حسن الهبل
شخصيات كثيرة تأثر بها حسين بدر الدين الحوثي وسار
على دربها وقال بقولها واقتفى أثرها وسلك مسلكها !! منها شخصية الخميني وقد أكثر من
ذكره في أغلب ملازمه !! وبعض الشخصيات سار على دربها وحذا حذوها دون أن يذكرها
بالاسم !! وبعضها ذكرها بالاسم في مناسبات قليلة ومنها : بقلم / أبو زيد بن عبد القوي يقول حسين الحوثي في ملزمته من
هدي القرآن الكريم "ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام" ص2 : ( هل كان ذلك وليد
تلك اللحظة ، وليد ذلك الشهر ، الذي سقط فيه الإمام علي عليه السلام شهيداً
؟.
لا.
إنه الانحراف الذي بدأ في يوم السقيفة ، والذي يرى البعض بل ربما
الكثير يرون في تلك البداية وكأنها بداية لا تشكل أية خطورة ، لكن شاعراً ك (
الهبل ) مرهف الحس ، عالي الوعي ، راسخ الإيمان ، يمتلك قدرة على استقراء الأحداث
وتسلسل تبعاتها يقول في كلمة صريحة في بيت صريح : كل مُصاب نال آل محمدٍ فليس سوى
يوم السقيفة جالبة فيا ترى من هو الهبل ؟ وهل هو مرهف الحس ؟! عالي الوعي ؟! راسخ
الإيمان ؟ حتى يجعله الحوثي من أسلافه ويستدل بأبياته ؟! من هو الهَبَل ؟ كأن
التاريخ يعيد نفسه !! وما يحصل هذه الأيام ما هو إلا تكرار لما حصل أيام الهبل ومن
معه من الصبيان !! وسأنقل لكم قصة الهبل وصبيانه كاملة والتي رواها لنا السيد
العلامة يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد الذي عاصر حسن الهبل وكتب عنه في كتابه
الرائع "بهجة الزمن في تاريخ اليمن" - والذي طبعته مؤسسة الإمام زيد بن علي
الثقافية مشكورة مأجورة - من ص698 إلى ص703.
يقول السيد العلامة يحي بن الحسين
رحمه الله تعالى : ( وزاد على السيد أحمد الآنسي حسن بن علي بن جابر الْهَبَل - عام
1079ه - بما هو أعظم وأكبر من قوله أخزاه الله ، وعاد لعنه عليه فيما لعنه : العن
أبا بكر الطاغي وثانيه والثالث الرجس عثمان بن عفان ثلاثة لهم في
النار منزلة من تحت منزل فرعون وهامان يا رب ّفالعنهم والعن مُحبهَّم
ولا تُقِمْ لهم في الخير ميزانا تقدموا صِنوا الرسولِ ِواغتصبوا ما أحلَّ
ابنته ظلماً وعدوانا وقد أنزحف عليه هذا البيت الآخر عن ميزان ما تقدمه وقد
أجاب عليه السيد لطف الله بن علي بن لطف الله بن مطهر بن شرف الدين و الفقيه حسن
الفضلي الآنسي.
فمن جواب السيد لطف الله قوله : تَبَّتْ يدا حسن ثاني
أبي لَهَب قد أُصْليَا لَهَباً مُحْمى ونيرانا أضحى مع الكافرين الطُّغم في
سَقَر مأواه من تحت فرعون وهامانا يا ميتة السوء مات الرجس فاضحة ولَّى مصراً على
العصيان خوانا قد خالف الله ثم المصطفى سَفَها ً والمؤمنين معاً ظُلماً
وطَغيانا إلي آخرها.
ولهذا الرافضي ديوان يتضمن الشتم للصحابة عليهم الرضوان،
قد أضل به كثيراً من أخوانه الرافضة والطغيان والجهال ، الذي قد ثبت أن أجهل الناس
مَنْ سب الصحابة ، وزاد هذا الرافضي بما لم يتفوَّه به رافضي قبله في قوله ( والعن
محبهم ) لأن الله تعالى يقول : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ ) وبالإجماع من المفسرين أنها نزلت في أبي بكر لَّما قاتل أهل الردة
من بني حنيفة وغيرهم ، لأن الآية في المائدة في سياق قوله تعالى ( مَن يَرْتَدَّ
مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
) ( المائدة : 54 ) وهو خطاب للمؤمنين ،وحصلت الردة بعد موته صلى الله عليه وآله
وسلم مّمن كان أسلم في حياته ، وهم مثل: بني حنيفة ، وجماعة باليمن وعُمان ارتدوا
فقاتلهم أبو بكر بسبب ذلك ، لم يقاتلهم غيره رضي الله عنه.
فالله تعالى حكم
بأنه يحبهم ، أعني الذين قاتلوا أهل الرَّدَّة ، الذين منهم أبو بكر وقومه كابي
موسى الأشعري وأصحابه وغيرهم ، فقد أتى هذا الرافضي شططاً عظيما وقولاً جسيماً ما
قد قال به أحد من الرافضة قبله ، ولكن ما عصي الله بشيء أعظم من الجهل ، فإن الرجل
كان شاباَ، ورأى بعض المتشابهات من أقوال الرافضة ، فقال من حيث لا يدري بالمقيدات
، وبالمرويات الصحيحات ، ولم يخالط العلماء ، ويسأل ويأخذ الحقيقة ، ويستكشف
الُمشكل ، بل وقع فيما وقع فيه ، فلا قوة إلا بالله ، نعوذ بالله من الجهل و نسأله
الثبات الذي وعد به تعالى بقولة تعالى : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) ونعوذ بالله
من الضلال ، ومما بلغ بهذا الرافضي من المزال ، ونستغفر الله من حكاية لفظه
وكَتْبِه ، لكن ذلك كله لأجل لا يغتر به من يغتر من الجُهَّال ، لأن قد صار ديوانه
وأقواله منقولة مع الجهال من إخوانه الرافضة والله أعلم.
) أقول : هذا أحد أسلاف
الحوثي وهذه حقيقته !! فكل جاهل لعان طعان سباب للصحب الكرام هو عند حسين الحوثي
وأضرابه : مرهف الحس !! عالي الوعي !! راسخ الإيمان !! وحسن الهبل ( 1048ه -
1079ه ) اختص به الإمام الرافضي المهدي أحمد بن الحسن وكان له كالوزير قبل الخلافة
.
وهناك ملاحظة هامة تربط الحوثي ومن معه بالهبل ومن معه : الجهل وصغر سن
الأتباع !! أسلاف آخرون أسلاف آخرون عاصروا الهبل وقالوا بقوله !! لكنهم كانوا قلة
مرذولة ممقوتة تتستر وتخفي مذهبها ولا تظهره إلا على من كان على شاكلتها !! ذكرهم
العلامة يحي بن الحسين فقال : ( والرافضة هذا الزمان الذين من الزيدية كثير ، إلا
أن منهم من يتستر بمذهبه ، ولا يظهره عند سائر الزيدية غير الرافضة ، ولم يُظْهر
الرفض إلا هذا حسن بن علي الرافضي والسيد أحمد الآنسي والسيد صلاح بن محمد العبالي
والفقيه أحمد بن عبد الحق الحيمي ويحي بن المؤيد ، فهؤلاء الذين أظهروا الرفض
والشتم للصحابة رضي الله عنهم ، وباؤوا بآثامهم ، وكبيرهم الذي أفظع حسن بن علي بن
جابر الهبل لا رحمه الله.
وعندما جرى هذا ترجَّح للفقيه صالح المقبلي الثلائي
اليمني أن باع أملاكه ، ورحل بأولاده إلي مكة ، واستقر بها ، ورحل بأولاده إلي مكة
واستقر بها ودخل في مذهب الشافعي رحمه الله.
وللفقيه الفاضل حسن بن علي الفضلي
في الرد على حسن بن علي بن جابر : امدح أبا بكرِ السّاميْ و ثانيه والثالث الَحبر
عثمان بن عفانا ثلاثة لهم في الُخلدِ منزلةُ حُفَّت بمنزل موسى ابن
عِمرانَأ يا رب فلْتجزِهم ولتجزِ مَادحهم يومَا لقيامة فوق الناس بُنيَانَا قد
آثروا صنو خير الرسُل و اعترفوا بِكُل حَقِ له سِراَ وإعلانا الهبل يسب
علياً !!! الحوثي أخفى على أتباعه حقيقة سلفه حسن الهبل !! فالهبل قد جره شتم
الصحابة إلى شتم علي رضي الله عنه !! يقول السيد يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد
حاكياً نهاية الهبل الوخيمة وسبه لعلي رضي الله عنه : ( وقد جرى مع كثير ممن ولع
بسب الصحابة رضي الله عنهم سوء الخاتمة ، نعوذ بالله من سوء الخاتمة ، ونسأله أن
يرحمنا بصلاح الخاتمة والرضا والتوفيق ، أخبرني الثقة أن هذا حسن بن علي بن جابر
لما ذُكر له في مرض موته التوبة ، فقال : ذاك هو الذي يلقي الله به ، وأن ذاك سببه
على علي بن أبي طالب ، هو الذي ترك حقه ، وأنه قد عَصى بترك حقه ، وربما سبه ،
فأعجب وانظر كيف خُتِم له سب الصحابة من أجل علي ، ثم طغى إلى سب علي رضي الله عنه
.
وكان رجلاً يقال له صلاح القاعي ، من رافضة الهدوية ، لما حضرته الوفاة قال
لزوجته : أنها تنادي أن الفقيه صلاح القاعي مات كافراً ، هكذا روى لي هذا السيد لطف
الله بن علي عنها.
وروى هذه الرواية الأخرى عن صهره محمد بن حسن الحيمي وهو ممن
حَضَرَ موت خاله صلاح القاعي المذكور.
ولما مات محمد صالح العجمي الرافضي من
الاثنى عشرية قال الراوي : أنه ظهر في لسانه سواد عظيم ، قال الراوي : وكثير من
الرافضة وغالبهم أو جميعهم تكون خواتمهم خواتم سوء ، فنسال الله السلامة والأمان من
العذاب.
وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم.
) فهل حسن الهبل الذي سب علياً
رضي الله عنه : مرهف الحس !! عالي الوعي !! راسخ الإيمان !! كما يقول الحوثي عنه ؟!
أم أنه آن الأوان ليقلع من خدع بالحوثي عن هذه الأفكار؟ الأمر بالحبس كانت الدولة
تأمر بحبس من يسب الصحابة رضي الله عنهم وكان عامة صنعاء يزدرون الرافضة على قاعدة
إن البغاث بأرضنا لا يستنسر وهذا ما ذكره السيد يحي بن الحسين فقال مواصلاً : (
وكان منهم - أي الذين يسبون الصحابة - السيد صلاح بن محمد العبالي ، فأمر محمد بن
المتوكل بحبسه لأجل تعصبه وامتناعه عن ترك ذلك ، وأمر بإخراجه من القصر إلى حصن
ثُلاء ، فاجتمع كثير من عامة صنعاء وصبيانهم يقولون عند خروجه : هذا جزاء من سب
صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
مع أن زيد بن علي رضي الله عنه ممن
حرَّم سبَّ الصحابة ، وغلّظ في النهي عنه ، كما عُلم عنه بالتواتر ضرورة ، حتى أن
بعض جهلتهم قال لبعض من راجعه فيهم ، واحتج عليه بأنه يجب القدوة بالإمام علي فإنه
قعد وسكن وحضر جماعتهم وجُمَعهِم ، ولم ينكر أحوالهم ؟ فقال عند ذلك : ترك علي خطأ
وغلط ، وإلاّ َفكان عليه القيام عليهم.
) صبيان الهبل وصبيان الحوثي استغل الهبل
ومن معه من الرافضة صغار السن والصبيان فزرعوا في عقولهم الجهالات والأباطيل
والأضاليل !! وحسين الحوثي قد استفاد من سلفه حسن الهبل في هذه المسألة !! فالصبيان
هم الصبيان في كل زمان !! يقول السيد يحي بن الحسين : ( وهؤلاء الذين أخذوا في جانب
الصحابة رضي الله عنهم كلهم أحداث صبيان ،ما قد عرفوا العلم بالحقيقة ، ولا أخذوا
بالطريقة ، فيعلمون بالظواهر والإطلاقات ، ولا يضمون الكلامات بعضها إلى بعض،
ويجمعون بينها ويوافقونها ، فبسببه حصل هذا الأمر العظيم ، نسأل الله التوفيق. ثم
انجرَّ ذلك إلي كتابة اللّعن في كل ما وقفوا عليه من الكتب في ذكر أحد من الصحابة،
ويخالفون مقصد المصنفين : ( والمؤمن ليس بلعّان ) وتلعبوا بكثير من هذه الكتب ،
وزادوا ونقّصوا فيها فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم انجر إلى طمس بعض شيء من
نصوص زيد بن علي رصي الله عنه في مجموعه مما ظاهره موافقة أهل السنة في المشيئة
والقدر وإمامة قريش ، وقص ورقة بالمقاريض.
فلا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم
نقلوا على هذه النسخة الُمغَيَّرة المنقَّصة الُمحَرَّفة نسخاً ، فيتوهم المتوهم
ممن رأى اختلاف النسخ والعياذ بالله الدس بالزيادة ، وليس كذلك ، فإن التحريف
حصل بالنقص كما هو في النسخ القديمة ثابت ، والنقص باطل فليعلم ذلك إن شاء
الله.
) فلا كلمة تستفاد ولا أدب يستفاد !! وإنما تطلب المثالب وكتم المناقب
وتلك تجارتهم الخاسرة فلم يغتر بهم زمان إلا الصبيان وما أغتر بهم الآن إلا الصبيان
!!! دفاع الهاشميين عن الصحابة الهاشميون كانوا يتصدون لكل رافضي خبيث ذباً عن
صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فألفوا الكتب وردوا بالشعر على الضلال ومنها
هذه القصيدة للسيد الفاضل إسماعيل جحاف رحمه الله تعالى وقد نقلها السيد يحي بن
الحسين في كتابه "بهجة الزمن" فقال : ( وقد أحسن من قال في هذا الوقت والفعال وهو
السيد إسماعيل بن محمد بن صلاح جحاف الحبوري : رَأي طري عن سبيل الحق معدول ومذهبُ
حادث ُلاشك مجهولُ من خالف الناس طراً في مذاهبهم فإنه بسيوف العدل
مخذول والنهج أبلْج معروف طرائقه فمن تعاماه قادته الأباطيل
أفرَطُتم في سِباب الصَّحب هل لكم في ذا دليل على ما قيل مَعْقول جرتم ومِلْتم عن
الحق القويم وعن نهج السبيل فذا لاشك تضليل الله أثنى عليهم في
مُنَّزلهِ وحبْلُنا بكتاب الله موصول ُ ما قال الله من قول
ونَزله فإنه عندنا بالرَّحب مقبولُ وقد أتى عن رسول الله فضلهم نص
كثير عن الأخبار منقولُ فطمس ذاك لا يستطاع من هل يستطاع لبحر الماء
تقليل لولاهم لعرى الإسلام لانقطعت وكان حق رسول الله مبذول ذادوا عن
الحق وابتاعوا بأنفسهم جنان الخلد جزاء منه مبذول لولا مصابيح نور منهم
غلبت على الظلام وجنح الليل مسدول لما استبانت وجوده الرأي وانكشف حُجْبُ الضلال
وشخص الحق قاموا بأمر رسول الله واجتهدوا وليس منهم لأمر الله تحويل
قََفوا الطريق التي سَنَّها لهم نبيهم ما جرى حيف ولا ميلُ ولاؤهم
واجب حق وملتزم وكلُّما قَدَّر الرحمنُ مفعول انتهت القصيدة الفريدة
العظيمة لأهل البصيرة.
وكان انبعاث هؤلاء الرافضة ، الذين أشرَّهم وأجهلهم حسن
بن علي بن جابر الهبل لَّما رأوا من يحيى بن حسين ابن المؤيد بالله القابلية لما
وضعوه وكذبوه ، فجزآهم على ذلك ما صنعوه وابتدعوه.
) الشوكاني والرافضة إنني
أتعجب من سكوت كثير من علماء العصر عن الرافضة الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم
ولينظروا إلى الإمام العلامة محمد بن علي الشوكاني - ت 1250ه رحمه الله تعالى -
الذي تصدى للرافضة وكشف للناس حقيقة جهلهم في أكثر من كتاب ومنها قوله : ( أنظر
أرشدك الله إلى ما صارت الرافضة أقمأهم الله تصنعه بهؤلاء الذين هم رؤوس الأولياء
ورؤساء الأتقياء ، وقدوة المؤمنين وأسوة المسلمين ، وخير عباد الله أجمعين من الطعن
، واللعن ، والثلب ، والسب ، والشتم ، والثلم.
وأنظر إلى أي مبلغ بلغ الشيطان
بهؤلاء المغرورين المجترئين على هذه الأعراض المصونة المحترمة المكرمة !!! فيا لله
العجب من هذه العقول الرقيقة ، والأفهام الشنيعة ، والأذهان المختلفة والإدراكات
المعتلة فإن هذا التلاعب الذب تلاعب بهم الشيطان يفهمه أقصر الناس عقلا ، وأبعدهم
فطانة وأجمدهم فهماً ، وأقصرهم في العلم باعاً ، وأقلهم إطلاعاً.
فإن الشيطان
لعنة الله سول لهم بأن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين لهم المزايا التي لا يحيط
بها حصن ، ولا يحصيها حد ولا عبد ، أحقاء بما يهتكون من أعراضهم الشريفة ويجحدون من
مناقبهم المنيفة ، حتى كأنهم لم يكونوا هم الذين أقاموا أعمدة الإسلام بسيوفهم ،
وشادوا قصور الدين برماحهم ، واستباحوا المماليك الكسروية ، وأطفئوا الملة
النصرانية ، والمجوسية ، وقطعوا حبائل الشرك من الطوائف المشركة من العرب وغيرهم ،
وأوصلوا دين الإسلام إلى أطراف المعمور من شرق الأرض وغربها ويمينها وشمالها ،
فاتسعت رقعة الإسلام وطبقت الأرض شرائع الإيمان ، وانقطعت علائق الكفر وانفصمت
حباله ، وانفصمت أوصاله ، ودان بدين الله سبحانه الأسود والأحمر والوثني ، والملي
.
فهل رأيت أو سمعت بأضعف من هؤلاء تميزاً وأكثر منهم جهلا ، وأزيف منهم رأيا
.
يا لله العجب يعادون خير عباد الله وأنفعهم للدين الذين بعث به رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، وهم لم يعاصروهم ولا عاصروا من أدركهم ، ولا أذنبوا إليهم
بذنب ، ولا ظلموهم في مال ولا دم ولا عرض ، بل قد صاروا تحت أطباق الثرى وفي رحمة
واسعة الرحمة من مئين من السنين.
) ( ذب الإمام الشوكاني عن أصحاب النبي
العدناني صلى الله عليه وسلم ص47-48 تحقيق علي الرازحي ) فمتى يهب علماء العصر من
النوم ؟ ومتى يفهموا حقيقة القوم ؟ أم سينتظرون حتى تصبح اليمن كالعراق وعندها هل
سيفيدهم الندم ؟
على دربها وقال بقولها واقتفى أثرها وسلك مسلكها !! منها شخصية الخميني وقد أكثر من
ذكره في أغلب ملازمه !! وبعض الشخصيات سار على دربها وحذا حذوها دون أن يذكرها
بالاسم !! وبعضها ذكرها بالاسم في مناسبات قليلة ومنها : بقلم / أبو زيد بن عبد القوي يقول حسين الحوثي في ملزمته من
هدي القرآن الكريم "ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام" ص2 : ( هل كان ذلك وليد
تلك اللحظة ، وليد ذلك الشهر ، الذي سقط فيه الإمام علي عليه السلام شهيداً
؟.
لا.
إنه الانحراف الذي بدأ في يوم السقيفة ، والذي يرى البعض بل ربما
الكثير يرون في تلك البداية وكأنها بداية لا تشكل أية خطورة ، لكن شاعراً ك (
الهبل ) مرهف الحس ، عالي الوعي ، راسخ الإيمان ، يمتلك قدرة على استقراء الأحداث
وتسلسل تبعاتها يقول في كلمة صريحة في بيت صريح : كل مُصاب نال آل محمدٍ فليس سوى
يوم السقيفة جالبة فيا ترى من هو الهبل ؟ وهل هو مرهف الحس ؟! عالي الوعي ؟! راسخ
الإيمان ؟ حتى يجعله الحوثي من أسلافه ويستدل بأبياته ؟! من هو الهَبَل ؟ كأن
التاريخ يعيد نفسه !! وما يحصل هذه الأيام ما هو إلا تكرار لما حصل أيام الهبل ومن
معه من الصبيان !! وسأنقل لكم قصة الهبل وصبيانه كاملة والتي رواها لنا السيد
العلامة يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد الذي عاصر حسن الهبل وكتب عنه في كتابه
الرائع "بهجة الزمن في تاريخ اليمن" - والذي طبعته مؤسسة الإمام زيد بن علي
الثقافية مشكورة مأجورة - من ص698 إلى ص703.
يقول السيد العلامة يحي بن الحسين
رحمه الله تعالى : ( وزاد على السيد أحمد الآنسي حسن بن علي بن جابر الْهَبَل - عام
1079ه - بما هو أعظم وأكبر من قوله أخزاه الله ، وعاد لعنه عليه فيما لعنه : العن
أبا بكر الطاغي وثانيه والثالث الرجس عثمان بن عفان ثلاثة لهم في
النار منزلة من تحت منزل فرعون وهامان يا رب ّفالعنهم والعن مُحبهَّم
ولا تُقِمْ لهم في الخير ميزانا تقدموا صِنوا الرسولِ ِواغتصبوا ما أحلَّ
ابنته ظلماً وعدوانا وقد أنزحف عليه هذا البيت الآخر عن ميزان ما تقدمه وقد
أجاب عليه السيد لطف الله بن علي بن لطف الله بن مطهر بن شرف الدين و الفقيه حسن
الفضلي الآنسي.
فمن جواب السيد لطف الله قوله : تَبَّتْ يدا حسن ثاني
أبي لَهَب قد أُصْليَا لَهَباً مُحْمى ونيرانا أضحى مع الكافرين الطُّغم في
سَقَر مأواه من تحت فرعون وهامانا يا ميتة السوء مات الرجس فاضحة ولَّى مصراً على
العصيان خوانا قد خالف الله ثم المصطفى سَفَها ً والمؤمنين معاً ظُلماً
وطَغيانا إلي آخرها.
ولهذا الرافضي ديوان يتضمن الشتم للصحابة عليهم الرضوان،
قد أضل به كثيراً من أخوانه الرافضة والطغيان والجهال ، الذي قد ثبت أن أجهل الناس
مَنْ سب الصحابة ، وزاد هذا الرافضي بما لم يتفوَّه به رافضي قبله في قوله ( والعن
محبهم ) لأن الله تعالى يقول : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ ) وبالإجماع من المفسرين أنها نزلت في أبي بكر لَّما قاتل أهل الردة
من بني حنيفة وغيرهم ، لأن الآية في المائدة في سياق قوله تعالى ( مَن يَرْتَدَّ
مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
) ( المائدة : 54 ) وهو خطاب للمؤمنين ،وحصلت الردة بعد موته صلى الله عليه وآله
وسلم مّمن كان أسلم في حياته ، وهم مثل: بني حنيفة ، وجماعة باليمن وعُمان ارتدوا
فقاتلهم أبو بكر بسبب ذلك ، لم يقاتلهم غيره رضي الله عنه.
فالله تعالى حكم
بأنه يحبهم ، أعني الذين قاتلوا أهل الرَّدَّة ، الذين منهم أبو بكر وقومه كابي
موسى الأشعري وأصحابه وغيرهم ، فقد أتى هذا الرافضي شططاً عظيما وقولاً جسيماً ما
قد قال به أحد من الرافضة قبله ، ولكن ما عصي الله بشيء أعظم من الجهل ، فإن الرجل
كان شاباَ، ورأى بعض المتشابهات من أقوال الرافضة ، فقال من حيث لا يدري بالمقيدات
، وبالمرويات الصحيحات ، ولم يخالط العلماء ، ويسأل ويأخذ الحقيقة ، ويستكشف
الُمشكل ، بل وقع فيما وقع فيه ، فلا قوة إلا بالله ، نعوذ بالله من الجهل و نسأله
الثبات الذي وعد به تعالى بقولة تعالى : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) ونعوذ بالله
من الضلال ، ومما بلغ بهذا الرافضي من المزال ، ونستغفر الله من حكاية لفظه
وكَتْبِه ، لكن ذلك كله لأجل لا يغتر به من يغتر من الجُهَّال ، لأن قد صار ديوانه
وأقواله منقولة مع الجهال من إخوانه الرافضة والله أعلم.
) أقول : هذا أحد أسلاف
الحوثي وهذه حقيقته !! فكل جاهل لعان طعان سباب للصحب الكرام هو عند حسين الحوثي
وأضرابه : مرهف الحس !! عالي الوعي !! راسخ الإيمان !! وحسن الهبل ( 1048ه -
1079ه ) اختص به الإمام الرافضي المهدي أحمد بن الحسن وكان له كالوزير قبل الخلافة
.
وهناك ملاحظة هامة تربط الحوثي ومن معه بالهبل ومن معه : الجهل وصغر سن
الأتباع !! أسلاف آخرون أسلاف آخرون عاصروا الهبل وقالوا بقوله !! لكنهم كانوا قلة
مرذولة ممقوتة تتستر وتخفي مذهبها ولا تظهره إلا على من كان على شاكلتها !! ذكرهم
العلامة يحي بن الحسين فقال : ( والرافضة هذا الزمان الذين من الزيدية كثير ، إلا
أن منهم من يتستر بمذهبه ، ولا يظهره عند سائر الزيدية غير الرافضة ، ولم يُظْهر
الرفض إلا هذا حسن بن علي الرافضي والسيد أحمد الآنسي والسيد صلاح بن محمد العبالي
والفقيه أحمد بن عبد الحق الحيمي ويحي بن المؤيد ، فهؤلاء الذين أظهروا الرفض
والشتم للصحابة رضي الله عنهم ، وباؤوا بآثامهم ، وكبيرهم الذي أفظع حسن بن علي بن
جابر الهبل لا رحمه الله.
وعندما جرى هذا ترجَّح للفقيه صالح المقبلي الثلائي
اليمني أن باع أملاكه ، ورحل بأولاده إلي مكة ، واستقر بها ، ورحل بأولاده إلي مكة
واستقر بها ودخل في مذهب الشافعي رحمه الله.
وللفقيه الفاضل حسن بن علي الفضلي
في الرد على حسن بن علي بن جابر : امدح أبا بكرِ السّاميْ و ثانيه والثالث الَحبر
عثمان بن عفانا ثلاثة لهم في الُخلدِ منزلةُ حُفَّت بمنزل موسى ابن
عِمرانَأ يا رب فلْتجزِهم ولتجزِ مَادحهم يومَا لقيامة فوق الناس بُنيَانَا قد
آثروا صنو خير الرسُل و اعترفوا بِكُل حَقِ له سِراَ وإعلانا الهبل يسب
علياً !!! الحوثي أخفى على أتباعه حقيقة سلفه حسن الهبل !! فالهبل قد جره شتم
الصحابة إلى شتم علي رضي الله عنه !! يقول السيد يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد
حاكياً نهاية الهبل الوخيمة وسبه لعلي رضي الله عنه : ( وقد جرى مع كثير ممن ولع
بسب الصحابة رضي الله عنهم سوء الخاتمة ، نعوذ بالله من سوء الخاتمة ، ونسأله أن
يرحمنا بصلاح الخاتمة والرضا والتوفيق ، أخبرني الثقة أن هذا حسن بن علي بن جابر
لما ذُكر له في مرض موته التوبة ، فقال : ذاك هو الذي يلقي الله به ، وأن ذاك سببه
على علي بن أبي طالب ، هو الذي ترك حقه ، وأنه قد عَصى بترك حقه ، وربما سبه ،
فأعجب وانظر كيف خُتِم له سب الصحابة من أجل علي ، ثم طغى إلى سب علي رضي الله عنه
.
وكان رجلاً يقال له صلاح القاعي ، من رافضة الهدوية ، لما حضرته الوفاة قال
لزوجته : أنها تنادي أن الفقيه صلاح القاعي مات كافراً ، هكذا روى لي هذا السيد لطف
الله بن علي عنها.
وروى هذه الرواية الأخرى عن صهره محمد بن حسن الحيمي وهو ممن
حَضَرَ موت خاله صلاح القاعي المذكور.
ولما مات محمد صالح العجمي الرافضي من
الاثنى عشرية قال الراوي : أنه ظهر في لسانه سواد عظيم ، قال الراوي : وكثير من
الرافضة وغالبهم أو جميعهم تكون خواتمهم خواتم سوء ، فنسال الله السلامة والأمان من
العذاب.
وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم.
) فهل حسن الهبل الذي سب علياً
رضي الله عنه : مرهف الحس !! عالي الوعي !! راسخ الإيمان !! كما يقول الحوثي عنه ؟!
أم أنه آن الأوان ليقلع من خدع بالحوثي عن هذه الأفكار؟ الأمر بالحبس كانت الدولة
تأمر بحبس من يسب الصحابة رضي الله عنهم وكان عامة صنعاء يزدرون الرافضة على قاعدة
إن البغاث بأرضنا لا يستنسر وهذا ما ذكره السيد يحي بن الحسين فقال مواصلاً : (
وكان منهم - أي الذين يسبون الصحابة - السيد صلاح بن محمد العبالي ، فأمر محمد بن
المتوكل بحبسه لأجل تعصبه وامتناعه عن ترك ذلك ، وأمر بإخراجه من القصر إلى حصن
ثُلاء ، فاجتمع كثير من عامة صنعاء وصبيانهم يقولون عند خروجه : هذا جزاء من سب
صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
مع أن زيد بن علي رضي الله عنه ممن
حرَّم سبَّ الصحابة ، وغلّظ في النهي عنه ، كما عُلم عنه بالتواتر ضرورة ، حتى أن
بعض جهلتهم قال لبعض من راجعه فيهم ، واحتج عليه بأنه يجب القدوة بالإمام علي فإنه
قعد وسكن وحضر جماعتهم وجُمَعهِم ، ولم ينكر أحوالهم ؟ فقال عند ذلك : ترك علي خطأ
وغلط ، وإلاّ َفكان عليه القيام عليهم.
) صبيان الهبل وصبيان الحوثي استغل الهبل
ومن معه من الرافضة صغار السن والصبيان فزرعوا في عقولهم الجهالات والأباطيل
والأضاليل !! وحسين الحوثي قد استفاد من سلفه حسن الهبل في هذه المسألة !! فالصبيان
هم الصبيان في كل زمان !! يقول السيد يحي بن الحسين : ( وهؤلاء الذين أخذوا في جانب
الصحابة رضي الله عنهم كلهم أحداث صبيان ،ما قد عرفوا العلم بالحقيقة ، ولا أخذوا
بالطريقة ، فيعلمون بالظواهر والإطلاقات ، ولا يضمون الكلامات بعضها إلى بعض،
ويجمعون بينها ويوافقونها ، فبسببه حصل هذا الأمر العظيم ، نسأل الله التوفيق. ثم
انجرَّ ذلك إلي كتابة اللّعن في كل ما وقفوا عليه من الكتب في ذكر أحد من الصحابة،
ويخالفون مقصد المصنفين : ( والمؤمن ليس بلعّان ) وتلعبوا بكثير من هذه الكتب ،
وزادوا ونقّصوا فيها فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم انجر إلى طمس بعض شيء من
نصوص زيد بن علي رصي الله عنه في مجموعه مما ظاهره موافقة أهل السنة في المشيئة
والقدر وإمامة قريش ، وقص ورقة بالمقاريض.
فلا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم
نقلوا على هذه النسخة الُمغَيَّرة المنقَّصة الُمحَرَّفة نسخاً ، فيتوهم المتوهم
ممن رأى اختلاف النسخ والعياذ بالله الدس بالزيادة ، وليس كذلك ، فإن التحريف
حصل بالنقص كما هو في النسخ القديمة ثابت ، والنقص باطل فليعلم ذلك إن شاء
الله.
) فلا كلمة تستفاد ولا أدب يستفاد !! وإنما تطلب المثالب وكتم المناقب
وتلك تجارتهم الخاسرة فلم يغتر بهم زمان إلا الصبيان وما أغتر بهم الآن إلا الصبيان
!!! دفاع الهاشميين عن الصحابة الهاشميون كانوا يتصدون لكل رافضي خبيث ذباً عن
صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فألفوا الكتب وردوا بالشعر على الضلال ومنها
هذه القصيدة للسيد الفاضل إسماعيل جحاف رحمه الله تعالى وقد نقلها السيد يحي بن
الحسين في كتابه "بهجة الزمن" فقال : ( وقد أحسن من قال في هذا الوقت والفعال وهو
السيد إسماعيل بن محمد بن صلاح جحاف الحبوري : رَأي طري عن سبيل الحق معدول ومذهبُ
حادث ُلاشك مجهولُ من خالف الناس طراً في مذاهبهم فإنه بسيوف العدل
مخذول والنهج أبلْج معروف طرائقه فمن تعاماه قادته الأباطيل
أفرَطُتم في سِباب الصَّحب هل لكم في ذا دليل على ما قيل مَعْقول جرتم ومِلْتم عن
الحق القويم وعن نهج السبيل فذا لاشك تضليل الله أثنى عليهم في
مُنَّزلهِ وحبْلُنا بكتاب الله موصول ُ ما قال الله من قول
ونَزله فإنه عندنا بالرَّحب مقبولُ وقد أتى عن رسول الله فضلهم نص
كثير عن الأخبار منقولُ فطمس ذاك لا يستطاع من هل يستطاع لبحر الماء
تقليل لولاهم لعرى الإسلام لانقطعت وكان حق رسول الله مبذول ذادوا عن
الحق وابتاعوا بأنفسهم جنان الخلد جزاء منه مبذول لولا مصابيح نور منهم
غلبت على الظلام وجنح الليل مسدول لما استبانت وجوده الرأي وانكشف حُجْبُ الضلال
وشخص الحق قاموا بأمر رسول الله واجتهدوا وليس منهم لأمر الله تحويل
قََفوا الطريق التي سَنَّها لهم نبيهم ما جرى حيف ولا ميلُ ولاؤهم
واجب حق وملتزم وكلُّما قَدَّر الرحمنُ مفعول انتهت القصيدة الفريدة
العظيمة لأهل البصيرة.
وكان انبعاث هؤلاء الرافضة ، الذين أشرَّهم وأجهلهم حسن
بن علي بن جابر الهبل لَّما رأوا من يحيى بن حسين ابن المؤيد بالله القابلية لما
وضعوه وكذبوه ، فجزآهم على ذلك ما صنعوه وابتدعوه.
) الشوكاني والرافضة إنني
أتعجب من سكوت كثير من علماء العصر عن الرافضة الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم
ولينظروا إلى الإمام العلامة محمد بن علي الشوكاني - ت 1250ه رحمه الله تعالى -
الذي تصدى للرافضة وكشف للناس حقيقة جهلهم في أكثر من كتاب ومنها قوله : ( أنظر
أرشدك الله إلى ما صارت الرافضة أقمأهم الله تصنعه بهؤلاء الذين هم رؤوس الأولياء
ورؤساء الأتقياء ، وقدوة المؤمنين وأسوة المسلمين ، وخير عباد الله أجمعين من الطعن
، واللعن ، والثلب ، والسب ، والشتم ، والثلم.
وأنظر إلى أي مبلغ بلغ الشيطان
بهؤلاء المغرورين المجترئين على هذه الأعراض المصونة المحترمة المكرمة !!! فيا لله
العجب من هذه العقول الرقيقة ، والأفهام الشنيعة ، والأذهان المختلفة والإدراكات
المعتلة فإن هذا التلاعب الذب تلاعب بهم الشيطان يفهمه أقصر الناس عقلا ، وأبعدهم
فطانة وأجمدهم فهماً ، وأقصرهم في العلم باعاً ، وأقلهم إطلاعاً.
فإن الشيطان
لعنة الله سول لهم بأن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين لهم المزايا التي لا يحيط
بها حصن ، ولا يحصيها حد ولا عبد ، أحقاء بما يهتكون من أعراضهم الشريفة ويجحدون من
مناقبهم المنيفة ، حتى كأنهم لم يكونوا هم الذين أقاموا أعمدة الإسلام بسيوفهم ،
وشادوا قصور الدين برماحهم ، واستباحوا المماليك الكسروية ، وأطفئوا الملة
النصرانية ، والمجوسية ، وقطعوا حبائل الشرك من الطوائف المشركة من العرب وغيرهم ،
وأوصلوا دين الإسلام إلى أطراف المعمور من شرق الأرض وغربها ويمينها وشمالها ،
فاتسعت رقعة الإسلام وطبقت الأرض شرائع الإيمان ، وانقطعت علائق الكفر وانفصمت
حباله ، وانفصمت أوصاله ، ودان بدين الله سبحانه الأسود والأحمر والوثني ، والملي
.
فهل رأيت أو سمعت بأضعف من هؤلاء تميزاً وأكثر منهم جهلا ، وأزيف منهم رأيا
.
يا لله العجب يعادون خير عباد الله وأنفعهم للدين الذين بعث به رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، وهم لم يعاصروهم ولا عاصروا من أدركهم ، ولا أذنبوا إليهم
بذنب ، ولا ظلموهم في مال ولا دم ولا عرض ، بل قد صاروا تحت أطباق الثرى وفي رحمة
واسعة الرحمة من مئين من السنين.
) ( ذب الإمام الشوكاني عن أصحاب النبي
العدناني صلى الله عليه وسلم ص47-48 تحقيق علي الرازحي ) فمتى يهب علماء العصر من
النوم ؟ ومتى يفهموا حقيقة القوم ؟ أم سينتظرون حتى تصبح اليمن كالعراق وعندها هل
سيفيدهم الندم ؟