صلاح
الدين محمد
الدين محمد
الشائع بين الناس في شتي أركان المعمورة أن هناك
ما يسمي بكذبة إبريل، وهي محددة في غرة ابريل من كل عام، ولكن الظن أن كذبة أبشع
اقترنت برئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، وتحديداً كذبه علي شعبه وعلي العالم
لتمرير قرار حرب بريطاني - أمريكي مشترك ضد العراق...
والأمر كله مبني علي كذبة لها من الآن فصاعداً أن تسمي كذبة
بلير إن جاز التعبير!..
فقد صرح توني بلير مؤخراً أنه كان علي علم أن العراق قبل
الحرب عليه عام 2003 وأثناء التفتيش والحصار الذي استغرق ما يقرب العشر سنوات لم
يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، وحتي وإن امتلكها، فقد تم تفكيك صواريخه وإزالة أسلحته،
وبالأحري تقليم أظفاره بحيث أصبحت مخالب الأسد العراقي كأثداء الرجال لا ترضع ولا
تغني من جوع.
والمتابع لمجريات الأحداث قبل شن الحرب علي العراق عام 2003 يرصد
أن آلة الإعلام الأمريكية والبريطانية كرست جهدها لإعلان الحرب علي العراق لوجود
أسلحة دمار شامل، ثم اتهم الرئيس الشهيد صدام حسين بتعاونه مع تنظيم القاعدة، ثم
ضُرب العراق لهذه المبررات رغم تصريحات هانز بليكس كبير مفتشي وكالة الطاقة الدولية
آنذاك ومعاونيه بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل تماماً ولا يوجد لها
أثر.
ونذكر جميعاً تصريحات كولن باول وزير الدفاع الأمريكي إبان الحرب علي
العراق الذي صرح مستعيناً بصور عرضت أماكن تخزين وكم وخطورة أسلحة الدمار الشامل
لدي العراق، ثم بعد أن استقال صرح الرجل أن هذه كانت أسوأ كذبة وصمت حياته المهنية
كرجل عسكري بالعار.
كما سعي كل من بوش ونائبه ديك تشيني لتعبئة العالم ضد أسلحة
الدمار الشامل العراقية التي لا يمكن التخلص منها إلا بشن حرب إبادية تشل حركة
العراق بل تزيله من الوجود الجغرافي ليصبح تاريخاً بعد حاضر..
مسرحيات هزلية
يقودها مجرمو حرب آن الأوان لأن يحاسبوا وترفع عليهم الدعاوي القضائية خاصة من
الشعب العراقي الذي عاني حصاراً ثم حرباً ثم دماراً علي مدار العقدين
السابقين.
والأسوأ أن يصرح توني بلير أن الخلاص من صدام حسين كحاكم للعراق كان
أمراً مهماً وكان هو الهدف وليست أسلحة الدمار الشامل المزعومة.
هنا يكشف لنا
الرجل أمورا خطيرة في زمن أغرب من الخيال، رغم أن المتابع للتاريخ يعلم أن كل ما
صرح به بلير وبوش ومن قبلهما ومن يليهما ما هي إلا أكاذيب وهذا ليس من العجيب في
شيء، فغايتهم تبرر وسائلهم، وما الأكاذيب إلا من أناس لا يرقبون في العرب إلاً ولا
ذمة، وهم لعالمنا العربي لبالمرصاد.
وإذا عدنا للماضي القريب وتحديداً في عهد
الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر حين أبدي مقاومة عنيدة ضد الاحتلال
والاستعمار وخاض في ذلك حروباً لم ينتصر في أحد منها، ولكن عزة العربي وكرامته كانت
عنده أسمي ما يسعي إليه وقد خانه النصر إلا أن العزة والكرامة وحبه لوطنه لم تخنه
يوماً، وحسب ملفات الأستاذ الفاضل محمد حسنين هيكل في أن السفير الأمريكي في تل
أبيب والسفير الأمريكي في مصر كانا علي علم بمخطط اغتيال جمال عبد الناصر إما بالسم
أو المرض! إذاً، بداية من جمال عبد الناصر، مروراً بصدام حسين، فالأول تربص به
انتوني والثاني تربص به توني، والنهاية واحدة، الأول مات سماً والثاني مات شنقاً مع
اختلاف الزمن إلا أن المتربصون نفوسهم مشتقة من بعضها البعض كما اشتقت
أسماؤهم.
أهداف الاستعمار واحدة خاصة في أمة أصابها التفرق والانشقاق وربما
الخيانة، فهناك من كان علي علم منّا بما كان يعد لعبد الناصر من وراء الكواليس، كما
كان الكثير منا علي علم بما كان سينتهي عليه أمر صدام، وياسر عرفات، ومثلما كان
لياسر عرفات رفقاء درب، كان لصدام رفقاء صمود وتصد وكانت النتيجة موت كل هؤلاء
بتخطيط غربي صهيوني وربما بأيد عربية..
إلي متي سيبقي العالم العربي تابعاً
للغرب ورهن إشارته؟ ألم يثبت الغرب أن زعماءه كاذبون علي شعوبهم محتالون علينا؟ هل
هي نبوءة الرسول صلي الله عليه وسلم أننا تابعون لهم حتي إذا دخلوا جحر ضب دخلناه؟
لماذا إذا قاموا للحرب علينا أو علي بلداننا أعَّناهم عليها وكنا ربما جندهم
البواسل؟ لماذا عندما انهار اقتصادهم لبينا نداءهم واستغاثتهم وتركنا فقراءنا
ومحتاجينا؟ لماذا نعلم يقيناً أنهم كاذبون ورغم ذلك بررنا كذبهم والتمسنا العذر
لهم؟ من هم....
ومن نحن؟ كيف يشتد بأسنا علي بعضنا البعض ويلين حتي الارتخاء
معهم؟ ورغم ذلك ندعي أن الالوهية لله وحده، ونصلي علي من لا نبي بعده! هل عدنا إلي
الإيمان بتعدد الآلهة فنعبد إله الحرب، وإله النصب وإله الاحتيال وإله الكذب ثم
ندعي الوحدانية لله وحده؟ وهل أصبحت المقاومة ولو في شكل معارضة عارا علي أخلاقنا
ومبادئنا ونخوتنا؟ لا أظن أن العالم سيسعد كثيراً بهذا الدور العربي الإسلامي
الغائب.
فالأمة العربية والإسلامية لم تخلق عبثاً ولا أدعي أنها في أفضل حالاتها
الآن كأمة وسط مهمتها أن تكون شاهدة علي الأمم والرسول عليها شهيد.
ما يسمي بكذبة إبريل، وهي محددة في غرة ابريل من كل عام، ولكن الظن أن كذبة أبشع
اقترنت برئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، وتحديداً كذبه علي شعبه وعلي العالم
لتمرير قرار حرب بريطاني - أمريكي مشترك ضد العراق...
والأمر كله مبني علي كذبة لها من الآن فصاعداً أن تسمي كذبة
بلير إن جاز التعبير!..
فقد صرح توني بلير مؤخراً أنه كان علي علم أن العراق قبل
الحرب عليه عام 2003 وأثناء التفتيش والحصار الذي استغرق ما يقرب العشر سنوات لم
يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، وحتي وإن امتلكها، فقد تم تفكيك صواريخه وإزالة أسلحته،
وبالأحري تقليم أظفاره بحيث أصبحت مخالب الأسد العراقي كأثداء الرجال لا ترضع ولا
تغني من جوع.
والمتابع لمجريات الأحداث قبل شن الحرب علي العراق عام 2003 يرصد
أن آلة الإعلام الأمريكية والبريطانية كرست جهدها لإعلان الحرب علي العراق لوجود
أسلحة دمار شامل، ثم اتهم الرئيس الشهيد صدام حسين بتعاونه مع تنظيم القاعدة، ثم
ضُرب العراق لهذه المبررات رغم تصريحات هانز بليكس كبير مفتشي وكالة الطاقة الدولية
آنذاك ومعاونيه بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل تماماً ولا يوجد لها
أثر.
ونذكر جميعاً تصريحات كولن باول وزير الدفاع الأمريكي إبان الحرب علي
العراق الذي صرح مستعيناً بصور عرضت أماكن تخزين وكم وخطورة أسلحة الدمار الشامل
لدي العراق، ثم بعد أن استقال صرح الرجل أن هذه كانت أسوأ كذبة وصمت حياته المهنية
كرجل عسكري بالعار.
كما سعي كل من بوش ونائبه ديك تشيني لتعبئة العالم ضد أسلحة
الدمار الشامل العراقية التي لا يمكن التخلص منها إلا بشن حرب إبادية تشل حركة
العراق بل تزيله من الوجود الجغرافي ليصبح تاريخاً بعد حاضر..
مسرحيات هزلية
يقودها مجرمو حرب آن الأوان لأن يحاسبوا وترفع عليهم الدعاوي القضائية خاصة من
الشعب العراقي الذي عاني حصاراً ثم حرباً ثم دماراً علي مدار العقدين
السابقين.
والأسوأ أن يصرح توني بلير أن الخلاص من صدام حسين كحاكم للعراق كان
أمراً مهماً وكان هو الهدف وليست أسلحة الدمار الشامل المزعومة.
هنا يكشف لنا
الرجل أمورا خطيرة في زمن أغرب من الخيال، رغم أن المتابع للتاريخ يعلم أن كل ما
صرح به بلير وبوش ومن قبلهما ومن يليهما ما هي إلا أكاذيب وهذا ليس من العجيب في
شيء، فغايتهم تبرر وسائلهم، وما الأكاذيب إلا من أناس لا يرقبون في العرب إلاً ولا
ذمة، وهم لعالمنا العربي لبالمرصاد.
وإذا عدنا للماضي القريب وتحديداً في عهد
الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر حين أبدي مقاومة عنيدة ضد الاحتلال
والاستعمار وخاض في ذلك حروباً لم ينتصر في أحد منها، ولكن عزة العربي وكرامته كانت
عنده أسمي ما يسعي إليه وقد خانه النصر إلا أن العزة والكرامة وحبه لوطنه لم تخنه
يوماً، وحسب ملفات الأستاذ الفاضل محمد حسنين هيكل في أن السفير الأمريكي في تل
أبيب والسفير الأمريكي في مصر كانا علي علم بمخطط اغتيال جمال عبد الناصر إما بالسم
أو المرض! إذاً، بداية من جمال عبد الناصر، مروراً بصدام حسين، فالأول تربص به
انتوني والثاني تربص به توني، والنهاية واحدة، الأول مات سماً والثاني مات شنقاً مع
اختلاف الزمن إلا أن المتربصون نفوسهم مشتقة من بعضها البعض كما اشتقت
أسماؤهم.
أهداف الاستعمار واحدة خاصة في أمة أصابها التفرق والانشقاق وربما
الخيانة، فهناك من كان علي علم منّا بما كان يعد لعبد الناصر من وراء الكواليس، كما
كان الكثير منا علي علم بما كان سينتهي عليه أمر صدام، وياسر عرفات، ومثلما كان
لياسر عرفات رفقاء درب، كان لصدام رفقاء صمود وتصد وكانت النتيجة موت كل هؤلاء
بتخطيط غربي صهيوني وربما بأيد عربية..
إلي متي سيبقي العالم العربي تابعاً
للغرب ورهن إشارته؟ ألم يثبت الغرب أن زعماءه كاذبون علي شعوبهم محتالون علينا؟ هل
هي نبوءة الرسول صلي الله عليه وسلم أننا تابعون لهم حتي إذا دخلوا جحر ضب دخلناه؟
لماذا إذا قاموا للحرب علينا أو علي بلداننا أعَّناهم عليها وكنا ربما جندهم
البواسل؟ لماذا عندما انهار اقتصادهم لبينا نداءهم واستغاثتهم وتركنا فقراءنا
ومحتاجينا؟ لماذا نعلم يقيناً أنهم كاذبون ورغم ذلك بررنا كذبهم والتمسنا العذر
لهم؟ من هم....
ومن نحن؟ كيف يشتد بأسنا علي بعضنا البعض ويلين حتي الارتخاء
معهم؟ ورغم ذلك ندعي أن الالوهية لله وحده، ونصلي علي من لا نبي بعده! هل عدنا إلي
الإيمان بتعدد الآلهة فنعبد إله الحرب، وإله النصب وإله الاحتيال وإله الكذب ثم
ندعي الوحدانية لله وحده؟ وهل أصبحت المقاومة ولو في شكل معارضة عارا علي أخلاقنا
ومبادئنا ونخوتنا؟ لا أظن أن العالم سيسعد كثيراً بهذا الدور العربي الإسلامي
الغائب.
فالأمة العربية والإسلامية لم تخلق عبثاً ولا أدعي أنها في أفضل حالاتها
الآن كأمة وسط مهمتها أن تكون شاهدة علي الأمم والرسول عليها شهيد.