;

الحراك عباءة يتدثر بها تنظيم القاعدة 969

2009-12-19 04:15:49

صالح علي
الحنشي


لم يكن البيان الذي أصدراه علي ناصر محمد وحيدر
العطاس واللذان استنكرا فيه ما شهدته منطقة المعجلة بمديرية المحفد محافظة أبين
جراء الضربة الجوية التي استهدفت معسكر تنظيم القاعدة..
كان البيان أشبه بطلب
توفير الأمن الحماية عناصر القاعدة تحت غطاء الدفاع عن المدنيين ..
لكنهما لم
يشيرا مطلقاً إلى مقتل عناصر القاعدة ولم يظهرا موقفهما من مقتل عدد من الإرهابيين

في تلك الضربة أي ما يشير إلى عدم
رضائهما عن مقتل قيادات القاعدة ..
وإلا لكانا أيدا مقتل عناصر القاعدة وأدانا
مقتل المدنيين إذا كانا فعلاً ما زال يعني لهم شيئاً مقتل المدنيين..
لا شك أن
أي إنسان سوي لا يقبل بقتل المدنيين ليس في أبين أو في اليمن بل في أي بقعة في
العالم..
هذا حين تكون أعمال القتل تستهدف المدنيين عنوة ولأنهم مدنيون
..
ولكن ما حدث هنا..أنه قد سبق لوزارة الداخلية أن حرصت مراراً وتكراراً على
إنزال التحذيرات للمواطنين من إيواء العناصر الإرهابية من عناصر القاعدة أو التستر
عليهم ..
سقوط مواطنين في العملية العسكرية التي استهدفت عناصر القاعدة أمس في
منطقة المعجلة كان يمكن أن يحدث في أي بلد في العالم تخوض حرباً ضد عناصر خطرة
كعناصر القاعدة ..فمن يقبل بإيواء عناصر القاعدة يجب أن يضع في حسابه أنه يمكن أن
يتعرض لما حدث أمس في المحفد..
بقي هنا ما يجب إيضاحه هو أن بإمكاننا استيعاب ما
قد يأتي في بيان مثل هذا من أشخاص غير علي ناصر وحيدر العطاس فمن قام بارتكاب
المجازر ودفن المئات أحياء في الصولبان لا يمكن أن تحركه إصابة عدد من المواطنين
وجدوا في مكان محفوف بالمخاطر..
قد تكون جموع كبيرة ممن يسيرون خلف قيادات ما
يسمى بالحراك لا تعرف الحقيقة التي تخفيها تلك القيادات..
الحقيقة التي تؤكد
الكثير من الحيثيات في الواقع وأن تلك القيادات ليست أكثر من مرتزقة تمكنت القاعدة
من تجنيدهم للقيام بالدور الذي تقول عنه النضال السلمي تحت شعارات مختلفة ..
لم
يكن ما يسمى بالحراك أكثر من عباءة يستخدمها تنظيم القاعدة للتدثر بها في سبيل
تحقيق أهداف يسعى للوصول إليها، إضافة إلى قيام ما يسمى بالحراك بأعمال الفوضى
والتقطع وأعمال العنف والنهب، بالوكالة عن القاعدة ..
فمسمى القاعدة تعرف أنها
غير مقبولة في الشارع لا تستطيع القيام بذلك الدور الذي يقوم به ما يسمى
بالحراك.
أضف إلى أنها لا تستطيع التحرك بالحرية التي تملكها قيادة ما يسمى
بالحراك..
قبل أكثر من عامين قال ناصر النوبة أول رئيس لجمعية المتقاعدين
العسكريين في ردفان أثناء مهرجان لما يسمى بالحراك ..
وبالنص..
"إننا نرحب
بأعضاء تنظيم القاعدة في الحراك..
ما داموا هم من أبناء الجنوب" وكشفت بعد ذلك
معلومات أن هناك عناصر كانت تشارك بقوة في المهرجانات التي كانت تقام في ردفان بل
كانت تقود كثيراً من أعمال الشغب في الحبيلين..
وقبل أشهر ستة كانت قيادات
معروفة في تنظيم القاعدة قد أعلنت انضمامها للحراك وأصبح البعض على رأس هيئات قيادة
ما يسمى بالحراك..
هذا التداخل يكشف ما ذهبنا إليه بل إن بعض العمليات الإجرامية
الدموية التي ارتكبت بحق بعض رجال الأمن والمواطنين قالت بعض المعلومات إن مرتكبيها
عناصر مشتركة مما يسمى بالحراك والقاعدة.
قد يتساءل البعض عن التقاء القاعدة
وقيادة ما يسمى بالحراك فالقاعدة التي تعتبر في أقصى اليمين وعناصر الحراك المعروفة
بأنها بقايا التيار اليساري الشيوعي "الحزب الاشتراكي".
كيف يمكن لهما أن
يلتقيا..؟! بإجابة بسيطة يمكن لنا فك شفرة هذا الالتباس ..
فالإرهاب في مطلع
السبعينيات من القرن المنصرم كان يسارياً..وكانت كل الأعمال الإرهابية التي شهدتها
مختلف بقاع العالم من أعمال تفجيرات واختطاف الطائرات والاغتيالات كانت تقوم بها
أحزاب ومنظمات يسارية شيوعية..
وترعاها الاستخبارات الشرقية أي كان ما يسمى
بالمعسكر الاشتراكي.
وبعد أفول شمس هذا المعسكر ظهر الإرهاب اليميني "القاعدة"
..
وسار على نفس النهج الإرهابي الذي كان يقوم به الإرهاب اليساري.
لذا
فالنقطة الأولى التي يلتقي فيها تنظيم القاعدة وما يسمى بالحراك هي التطرف والإرهاب
..فأعمال العنف لدى الفريقين هي غاية وليست وسيلة..أي الإرهاب للإرهاب.
خلال
ثلاث سنوات للتزاوج بين ما يسمى بالحراك وتنظيم القاعدة لا نضمن ما يكون قد أنتجه
هذا التزاوج..
فالمطلوب اليوم أن عدم اقتصار الحرب على القاعدة وحدها..بل يجب أن
تشمل بعض أوكار ما يسمى بالحراك ..والمناطق التي تعد منابع نشاط ما يسمى
بالحراك..
وأن تكون هذه الحرب بالقوة نفسها التي تنفذ بحق تنظيم القاعدة فقد
نكتشف بعد فوات الأوان أننا كنا مخطئين حين استثنينا ما يسمى بالحراك من حربنا على
الإرهاب..
يجب أن تكون الحرب على القاعدة والحراك واحدة والقضاء على إرهابهما
ملح اليوم إذا ما أردنا لهذه البلاد الأمن والاستقرار..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد