تحت عنوان " أصوليون في السلطة ..
أنقذونا من
هؤلاء بحق السماء" يستطرد الكتاب بالقول: لربما لا تزال شخصية هلموت كول تخفي في
ألمانيا مالم يعد يمكن تجاهله في كل الدول الصناعية الأخرى تقريباً : فمن يوم إلى
آخر يتزايد عدد الناخبين الذين يشيحون بوجوههم عن ممثليهم التقليديين فهم يحجبون
أصواتهم عن أحزاب الوسط ويجدون ضالتهم لدى الديماجوجيين اليمنيين وتتقوض المؤسسات السياسية القديمة باستمرار ويبدوا
هذا التطور في الولايات المتحدة الأمريكية جليا على أفضل نحو.
حقاً إنه لتقليد
دارج ألا يشارك المواطنون الأمريكيون مشاركة كبيرة في الانتخابات فحتى إبان الحملات
الانتخابية التاريخية كتلك التي دارت بين جون كندي وريتشارد نيكسون في عام 1996 على
رئاسة الجمهورية ومهما كانت حظوظ هؤلاء المرشحين في الانتخابات فإن الأمر الذي لا
مراء فيه هو أن قدرة كلا الحزبين الأمريكيين على توحيد صفوف المجتمع هي في تراجع
مستمر الأمر الذي يهيئ فرصاً كبيرة لظهور مسؤولين لا يتمتعون بالعقلانية ولاتخاذ
قرارات تفتقد الحكمة فحتى سنوات وجيزة ما كان في أمكان المرء أبداً أن يتصور أن
يتسابق في بلد الهجرة الأولى في العام مرشحا الجمهوريين والديمقراطيين على إخراج
المهاجرين.
التنبؤ الأولي : العودة إلى عاصمة الملوك والقياصرة.
كانت الحكومة
الائتلافية المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب قد اتخذت الاحتياطات
اللازمة في عام 1994 أي في وقت مبكر نسبياً وعلى نحو ينم عن بعد نظر أي لا لشيء إلا
بسبب الخوف من القلق الشعبي الذي أنعكس في عدد الأصوات التي حصل عليها joerg haider
فكما هي العادة فقد صوت أعضاء مجلس الوزراء بالإجماع على مشروع قانون جعل بلد جبال
الألب يحتل آخر مرتبة في قائمة دول أوروبا الغربية قاطبة من حيث سياسة إشراك
الأجانب في الحياة العامة.
إن هذا الحل ليس رؤية صائبة فانسجاماً مع أفكار ثمة
حل للتجمع فبدلاً من الدفاعات العسكرية التي كان المطلوب منها صد هجمات الأتراك
والغزاة الآخرين قبل عام 1850 المطلوب جدار يتكون سداه ولحمته من أحدث الابتكارات
التكنولوجية العالية بهذا لن تكون عاصمة الملوك والقياصرة العتيدة قد خلقت فرص عمل
جديدة بل إنها ستكون قد حققت مشروعاً تجريبياً يحظى باهتمام عالمي واسع وهكذا سيكون
في وسع العاصمة المضطربة سياسياً الآن والتي كانت تتطلع دوماً إلى الهدوء والحياة
الهنيئة لتحقيق الهدوء من جديد.
العجلة..
العجلة: إن الرأسمالية تحمل الجميع
ما لا يطاق.
كلا وألف كلا إن هذا هو ما يود المرء أن يقوله بأعلى صوته إن المرء
يود ألا يكون ما بعث فينا بهذا النحو سوى حلم، سوى شريط سينمائي من خيال أحد مخرجي
هولويود وليس أمر وأفعياً أوليس الأمر الذي سيتحقق في المستقبل فعلاً.
فعلى وجه
الخصوص فإن تسارع عملية الهدم الخلاق هي الطابع الجديد الذي اتخذه نظام السوق
الرأسمالي، ولتنتقل إلى نتيجة أخرى لا تقل وطأة أفرزتها السرعة لها التي تسير بها
هذه التحولات في أسياق المنافسة الدولية يتغير المعروض السلعي على لك النحو السريع
بحيث لم يعد بمستطاع الشاب البالغ من العمر ثلاثين عاماً التعامل مع البضائع
الدارجة لدى الشبيبة الذي يصغره بسنوات قليلة لا غير.
وفي سياق سرعة التطور هذه
يتزايد بالضرورة عدد أولئك الأفراد الذين يتخلفون عن مسايرة الركب وذلك أما لأنهم
ليسوا على استعداد أو لأنهم ليسوا قادرين على تغيير رؤيتهم لمعنى الحياة باستمرار
قضا العمر كله في تحقيق أقصى عطاء.
إن العولمة تؤدي إلى أن تجري التحولات
الهيكلية بسرعة يصعب على عدد متزايد من الأفراد مسايرتها وتحمل أعبائها إن هذا هو
ما اعترف به تل نكسر نفسه هذا الرجل الذي يترأس منذ سنوات طويلة اتحاد الصناعة
الألمانية والذي لا يزال يقول بكل فخر واعتزاز : لقد كان لي نصيب وافر في اندلاع
النقاش حول مسالة القدرة التنافسية "الألمانية".
أما الآن فإن هذا القائد
الصناعي الشديد الثقة في نفسه يرى أن نقاشاً جدياً حول آثار العولمة قد صار أمراً
لا مناص منه وعلى ما يبدو أي أنها أرهقت سرعة التحولات المعاصرة الجميع وليس بسطاء
الناخبين فقط أي أنها أرهقت حتى أولئك الذين يزعمون أنهم لاعبون عالميون قادرون على
تحمل كل الضغط.
جناة أم ضحايا؟ إن العولمة هي الموضوع الرئيسي الذي يشغل بال
بطرس غالي منذ فترة من الزمن ومن أجل التحدث بشأنها، أضاف ساعة أخرى إلى ساعات عمله
البالغة خمسة عشر ساعة في اليوم "ليست هناك عولمة واحدة بل ثمة عولمات
عديدة".
فعلى سبيل المثال هناك عولمة في مجال المعلومات والمخدرات الأوبئة
والبيئة وقبل هذا وذاك في مجال المال أيضاً ومما يزد الأمر تعقيداً أن العولمة قد
صارت تتعاظم في المجالات المختلفة بسرعة متباينة.
إن كثرة التحولات التي تعصف
بالعامل وعدم تحقيق هذه التحولات في كل أرجاء المعمورة في وقت واحد يسبب حسبما يقول
بطرس غالي : تعقيد المشكلات على نحو بالغ وبالتالي فإنها يمكن أن تفضي إلى توترات
وخيمة، ومستقبل الديمقراطية أصبح همه الأول.
إن هذا هو الخطر الحقيقي: أسيشرف
على توجيه العولمة نظام تسلطي أم ديمقراطي؟ إننا بحاجة ماسة إلى خطة دولية لتحقيق
الديمقراطية.
ويرى بطرس غالي أحقية الشكوى القديمة التي تؤكد أن مشكلات السياسة
اليومية تعيق السياسيين عن التفكير في المشاكل المزمنة فهو يعتقد أن هذه الحقيقة
صارت ذات أبعاد عالية في بلد فقير فقير جداً يقع في مكان ما في أفريقيا تكون
للتغيرات التي تطرأ على أسعار الكاكاو أو البذور أهمية لا تقل عن هطول الأمطار أو
عدم هطولها.
أنقذونا من
هؤلاء بحق السماء" يستطرد الكتاب بالقول: لربما لا تزال شخصية هلموت كول تخفي في
ألمانيا مالم يعد يمكن تجاهله في كل الدول الصناعية الأخرى تقريباً : فمن يوم إلى
آخر يتزايد عدد الناخبين الذين يشيحون بوجوههم عن ممثليهم التقليديين فهم يحجبون
أصواتهم عن أحزاب الوسط ويجدون ضالتهم لدى الديماجوجيين اليمنيين وتتقوض المؤسسات السياسية القديمة باستمرار ويبدوا
هذا التطور في الولايات المتحدة الأمريكية جليا على أفضل نحو.
حقاً إنه لتقليد
دارج ألا يشارك المواطنون الأمريكيون مشاركة كبيرة في الانتخابات فحتى إبان الحملات
الانتخابية التاريخية كتلك التي دارت بين جون كندي وريتشارد نيكسون في عام 1996 على
رئاسة الجمهورية ومهما كانت حظوظ هؤلاء المرشحين في الانتخابات فإن الأمر الذي لا
مراء فيه هو أن قدرة كلا الحزبين الأمريكيين على توحيد صفوف المجتمع هي في تراجع
مستمر الأمر الذي يهيئ فرصاً كبيرة لظهور مسؤولين لا يتمتعون بالعقلانية ولاتخاذ
قرارات تفتقد الحكمة فحتى سنوات وجيزة ما كان في أمكان المرء أبداً أن يتصور أن
يتسابق في بلد الهجرة الأولى في العام مرشحا الجمهوريين والديمقراطيين على إخراج
المهاجرين.
التنبؤ الأولي : العودة إلى عاصمة الملوك والقياصرة.
كانت الحكومة
الائتلافية المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب قد اتخذت الاحتياطات
اللازمة في عام 1994 أي في وقت مبكر نسبياً وعلى نحو ينم عن بعد نظر أي لا لشيء إلا
بسبب الخوف من القلق الشعبي الذي أنعكس في عدد الأصوات التي حصل عليها joerg haider
فكما هي العادة فقد صوت أعضاء مجلس الوزراء بالإجماع على مشروع قانون جعل بلد جبال
الألب يحتل آخر مرتبة في قائمة دول أوروبا الغربية قاطبة من حيث سياسة إشراك
الأجانب في الحياة العامة.
إن هذا الحل ليس رؤية صائبة فانسجاماً مع أفكار ثمة
حل للتجمع فبدلاً من الدفاعات العسكرية التي كان المطلوب منها صد هجمات الأتراك
والغزاة الآخرين قبل عام 1850 المطلوب جدار يتكون سداه ولحمته من أحدث الابتكارات
التكنولوجية العالية بهذا لن تكون عاصمة الملوك والقياصرة العتيدة قد خلقت فرص عمل
جديدة بل إنها ستكون قد حققت مشروعاً تجريبياً يحظى باهتمام عالمي واسع وهكذا سيكون
في وسع العاصمة المضطربة سياسياً الآن والتي كانت تتطلع دوماً إلى الهدوء والحياة
الهنيئة لتحقيق الهدوء من جديد.
العجلة..
العجلة: إن الرأسمالية تحمل الجميع
ما لا يطاق.
كلا وألف كلا إن هذا هو ما يود المرء أن يقوله بأعلى صوته إن المرء
يود ألا يكون ما بعث فينا بهذا النحو سوى حلم، سوى شريط سينمائي من خيال أحد مخرجي
هولويود وليس أمر وأفعياً أوليس الأمر الذي سيتحقق في المستقبل فعلاً.
فعلى وجه
الخصوص فإن تسارع عملية الهدم الخلاق هي الطابع الجديد الذي اتخذه نظام السوق
الرأسمالي، ولتنتقل إلى نتيجة أخرى لا تقل وطأة أفرزتها السرعة لها التي تسير بها
هذه التحولات في أسياق المنافسة الدولية يتغير المعروض السلعي على لك النحو السريع
بحيث لم يعد بمستطاع الشاب البالغ من العمر ثلاثين عاماً التعامل مع البضائع
الدارجة لدى الشبيبة الذي يصغره بسنوات قليلة لا غير.
وفي سياق سرعة التطور هذه
يتزايد بالضرورة عدد أولئك الأفراد الذين يتخلفون عن مسايرة الركب وذلك أما لأنهم
ليسوا على استعداد أو لأنهم ليسوا قادرين على تغيير رؤيتهم لمعنى الحياة باستمرار
قضا العمر كله في تحقيق أقصى عطاء.
إن العولمة تؤدي إلى أن تجري التحولات
الهيكلية بسرعة يصعب على عدد متزايد من الأفراد مسايرتها وتحمل أعبائها إن هذا هو
ما اعترف به تل نكسر نفسه هذا الرجل الذي يترأس منذ سنوات طويلة اتحاد الصناعة
الألمانية والذي لا يزال يقول بكل فخر واعتزاز : لقد كان لي نصيب وافر في اندلاع
النقاش حول مسالة القدرة التنافسية "الألمانية".
أما الآن فإن هذا القائد
الصناعي الشديد الثقة في نفسه يرى أن نقاشاً جدياً حول آثار العولمة قد صار أمراً
لا مناص منه وعلى ما يبدو أي أنها أرهقت سرعة التحولات المعاصرة الجميع وليس بسطاء
الناخبين فقط أي أنها أرهقت حتى أولئك الذين يزعمون أنهم لاعبون عالميون قادرون على
تحمل كل الضغط.
جناة أم ضحايا؟ إن العولمة هي الموضوع الرئيسي الذي يشغل بال
بطرس غالي منذ فترة من الزمن ومن أجل التحدث بشأنها، أضاف ساعة أخرى إلى ساعات عمله
البالغة خمسة عشر ساعة في اليوم "ليست هناك عولمة واحدة بل ثمة عولمات
عديدة".
فعلى سبيل المثال هناك عولمة في مجال المعلومات والمخدرات الأوبئة
والبيئة وقبل هذا وذاك في مجال المال أيضاً ومما يزد الأمر تعقيداً أن العولمة قد
صارت تتعاظم في المجالات المختلفة بسرعة متباينة.
إن كثرة التحولات التي تعصف
بالعامل وعدم تحقيق هذه التحولات في كل أرجاء المعمورة في وقت واحد يسبب حسبما يقول
بطرس غالي : تعقيد المشكلات على نحو بالغ وبالتالي فإنها يمكن أن تفضي إلى توترات
وخيمة، ومستقبل الديمقراطية أصبح همه الأول.
إن هذا هو الخطر الحقيقي: أسيشرف
على توجيه العولمة نظام تسلطي أم ديمقراطي؟ إننا بحاجة ماسة إلى خطة دولية لتحقيق
الديمقراطية.
ويرى بطرس غالي أحقية الشكوى القديمة التي تؤكد أن مشكلات السياسة
اليومية تعيق السياسيين عن التفكير في المشاكل المزمنة فهو يعتقد أن هذه الحقيقة
صارت ذات أبعاد عالية في بلد فقير فقير جداً يقع في مكان ما في أفريقيا تكون
للتغيرات التي تطرأ على أسعار الكاكاو أو البذور أهمية لا تقل عن هطول الأمطار أو
عدم هطولها.