا من الوعود الكاذبة، فدور وزارة الصناعة والتجارة مفقود وهي التي ينبغي
لها أن تمهد للثورة الصناعية في بلادنا عن طريق نشر الوعي الصناعي في أجهزة الإعلام
المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة نحو استلهام الدور الريادي والقيادي على
العالم الإنساني الكبير فمن العيب أن نتخلف عن الركب ولا نشارك بالثورة الصناعية
العالمية والأحزاب مشغولة بالمناكفات والمزايدات والمماحكات فيما بينها ولم نتنبه
لقضايا التنمية المستدامة في البلاد، فأمامنا المزيد من الإرهاصات، وأمامنا المزيد
من التحديات الهامة على كافة الأسطح السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية
والعلمية والتعليمية والتربوية وغيرها من الميادين والمجالات الحياتية العامة ،
فالوعي الصناعي ..من أين يبدأ ..؟فعلينا أولاً تحرير عقولنا وقدراتنا من الخزعبلات
ومن الران الذي سيطر عليها بحيث تحتل مساحة التوعية الصناعية جل الاهتمام ، فنحن
نطمح أن نكون بلداً مصنعاً للعديد من الضروريات والكماليات ..نريد أن نصنع
السيارات، ونريد أن نصنع الدراجات الهوائية والدراجات النارية ، ونريد أن نصنع
الكلاشنكوف ومختلف الأدوية العامة لا سيما أدوية القلب والسكر والكلى والحالات
النفسية، ونصنع المبيدات الحشرية ، ونصنع الإبرة وشفرات الحلاقة والأحذية وجميع
الملبوسات وهذا يستلزم ويستدعي القضاء على شجرة القات التي وأدتنا بالسلبية وتهدر
جميع أوقاتنا من غير طائل ، فالإنتاج يريد عزائم فولاذية لا تقهر والصناعات محررة
دولياً ، فأين يا ترى رأس المال المحلي الذي يدخل غمار هذه المنافسة ويسابق الزمن
من أجل فعل صناعي يذكر فرأس المال المحلي هائم في المنافسة على تصنيع السجائر
والبسكويت والمشروبات الغازية في الصناعة التحويلية ولا يدخل غمار التصنيع الثقيل،
تصنيع التلفزيونات والمسجلات وصناعة الهاتف المحمول والسيارات والشرنقات والإبر
وشفرات الحلاقة وبعض الأحذية ،والمبيدات الزراعية فالوعي الصناعي والتوعية
الصناعية...
من أين يبدأ؟ وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما
تصفون.