الحنشي
مصالحهم الأنانية ويأتي في خدمة تحقيق حلمهم بالعودة إلى السلطة الحلم الوهم الذي
يسيطر على عقلياتهم المريضة..
ما زالت تلك القيادات التي جثمت على صدورنا في
المحافظات الجنوبية والشرقية قبل إعادة وحدة الوطن لأكثر من عقدين من الزمان تظن أن
حلمها في العودة إلى السلطة ما زال متاحاً..
لا يهمهم كيف يمكن لهم تحقيق حلمهم..فلتسفك الدماء وليتشظى
الوطن ويشرد مواطنوه ولتستباح كل القيم والمبادئ ما يهم هو اعتلاء كرسي
السلطة.
من يتابع أحاديث تلك القيادات المريضة في الخارج يشعر وكأنهم ما زالوا
على كرسي الحكم يأمرون وينهون..
لم يستوعبوا بعد خروجهم عن السلطة رغم مرور ما
يزيد عن خمسة وعشرين عاماً على خروج بعضهم من السلطة..
خروجه الذي جاء بطريقة لم
يشهد التاريخ مثيلاً لها ..بما تبناه من غباء وحماقة.
فلم يحصل أن رئيساً لدولة
قد قام بانقلاب على نفسه..
أي أنه لم يحصل في التاريخ الإنساني أن رئيس دولة
يقوم بعملية انقلابية وهو على رأس السلطة في البلد والرجل الأول.
ما عدا ما حدث
في 13 يناير 1986م..
وأتذكر أن من لفت نظري إلى هذه الحكاية الأخ عباس العسل عضو
اللجنة المركزية وأحد قيادة ما يسمى بالحراك في مودية..حين قال لي يوماً حين كنا
زملاء في الدراسة الجامعية..
"ما قد حصل أن رئيس دولة قد قاد انقلاباً على نفسه
ما عدا علي ناصر محمد"..
الغريب في الأمر ليس الطموح بالعودة إلى السلطة فذلك حق
مشروع للجميع..لكن المستغرب والمرفوض أيضاً الطريقة التي يسعون من خلالها للعودة
إلى السلطة..
فقبولهم مثلاً بالعودة إلى الوطن مواطنين صالحين مستفيدين من العفو
العام الرئاسي وممارستهم العمل السياسي في إطار أحد الأحزاب السياسية والدخول في
الانتخابات والوصول إلى مبتغاهم عبر صندوق الاقتراع ، لا مانع من ذلك.
رغم
تحفظنا على عملية قبولهم خصوصاً ممن عانينا منهم ومن فترة حكمهم..إلا أننا سنمارس
عملية رفضنا لهم من خلال التصويت..
وحتى إذا كتب علينا وحصل فعلاً وعادوا
وانخرطوا في العمل السياسي في الداخل..
ستكون مطالبتنا بعدم السماح لهم بالعودة
لممارسة العمل السياسي والسلطة وفق ما يقره الدستور والقوانين النافذة..
من خلال
التقاضي في المحاكم وأمام الهيئات الدستورية والقانونية..
لكن المخزي أنهم
يفكرون بعقلية النصف الثاني من القرن الماضي، لم يحلموا فقط بالعودة إلى السلطة فقط
..
بالعودة بالزمن أيضاً وبالعالم يريدون العودة إلى طريقة الحكم التي كانوا
يحكمون بها قبل ما يزيد من ثلاثة عقود زمن لجان الدفاع الشعبي والحراسة والرقابة
ونفذ ثم ناقش ولا صوت يعلو فوق صوت الحزب وصوت الحزب هو صوتهم..
ولأنهم يعيشون
خارج الزمن وخارج حدود العقل والمنطق، يفكرون كذلك وإلا لأدركوا أن مثل ذلك
الحلم..يعد تحقيقه أشبه بمن يحلم أن يبني مصنعاً للآيسكريم على سطح الشمس..
أو
من يحلم بالذهاب في رحلة إلى كوكب عطارد على ظهر حمار أعرج..
يقيناً أن مثل تلك
القيادات لا تستحق منّا الالتفات إلى كل تلك الترهات التي يطلقونها..وإلا فأن علينا
الرد على كل ما يتفوه به كل المرضى النفسيين الذين يجوبون الشوارع والتعقيب على كل
هذيان حديثهم..وهم يحدثون أنفسهم..حقيقة استخسر الوقت الذي أضعته في هذه التناولة
التي كتبته في هذه المساحة بشأن تلك التصريحات التي يطلقها عملاء الخارج لهدم
الداخل ولكن في سبيل الوطن يهون كل ذلك والله من وراء القصد.