أحمد الشميري
وطموح بلا حدود وأمنيات بلا قيود تتطلب الكثير وعلى مدى بعيد، فليس من السهل تحسين
الثروة الحيوانية وخاصة في بلداننا العربية التي تعطي حيزاً صغيراً للبحوث العلمية
الزراعية الحيوانية منها.
هذا
وتحت نشاط الباحثين والمؤسسات البحثية في الوطن العربي وبذلك القدر الضئيل من
التمويل يبذلون ويهبون جلُ اهتمامهم لهذا الموضوع في سبيل الوصول إلى إيجاد سلالات
متميزة من السلالات العربية الواعدة سواء أكان من الضأن أو الماعز أو الأبقار أو
الجمال والدواجن والحيوانات المستهدفة عموماً عن طريق التحسين الوراثي والبيئي على
حدِ سواء في هذا الإطار ولعدة مميزات يتم استخدام تقنية التلقيح الاصطناعي التي تعد
أسلوباً تقنياً يحقق إمكانية رفع الإنتاجية التناسلية للذكور المتميزة وراثياً
والذي بدوره يعمل مما لا شك فيه على رفع الكفاءة الإنتاجية وهو من الوسائل الهامة
والمتميزة التي تساعد في سرعة التحسين الوراثي لسهولة الاحتفاظ بالآباء الأصيلة
والمتميزة عن طريق حفظ السائل المنوي لها، كما أنه يمكن تلقيح عدد كبير في وقت واحد
باستخدام هرمونات تعمل على تنظيم وتوحيد فترة الشبق لإناث الحيوانات، بالإضافة إلى
سهولة نقل الحيوانات المنوية المحفوظة من بلد إلى آخر بعيداً عن التكاليف وتعقيدات
انتقال الحيوانات فضلاً عن كونه يحد من انتشار الأمراض المعدية التناسلية منها على
وجه الخصوص ومكافحة حالات العقم البيئية، كما أن للتلقيح الاصطناعي ميزة تكمن في
سهولة إجراء التهجينات مع الحيوانات نفسها أو الاستفادة من الحيوانات البرية لنفس
الفصيلة لإنشاء سلالات جديدة، بالإضافة إلى تقليل عدد الذكور المستخدمة والاستفادة
من الصفات المتميزة لها حتى بعد موتها بحفظ السائل المنوي ولكل تلك المميزات مازالت
هذه التقنية محدودة الانتشار وقد تكون معدومة أيضاً في بعض الدول العربية بسبب
تكاليف أدواتها المرتفعة نوعاً ما، كما أنها تحتاج إلى متخصصين مُدربين على هذه
التقنية.
في الحقيقة ليست مشاكل تلك ولكنها تظل شماعة الأعذار للتخلف، فالتكاليف
يعوض عنها مستقبلاً والخبرة تكتسب بالتدريب والممارسة .
إن لهذه التقنية
مستقبلاً مشرقاً إن إلتفتت لها الدول العربية بقوة لتجعل منها نبراساً أساسياً في
سبيل التحسين الحقيقي للحيوانات وفي سبيل تعظيم إنتاجية الوحدة الحيوانية لإكثارها
وزيادة إنتاجها الأفقي والرأسي للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من البروتين الحيواني
والوصول إلى حلم الاكتفاء الذاتي ثم الأمن الغذائي، إلى هناك سنكون قد ارتقينا وكان
من السهل تطورنا فغذاء البطون يتزامن قُبلاً عن غذاء العقول..