إن تشلر يعرف العالم إلا أنه لا أحد يعرفه إنه
موظف إداري كبير ولاعب تنس مرموق بل وهو على نحو ما عجلة تدور في خدمة عصر العولمة
إنه على وجه التحديد شخص مناط به إصلاح ما يصيب برامج الكمبيوتر الموجهة للآلات
التي تستخدم لتصنيع السلع البلاستيكية إنه منهك ومصاب بالإحباط ويعبر عن رأيه
بصراحة لا تعرف المواربة.
هل ثمة
نفع من كل هذا الجهد؟ قال متسائل با قتضاب:"إني أعمل 260 ساعة في الشهر علماً بأن
ما يقارب مائة ساعة منها هي عمل إضافي ومع هذا فإن ما يتبقى لي من ثمانية آلاف مارك
هو نحو أربعة آلاف مارك وذلك لأني أنضوي تحت الفئة الضريبية الأولى" وهو ليس لديه
الوقت الكافي لأن يكون لنفسه عائلة ويقول شاك. . " إن الدولة تبذر أموالي ولن يبقى
شيء يضمن لي راتب التقاعد في سن الشيخوخة".
ويواصل حديثه قائلاً إن باتنفلد (
الشركة التي يعمل لديها" وهي شركة ناشطة في مجال تصنيع الآلات والمكائن تحقق
أرباحاً عظيمة إلا أنها مع هذا ألغت منذ زمن قريب ربع ما لديها من فرص عمل ولذا فإن
"العمل لم يعد ينطوي على أي متعة" كما يقول ومن دون أن يسأل يذكر تشلر أولئك الذين
يعتقد أنهم يفسدون عليه طعم الحياة "إنهم المهاجرون (من أوربا الشرقية ذوو الأصول
الألمانية ، والأتراك".
شارلي براون في وحدته: "لماذا تصر أوروبا على الانتحار؟
إلا ترون أنه قد آن الأوان وصار يتعين عليكم التكيف مع المسار الاقتصادي والتغيرات
الشمولية ؟" إن جلين دواننح استشاري المشروعات في واشنطن هو الذي فاضت شفتاه بكل جد
وإيمان بهذه العبارات أمام الضيف القادم من القارة المصرة على الانتحار كما زعم وهو
رجل محافظ العقيدة منذ صباه من ناحية أخرى فإن أحب شيء إليه اليوم هو الاستثمار في
البترول الروسي أما ابنته أليسون فإنها أحد أركان مجموعة العمل المناط بها مساعدة
احدى ممثلات الحزب الجمهوري في الكونغرس في نيويورك وهي المدينة التي كانت على
الدوام تعتبر "مدينة النقابات العمالية" ولا تعرف الرحمة حيال العمال الذين لا
يناصرون زملاءهم من الإضراب لم تسمع في هذه المرة أي صرخة احتجاج وحتى حينما طرد من
عملهم الكثير من العمال المضربين أو عندما انتهى الإضراب بإتقان يقضي بعودة هؤلاء
العمال إلى أماكن عملهم ولكن بأجر يقل بمقدار 2 في المائة عن أجرهم السابق.
ولا
ريب في أن الولايات المتحدة الأمريكية لم ترى في نفسها قط مجتمعا متجانسا أو قائماً
على روح التضامن والتكافل وإن كنا نود ان نكون مخطئين في هذا التقييم إلا أنه ومهما
كانت الحال فإن الأمر الذي لا ريب فيه هو أن الهجوم على مجمل الطبقة الوسطى قد صار
بمنزلة بارود جديد يغذي النار في العالم أصلاً أعنى الصراعات العراقية المستمرة
ومشكلات المخدرات المعروفة وكذلك أرقام الجرائم المعلنة وتدهور المدارس الثانوية
التي كانت في يوم من الأيام تحظى بالاعتراف والتقدير وهذا في الوقت الذي تستمر فيه
ثورة المتبقين في أعلى الهرم على أولئك الموجودين في أسفله.
نهاية الوحدة
الألمانية لقد أفرز التخلي عن البرنامج الذي كانت تسير على هدية الاقتصادات الفنية
والرامية إلى إتاحة الفرصة لطبقة وسطى عريضة بقدر الإمكان لأن تشارك في جني ثمار
الازدهار نعم أفرز هذا التخلي تدهوراً اجتماعياً متزايداً إن التدهور الذي عصف
بالملايين من أبناء الطبقة الوسطى الألمانية الموفورة الرزق وحولها إلى فئة متواضعة
العيش لن تجدي معه نفعاً ولا حتى تلك البرامج الرامية إلى رفع مستويات التعليم في
السنوات القادمة فصبيان اليوم لن يستفيدوا بهذه البرامج إن الهوة بين الفقير والفني
تزداد وتتعمق إن الوحدة الألمانية تنهار وإن يمض وقت طويل على تحقيقها من الناحية
الجغرافية فبدلاً من السير على هري "الرفاهية للجميع" هذا العنوان الذي وسم به
لدفيبج إيرههارد كتابه المنشور في عام 1957مٍ أنشد يسود الآن الشعار القائل :"تمرد
النخب وذلك كريستوفرلاس إن اعتزال الأغنياء أصبح عدة والبرازيل غدت القدوة
الحسنة".
شو فينيه الرفاهية اللاعقالانية المواطن المتطرف الجديد بيتر تشلر في
نهاية الثمانينيات كانت الأمور على أحسن ما يرام ولذا فإنه يطالب بضرورة العودة إلى
العوامل التي أبرزت قوتنا آنذاك ألمانيا بطل العالم الأول في التصدير هو الهدف التي
يتعين على السياسيين الاهتمام به "إن واجبهم هو ان يفكروا في المواطنين ثانية، إنه
أمر لا يصح أبداً أن يقوم أكراد (من تركيا) بتعطيل حركة سير السيارات في شوارع
النقل السريع" فآنذاك كان Tischler في طريقة إلى مطار دسلدورف ليأخذ منه الطائرة
المتوجهة إلى الجزائر وكان عليه أن يصل إلى الجزائر في وقت محدد " فالجزائريون لا
ينتظرون حتى ينهي الأكراد قطع الطريق السريع ثم وصولي إلى الجزائر" وهذا النحو راح
Tischler يصور وهو يواصل رحلته الجوية من فيينا إلى برلين الملامح الرئيسية لتنظيم
شعبي متطرف حديث تنظيم "ينهض بوطننا من جديد إن حزبا من هذا القبيل سيحصل بالتأكيد
على أصوات تتراوح نسبتها من العشرين إلى الثلاثين في المائة" وحينما وضع قدميه على
أرض مطار العاصمة الألمانية طغت عليه مشاعر الغبطة على نحو بين فعلى الرغم من أن
طائرة اللوفت هانزا قد طارت من مطار دولة عضو في الاتحاد الأوربي إلى مطار دولة عضو
أيضاً في هذا الاتحاد وقف في البوابة رقم 4 في قاعة الوصول أفراد من شرطة الحدود "
إن تفتيش هؤلاء لجوازات السفر"، حتى إن تعين علي أن أنتظر ساعة هنا ولكن فور انتهاء
التفتيش سرعان ما اختفى المواطن النجيب عن الأنظار وكيف لا والمواعيد في
انتظاره؟
موظف إداري كبير ولاعب تنس مرموق بل وهو على نحو ما عجلة تدور في خدمة عصر العولمة
إنه على وجه التحديد شخص مناط به إصلاح ما يصيب برامج الكمبيوتر الموجهة للآلات
التي تستخدم لتصنيع السلع البلاستيكية إنه منهك ومصاب بالإحباط ويعبر عن رأيه
بصراحة لا تعرف المواربة.
هل ثمة
نفع من كل هذا الجهد؟ قال متسائل با قتضاب:"إني أعمل 260 ساعة في الشهر علماً بأن
ما يقارب مائة ساعة منها هي عمل إضافي ومع هذا فإن ما يتبقى لي من ثمانية آلاف مارك
هو نحو أربعة آلاف مارك وذلك لأني أنضوي تحت الفئة الضريبية الأولى" وهو ليس لديه
الوقت الكافي لأن يكون لنفسه عائلة ويقول شاك. . " إن الدولة تبذر أموالي ولن يبقى
شيء يضمن لي راتب التقاعد في سن الشيخوخة".
ويواصل حديثه قائلاً إن باتنفلد (
الشركة التي يعمل لديها" وهي شركة ناشطة في مجال تصنيع الآلات والمكائن تحقق
أرباحاً عظيمة إلا أنها مع هذا ألغت منذ زمن قريب ربع ما لديها من فرص عمل ولذا فإن
"العمل لم يعد ينطوي على أي متعة" كما يقول ومن دون أن يسأل يذكر تشلر أولئك الذين
يعتقد أنهم يفسدون عليه طعم الحياة "إنهم المهاجرون (من أوربا الشرقية ذوو الأصول
الألمانية ، والأتراك".
شارلي براون في وحدته: "لماذا تصر أوروبا على الانتحار؟
إلا ترون أنه قد آن الأوان وصار يتعين عليكم التكيف مع المسار الاقتصادي والتغيرات
الشمولية ؟" إن جلين دواننح استشاري المشروعات في واشنطن هو الذي فاضت شفتاه بكل جد
وإيمان بهذه العبارات أمام الضيف القادم من القارة المصرة على الانتحار كما زعم وهو
رجل محافظ العقيدة منذ صباه من ناحية أخرى فإن أحب شيء إليه اليوم هو الاستثمار في
البترول الروسي أما ابنته أليسون فإنها أحد أركان مجموعة العمل المناط بها مساعدة
احدى ممثلات الحزب الجمهوري في الكونغرس في نيويورك وهي المدينة التي كانت على
الدوام تعتبر "مدينة النقابات العمالية" ولا تعرف الرحمة حيال العمال الذين لا
يناصرون زملاءهم من الإضراب لم تسمع في هذه المرة أي صرخة احتجاج وحتى حينما طرد من
عملهم الكثير من العمال المضربين أو عندما انتهى الإضراب بإتقان يقضي بعودة هؤلاء
العمال إلى أماكن عملهم ولكن بأجر يقل بمقدار 2 في المائة عن أجرهم السابق.
ولا
ريب في أن الولايات المتحدة الأمريكية لم ترى في نفسها قط مجتمعا متجانسا أو قائماً
على روح التضامن والتكافل وإن كنا نود ان نكون مخطئين في هذا التقييم إلا أنه ومهما
كانت الحال فإن الأمر الذي لا ريب فيه هو أن الهجوم على مجمل الطبقة الوسطى قد صار
بمنزلة بارود جديد يغذي النار في العالم أصلاً أعنى الصراعات العراقية المستمرة
ومشكلات المخدرات المعروفة وكذلك أرقام الجرائم المعلنة وتدهور المدارس الثانوية
التي كانت في يوم من الأيام تحظى بالاعتراف والتقدير وهذا في الوقت الذي تستمر فيه
ثورة المتبقين في أعلى الهرم على أولئك الموجودين في أسفله.
نهاية الوحدة
الألمانية لقد أفرز التخلي عن البرنامج الذي كانت تسير على هدية الاقتصادات الفنية
والرامية إلى إتاحة الفرصة لطبقة وسطى عريضة بقدر الإمكان لأن تشارك في جني ثمار
الازدهار نعم أفرز هذا التخلي تدهوراً اجتماعياً متزايداً إن التدهور الذي عصف
بالملايين من أبناء الطبقة الوسطى الألمانية الموفورة الرزق وحولها إلى فئة متواضعة
العيش لن تجدي معه نفعاً ولا حتى تلك البرامج الرامية إلى رفع مستويات التعليم في
السنوات القادمة فصبيان اليوم لن يستفيدوا بهذه البرامج إن الهوة بين الفقير والفني
تزداد وتتعمق إن الوحدة الألمانية تنهار وإن يمض وقت طويل على تحقيقها من الناحية
الجغرافية فبدلاً من السير على هري "الرفاهية للجميع" هذا العنوان الذي وسم به
لدفيبج إيرههارد كتابه المنشور في عام 1957مٍ أنشد يسود الآن الشعار القائل :"تمرد
النخب وذلك كريستوفرلاس إن اعتزال الأغنياء أصبح عدة والبرازيل غدت القدوة
الحسنة".
شو فينيه الرفاهية اللاعقالانية المواطن المتطرف الجديد بيتر تشلر في
نهاية الثمانينيات كانت الأمور على أحسن ما يرام ولذا فإنه يطالب بضرورة العودة إلى
العوامل التي أبرزت قوتنا آنذاك ألمانيا بطل العالم الأول في التصدير هو الهدف التي
يتعين على السياسيين الاهتمام به "إن واجبهم هو ان يفكروا في المواطنين ثانية، إنه
أمر لا يصح أبداً أن يقوم أكراد (من تركيا) بتعطيل حركة سير السيارات في شوارع
النقل السريع" فآنذاك كان Tischler في طريقة إلى مطار دسلدورف ليأخذ منه الطائرة
المتوجهة إلى الجزائر وكان عليه أن يصل إلى الجزائر في وقت محدد " فالجزائريون لا
ينتظرون حتى ينهي الأكراد قطع الطريق السريع ثم وصولي إلى الجزائر" وهذا النحو راح
Tischler يصور وهو يواصل رحلته الجوية من فيينا إلى برلين الملامح الرئيسية لتنظيم
شعبي متطرف حديث تنظيم "ينهض بوطننا من جديد إن حزبا من هذا القبيل سيحصل بالتأكيد
على أصوات تتراوح نسبتها من العشرين إلى الثلاثين في المائة" وحينما وضع قدميه على
أرض مطار العاصمة الألمانية طغت عليه مشاعر الغبطة على نحو بين فعلى الرغم من أن
طائرة اللوفت هانزا قد طارت من مطار دولة عضو في الاتحاد الأوربي إلى مطار دولة عضو
أيضاً في هذا الاتحاد وقف في البوابة رقم 4 في قاعة الوصول أفراد من شرطة الحدود "
إن تفتيش هؤلاء لجوازات السفر"، حتى إن تعين علي أن أنتظر ساعة هنا ولكن فور انتهاء
التفتيش سرعان ما اختفى المواطن النجيب عن الأنظار وكيف لا والمواعيد في
انتظاره؟