الدائم السلامي
سلامَنا الدّائمَ عليكَ ونُعلِمُك بطولِ نَفَسِنا في الصَّبْرِ على ما سيكونُ من
أحداثِ أيّامِكَ.
ولأنّنا بُسطاء وواضحون ولم نتعلّم من فنونِ السياسةِ إلاّ
قليلَها، نُصارِحُكَ بأنّنا لو امتلكنا قُدرةً على دفعِ عَجَلةِ أيّامِكَ لدفعناكَ
عنّا بعيدًا إلى أقاصي الغيبِ حتى لا تَحُلَّ بيننا حلولَ الأعوامِ
السابقةِ.
ولا يذهبنَّ بك الظنُّ
إلى عدمِ مُروءَتنا وتخلّينا عن عاداتِ أجدادِنا في إقراءِ الضيفِ وإكرامه، فأنتَ
تعرِفُ مكارِمَ أخلاقِنا وشهامتَنا حتى أنّنا زِدْنا على أسلافِنا فأكرمنا العُلوجَ
الغُزاةَ بحَرائِرِنا وثرواتِنا وأراضينا، بل إنّ رغبتَنا في أن تظلَّ مُعَلَّقًا
هناك في المُسْتقبَلِ نابعةٌ من عدمِ قدرتِنا على تحمُّلِ مزيدٍ من مرارةِ
نهاراتِنا ولياليها.
رجاءً لا تأتي أيّها العامُ، وإن كان لك أن تأتي، فتأخّرْ
علينا عامًا آخرَ أو عامَيْنِ، أو فاذْهبْ إلى شُعوبِ الغربِ وامكُثْ فيها ما شئتَ
من الأشهر والأيّامِ، لن نطالِبها بحقِّنا في زَمنِ اللهِ، سنتخلّى لها عنه كما
تخلّينا لها عن حقِّنا في الحياةِ وسنكتفي من الوقتِ بالتخييلِ شِعرًا وروايةً
وأزجالاً وموسيقى، وذاك يكفي.