;

روكان والرزامي والمؤيدي والحوثي 1377

2009-12-22 03:59:25

بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي


ليست القضية خروجاً على النظام الجمهوري !! ولا
المطالبة بمشاريع لصعدة !! ولا المطالبة بحرية الكلام والحركة وممارسة الأنشطة التي
يريدونها !! وليست القضية أن الولاية والإمامة والرئاسة لا تكون إلا لفاطمي !! بل
القضية باختصار هي قضية الشهوة الخفية والمقصود بها حب الرئاسة والزعامة !! التي
سبقه إليها الكثير من الهاشميين وغيرهم !! ومن لم يقتنع فليتابع معنا الآتي :

حرية الحوثي الكاملة قبل الدخول في
الموضوع سنجيب على سؤال هام وهو : هل كان حسين الحوثي قبل خروجه المسلح يمارس
أنشطته بحرية كاملة ؟ أم كانت الدولة تضيق عليه كما يقول بذلك بعض الزعانف التائهة
هذه الأيام ؟ لنستمع إلى السيد حسين بدر الدين الحوثي وهو يتحدث بتاريخ 23/1/2002م
عن حرية التعبير وحرية الكلمة. . .
الخ كلامه الوارد لاحقاً والذي اعتبر ما يحصل
في اليمن هو انفراجات ومتنفس له ولجماعته !!! يقول حسين الحوثي في ملزمته "معرفة
الله عظمة الله - الدرس السادس آيات من بداية سورة الحديد" ص9: ( ولو تأملنا
لوجدنا أنه حتى أعداء الإسلام أنفسهم الذين يحاولون أن يقفلوا كل شيء بالنسبة
للمسلمين ينطلقون في مجال ولا يدرون بأنهم يهيئون أجوا عظيمة جداً للمؤمنين من خلال
ما يتحركون فيه ، لأن الله غالب على أمره. .
جاؤوا بالديمقراطية لتكون بديلاً عن
نظم الإسلام وعن نظام الإسلام ولنكون نحن المسلمين من يمسح من ذهنيتنا أن هناك في
الإسلام نظام ، هناك ولاية أمر ، هناك دولة فيأتوا بالديمقراطية ، الديمقراطية
نفسها ما الذي حصل يفرض داخلها حرية رأي ، حرية التعبير ، حرية الكلمة ، حرية
التحزب ، حرية التجمع ، حرية القول ، أليس هذا هو ما يحصل ؟ فكم أعطوا الناس من
متنفس عظيم من أين جاء هذا ؟ هل نقول أنهم جاؤوا بالديمقراطية رحمة ً بنا ؟ من أجل
أن لا يكون هناك كبت ولا قهر ؟ لا.
لهم أهداف أخرى وغايات أخرى ولكن الله يهيئ
حتى من خلال ما يفرضونه هم ، وهم يتجهون نحو طمس معالم الإسلام حتى يغيب عن أذهاننا
اتصاله بأي شأن من شؤون الحياة ، بما فيها شأن ولاية الأمر ، فلا يدرون بأنهم
يمنحوا من حيث يشعروا أو لا يشعروا ؟ أن الله يهيئ من خلال ما أرادوا أن يفرضوه أن
يكون هناك متنفس لأوليائه وما أكثر - لو تأمل الإنسان - ما أكثر الإنفراجات التي
تأتي ما أكثر الانفراجات التي تحصل لكن من لا يهيئ نفسه لأي عمل في سبيل الله تمر
الأشياء ولا قيمة لها عنده ، ولا يبالي. ) فهذا الحوثي نفسه يعترف بحرية الكلمة
وحرية التعبير والقول فمن قال بغير ذلك فهو كذاب أشر يبرر التمرد المسلح الذي يهلك
الحرث والنسل ويخرب الأوطان ويدمر البلدان.
الخروج الأول للمؤيدي مثلما عفى
الرئيس اليمني عن الحوثيين في المرة الأولى عفى الإمام المتوكل عن السيد إبراهيم
المؤيدي في خروجه الأول بصعدة يتحدث السيد العلامة يحي بن الحسين عن هذه القضية
فيقول في كتابه "بهجة الزمن في تاريخ اليمن" 2/462 : ( فيها - 1056ه - تحرك السيد
إبراهيم بن محمد المؤيدي بجهات خولان صعدة والشام وادعى أنه الإمام الواجب إتباعه
على جميع الأنام ، وهو في الحقيقة شاق لعصا الإسلام مفرق جماعتهم والإلتمام ،
فجهَّز عليه الإمام ولد أخيه عز الإسلام محمد بن الحسين بن الإمام بجميع عسكره
وأتباعه ، وسار إلى هنالك ، فقبض المذكور عليه ، ودخل السيد فيما يجب عليه ، وانهار
عمل من كان قد والاه ، وتفرقوا عما كان يريده ويهواه ، ثم وصل به إلي حضرة الإمام
وهو يومئذ بصنعاء اليمن هذه الأيام ، فجمع الإمام أعيان الناس إلي ديوان القصر
الداخلي وبرز لهم فوق كرسي الباشا وهم حاضرون ، ثم أشار إلي السيد بالتقدم إليه
للبيعة وأخذ الميثاق ، وترك المضاررة و الشقاق ، فبايع وحلف للإمام ، ومد يده وقطع
الكلام : ( ُ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ
عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً ) الفتح10 ثم طلب الفسح من الإمام ، والعودة إلي بيته بالشام ،
فأذن له الإمام. ) روكان والرزامي قاد الشيخ عبد الله عيظه الرزامي الحرب الحوثية
الثانية !! فتسبب تمرده في طلب السيد عبد الملك الحوثي للرئاسة والزعامة ونحاه عن
منصبه !! وعمله هذا تكرار لعمل سلفه الشيخ يحي روكان في سنة 1061ه !! وكأن التاريخ
يعيد نفسه !! يقول العلامة يحي بن الحسين في 2/512 : ( وفيها وقع من الشيخ يحيي بن
روكان الخلاف في بلاده خولان شام صعدة ، وأظهر المباينة والمحاربة والعدة ، كما قد
سبق له من البغي المتكرر في هذه المدة فرغب السيد إبراهيم بن محمد المؤيدي المتقدم
ذكره إلي تجديد الدعوة والإمارة ، وطلب الرئاسة والزعامة ، وفرح بعمل ابن روكان ،
وأنه سيكون له ركن من الأركان.
فلما بلغ الإمام ذلك الأمر من الرجلين ، و
اتفاقهما على الخروج عليه من بين جميع المسلمين عجب من حالهما بعد تكرر الواقع
منهما ، وتأكيد التبعات عليهما المرة بعد المرة ، والكرة بعد الكرة.
وكوْن هذا
الأمر العظيم ، وشق عصا جماعة المسلمين لا يفعله من له نصيب من الدين ، والعقل
الكامل الرصين ، فأرسل عند ذلك جماعة عسكر وعرف أن هذا الحادث سينجز.
فلما وصل
أصحاب الإمام إلى جهات بلاد الشام ، وتلك النواحي والآكام ،رجعوا إلى المعقول ، ولم
يقع فيه جراح ولا قتول ، وأظهروا الندم على ما فعلوا ، والاستغفار فيما
أخطأوا.
) فيا للعجب !! خروج مستمر وشق لعصا جماعة المسلمين وعندما تحيط بهم
الجيوش والعساكر ويشارفوا على الهلاك يطلبون الصلح ويظهرون الندم !!! والأعجب أن
حكام تلك الأيام كانوا يصدرون العفو بعد العفو بالضبط كما يجري هذه الأيام !! نادرة
تاريخية وأنا أقرأ كتاب "بهجة الزمن" ضحكت كثيراً من هذه النادرة التاريخية وهي
قيام أحد ألفقهاء في اليمن بشراء بقرة ثم قيامه باستئجار جملاً ليحمل بقرته المتعبة
!! وقد قيلت الكثير من القصائد على هذه الحادثة ومنها هذه القصيدة الجميلة التي
نقلها مع القصة العلامة يحي بن الحسين فقال : ( وفي هذه المدة - 1092ه - اتفقت
نادرة عجيبة وهي أن بعض الفقهاء من بني النحوي أشترى بقرة ، فحفت من السير ، فترجح
له أن أستأجر لها جملاً ، وفرش عليها تحتها وحملها ، فأنشأ أحمد بن علي الشارح -
شاعر وأديب ت 1110ه - هذه الأبيات متعجباً : أمحمد كيف القضية
والقضايا لم تزل قالوا اشتريت تبيعة
تشكو برجليها خلل فرثيت أنت لحالها
فربطتها فوق الجمل وحملته ما لم يكن
قدماً إلى صنعاء حمل وعقلته كرهاً لذاك
وكان يهرب لو عقل لكن تأمل نائب القاضي
فخاف من الهبل فدنى لحمله عارة
بين المطايا وامتثل وتنفس الصعداء
وقال بذلك القول المثل من خصمه
القاضي فيكف يه التصبر والخجل هذا
وقد سلم البويزل (1) في الشوارع والحلل
من صولة الصبيان لعجب المؤثر
للزجل (1) البويزل تصغير بازل يقال للبعير إذا استكمل السنة
الثامنة.
ماذا بعد ؟ موعدنا إن شاء الله تعالى السبت القادم مع حقائق ووثائق
جديدة والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد