;

ضمور هيبة الدولة وشيوع الفوضى :ما يجري في محافظتي لحج وأبين أنموذجاً 900

2009-12-20 07:18:30

عبدالكريم
المدي


مما لا شك فيه أن الإنسان بطبعه طيع ويفضل النظام
عن الفوضى، لكن إذا لم يكن هناك سلطة "محلية - مركزية" تفرض النظام وهيبة الدولة ،
قادرة على تثبيت ذلك في عقلية المواطن، فإن الأمور تنفلت ويصبح الوضع عائماً في
الفوضى وغارقاً في محيطها، حيث يغدو السلب والنهب واحتلال المرافق الحكومية والخاصة
" والهمجية وانتشار العصابات هو سيد الموقف وصاحب اليد
الطولى في المجتمع، تماماً مثلما يجري في محافظتي "أبين"
و"لحج" ففي أبين أقدمت مجموعة من المواطنين قبل حوالي أسبوع على احتلال مقر وكالة
الأنباء اليمنية سبأ، أما في محافظة لحج ، فلم يتوقف الأمر عن إقدام مئات المواطنين
على، كما أكدت مصادر رسمية احتلال مصنع للبلك تابع لوزارة الأشغال العامة، وكذا على
روضة الأطفال وجمعية "الشاطر" إضافة إلى الأعمال الفوضوية التي سبقتها "فقط" بأيام
والتي تمثلت بنهب فرع "المؤسسة الاقتصادية اليمنية" بعاصمة المحافظة، إن غياب دور
وروح وهيبة الدولة وضمور مؤسساتها الأمنية ومكاتبها التنفيذية وقدرتها على إدارة
شؤون البلد ولو حتى بالحد الأدنى يقود إلى سقم حقيقي في جسدها كما أنه يفقدها
الاحترام من قبل مواطنيها في داخل البلد وكذا بين الشعوب.
بكل تأكيد لا تستطيع
الدولة أو قيادة هذه المحافظة أو تلك بمختلف أجهزتها التنفيذية أن تشيع الاستقرار
وتكسب ود واحترام وولاء وتقدير وتفاعل مواطنيها ما لم تكن العدالة الاجتماعية
والمساواة والحساب والعقاب حاضرة في أول سطر من اهتماماتها بل واجب الواجبات التي
ينبغي عليها القيام به..
وهنا نتساءل هل هناك محل من الإعراب في بلادنا لشيء
اسمه عدالة اجتماعية ومساواة وحساب وعقاب للفاسدين؟ بكل تأكيد لا يوجد شيء من هذا
الكلام ، لهذا من الطبيعي جداً أن يتم اختيار الفاسدين والفاشلين وعدم محاسبة
اللصوص والمقصرين في الوزارات والمحافظات وبهذه الصورة وكما يحدث الآن هنا وهناك
وكأن لسان الحال يقول: كل شيء يمشي بالبركة..! الذين بسطوا على المقرات والمصالح
الحكومية وتحديداً مقر وكالة الأنباء اليمنية بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين
ومثلهم الذين بسطوا على مصنع البلك بمحافظة لحج لديهم مطالب ، دفعتهم ومعها غياب
الأجهزة الأمنية وقيادة المحافظة ، الغائبة او المغيبة إلى احتلال تلك الأماكن ولعل
من أهمها غياب الأمن إضافة إلى أنهم لا يمتلكون مساكناً وذلك بسبب وجود فيروس
الفساد الذي ينخر في مفاصل الدولة ..فلو لم يكن هناك هذا الفيروس وكان هناك دولة
حقيقية كباقي دول العالم تفرض هيبتها وعدالتها لما تجرأ المواطنون على القيام بمثل
هكذا تصرفاتوهو يدرك بأنه سيحاسب وبأن حقوقه مصانة، أضف إلى ذلك أنه لو كان هناك
مؤسسات دولة حقيقية تقوم بواجبها ومسؤولياتها على أكمل وجه ، بدلاً من مفهوم
"الفيد" لكان هناك جمعيات سكنية لذوي الدخل المحدود تؤمن لهم السكن الذي صار همه
شبحاً مرعباً بين الناس لكن يا حسرة..! ولو كان هناك أيضاً دولة تقيم سياستها وفق
خطط وبرامج ودراسات تستند على الدستور والقانون ومصالح الشعب العليا ، لما كان هناك
من صار ثرياً وله أقل من عام واحد في هذا المكان أو ذاك ، ولو كان هناك حساب وعقاب
على الجميع صغيراً وكبيراً سواسية أمام النظام والقانون والدستور لما كان أصغر
مسؤول يصاب بوعكة برد بسيطة وطبيعية فيطير مباشرة ومعه الخدم والحشم والمترجمون
متنقلاً بين المطارات والمدن الغربية..
خاتمة القول ما يجري في محافظتي لحج
وأبين يستدعي إعادة النظر في قيادة المحافظتين والمسؤولين في مختلف المكاتب
التنفيذية وتحديداً الخدمية والأمنية..ما يجري يا قوم في لحج معيب بحق الدولة
والنظام واليمنيين، هناك فساد وهناك صمت على هذا الفساد في المحافظة وفي السلطة
المركزية ، صدقوني إذا وجد المواطن توجهاً حقيقياً من قبل الدولة في الإصلاح
واحترام القوانين هيبة الدولة ومحاسبة المخلين بالأمن العام والسكينة ومواطنة
المواطن ومصالح البلد وقوت أبنائه ، فسوف يُقدر عالياً - مثل هكذا خطوات، لكن أن
تظل الأمور كما هي عليه الآن في لحج وأبين وغيرها من المحافظات وبهذه الطريقة
والأسلوب السائبين ، فليشق الجميع بأن القادم يخبئ مفاجأة مزلزلة وصاعقة وعلى مختلف
الأصعدة..!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد