المطري
ومظاهر المرض ، ويقودنا إلى وصف الدواء الناجع ، فلابد من دراسة متأنية للواقع
المعاش على ضوء ما نحمل من مبادئ وأفكار سياسية محايدة حيث ظهرت الأزمات في وطننا
الحبيب، وقاد الإنفلات الأمني إلى تقتيل الناس بالهوية أمام مرأى ومسمع الجميع،
فالتعايش السلمي الأمني يفجر الطاقات ، ويؤهل الإنسان لمضاعفة جهوده في الإسهام
والمشاركة الفعالة في عملية التنمية الشاملة المستدامة بكل حيوية ونشاط دائمين على
وجه البسيطة.
والمتابع الحصيف
لنشأة الحراك الجنوبي السلمي يدرك بديهياً أن الحراك جاء مطالباً العديد من المطالب
الشعبية والجماهيرية في الجنوب ، فهنالك في المحافظات الجنوبية السطو على الأراضي
من قبل متنفذين في الدولة حيث تم مصادرة الأراضي للضيف واسع من المواطنين ، ولم يتم
دفع المبالغ المعنية ثمناً للأراضي ، فقام الحراك الجنوبي السلمي مطالباً بتلك
الحقوق ، فكان الحراك ردة فعل منحرفة لأوضاع منحرفة لا سيما حينما يطالب بفك
الارتباط والدعوة إلى الانفصال التام والكامل عن المحافظات الشمالية ، فالأرض تنهب
من قبل المسؤولين في أمانة العاصمة وفي الحديدة إلا أنه لم يتشكل حراك يشبه الحراك
الجنوبي السلمي الذي غالى وتنطع في مطالبته بالحقوق حينما يخرجون بمسيرات ومظاهرات
ويرفعون العلم الشطري منادين بالانفصال فالوحدة مصير وقدر شعبنا اليمني العظيم في
الجنوب وفي الشمال، وما علينا إلا الاصطفاف حول الوحدة.
فالأوضاع المنحرفة من
نهب الأراضي المتنفذين في الدولة هي الذريعة الوحيدة التي أوجدت ما يسمى بالحراك
الجنوبي السلمي، فالحراك الجنوبي غير السلمي ردة فعل منحرفة لأوضاع منحرفة ذلك لأنه
جاء بانحراف شديد يفوق انحراف المتنفذين للسطو على الأراضي وهذا ما يدعونا إلى
الوقوف أمام هذه الظاهرة وقفة شجاعة ومتأنية، فالأرض المنهوبة يجب أن تعود إلى
أصحابها حيث أن هنالك أيضاً فساداً وانحرافاً فبعض ملاك الأراضي يبيعون الأراضي
مرتين وثلاث مرات أمام مرأى ومسمع الجميع فليس لهم الحق برفع العلم الشطري ، وليس
لهم الحق في المناداة بالانفصال وفك الارتباط فالوحدة قامت بين شعبين وقد تم
الاستفتاء على الوحدة اليمنية المباركة.
ومن الأحرى والأجدى بما يسمى بالحراك
الجنوبي السلمي المطالبة بالحقوق تحت سقف الوحدة الوطنية المباركة أما الدعوة
للانفصال وإثارة الشغب والفوضى والمطالبة بفك الارتباط لا يجدي وعلى قوات الأمن
البواسل التصدي لمن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن والمواطن، ولابد من
إلا التزام بالدستور والقوانين النافذة في البلاد من أجل أن نبقى في السليم وعلينا
التحري من عقد الماضي البغيض والمذهبية والطائفية والسلالية الطبقية التي ما أنزل
الله بها من سلطان ، فنحن أصل العرب ويجب أن نكون لهم القدوة في لم الشمل والوحدة
وتناسي الجروح والترفع عن الصغائر والابتعاد عن المكايدات والمناكفات السياسية وأن
ننتمي للوطن الكبير الواحد.
إن الحراك الجنوبي غير السلمي جرثومة المجتمع اليمني
وسرطان خبيث يجب استئصاله قبل أن يستفحل الأمر ، فعلى المواطنين اتخاذ الحيطة
والحذر ولا يسعون لما يروجه الانفصاليون الجدد من ثقافة الكراهية والحقد فهم قلة
قليلة لا يمثلون سوى أنفسهم ، وفي رؤوسهم أجندة خارجية يسعون إلى تحقيقها فهم لن
يهدأ لهم بال حتى يجدوا اليمن ممزقاً الأوصال ومقسماً إلى كاتيونات صغيرة ..إلى
لقاء يتجدد والله المستعان على ما تصفون.