الشرجبي
مثيل لها "حنونة وطيبة وهادئة وعذبة"، كماءٍ زلال، طلقها زوجها لخطأ غير مقصود
ولموقف لا يحتمل إلا "النية الحسنة"، فقد كانت زوجة حنونة مطيعة محبة لزوجها
ولبيتها استطاعت أن تتكيف مع غضبه المستمر وحالات جنونه، فحينما كانت تتصرف
باستقلالية وتجتهد في أمر ما، يغضب ويضربها ويتجاهل وجودها ويهجرها عمداً، يغيب
عنها لأيام، تلاحقه باتصالاتها لكن تلفونه مقفل، وبعد أن يسحق مشاعرها ويجرح
كبريائها يعود فتنسى وتسامحه لأنها تحبه بجنون.
وتكررت مشاهد القسوة في طبعه وكانت تغفر وتسامح..
ولكنه
خسرها وندم، فبعد أن تزوج للمرة الثانية والثالثة أزداد ندمه أكثر فما احتملته
امرأة غيرها..
هي الوديعة التي كانت تحتمله بكل عيوبه، طلقها لأنها خرجت من بيت
أهلها يوم كانت في ضيافتهم الأسبوعية إلى محل "كوافير" دون علمه لأنه حرم عليها
الذهاب إلى هذا المكان لاعتقاده بأنه محل فساد..
ولأنها صادقة النية اعترفت له
بأنها أرادت مفاجئته بتسريحة جديدة ولكنه غضب بشدة وأعادها إلى بيت أهلها رغم
اعتذارها وتوسلاتها وتذللت له وأقسمت أن لا يتكرر هذا الفعل ثاني مرة، ولكنه رفض
ولم تفلح معه كل الوساطات، متحججاً بأنها خدعته وفعلت في غيابه ما يرفضه، مرضت
وعانت ألم الفراق حتى سمعت خبر زواجه من امرأة أخرى، ظنت أنه كان يبحث عن عذر
ليتزوج من أخرى.
تزوجت هي الأخرى ونسته بينما بقي هو يتجرع بعدها آلام الفراق
فما احتملته ورغبته امرأة سواها.