الشرجبي
في عمله وكان شغوفاً بعمله ونظراً لذلك تمت ترقيته إلى درجة أرقى قليلاً صار
الالتزام في عمله صفته الأولى إلى جانب الانضباط، ومرت الأيام وأصبح مديراً عاماً
لم تتغير صفته إلى أن قام أولاد الحلال بتقديم نصيحة له مفادها إن من يصل إلى منصبه
لابد أن يثبت للجميع أنه مهم فكيف ذلك؟! يكون ذلك عن طريق أسلوب التأخر وعدم
التواجد دائماً فهذا الأسلوب سيجعل
الكل يحترم من تكون له شخصية وأما من يتواجد كل يوم ويلتزم بالانضباط فلا أحد يعمل
له أي حساب لأنهم في أي وقت يفكرون في الذهاب سيجدونه وهذا الأمر يقلل من شخصية
الإنسان الذي يشغل منصباً مثل منصبك؟!! ولأن الالتزام صفته فلم يستطع أن ينفذ أو
يطبق ما نصحه به أولاد الحلال وظل ملتزماً متفانياً في عمله وناجحاً أيضاً وأنا أظن
أن الالتزام هو أحد أسرار النجاح فأما من يعتقد غير ذلك فهو مخطئ.
في زمن
المدرسة تعلمت درساً بسيطاً وعميقاً في نفس الوقت مفاده أن السنبلة الممتلئة بالقمح
تنحني لأنها مثقلة بما تحمله أما السنبلة الفارغة فإنها تشمخ طولاً وحين تهب
العاصفة تنجو الأولى وتذهب الثانية أدراج الرياح والعبرة أن الإنسان الممتلئ
إبداعاً وفكراً وثقافة وحسن تصرف هو الذي ينحني تواضعاً أما الفارغ المدعي فهو الذي
يتكبر ويتعالى ولكنه سرعان ما يسقط.
التواضع هو الذي يحمي الإنسان الملتزم ويقيه
من التكبر وهو أيضاً أحد مفاتيح الالتزام بالوقت والمواعيد واحترام المهنة وكل
الذين نجحوا واستمروا يعرفون قيمة هذا الأمر.