الشرجبي
أبويها من أسرة صغيرة تعيش في جمهورية مصر العربية الطفلة خرجت تلعب أمام منزلها
مثلما تعودت دائماً ولكنها في ذلك اليوم لم تكن تعلم ماذا تخبئ لها اللحظات التالية
فبعد نزولها ضاق صدر أمها، شيء ما دفعها إلى أن تسرع نحو النافذة فتحتها ونظرت إلى
الشارع فلم تجد ياسمين صرخت بأعلى صوتها تنادي على وحيدتها لعل وعسى أن تسمعها ولكن الصغيرة لم يكن لها حس يسمع
هرولت الأم إلى الشارع فوجدته خالياً تماماً ألا من جارها في الطابق العلوي سألته
عن ابنتها أجابها بأنه رآها وهي تمشي هناك وذهبت الأم حيث أشار لها ولكن الأرض
انشقت وابتلعتها.
بحث الأب وأقاربه في كل مكان ولكن دون فائدة في اليوم الرابع
من اختفائها وجد الأب أمام المنزل لفافة فتحها في لهفة وكانت المفاجأة ثوب ابنته
وفيه رسالة يطالب صاحبها بمبلغ من المال قدره "خمسين ألف جنية" وأشار إلى المكان
الذي سيتم فيه وضع النقود وشدد على عدم إبلاغ الشرطة ونفذ الأب كل ما جاء وضع
النقود في نفس المكان وعاد إلى المنزل ليعود في اليوم الثاني ليستلم ابنته وانتظر
الأب فلم تعد ابنته وظل على هذا الحال شهراً مواظباً فيه على الحضور في نفس المكان
على وعسى تظهر ابنته ويحتضنها ويعود بها ولكن هذا الحلم تبدد إلى الأبد مع ظهور
جثتها طافية في أحد فروع النيل.
حزن الجميع على الطفلة وكان جارهم أكثر الناس
حزناً على الطفلة وبعد ستة أشهر كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل بينما كانت
الأسرة غارقة في حزنها ذات يوم سمعوا دقاً شديداً على الباب وصراخاً فتحو الباب إذ
بها جارتهم التي تسكن في الطابق العلوي تصرخ وتطلب ان ينجدوا ابنتها ذات الأعوام
الثلاثة فقد سقطت في دلو الماء بعد أن كانت تلعب بالمياه وعندما أخرجتها لم تتحرك
فصعدوا معها فوجوا ان الفتاة قد فارقت الحياة غرقاً أخذت الأم تصيح وتصرخ وتقول
أبوها السبب أبوها زي ما عمل بابنتكم ربي أخذ ابنتنا ذنب ابنتي وابنتكم في رقبته
وطبعاً تم تبليغ الشرطة وقبضوا على الجار وكذا على زوجته لأنها تسترت على
مجرم.
هذه القصة حقيقية ولو كانت لدي مساحة أكبر لكنت وضعت صورة الطفلة البريئة
وكذا قاتلها وأحداثها حدثت في مصر العربية واستغرب ما حدث لماذا الأطفال فقد أصبحنا
نقرأ ونسمع عن جرائم ترتكب بحق أطفالٍ أبرياء لا حول لهم ولا قوة حتى في اليمن فقد
صار أطفالنا هدفاً لضعفاء النفوس وعديمي الضمائر، هل أصبحت جريمة القتل هي أسهل
الجرائم بعد ان كانت أم الجرائم أم ان بعض الضمائر ماتت والقيم تراجعت وأخلاق الناس
تغيرت شيئاً ما حدث في حياتنا تمكن معه الشر من النفوس فسألت السماء ولكن عدالة
السماء هي الأقوى والأبقى.