بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
حث الله عز وجل على العلم وبين منزلة العلماء فقال
عز وجل : (. . .
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )المجادلة11.
وقال عز
وجل : (. . .
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر28.
فجاء حسين الحوثي ليأمر بالجهل في أكثر من ملزمة
مخالفاً لرب العالمين ومتنكباً عن الصراط المستقيم فنهى أتباعه عن تعلم "أصول الفقه والحديث والسيرة والتفسير
. . .
الخ العلوم الإسلامية - رد عليه علماء الزيدية الكبار وسنورد ردهم لاحقاً -
حتى وصل به الحال إلى أن يقول في ملزمته "مسئولية أهل البيت (ع) ص11": ( كذلك نحن
يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن
تثقف نفسك بها وتعتمد عليها خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ،
ولا عقائد، ولا فقه، ولا أي شيء آخر تعتمد عليه في المناهج الدراسية القائمة. ) !!!!
فامتلأت ملازمه بالجهل المبين وهي جهليات لا تحصى ولا تعد !!! وأغلبها يعلم بها
صبيان المدارس هذه الأيام !!ونشأ أتباعه عليها فطاشوا في المسلمين !! جهلاً بالدين
!! وإليكم نماذج منها لكي نستبين سبيل الضالين : معاوية خطط لمقتل علي !!! لقد كشف
للناس مقدار جهله بما صدره في ملازمه من جهالات وترهات مبنية على التلفيق والكذب
على قاعدة : هل من مزيد !! وهاكم حكايته لمقتل علي بن أبي طالب يقول في ملزمته "وإذ
صرفنا إليك نفراً من الجن ص13" : ( فسُمِّي أشقى الأمة ، لماذا ؟لأنه خَسَّر الأمة
َ، خسر الأمة شخصاً عظيماً ، ذلك الشخص الذي لو استقرت قدماه كما قال هو لا
ستطاع أن يعيد الحياة الإسلامية من جديد في هذه الأمة ويغيِّر الأشياء التي قد حدثت
في الدين ، و حدثت في نفوس الناس ، تضليل في الفترة السابقة لأيامه عليه
السلام.
قتله ابن مَلجَم بتخطيط من مُعاوية ، فماذا كانت النتيجة؟. ) !!! أقول :
لن أرد على اتهامه لعلي بن أبي طالب بالعجز عن تغيير الأشياء التي حدثت في الدين
!!! ولن أرد على اتهامه للصحابة بالتضليل ولكن سأكتفي ببيان مقدار جهله في قوله : (
قتله ابن مَلجَم بتخطيط من مُعاوية ) !!! وإليكم البيان الذي يكشف كذبه ويجعله ومن
معه يجرون أذيال الخيبة والخسران بسبب الجهل الذي هو عدو بني الإنسان وحليف للشيطان
!! من الذي خطط لمقتل علي ومعاوية ؟ حتى يعلم الجميع أن الحوثي حاطب ليل ضل المسلك
ولكي يعثر القارئ على بهتانه وكذبه ولا يغتر بزخرف محاله !!! إليكم القصة كاملة
والتي نقلها المؤرخ الشيعي علي بن الحسين بن علي المسعودي - ت 346ه رحمه الله
تعالى - في كتابه "مروج الذهب" 2/242 : ( في ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه : وفي سنة 40 اجتمع بمكة جماعة من الخوارج فتذاكروا الناس وما هم
فيه من الحرب والفتنة فتعاهد ثلاثة منهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص
وتواعدوا واتفقوا على أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي يتوجه إليه حتى يقتله أو
يقتل دونه وهم عبد الرحمن بن ملجم وكان من تجيب وكان عدادهم في مراد فنسب إليهم
وحجاج بن عبد الله الصريمي - ولقبه البرك - وزادويه مولى بني العنبر فقال بن ملجم :
أنا أقتل علياً وقال البرك : أنا أقتل معاوية وقال زادويه أنا أقتل عمر بن العاص
واتعدوا أن يكون ذلك ليلة سبعة عشرة من شهر رمضان وقبل ليلة إحدى وعشرين ) أقول :
متى يستفيق الأغمار ويكتشفوا حقيقة كل جاهل مهذار ونحن نسوق لهم الأدلة ظاهرة جلية
؟ التنفيذ يواصل المسعودي الشيعي سرد بقية المخطط وينقل لنا كيف تم التنفيذ فيقول
في ص243-244 : ( فخرج عبد الرحمن بن ملجم المرادي إلى علي فلما قدم الكوفة أتى إلى
قطام بنت عمه وكان علي قد قتل أباها وأخاها يوم النهروان. . .
وخرج من عندها
. . .
فلقيه رجل من أشجع يقال له شبيب بن بجرة من الخوارج فقال له : هل لك في شرف
الدنيا والآخرة ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : تساعدني على قتل علي قال : ثكلتك أمك ؟ لقد
جئت ( شَيْئاً إِدّاً ) قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي عليه السلام
فقال ابن ملجم : ويحك ! أما تعلم أنه قد حكم الرجال في كتاب الله - عز وجل - وقتل
إخواننا المسلمين ؟ فنقتله ببعض إخواننا فأقبل معه حتى دخل على قطا وهي في المسجد
الأعظم وقد ضربت كله لها وهي معتكفة ليلة الجمعة لثلاث عشرة مضت من رمضان فأعلمتهما
أن مجاشع بن وردان قد انتدب لقتله معهما فدعت لهما بحرير فعصبتهما وأخذوا أسيافهم
وقعدوا مقابلين لباب السدة التي يخرج منها علي إلى المسجد وكان علي يخرج كل غداة
أول الأذان يوقظ الناس للصلاة وقد كان ابن ملجم مر بالأشعث وهو في المسجد فقال له :
فضحك الصبح فسمعها حجر ابن عدي فقال : قتلته يا أعور قتلك الله ! وخرج علي ينادي :
أيها الناس الصلاة الصلاة ! فشد عليه ابن ملجم وأصحابه وهم يقولون : الحكم لله لا
لك ! وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه وأما شبيب فوقعة ضربته بعضادة الباب
وأما مجاشع بن وردان بن مجالد فهرب وقال علي : لا يفوتنكم الرجل ! فشد الناس على
ابن ملجم يرمونه بالحصباء ويتناولونه ويصيحون فضرب ساقه رجل من همدان برجله وضرب
المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وجهه فصرعه وأقبل به إلى الحسن ودخل بن
وردان بين الناس فنجا بنفسه وهرب شبيب حتى أتى رحله فدخل عليه عبد الله بن بجرة -
وهو أحد بني أبيه - فرآه ينزع الحرير عن صدره فسأله عن ذلك فخبره خبره فانصرف عبد
الله إلى رحله وأقبل إليه بسيفه فضربه حتى قتله ) طعن معاوية الكل يعلم أن معاوية
بن أبي سفيان طعن بالخنجر في الموعد المحدد إلا حسين الحوثي !!! يقول الشيعي
المسعودي في ص246 : ( وانطلق البرك الصريمي إلى معاوية فطعنه بخنجر في آليته وهو
يصلي فأخذوه ووقف بين يديه فقال له : ويلك ! وما أنت وما خبرك ؟ قال : لا تقتلني
وأخبرك : فإنا تبايعنا في هذه الليلة عليك وعلى علي وعلى عمرو فإن أردت فاحبسني
عندك : فإن كانا قتلا وإلا خليت سبيلي فطلبت قتل علي فلك والله علي إن أنا قتلته أن
آتيك حتى أضع يدي في يدك فقال بعض الناس : قتله يومئذ وقال بعضهم حبسه حتى جاءه قتل
علي رضي الله عنه فأطلقه ) وأترك التعليق للقارئ الكريم.
أراد الله خارجة نكمل
لكم نقل بقية المؤامرة والتي تم تنفيذها على الثلاثة لكي تعلموا مقدار جهل الحوثي
ومن اتبعه !! من خلال سرد باقي التفاصيل من الشيعي المسعودي حيث قال في ص246 : (
وانطلق زادويه وقيل إنه عمرو بن بكر التميمي إلى عمر بن العاص فوجد خارجه قاضي مصر
جالساً على السرير يطعم الناس في مجلس عمرو وقيل بل صلى خارجه بالناس الغداة وفي
ذلك اليوم تخلف عمرو عن الصلاة لعارض فضربه بالسيف فدخل عليه عمرو وبه رمق فقال له
خارجه : والله ما أراد غيرك فقال عمر : ولكن أراد الله خارجه ! وأوقف الرجل بين يدي
عمر فسأله عن خبره فقص عليه القصة وأخبره أن عليا ومعاوية قد قتلا في هذه الليلة
فقال له عمرو بن العاص : إن قتلا أو لم يقتلا لا بد من قتلك ! فبكى فقيل له :
أجزعاً من الموت مع هذا الإقدام ؟ فقال : لا والله ولكن غماً أن يفوز صاحباي بقتل
علي ومعاوية ولا أفوز أنا بقتل عمرو فضربت عنقه وصلب ). . .
أبو بكر المنتصر
دوماً طعن حسين الحوثي في الصديق وزعم أنه انهزم من اليهود في خيبر !! وكررها في
الكثير من ملازمه !! يقول في ملزمته "مسئولية أهل البيت ص7" : ( من الذي فتح خبير
؟.
إنه علي عليه السلام وهم يعرفون أن أخطر ألأمة عليهم هم آل محمد وشيعتهم ،
وانه لن ينتصر عليهم إلا آل محمد وشيعتهم.
والواقع يشهد بذلك ، أبو بكر انهزم
في خيبر هزمه اليهود ، وهزموا عمر وهزموا عمر ) !!ويكرر هذه الكذبة في أكثر من
ملزمة فيقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة - الدرس الثالث والعشرون ص4" : ( أعطى
الراية في يوم من الأيام أبا بكر رجع منهزما أمام اليهود، أعطى الراية عمر فرجع
منهزما أيضاً من جديد أمام اليهود.
ثم تعود إلى هذا الدين وإذا هو يعطي هذه
الأمة عالمية وكبيرة جداً، جدً حركة جهاد في العالم، إيصال هذا الدين إلى كل
أنحاء العالم، أليس هذا بالتأكيد يتطلب قيادة عالية، فالذي انهزم أمام اليهود،
وليس قبيلة عربية، ربما لو كانت قبيلة عربية الأمر أهون، لأن القبل العربية
أقوياء، لكن اليهود هم أذلة، انهزم أمامهم، هذا يعطي مؤشراً واضحا بأن مثل هذا
ليس جديراً بقيادة أمة مجاهدة، وتربى على أساس أن تكون مجاهدة، وتحمل هذه الرسالة
إلى العالم كله.
نحن نعتبر بأنه تراجع الدين، وتراجعت الأمة تراجعاً كبيراً
جداً، جداً من أيام أبي بكر إلى الآن. ) !!!! والجواب من وجوه : أولها : كذاب فلم
ينهزم الصديق أو الفاروق رضي الله عنهما لسبب بسيط جداً وهو أن خيبر عبارة عن حصون
عديدة حاصرها المسلمون وفتحت على مراحل وعندما حاصر أحدها أبو بكر الصديق رضي الله
عنه لم يخرج اليهود للقتال ولم تحصل معركة فأين الهزيمة يا كذاب ؟ وهل كل من حاصر
حصناً فهو مهزوم ؟ ومثله الفاروق عمر رضي الله عنه فقبح الله الكذب وأهله.
بل
وحتى لو صح ما قاله هذا الكذاب - ولم يصح أبدا - فالهزيمة ليست معياراً للجدارة فقد
انهزم المسلمون في معركة أحد بقيادة أعظم الخلق صلى الله عليه وسلم وانهزم الخليفة
الحسن بن علي بن أبي طالب وسلم الدولة كاملة لمعاوية بن أبي سفيان وانهزم الحسين بن
علي حتى استشهد في كربلاء وانهزم الإمام العظيم الهادي يحي بن الحسين في معارك
عديدة وانهزم غيرهم من العظماء.
ولو كان معه ذرة عقل لما قال هذا الهذر فالكل
يعلم أن الصديق والفاروق قد هزما أقوى قوتين في الأرض في تلك الأيام : فارس والروم
!! ثانيها : من أخرج اليهود ؟ كل من اطلع على كتب التاريخ يعلم أن الذي قام بتنفيذ
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود من جزيرة العرب هو الفاروق عمر بن
الخطاب رضي الله عنه لا غيره لكن الحوثي جاهل أو كذاب !! فإن كان جاهلاً فإليكم ما
ذكره المؤرخ الزيدي السيد يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد - ت1100ه رحمه الله
تعالى - في كتابه "بهجة الزمن في تاريخ اليمن" 3/1027 : ( وقد أخرجهم عمر امتثالاً
لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا غيره ) وإن كان كذابا فقد قال الشاعر : لي
حيلة فيمن ينم وليس في الكذاب حيلة من كان يخلق قوله فحيلتي فيه قليلة
ثالثها : المدينة مكة والطائف فقط استمعوا إلى عالم من أكبر علماء الاثنى عشرية وهو
يوسف البحراني في كتابه "الشهاب الثاقب" ص59 وهو يعترف بالردة العارمة عن الإسلام
ما عدا ثلاث مدن !!! يقول البحراني : ( لأنه لم يكن دخل في الإسلام من البلدان في
زمنه صلى الله عليه وآله إلا المدينة ومكة والطائف وأما اليمن وبعض أطراف الحجاز
وإن أسلم كثير منهم إلا أنهم ارتدوا إلا القليل بعد موته صلى الله عليه وآله )
فأقول : إن أبسط رد على هذا السقيم هو : إن سقطت المدينة أو مكة أو الطائف فهذا
تراجع كبير جداً !!! وإن استطاع أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يوسع من رقعة
الدولة فهذا تقدم كبير جداً !! فما الذي حصل ؟ وقبل الجواب سنأتي بتفصيل موجز عن
الردة : الردة بإيجاز يقول علامة الزيدية في عصره السيد محمد بن الحسن الديلمي رحمه
الله تعالى في كتابه "قواعد عقائد آل محمد" ص113 : (. . .
إذا عرف هذا فاعلم أن
المرتدين الذين قاتلهم الصحابة أجمعوا على ثلاثة أقوال على الجملة.
فرقة :
أنكروا الإسلام جميعاً وصوبوا ما كانت عليه الجاهلية.
وفرقة : أقروا بالإسلام
جملة واحدة ولم ينقضوا حرفاً واحداً إلا الزكاة فقالوا : يفرقها أربابها في
مستحقيها فخالفوا ما علم من دين النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة أن ما كان له من
الأمر في الأمة كان للإمام القائم بالحق من بعده.
وفرقة قالوا : نقر بالإسلام
ولكن لا نقيم الصلاة ولا نؤتي الزكاة ويكفينا الإقرار بالإسلام ولا خلاف بين
المسلمين أن المرتدين كانوا مرتدين بأحد الثلاثة الأقوال ) وقد حاول الصحابة ثني
الصديق رضي الله عنه عن حرب من منع الزكاة فرفض وأصر على عدم التفريق بين الصلاة
والزكاة ولقد أحاط المرتدون - من أقوى القبائل العربية - بالمدينة النبوية حتى
يقضوا على الإسلام والمسلمين وأرسلوا وفداً للتجسس ظاهره التفاوض مع الخليفة الأول
!! وعاد الوفد إلى الجيش المحيط بالمدينة استعداداً لغزوها وجاءت الأخبار إلى
الصديق المغوار بتقدم أرتال من أهل الردة للزحف على المدينة فبادرهم الصديق بنفسه
وطاردوهم فعملوا حيلة وهي نفخ القرب ورميها على الإبل والخيول فنفرت ورجعت إلى
المدينة !! فظن أهل الردة أنها الهزيمة !! وقرروا النوم وفي الغد يتم الزحف عن
المدينة !! لكن ما انتصف الليل إلا والخليفة الصديق رضي الله عنه وجيشه يحصدونهم
حصداً ويقتلونهم قتلاً وكانوا ألوف مؤلفة !!ففروا وصاحوا الهزيمة الهزيمة !! وعاد
الصديق وجيشه ظافراً منتصراً قد أبعد كل الأخطار عن المدينة !! فهل هناك في التاريخ
مثله !! ثم بعد ذلك جيش الجيوش القوية وأمرها بالقضاء على الردة في كل أنحاء
الجزيرة !! فسارت الكتائب التي لم تعرف الهزيمة !! ثم أعد العدة لهزيمة مسيلمة
وغيره من أدعياء النبوة وسلط عليهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه
الذي فعل فيهم الأفاعيل العجيبة !! يقول العلامة الزيدي الديلمي في ص116 : ( وبعد
فإن الإجماع قد انعقد من الصحابة وسائر المسلمين في عصرهم على قتال بني حنيفة وسبي
ذراريهم وتغنم أموالهم وكانت أم محمد ابن الحنفية منهم سبياً ) ويعترف بذلك الشيعي
الشيخ الحسن بن موسى النوبختي - رحمه الله - في كتابه "فرق الشيعة" ص4 : ( وارتد
قوم فرجعوا عن الإسلام ودعة بنوا حنيفة إلى نبوة مسيلمة وقد كان ادعى النبوة في
حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فبعث أبو بكر إليهم الخيول عليها خالد بن الوليد
بن المغيرة المخزومي فقاتلهم وقتل مسيلمة ) وكل هذا التاريخ العظيم فإن الحوثي
يجهله أو يكتمه !! وكلاهما معضلة !! رابعها : الحوثي يرد على الحوثي مهما قال هو
وأمثاله من أكاذيب !! ومهما حاولوا وبذلوا من أجل نشر الجهل وإخفاء الحقائق دون خجل
أو وجل فإن الله عز وجل يظهر الحق والصدق في فلتات لسانهم !!! فالشمس لا يسترها
غربال !! وهذا حسين الحوثي يرد على نفسه بنفسه !!! ويعترف بانتصارات الخليفة الصديق
رضي الله عنه فيقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون" ص4 : (
عندما يقول البعض : أبو بكر ماذا فيه من عيب ؟ أليس البعض يقول هكذا ؟ أبو بكر هو
هذا سير جيشاً إلى الشام، وقاتلوا كذا، وأشياء من هذه،. . .
) ولا شك بأنه ما
سير الجيوش إلى الشام ليقاتل الروم ودولتهم القوية إلا بعد أن هزم القبائل في
الجزيرة العربية وبدلاً من مكة والطائف والمدينة توسعت الدولة لتشمل اليمن والحجاز
ونجد وعمان وكل الجزيرة صارت خاضعة للصديق فلله دره ما أحكمه وأشجعه وأعظمه !! فلم
يكن للإسلام في حينها من يفعل فعله !! وبالأرقام والحقائق لا بالأكاذيب والنمارق !!
خامسها : بالأرقام والحقائق حتى يفهم من لا فهم لديه أقول وبالأرقام والحقائق : لقد
تولى الخليفة أبو بكر رضي الله عنه الخلافة على ثلاث مدن هي مكة والمدينة والطائف
ومساحتها في أحسن الأحوال لا تزيد عن خمسين ألف كم2 وفي خلال أقل من عام أضاف
للخلافة الإسلامية أكثر من 2ونص مليون كم2 وهي مساحة هائلة جداً في أقل من سنة !!
ثم أرسل الجيوش فتحدى أقوى قوتين في الأرض فارس والروم وما انتقل إلى الرفيق الأعلى
إلا وقد فعلت جيوشه بالفرس الأفاعيل وأذاقتهم الهزائم المرة وسيطرت جيوشه على مساحة
كبيرة من العراق وبعض الشام وكل هذا في عامين ونصف هي مدة خلافة أعظم الخلفاء
وأولهم !!! فهل امتداد رقعة الدولة الإسلامية من خمسين ألف كم2 إلى أكثر من اثنين
مليون ونصف كم2 يعد تراجعاً كبيراً كما قال أجهل الجاهلين الحوثي ؟ أما عمر فقد
تولى الخلافة عشر سنوات وواصل الانتصارات حتى أسقط أكبر إمبراطورية في الأرض
الفارسية وأخرج الروم من الشام بعد أن جرعهم الهزائم المذلة وفتحت مصر وليبيا
وأجزاء من تونس وباختصار فقد أضاف للخلافة الإسلامية ستة مليون كم2 لتصل مساحة
الدولة الإسلامية إلى حوالي تسعة مليون كم2 فهل هذا يعد تراجعاً كبيراً أم نصراً
مبيناً لا مثيل له ؟! قناة الإيمان اليمنية من القنوات الإسلامية المميزة التي
تتصدى للفتنة في يمن الإيمان والحكمة وهي على القمر عربسات بدر 4 وترددها 12181- H
ومعدل الترميز 16200 وموقعها الإلكتروني aleman. TV وما أحوجنا إلى الإيمان في هذه
الأيام.
عز وجل : (. . .
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )المجادلة11.
وقال عز
وجل : (. . .
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر28.
فجاء حسين الحوثي ليأمر بالجهل في أكثر من ملزمة
مخالفاً لرب العالمين ومتنكباً عن الصراط المستقيم فنهى أتباعه عن تعلم "أصول الفقه والحديث والسيرة والتفسير
. . .
الخ العلوم الإسلامية - رد عليه علماء الزيدية الكبار وسنورد ردهم لاحقاً -
حتى وصل به الحال إلى أن يقول في ملزمته "مسئولية أهل البيت (ع) ص11": ( كذلك نحن
يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن
تثقف نفسك بها وتعتمد عليها خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ،
ولا عقائد، ولا فقه، ولا أي شيء آخر تعتمد عليه في المناهج الدراسية القائمة. ) !!!!
فامتلأت ملازمه بالجهل المبين وهي جهليات لا تحصى ولا تعد !!! وأغلبها يعلم بها
صبيان المدارس هذه الأيام !!ونشأ أتباعه عليها فطاشوا في المسلمين !! جهلاً بالدين
!! وإليكم نماذج منها لكي نستبين سبيل الضالين : معاوية خطط لمقتل علي !!! لقد كشف
للناس مقدار جهله بما صدره في ملازمه من جهالات وترهات مبنية على التلفيق والكذب
على قاعدة : هل من مزيد !! وهاكم حكايته لمقتل علي بن أبي طالب يقول في ملزمته "وإذ
صرفنا إليك نفراً من الجن ص13" : ( فسُمِّي أشقى الأمة ، لماذا ؟لأنه خَسَّر الأمة
َ، خسر الأمة شخصاً عظيماً ، ذلك الشخص الذي لو استقرت قدماه كما قال هو لا
ستطاع أن يعيد الحياة الإسلامية من جديد في هذه الأمة ويغيِّر الأشياء التي قد حدثت
في الدين ، و حدثت في نفوس الناس ، تضليل في الفترة السابقة لأيامه عليه
السلام.
قتله ابن مَلجَم بتخطيط من مُعاوية ، فماذا كانت النتيجة؟. ) !!! أقول :
لن أرد على اتهامه لعلي بن أبي طالب بالعجز عن تغيير الأشياء التي حدثت في الدين
!!! ولن أرد على اتهامه للصحابة بالتضليل ولكن سأكتفي ببيان مقدار جهله في قوله : (
قتله ابن مَلجَم بتخطيط من مُعاوية ) !!! وإليكم البيان الذي يكشف كذبه ويجعله ومن
معه يجرون أذيال الخيبة والخسران بسبب الجهل الذي هو عدو بني الإنسان وحليف للشيطان
!! من الذي خطط لمقتل علي ومعاوية ؟ حتى يعلم الجميع أن الحوثي حاطب ليل ضل المسلك
ولكي يعثر القارئ على بهتانه وكذبه ولا يغتر بزخرف محاله !!! إليكم القصة كاملة
والتي نقلها المؤرخ الشيعي علي بن الحسين بن علي المسعودي - ت 346ه رحمه الله
تعالى - في كتابه "مروج الذهب" 2/242 : ( في ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه : وفي سنة 40 اجتمع بمكة جماعة من الخوارج فتذاكروا الناس وما هم
فيه من الحرب والفتنة فتعاهد ثلاثة منهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص
وتواعدوا واتفقوا على أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي يتوجه إليه حتى يقتله أو
يقتل دونه وهم عبد الرحمن بن ملجم وكان من تجيب وكان عدادهم في مراد فنسب إليهم
وحجاج بن عبد الله الصريمي - ولقبه البرك - وزادويه مولى بني العنبر فقال بن ملجم :
أنا أقتل علياً وقال البرك : أنا أقتل معاوية وقال زادويه أنا أقتل عمر بن العاص
واتعدوا أن يكون ذلك ليلة سبعة عشرة من شهر رمضان وقبل ليلة إحدى وعشرين ) أقول :
متى يستفيق الأغمار ويكتشفوا حقيقة كل جاهل مهذار ونحن نسوق لهم الأدلة ظاهرة جلية
؟ التنفيذ يواصل المسعودي الشيعي سرد بقية المخطط وينقل لنا كيف تم التنفيذ فيقول
في ص243-244 : ( فخرج عبد الرحمن بن ملجم المرادي إلى علي فلما قدم الكوفة أتى إلى
قطام بنت عمه وكان علي قد قتل أباها وأخاها يوم النهروان. . .
وخرج من عندها
. . .
فلقيه رجل من أشجع يقال له شبيب بن بجرة من الخوارج فقال له : هل لك في شرف
الدنيا والآخرة ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : تساعدني على قتل علي قال : ثكلتك أمك ؟ لقد
جئت ( شَيْئاً إِدّاً ) قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي عليه السلام
فقال ابن ملجم : ويحك ! أما تعلم أنه قد حكم الرجال في كتاب الله - عز وجل - وقتل
إخواننا المسلمين ؟ فنقتله ببعض إخواننا فأقبل معه حتى دخل على قطا وهي في المسجد
الأعظم وقد ضربت كله لها وهي معتكفة ليلة الجمعة لثلاث عشرة مضت من رمضان فأعلمتهما
أن مجاشع بن وردان قد انتدب لقتله معهما فدعت لهما بحرير فعصبتهما وأخذوا أسيافهم
وقعدوا مقابلين لباب السدة التي يخرج منها علي إلى المسجد وكان علي يخرج كل غداة
أول الأذان يوقظ الناس للصلاة وقد كان ابن ملجم مر بالأشعث وهو في المسجد فقال له :
فضحك الصبح فسمعها حجر ابن عدي فقال : قتلته يا أعور قتلك الله ! وخرج علي ينادي :
أيها الناس الصلاة الصلاة ! فشد عليه ابن ملجم وأصحابه وهم يقولون : الحكم لله لا
لك ! وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه وأما شبيب فوقعة ضربته بعضادة الباب
وأما مجاشع بن وردان بن مجالد فهرب وقال علي : لا يفوتنكم الرجل ! فشد الناس على
ابن ملجم يرمونه بالحصباء ويتناولونه ويصيحون فضرب ساقه رجل من همدان برجله وضرب
المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وجهه فصرعه وأقبل به إلى الحسن ودخل بن
وردان بين الناس فنجا بنفسه وهرب شبيب حتى أتى رحله فدخل عليه عبد الله بن بجرة -
وهو أحد بني أبيه - فرآه ينزع الحرير عن صدره فسأله عن ذلك فخبره خبره فانصرف عبد
الله إلى رحله وأقبل إليه بسيفه فضربه حتى قتله ) طعن معاوية الكل يعلم أن معاوية
بن أبي سفيان طعن بالخنجر في الموعد المحدد إلا حسين الحوثي !!! يقول الشيعي
المسعودي في ص246 : ( وانطلق البرك الصريمي إلى معاوية فطعنه بخنجر في آليته وهو
يصلي فأخذوه ووقف بين يديه فقال له : ويلك ! وما أنت وما خبرك ؟ قال : لا تقتلني
وأخبرك : فإنا تبايعنا في هذه الليلة عليك وعلى علي وعلى عمرو فإن أردت فاحبسني
عندك : فإن كانا قتلا وإلا خليت سبيلي فطلبت قتل علي فلك والله علي إن أنا قتلته أن
آتيك حتى أضع يدي في يدك فقال بعض الناس : قتله يومئذ وقال بعضهم حبسه حتى جاءه قتل
علي رضي الله عنه فأطلقه ) وأترك التعليق للقارئ الكريم.
أراد الله خارجة نكمل
لكم نقل بقية المؤامرة والتي تم تنفيذها على الثلاثة لكي تعلموا مقدار جهل الحوثي
ومن اتبعه !! من خلال سرد باقي التفاصيل من الشيعي المسعودي حيث قال في ص246 : (
وانطلق زادويه وقيل إنه عمرو بن بكر التميمي إلى عمر بن العاص فوجد خارجه قاضي مصر
جالساً على السرير يطعم الناس في مجلس عمرو وقيل بل صلى خارجه بالناس الغداة وفي
ذلك اليوم تخلف عمرو عن الصلاة لعارض فضربه بالسيف فدخل عليه عمرو وبه رمق فقال له
خارجه : والله ما أراد غيرك فقال عمر : ولكن أراد الله خارجه ! وأوقف الرجل بين يدي
عمر فسأله عن خبره فقص عليه القصة وأخبره أن عليا ومعاوية قد قتلا في هذه الليلة
فقال له عمرو بن العاص : إن قتلا أو لم يقتلا لا بد من قتلك ! فبكى فقيل له :
أجزعاً من الموت مع هذا الإقدام ؟ فقال : لا والله ولكن غماً أن يفوز صاحباي بقتل
علي ومعاوية ولا أفوز أنا بقتل عمرو فضربت عنقه وصلب ). . .
أبو بكر المنتصر
دوماً طعن حسين الحوثي في الصديق وزعم أنه انهزم من اليهود في خيبر !! وكررها في
الكثير من ملازمه !! يقول في ملزمته "مسئولية أهل البيت ص7" : ( من الذي فتح خبير
؟.
إنه علي عليه السلام وهم يعرفون أن أخطر ألأمة عليهم هم آل محمد وشيعتهم ،
وانه لن ينتصر عليهم إلا آل محمد وشيعتهم.
والواقع يشهد بذلك ، أبو بكر انهزم
في خيبر هزمه اليهود ، وهزموا عمر وهزموا عمر ) !!ويكرر هذه الكذبة في أكثر من
ملزمة فيقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة - الدرس الثالث والعشرون ص4" : ( أعطى
الراية في يوم من الأيام أبا بكر رجع منهزما أمام اليهود، أعطى الراية عمر فرجع
منهزما أيضاً من جديد أمام اليهود.
ثم تعود إلى هذا الدين وإذا هو يعطي هذه
الأمة عالمية وكبيرة جداً، جدً حركة جهاد في العالم، إيصال هذا الدين إلى كل
أنحاء العالم، أليس هذا بالتأكيد يتطلب قيادة عالية، فالذي انهزم أمام اليهود،
وليس قبيلة عربية، ربما لو كانت قبيلة عربية الأمر أهون، لأن القبل العربية
أقوياء، لكن اليهود هم أذلة، انهزم أمامهم، هذا يعطي مؤشراً واضحا بأن مثل هذا
ليس جديراً بقيادة أمة مجاهدة، وتربى على أساس أن تكون مجاهدة، وتحمل هذه الرسالة
إلى العالم كله.
نحن نعتبر بأنه تراجع الدين، وتراجعت الأمة تراجعاً كبيراً
جداً، جداً من أيام أبي بكر إلى الآن. ) !!!! والجواب من وجوه : أولها : كذاب فلم
ينهزم الصديق أو الفاروق رضي الله عنهما لسبب بسيط جداً وهو أن خيبر عبارة عن حصون
عديدة حاصرها المسلمون وفتحت على مراحل وعندما حاصر أحدها أبو بكر الصديق رضي الله
عنه لم يخرج اليهود للقتال ولم تحصل معركة فأين الهزيمة يا كذاب ؟ وهل كل من حاصر
حصناً فهو مهزوم ؟ ومثله الفاروق عمر رضي الله عنه فقبح الله الكذب وأهله.
بل
وحتى لو صح ما قاله هذا الكذاب - ولم يصح أبدا - فالهزيمة ليست معياراً للجدارة فقد
انهزم المسلمون في معركة أحد بقيادة أعظم الخلق صلى الله عليه وسلم وانهزم الخليفة
الحسن بن علي بن أبي طالب وسلم الدولة كاملة لمعاوية بن أبي سفيان وانهزم الحسين بن
علي حتى استشهد في كربلاء وانهزم الإمام العظيم الهادي يحي بن الحسين في معارك
عديدة وانهزم غيرهم من العظماء.
ولو كان معه ذرة عقل لما قال هذا الهذر فالكل
يعلم أن الصديق والفاروق قد هزما أقوى قوتين في الأرض في تلك الأيام : فارس والروم
!! ثانيها : من أخرج اليهود ؟ كل من اطلع على كتب التاريخ يعلم أن الذي قام بتنفيذ
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود من جزيرة العرب هو الفاروق عمر بن
الخطاب رضي الله عنه لا غيره لكن الحوثي جاهل أو كذاب !! فإن كان جاهلاً فإليكم ما
ذكره المؤرخ الزيدي السيد يحي بن الحسين بن القاسم بن محمد - ت1100ه رحمه الله
تعالى - في كتابه "بهجة الزمن في تاريخ اليمن" 3/1027 : ( وقد أخرجهم عمر امتثالاً
لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا غيره ) وإن كان كذابا فقد قال الشاعر : لي
حيلة فيمن ينم وليس في الكذاب حيلة من كان يخلق قوله فحيلتي فيه قليلة
ثالثها : المدينة مكة والطائف فقط استمعوا إلى عالم من أكبر علماء الاثنى عشرية وهو
يوسف البحراني في كتابه "الشهاب الثاقب" ص59 وهو يعترف بالردة العارمة عن الإسلام
ما عدا ثلاث مدن !!! يقول البحراني : ( لأنه لم يكن دخل في الإسلام من البلدان في
زمنه صلى الله عليه وآله إلا المدينة ومكة والطائف وأما اليمن وبعض أطراف الحجاز
وإن أسلم كثير منهم إلا أنهم ارتدوا إلا القليل بعد موته صلى الله عليه وآله )
فأقول : إن أبسط رد على هذا السقيم هو : إن سقطت المدينة أو مكة أو الطائف فهذا
تراجع كبير جداً !!! وإن استطاع أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن يوسع من رقعة
الدولة فهذا تقدم كبير جداً !! فما الذي حصل ؟ وقبل الجواب سنأتي بتفصيل موجز عن
الردة : الردة بإيجاز يقول علامة الزيدية في عصره السيد محمد بن الحسن الديلمي رحمه
الله تعالى في كتابه "قواعد عقائد آل محمد" ص113 : (. . .
إذا عرف هذا فاعلم أن
المرتدين الذين قاتلهم الصحابة أجمعوا على ثلاثة أقوال على الجملة.
فرقة :
أنكروا الإسلام جميعاً وصوبوا ما كانت عليه الجاهلية.
وفرقة : أقروا بالإسلام
جملة واحدة ولم ينقضوا حرفاً واحداً إلا الزكاة فقالوا : يفرقها أربابها في
مستحقيها فخالفوا ما علم من دين النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة أن ما كان له من
الأمر في الأمة كان للإمام القائم بالحق من بعده.
وفرقة قالوا : نقر بالإسلام
ولكن لا نقيم الصلاة ولا نؤتي الزكاة ويكفينا الإقرار بالإسلام ولا خلاف بين
المسلمين أن المرتدين كانوا مرتدين بأحد الثلاثة الأقوال ) وقد حاول الصحابة ثني
الصديق رضي الله عنه عن حرب من منع الزكاة فرفض وأصر على عدم التفريق بين الصلاة
والزكاة ولقد أحاط المرتدون - من أقوى القبائل العربية - بالمدينة النبوية حتى
يقضوا على الإسلام والمسلمين وأرسلوا وفداً للتجسس ظاهره التفاوض مع الخليفة الأول
!! وعاد الوفد إلى الجيش المحيط بالمدينة استعداداً لغزوها وجاءت الأخبار إلى
الصديق المغوار بتقدم أرتال من أهل الردة للزحف على المدينة فبادرهم الصديق بنفسه
وطاردوهم فعملوا حيلة وهي نفخ القرب ورميها على الإبل والخيول فنفرت ورجعت إلى
المدينة !! فظن أهل الردة أنها الهزيمة !! وقرروا النوم وفي الغد يتم الزحف عن
المدينة !! لكن ما انتصف الليل إلا والخليفة الصديق رضي الله عنه وجيشه يحصدونهم
حصداً ويقتلونهم قتلاً وكانوا ألوف مؤلفة !!ففروا وصاحوا الهزيمة الهزيمة !! وعاد
الصديق وجيشه ظافراً منتصراً قد أبعد كل الأخطار عن المدينة !! فهل هناك في التاريخ
مثله !! ثم بعد ذلك جيش الجيوش القوية وأمرها بالقضاء على الردة في كل أنحاء
الجزيرة !! فسارت الكتائب التي لم تعرف الهزيمة !! ثم أعد العدة لهزيمة مسيلمة
وغيره من أدعياء النبوة وسلط عليهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه
الذي فعل فيهم الأفاعيل العجيبة !! يقول العلامة الزيدي الديلمي في ص116 : ( وبعد
فإن الإجماع قد انعقد من الصحابة وسائر المسلمين في عصرهم على قتال بني حنيفة وسبي
ذراريهم وتغنم أموالهم وكانت أم محمد ابن الحنفية منهم سبياً ) ويعترف بذلك الشيعي
الشيخ الحسن بن موسى النوبختي - رحمه الله - في كتابه "فرق الشيعة" ص4 : ( وارتد
قوم فرجعوا عن الإسلام ودعة بنوا حنيفة إلى نبوة مسيلمة وقد كان ادعى النبوة في
حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فبعث أبو بكر إليهم الخيول عليها خالد بن الوليد
بن المغيرة المخزومي فقاتلهم وقتل مسيلمة ) وكل هذا التاريخ العظيم فإن الحوثي
يجهله أو يكتمه !! وكلاهما معضلة !! رابعها : الحوثي يرد على الحوثي مهما قال هو
وأمثاله من أكاذيب !! ومهما حاولوا وبذلوا من أجل نشر الجهل وإخفاء الحقائق دون خجل
أو وجل فإن الله عز وجل يظهر الحق والصدق في فلتات لسانهم !!! فالشمس لا يسترها
غربال !! وهذا حسين الحوثي يرد على نفسه بنفسه !!! ويعترف بانتصارات الخليفة الصديق
رضي الله عنه فيقول في ملزمته "دروس من سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون" ص4 : (
عندما يقول البعض : أبو بكر ماذا فيه من عيب ؟ أليس البعض يقول هكذا ؟ أبو بكر هو
هذا سير جيشاً إلى الشام، وقاتلوا كذا، وأشياء من هذه،. . .
) ولا شك بأنه ما
سير الجيوش إلى الشام ليقاتل الروم ودولتهم القوية إلا بعد أن هزم القبائل في
الجزيرة العربية وبدلاً من مكة والطائف والمدينة توسعت الدولة لتشمل اليمن والحجاز
ونجد وعمان وكل الجزيرة صارت خاضعة للصديق فلله دره ما أحكمه وأشجعه وأعظمه !! فلم
يكن للإسلام في حينها من يفعل فعله !! وبالأرقام والحقائق لا بالأكاذيب والنمارق !!
خامسها : بالأرقام والحقائق حتى يفهم من لا فهم لديه أقول وبالأرقام والحقائق : لقد
تولى الخليفة أبو بكر رضي الله عنه الخلافة على ثلاث مدن هي مكة والمدينة والطائف
ومساحتها في أحسن الأحوال لا تزيد عن خمسين ألف كم2 وفي خلال أقل من عام أضاف
للخلافة الإسلامية أكثر من 2ونص مليون كم2 وهي مساحة هائلة جداً في أقل من سنة !!
ثم أرسل الجيوش فتحدى أقوى قوتين في الأرض فارس والروم وما انتقل إلى الرفيق الأعلى
إلا وقد فعلت جيوشه بالفرس الأفاعيل وأذاقتهم الهزائم المرة وسيطرت جيوشه على مساحة
كبيرة من العراق وبعض الشام وكل هذا في عامين ونصف هي مدة خلافة أعظم الخلفاء
وأولهم !!! فهل امتداد رقعة الدولة الإسلامية من خمسين ألف كم2 إلى أكثر من اثنين
مليون ونصف كم2 يعد تراجعاً كبيراً كما قال أجهل الجاهلين الحوثي ؟ أما عمر فقد
تولى الخلافة عشر سنوات وواصل الانتصارات حتى أسقط أكبر إمبراطورية في الأرض
الفارسية وأخرج الروم من الشام بعد أن جرعهم الهزائم المذلة وفتحت مصر وليبيا
وأجزاء من تونس وباختصار فقد أضاف للخلافة الإسلامية ستة مليون كم2 لتصل مساحة
الدولة الإسلامية إلى حوالي تسعة مليون كم2 فهل هذا يعد تراجعاً كبيراً أم نصراً
مبيناً لا مثيل له ؟! قناة الإيمان اليمنية من القنوات الإسلامية المميزة التي
تتصدى للفتنة في يمن الإيمان والحكمة وهي على القمر عربسات بدر 4 وترددها 12181- H
ومعدل الترميز 16200 وموقعها الإلكتروني aleman. TV وما أحوجنا إلى الإيمان في هذه
الأيام.