الجحدلي
اصطياده من مطاريد القاعدة في جبال أبين يثير أسئلة كثيرة، مثلما هو يثير الإعجاب
بالقدرة على اجتثاث الإرهاب من معاقله، ومكامنه، وأماكن تناميه ونموه.
فهؤلاء
الذين اختاروا الظلام مجالا لتحركاتهم، والإجرام مسارا لحياتهم، والموت
عقيدة لهم لا يمكن أن يتكاثروا بهذه
الطريقة الشيطانية، لو لم يجدوا الممول لنواياهم، والمستفيد من أعمالهم، والمدافع
عن جرائمهم.
ومع أنني أؤمن بالحوار في كل حالاته، من الحوار مع الابن المشاكس
إلى الحوار مع العدو الجائر، إلا أن هؤلاء غير كل هذا، ولذلك أي حوار معهم في ظل
هذه الظروف هو تكريس لإرهابهم ومحفز لسواهم.
لذلك، فإن الحل السياسي ممكن ومطلوب
مع أي كائن من كان إلا معهم؛ لأنهم هم أعداء التاريخ والسلام والتسامح
والإنسانية.
فالإرهاب أي إرهاب هو عدو أول للحوار، والحوار معه تضييع
للوقت وفرصة له لاكتساب مزيد من الوقت للاستمراء في جريمته.
فالحذر الحذر من أي
حوار آخر أو أي حل سياسي معهم، أما من يكرسون للحوار والآن تحديدا فإنهم
يصفون حساباتهم مع اليمن عبر المتمردين، وإلا ألم تكن تكفي خمس جولات من الحوار
لإقناعهم.