بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
حث الله عز وجل على العلم وبين منزلة العلماء فقال
عز وجل : (. . .
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )المجادلة11.
وقال عز
وجل : (. . .
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر28.
فجاء حسين الحوثي ليأمر بالجهل في أكثر من ملزمة
مخالفاً لرب العالمين ومتنكباً عن الصراط المستقيم فنهى أتباعه عن تعلم "أصول الفقه والحديث والسيرة والتفسير
. . .
الخ العلوم الإسلامية - رد عليه علماء الزيدية الكبار وسنورد ردهم لاحقاً -
حتى وصل به الحال إلى أن يقول في ملزمته "مسئولية أهل البيت (ع) ص11": ( كذلك نحن
يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن
تثقف نفسك بها وتعتمد عليها خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ،
ولا عقائد، ولا فقه، ولا أي شيء آخر تعتمد عليه في المناهج الدراسية القائمة. ) !!!!
فامتلأت ملازمه بالجهل المبين وهي جهليات لا تحصى ولا تعد !!! وأغلبها يعلم بها
صبيان المدارس هذه الأيام !!ونشأ أتباعه عليها فطاشوا في المسلمين !! جهلاً بالدين
!! وإليكم نماذج منها لكي نستبين سبيل الضالين : سادسها : كذبة سامجة أما قوله : (
إن القرآن الكريم يوحي أنه في ميدان المواجهة مع اليهود مع أهل الكتاب لا تنتصر
الأمة إلا بتولي علي بن أبي طالب ، ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي
بن أبى طالب صلوات الله عليهم. ) (مسئولية أهل البيت ص7 ) فتلك كذبة سامجة يردها
التاريخ والواقع !! وهذا كلام جاهل أو كذاب لأن المسلمين انتصروا بقيادة الخلفاء
الثلاثة نصراً لا مثيل له في التاريخ ابتداءً من حروب الردة إلى المعارك الكبيرة
كاليرموك والقادسية ونهاوند وغيرها مما هو مسطر في كتب التاريخ.
وهذه بعض شذرات
من الانتصارات : 1- انتصارات أخرى الجهل أكبر آفة تهلك الإنسان وترديه فإذا زاد على
الجهل بالكذب فتلك قاصمة الظهر !! والحوثي كذاب يتحدث إلى جهال لا يفرقون بين الليل
والنهار !! وإلا هل يعقل أن يقول "ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي
بن أبى طالب صلوات الله عليهم" بينما قد حقق العرب انتصارات عظيمة على الصليبيين
وحرروا بيت المقدس بقيادة الناصر صلاح الدين رحمه الله تعالى وكان كما يقال من
الأكراد ؟! وكذلك حقق العرب نصراً على التتار الذين اجتاحوا العالم وهزموا أوروبا
وكان قائدهم غير عربي وهو السلطان قطز رحمه الله تعالى الذي كان مملوكاً من خوارزم
!! 2- القادة والجيش من غير العرب وفي تاريخنا المشرق انتصارات هائلة كان القادة
والجيش من غير العرب لو استعرضناها لطال بنا المقام لكن نذكر منها ما يكشف زيف
كلامه وكذب أوهامه !! فهذه دولة السلاجقة التي استطاع سلطانها ألب أرسلان رحمه الله
أن يهزم إمبراطور الروم ديمونوس في الموقعة الشهيرة ملاذ كرد عام 464ه ثم أسره
وسجنه وبعد مدة أطلق سراحه بعد أن تعهد بدفع جزية سنوية للسلطان السلجوقي
.
والروم في تلك الأيام هم أمريكا هذه الأيام !!! 3- فتح القسطنطينية تنافس حكام
المسلمين وقادتهم على فتح القسطنطينية عبر العصور المختلفة طمعاً في أن يتحقق فيهم
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أحمد في مسنده : ( لتفتحن القسطنطينية
على يد رجل فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) لكن محاولاتهم باءت بالفشل
فقد كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية البيزنطية أقوى إمبراطورية في تلك الأيام
وتحتل موقعاً فريداً حصيناً لا مثيل له حتى قال البعض إن فتحها محال !!! لكن هذا
المحال أصر على تحقيقه عظيم من العظماء وأعد العدة لذلك حتى تمكن في العام 857ه من
دخول القسطنطينية وإسقاط الإمبراطورية البيزنطية وغير اسمها إلى إسلام بول (
استانبول الآن ).
هذا الفاتح العظيم لم يكن من أهل البيت ولا من العرب !! لكنه
حقق ما عجز عنه العرب كلهم !! ليثبت للأمة الإسلامية أن هذا الدين ليس حكراً على
طائفة أو قومية أو سلالة بل هو للعالمين فهل عرفتم من هو هذا الفاتح العظيم ؟ إنه
السلطان العثماني العظيم محمد الفاتح الذي وصفه عليه الصلاة والسلام بنعم الأمير
ومن أراد المزيد فليراجع ذلك الفتح العظيم من كتب التاريخ ومن أجملها كتاب الدكتور
علي الصلابي "محمد الفاتح" ولا يغتر بكلام الحوثي فهو يكذب الأكاذيب السامجة
الباردة التي يعلم كل عاقل أنها أكاذيب !! وفوق هذا هو يفتري على الدين الإسلامي
العظيم الذي هو لجميع البشر دون أي تفريق بين الأبيض أو الأسود أو بين العرب والعجم
أو بين آل البيت وغيرهم والتاريخ خير شاهد !! سابعها : آل محمد وشيعتهم الحوثي من
أجهل البشر وأضل الخلق !! فهو يرمي بالكلام على عواهنه بدون أي ضوابط كعادة الجهال
الضلال !! ومن جهله أنه يتحدث عن آل محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يحدد المقصود
بهم !! فإن كان يقصد بذلك الأوائل فالأمة الإسلامية كلها شيعة لهم رضي الله عنهم
وإن كان يقصد المعاصرين منهم فقد تفرقوا سابقاً في كل دولة كما هو معلوم للغبي قبل
الذكي !! فآل محمد في المغرب العربي مالكية وفي مصر شافعية وحنفية وفي بلاد العجم
أغلبهم حنفية وفي اليمن شافعية وزيدية وهكذا في باقي البلدان فما المقصود بآل محمد
وشيعتهم ؟ ثامنها : الأبطال والخونة من آل محمد على مدار التاريخ فإن آل محمد من
الزيدية والشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية مشهود لهم بالشجاعة والبسالة
والعلم والجود وكل المناقب العالية لهم فيها قصب السبق لا يشذ عن ذلك إلا النادر
منهم وبالمقابل فإن آل محمد من الرافضة والاثنى عشرية خونة على مدار التاريخ لا يشذ
عن ذلك إلا قلة قليلة منهم !!! وأقرب مثال على ذلك ما حصل في العراق في هذا العصر
فلم تدخل القوات الأمريكية العراق إلا ومعها الخونة من آل محمد وشيعتهم مثل الخائن
السيد محمد باقر الحكيم وشيعته !! والخائن السيد عبد العزيز الحكيم وشيعته !!
والخائن السيد إبراهيم الجعفري وشيعته !! والخائن السيد عبد المجيد الخوئي !!!! بل
قد أعلن وأفتى مرجعهم الأعلى السيد على السيستاني بعدم جواز مقاومة المحتل الأمريكي
!! فلماذا لم نسمع للحوثي حساً ولا صوتاً عن هؤلاء الخونة ؟! لماذا سكت عن خيانتهم
ولم ينبس ببنت شفه ؟ وأين ذهب قوله : ( ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد
وعلي بن أبى طالب صلوات الله عليهم ) ؟! وهؤلاء الخونة قد سودوا وجوههم بالخيانة
والغدر !! وباسم آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام ؟ تاسعها : ضلالات الحوثي
وأتباعه لا تمت لأهل البيت بأي صلة هناك فرق شاسع بين الأوائل من أهل البيت والذين
محبتهم واجبة وفرض من الله عز وجل والأواخر الذين هم من الهاشميين فهؤلاء فيهم
الصالح والطالح وباعتراف العلامة السيد بدر الدين الحوثي في لقائه مع صحيفة الوسط
بتاريخ 6/4/2005م : ( الصحيفة : أنتم تقولون أن آل البيت أطهار مطهرين وكأنهم جنس
مصطفى ؟ العلامة بدر الدين : نحن لا نقول أطهار مطهرين بالجملة.
الصحيفة : يظل
ما قلته فيه نظر لأن هناك من آل البيت من هو أكثر فساداً؟ العلامة بدر الدين : نعم
في من هو ظالم لنفسه.
) بل فيهم من يجب التحذير منه ومن ضلالاته مثل حسين
الحوثي ومن سار على دربه !! يقول علماء الزيدية في بيانهم الذي سننقله كاملاً
لاحقاً : ( فبناءً على ما تقدم ،رأى علماء الزيدية الموقعون على البيان ،التحذير من
ضلالات المذكور- أي حسين الحوثي - وأتباعه ،وعدم الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا
تمت إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة ،وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع
والضلالات ولا التأييد لها ،ولا الرضا بها ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) وهذه
براءة للذمة ،وتخلصاً أمام الله من واجب التبليغ ) عاشرها : بيان علماء الزيدية
للتحذير من أفكار الحوثي قبل أن تنتبه الدولة لكارثة الحوثي تصدى له علماء الزيدية
الأفاضل في صعدة وعلى رأسهم الإمام العلامة السيد مجد الدين المؤيدي رحمه الله
تعالى وطلابه ثم وقبل الحرب الأولى أصدر علماء الزيدية الكرام هذا البيان الهام
وأنقله دون أي تعليق : ( بسم الله الرحمن الرحيم (هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ
وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ).
إلى كافة أبناء المذاهب الزيدي وغيرهم من أبناء الأمة
الإسلامية ،وفقنا الله وإياكم لأمر الله في قوله جل جلاله : ( وإذ أخذ ميثاق الذين
أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه ) ،وقوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البيانات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون ) ،وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "من انتهر صاحب بدعة ملأ الله
قلبه أمناً وإيماناً" ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "إذا ظهرت البدع ولم يظهر
العالم علمه. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
ولما ظهر في الملازم
التي يقوم بنشرها وتوزيعها حسين بدر الدين وأتباعه ،التي يصرح فيها بالتحذير من
قراءة كتب أئمة العترة ،وكتب علماء الأمة عموماً ،وعلى وجه الخصوص كتب أصول الدين
،وأصول الفقه ،وإليكم بعض نصوصه من ذلك : 1- ما ذكره في ملزمة تسمى ( معرفة الله
ووعده ووعيده ) الدرس الخامس عشر ص37 ،السطر العاشر ،قال في سياق كلام له : ( ثم
وجدنا أنفسنا في الأخير إذا بنا كنا نقطع أيامنا مع كتب وإذا هي ضلال كلها ،من
أولها إلى آخرها ،ككتب أصول الفقه بقواعده ،وإذا هي وراء كل ضلال نحن عليه ،وراء
قعود الزيدية ،وراء ضرب الزيدية ،وراء هذه الروحية المتدنية لدى الزيدية ،التي
تختلف اختلافاً كلياً عما كان عليه السابقون من أهل البيت وشيعتهم ،وهي التي نسهر
ونراجع الدروس فيها ،وهي هي من نحملها إلى المساجد وما أبعدها عن واقع المساجد. ز
الخ كلامه ).
2- ما ذكره في ملزمة تسمى ( مسئولية طلاب العلوم الدينية ) ص16
السطر الثامن عشر.
قال فيها : ( أنا أشعر من خلال تأملي للقرآن الكريم ،ومن
خلال تأملي للواقع - وقد أكون مخطئاً عند الكثير - أن الزيدية تعيش حالة من الذلة
أسوأ من التي ضربت على بني إسرائيل علماؤنا وطلاب علمنا ومجتمعنا كله نعيش في حالة
من المسكنة أسوأ من التي ضربت على بني إسرائيل. .
الخ كلامه. ) 3- قال في نفس
الملزمة ص17 السطر الثاني عشر : ( أنا شخصياً أعتقد أن من أسوأ ما ضربنا وأبعدنا عن
كتاب الله وأبعدنا عن دين الله عن النظرة الصحيحة للحياة وللدين وأبعدنا عن الله
سبحانه وتعالى هو علم أصول الفقه.
بصراحة أقولها أن فن أصول الفقه هو من أسوأ
الفنون وإن علم الكلام الذي جاء به المعتزلة هو من أسوأ الأسباب التي أدت بنا إلى
هذا الواقع السيئ أبعدتنا عن الله أبعدتنا عن رسوله عن أنبيائه. .
الخ.
)
وغير ذلك من الأقوال التي تصرح بتضليل أئمة أهل البيت عليهم السلام من لدن أمير
المؤمنين عليه السلام ومروراً بأئمة أهل البيت ،وإلى عصرنا هذا ،والتي يتهجم فيها
على علماء الإسلام عموماً ،وعلى علماء الزيدية خصوصاً وفيما يذكره من الأقوال
المبطنة من الضلالات التي تنافي الآيات القرآنية الواردة بالثناء على أهل البيت
المطهرين و وتنافي حديث الثقلين المتواتر ،وحديث ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق
ظاهرين ) ،فمن أثنى عليه الله ورسوله لا يكون ضالاً ،بل الضال من خالف الله ورسوله
وإجماع الأمة.
فبناءً على ما تقدم ،رأى علماء الزيدية الموقعون على البيان
،التحذير من ضلالات المذكور وأتباعه ،وعدم الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا تمت
إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة ،وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع
والضلالات ولا التأييد لها ،ولا الرضا بها ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) وهذه
براءة للذمة ،وتخلصاً أمام الله من واجب التبليغ ،والله الموفق.
الموقعون على
البيان : 1- العلامة محمد بن محمد المنصور.
2- القاضي العلامة أحمد محمد
الشامي.
3- العلامة حمود عباس المؤيد.
4- العلامة صلاح بن أحمد فليته
.
5- الأستاذ حسن محمد زيد.
( رئيس الهيئة العليا للمشترك حالياً ) 6-
العلامة إسماعيل عبد الكريم شرف الدين.
7- محمد علي العجري.
8- حسن أحمد
أبو علي.
9- محمد حسن الحمزي.
10- محمد حسن عبد الله الهادي.
وآخرون. )
(1) الثيوقراطية : الشرعية الإلهية !!! يؤمن حسين الحوثي بالثيوقراطية !! بل
وينسبها للإسلام فيقول في ملزمته "معرفة الله - عظمة الله - الدرس السادس ص11-12" :
( من هو الذي له الحق أن يقرر في شؤون عباده ويحكم فيهم بما يريد ؟ من هو ؟ الله
سبحانه وتعالى إذا أطعتموهم في شأن ميتة ، نعجة ميتة أو أي حيوان من الأنعام
تطيعونهم فتقبلوا حكمهم ، ولا تقبلوا حكم الله تكونوا أنتم إذاً مشركين ، جعلتم ما
هو من اختصاص الله وما هو حق لله جعلتموه للآخرين فأصبحتم مشركين به مشركين به في
ملكه جعلتم هؤلاء هم الملوك فهم يقرون ما يرون في شأن هذه الميتة والحق فيها إلى
الله.
هذا مثال واحد في شأن ميتة فشأن أمة تقرر أنت وتقبل أنت بأن لطرف آخر
الحق أن يقرر ما يريد ، وتفرض على نفسك أن تطيعه وتؤمن بما قرره في شؤون أمة ، أليس
هذا أعظم من شأن ميتة ؟ فإذا كان ألئك السابقون الذين نقول عنهم صحابة سيكونون
مشركين فيما لو قبلوا قرار الكافرين في حكم الميتة لأن الحكم والتشريع من اختصاص رب
العلمين وملكهم فما أسوء الإنسان أن يكون في واقعه ممن يقدم إلهه عبارة عن عامل لدى
الآخرين ويكون الملوك هم الآخرون الذين لا نفترض أن يكون لملكهم شرعية من قبل الله
سبحانه وتعالى بل هم لا يفرضون أن لأنفسهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى وإنما
شرعية قانونية وفق نظام الديمقراطية أو وفق قانون الوراثة في التعاقب على السلطة في
البلد هذا أو ذاك ، فيصبح هو من له الحق أن يحكم ، وتصبح أنت من عليك الحق أن تسمع
وتطيع ، فالخطورة عليهم أشد و الإساءة من جانبهم أكبر عندما يحكمون رقاب الناس
ويتحكمون في شؤونهم دون أن يستندون على شرعية إلهية.
بل قدم هذا المنطق بأنه
منطق مرفوض هو ما يسمى بالحكم "الثيوقراطري" ما يقابل "الديمقراطي" ، هناك
"الثيوقراطي" أي الحكم الإلهي ، الله لا دخل له في العالم ومن ينادون بأن يكون الله
هو من يحكم عباده وأن لا نقبل إلا من له شرعية من الله أن يحكم في أرضه قالوا ربط
الحكم بالله ربط السلطة بالله هذا هو نظام "ثيوقراطي" هو نظام مرفوض ، بديلاً عن
النظام الديمقراطي ألذي يجعل السلطة ملكاً للشعب هذا هو النظام التقدمي والنظام
الأفضل هكذا يقولون.
) فهل الثيوقراطية من الإسلام كما يدعي ؟!! وهل الحاكم
يحتاج إلى شرعية إلهية ؟ الجواب الآتي سيكشف لنا مدى جهل الحوثي وخوضه دائماً فيما
لا يعلم فضل وأضل غيره.
حقيقة الثيوقراطية ( تعرف مذاهب الحق الإلهي -
الثيوقراطي - اصطلاحا بأنها ( المذاهب القائلة بأن السلطة مصدرها الله وأن الدولة
إنما هي نظام إلهي أي نظام من صنع الله ).
ويقول الأستاذ دوجي أن هذه المذاهب
تعمل على تفسير وتبرير السلطة السياسية وذلك عن طريق تدخل سلطة سماوية.
وقد مرت
فكرة الحق الإلهي بأدوار ثلاثة : الدور الأول وكان يدعي الحاكم صفة الإلوهية وأنه
إله على الأرض أو يشترك مع الإله في إلوهيته كما ادعى ملوك الفراعنة قديماً وما
فعله أباطرة اليابان حتى العصور الحديثة.
ثم ظهرت نظرية الحق الإلهي المباشر في
القرنين السابع عشر والثامن عشر ( يقابلها على وجه التقريب القرنان العاشر والحادي
عشر من الهجرة ) في فرنسا وخاصة في عصر لويس الرابع عشر ،وظلت الفكرة باقية في
ألمانيا حتى أوائل القرن العشرين ،فقد جاء على لسان غليوم الثاني إمبراطور ألمانيا
في عام 1910م ( 1328ه ) أنه يستمد سلطته من الله ولذلك لا يحفل بالرأي العام أو
مشيئة البرلمان.
ثم تطورت النظرية في الدور الثالث لها في شكل نظام الحق الإلهي
الغير مباشر ،فالمنادون بالحكم في ظلها يدعون الله بأن الله قد هيأ لهم الظروف
الملائمة لكي يتولوا الحكم.
ويتبين لنا من هذا التعريف أن النظرية في صورها
المختلفة - وخاصة في المرحلة الثانية لها - اتخذت سلاحاً لتبرير السلطة المطلقة
للمملوك وتدعيم العسف والاستبداد ،وبالرغم من أن المسيحية الكنسية كما صاغها "بولس"
وقدمها لأوروبا فصلت ما بين الدين والدولة عملاً بقول المسيح : ( دع ما لقيصر لقيصر
وما لله لله ) إلا أنه قد نادى به البعض بعد انتشار المسيحية بعدة قرون.
فهو
مذهب في حقيقته لا يستند إلى الدين المسيحي ( الخالص ) أيضاً بل يصح أن يعد ضد هذا
الدين ) ( نظام الخلافة بين السنة والشيعة للدكتور مصطفى حلمى ص18-19) أقول : على
العموم لقد أخذ كلامه عن الثيوقراطية من الاثنى عشرية وهم بدورهم أخذوها من
الفراعنة والنصارى وغيرهم !!! لذلك راح يكرر في ملازمه قضية الحق الإلهي والاختيار
الإلهي للحكام وهي نظرية باطنية فيها دعوة خفية لاستمرار النبوة !!! وحاشا الإسلام
من هذا الباطل والبهتان !!!- سنعرض كلامه بالتفصيل عن الاختيار الإلهي قريباً إن
شاء الله تعالى - الإسلام ومحاربة الثيوقراطية بعد أن قدمنا تعريفاً موجزاً
للثيوقراطية فلا شك أن الإسلام الحنيف سيحاربها ويدعو الناس إلى نبذها يقول الشيخ
محمد الصادق عرجون في كتابه "رسالة محمد صلى الله عليه وسلم منبع عظمته ص11" : (
ولا يغيب عن ذهن الباحث في هذا الصدد أن من أغراض رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
محاربة مثل نظام الحق الإلهي الذي يتمثل في تأليه الأشخاص في صوره المختلفة -
ملوكاً كانوا أو أباطرة أو قساوسة أو أحباراً ورهباناً ( أو أئمة أو خلفاء ) -
وتخليص البشر من عبادة الأوثان وتوجيه العقول إلى كشف أسرار الوجود وحقائقه
للاهتداء إلى وجود الله الواحد الأحد ) ( نقلاً عن المصدر السابق ص20 ) أقول : مما
سبق يتضح لنا أن الحوثي مسكين أشقاه الجهل فخبط خبط عشواء !! وامتلأت ملازمه بمثل
هذا الهراء !! الهامش (1) البيان نشرته صحيفة الأمة في عام 2004م قبل الحرب الأولى
وهو موجود في موقع وكالة سبأ للأنباء وفي كتاب "عصر الإمامة الزيدية في اليمن"
للأستاذ عبد الفتاح البتول وفي كتاب "الزهر والحجر" للأستاذ عادل الأحمدي
.
عز وجل : (. . .
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )المجادلة11.
وقال عز
وجل : (. . .
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر28.
فجاء حسين الحوثي ليأمر بالجهل في أكثر من ملزمة
مخالفاً لرب العالمين ومتنكباً عن الصراط المستقيم فنهى أتباعه عن تعلم "أصول الفقه والحديث والسيرة والتفسير
. . .
الخ العلوم الإسلامية - رد عليه علماء الزيدية الكبار وسنورد ردهم لاحقاً -
حتى وصل به الحال إلى أن يقول في ملزمته "مسئولية أهل البيت (ع) ص11": ( كذلك نحن
يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن
تثقف نفسك بها وتعتمد عليها خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ،
ولا عقائد، ولا فقه، ولا أي شيء آخر تعتمد عليه في المناهج الدراسية القائمة. ) !!!!
فامتلأت ملازمه بالجهل المبين وهي جهليات لا تحصى ولا تعد !!! وأغلبها يعلم بها
صبيان المدارس هذه الأيام !!ونشأ أتباعه عليها فطاشوا في المسلمين !! جهلاً بالدين
!! وإليكم نماذج منها لكي نستبين سبيل الضالين : سادسها : كذبة سامجة أما قوله : (
إن القرآن الكريم يوحي أنه في ميدان المواجهة مع اليهود مع أهل الكتاب لا تنتصر
الأمة إلا بتولي علي بن أبي طالب ، ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي
بن أبى طالب صلوات الله عليهم. ) (مسئولية أهل البيت ص7 ) فتلك كذبة سامجة يردها
التاريخ والواقع !! وهذا كلام جاهل أو كذاب لأن المسلمين انتصروا بقيادة الخلفاء
الثلاثة نصراً لا مثيل له في التاريخ ابتداءً من حروب الردة إلى المعارك الكبيرة
كاليرموك والقادسية ونهاوند وغيرها مما هو مسطر في كتب التاريخ.
وهذه بعض شذرات
من الانتصارات : 1- انتصارات أخرى الجهل أكبر آفة تهلك الإنسان وترديه فإذا زاد على
الجهل بالكذب فتلك قاصمة الظهر !! والحوثي كذاب يتحدث إلى جهال لا يفرقون بين الليل
والنهار !! وإلا هل يعقل أن يقول "ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي
بن أبى طالب صلوات الله عليهم" بينما قد حقق العرب انتصارات عظيمة على الصليبيين
وحرروا بيت المقدس بقيادة الناصر صلاح الدين رحمه الله تعالى وكان كما يقال من
الأكراد ؟! وكذلك حقق العرب نصراً على التتار الذين اجتاحوا العالم وهزموا أوروبا
وكان قائدهم غير عربي وهو السلطان قطز رحمه الله تعالى الذي كان مملوكاً من خوارزم
!! 2- القادة والجيش من غير العرب وفي تاريخنا المشرق انتصارات هائلة كان القادة
والجيش من غير العرب لو استعرضناها لطال بنا المقام لكن نذكر منها ما يكشف زيف
كلامه وكذب أوهامه !! فهذه دولة السلاجقة التي استطاع سلطانها ألب أرسلان رحمه الله
أن يهزم إمبراطور الروم ديمونوس في الموقعة الشهيرة ملاذ كرد عام 464ه ثم أسره
وسجنه وبعد مدة أطلق سراحه بعد أن تعهد بدفع جزية سنوية للسلطان السلجوقي
.
والروم في تلك الأيام هم أمريكا هذه الأيام !!! 3- فتح القسطنطينية تنافس حكام
المسلمين وقادتهم على فتح القسطنطينية عبر العصور المختلفة طمعاً في أن يتحقق فيهم
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أحمد في مسنده : ( لتفتحن القسطنطينية
على يد رجل فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) لكن محاولاتهم باءت بالفشل
فقد كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية البيزنطية أقوى إمبراطورية في تلك الأيام
وتحتل موقعاً فريداً حصيناً لا مثيل له حتى قال البعض إن فتحها محال !!! لكن هذا
المحال أصر على تحقيقه عظيم من العظماء وأعد العدة لذلك حتى تمكن في العام 857ه من
دخول القسطنطينية وإسقاط الإمبراطورية البيزنطية وغير اسمها إلى إسلام بول (
استانبول الآن ).
هذا الفاتح العظيم لم يكن من أهل البيت ولا من العرب !! لكنه
حقق ما عجز عنه العرب كلهم !! ليثبت للأمة الإسلامية أن هذا الدين ليس حكراً على
طائفة أو قومية أو سلالة بل هو للعالمين فهل عرفتم من هو هذا الفاتح العظيم ؟ إنه
السلطان العثماني العظيم محمد الفاتح الذي وصفه عليه الصلاة والسلام بنعم الأمير
ومن أراد المزيد فليراجع ذلك الفتح العظيم من كتب التاريخ ومن أجملها كتاب الدكتور
علي الصلابي "محمد الفاتح" ولا يغتر بكلام الحوثي فهو يكذب الأكاذيب السامجة
الباردة التي يعلم كل عاقل أنها أكاذيب !! وفوق هذا هو يفتري على الدين الإسلامي
العظيم الذي هو لجميع البشر دون أي تفريق بين الأبيض أو الأسود أو بين العرب والعجم
أو بين آل البيت وغيرهم والتاريخ خير شاهد !! سابعها : آل محمد وشيعتهم الحوثي من
أجهل البشر وأضل الخلق !! فهو يرمي بالكلام على عواهنه بدون أي ضوابط كعادة الجهال
الضلال !! ومن جهله أنه يتحدث عن آل محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يحدد المقصود
بهم !! فإن كان يقصد بذلك الأوائل فالأمة الإسلامية كلها شيعة لهم رضي الله عنهم
وإن كان يقصد المعاصرين منهم فقد تفرقوا سابقاً في كل دولة كما هو معلوم للغبي قبل
الذكي !! فآل محمد في المغرب العربي مالكية وفي مصر شافعية وحنفية وفي بلاد العجم
أغلبهم حنفية وفي اليمن شافعية وزيدية وهكذا في باقي البلدان فما المقصود بآل محمد
وشيعتهم ؟ ثامنها : الأبطال والخونة من آل محمد على مدار التاريخ فإن آل محمد من
الزيدية والشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية مشهود لهم بالشجاعة والبسالة
والعلم والجود وكل المناقب العالية لهم فيها قصب السبق لا يشذ عن ذلك إلا النادر
منهم وبالمقابل فإن آل محمد من الرافضة والاثنى عشرية خونة على مدار التاريخ لا يشذ
عن ذلك إلا قلة قليلة منهم !!! وأقرب مثال على ذلك ما حصل في العراق في هذا العصر
فلم تدخل القوات الأمريكية العراق إلا ومعها الخونة من آل محمد وشيعتهم مثل الخائن
السيد محمد باقر الحكيم وشيعته !! والخائن السيد عبد العزيز الحكيم وشيعته !!
والخائن السيد إبراهيم الجعفري وشيعته !! والخائن السيد عبد المجيد الخوئي !!!! بل
قد أعلن وأفتى مرجعهم الأعلى السيد على السيستاني بعدم جواز مقاومة المحتل الأمريكي
!! فلماذا لم نسمع للحوثي حساً ولا صوتاً عن هؤلاء الخونة ؟! لماذا سكت عن خيانتهم
ولم ينبس ببنت شفه ؟ وأين ذهب قوله : ( ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد
وعلي بن أبى طالب صلوات الله عليهم ) ؟! وهؤلاء الخونة قد سودوا وجوههم بالخيانة
والغدر !! وباسم آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام ؟ تاسعها : ضلالات الحوثي
وأتباعه لا تمت لأهل البيت بأي صلة هناك فرق شاسع بين الأوائل من أهل البيت والذين
محبتهم واجبة وفرض من الله عز وجل والأواخر الذين هم من الهاشميين فهؤلاء فيهم
الصالح والطالح وباعتراف العلامة السيد بدر الدين الحوثي في لقائه مع صحيفة الوسط
بتاريخ 6/4/2005م : ( الصحيفة : أنتم تقولون أن آل البيت أطهار مطهرين وكأنهم جنس
مصطفى ؟ العلامة بدر الدين : نحن لا نقول أطهار مطهرين بالجملة.
الصحيفة : يظل
ما قلته فيه نظر لأن هناك من آل البيت من هو أكثر فساداً؟ العلامة بدر الدين : نعم
في من هو ظالم لنفسه.
) بل فيهم من يجب التحذير منه ومن ضلالاته مثل حسين
الحوثي ومن سار على دربه !! يقول علماء الزيدية في بيانهم الذي سننقله كاملاً
لاحقاً : ( فبناءً على ما تقدم ،رأى علماء الزيدية الموقعون على البيان ،التحذير من
ضلالات المذكور- أي حسين الحوثي - وأتباعه ،وعدم الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا
تمت إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة ،وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع
والضلالات ولا التأييد لها ،ولا الرضا بها ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) وهذه
براءة للذمة ،وتخلصاً أمام الله من واجب التبليغ ) عاشرها : بيان علماء الزيدية
للتحذير من أفكار الحوثي قبل أن تنتبه الدولة لكارثة الحوثي تصدى له علماء الزيدية
الأفاضل في صعدة وعلى رأسهم الإمام العلامة السيد مجد الدين المؤيدي رحمه الله
تعالى وطلابه ثم وقبل الحرب الأولى أصدر علماء الزيدية الكرام هذا البيان الهام
وأنقله دون أي تعليق : ( بسم الله الرحمن الرحيم (هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ
وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ).
إلى كافة أبناء المذاهب الزيدي وغيرهم من أبناء الأمة
الإسلامية ،وفقنا الله وإياكم لأمر الله في قوله جل جلاله : ( وإذ أخذ ميثاق الذين
أوتوا الكتاب لتبينه للناس ولا تكتمونه ) ،وقوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البيانات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون ) ،وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "من انتهر صاحب بدعة ملأ الله
قلبه أمناً وإيماناً" ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : "إذا ظهرت البدع ولم يظهر
العالم علمه. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
ولما ظهر في الملازم
التي يقوم بنشرها وتوزيعها حسين بدر الدين وأتباعه ،التي يصرح فيها بالتحذير من
قراءة كتب أئمة العترة ،وكتب علماء الأمة عموماً ،وعلى وجه الخصوص كتب أصول الدين
،وأصول الفقه ،وإليكم بعض نصوصه من ذلك : 1- ما ذكره في ملزمة تسمى ( معرفة الله
ووعده ووعيده ) الدرس الخامس عشر ص37 ،السطر العاشر ،قال في سياق كلام له : ( ثم
وجدنا أنفسنا في الأخير إذا بنا كنا نقطع أيامنا مع كتب وإذا هي ضلال كلها ،من
أولها إلى آخرها ،ككتب أصول الفقه بقواعده ،وإذا هي وراء كل ضلال نحن عليه ،وراء
قعود الزيدية ،وراء ضرب الزيدية ،وراء هذه الروحية المتدنية لدى الزيدية ،التي
تختلف اختلافاً كلياً عما كان عليه السابقون من أهل البيت وشيعتهم ،وهي التي نسهر
ونراجع الدروس فيها ،وهي هي من نحملها إلى المساجد وما أبعدها عن واقع المساجد. ز
الخ كلامه ).
2- ما ذكره في ملزمة تسمى ( مسئولية طلاب العلوم الدينية ) ص16
السطر الثامن عشر.
قال فيها : ( أنا أشعر من خلال تأملي للقرآن الكريم ،ومن
خلال تأملي للواقع - وقد أكون مخطئاً عند الكثير - أن الزيدية تعيش حالة من الذلة
أسوأ من التي ضربت على بني إسرائيل علماؤنا وطلاب علمنا ومجتمعنا كله نعيش في حالة
من المسكنة أسوأ من التي ضربت على بني إسرائيل. .
الخ كلامه. ) 3- قال في نفس
الملزمة ص17 السطر الثاني عشر : ( أنا شخصياً أعتقد أن من أسوأ ما ضربنا وأبعدنا عن
كتاب الله وأبعدنا عن دين الله عن النظرة الصحيحة للحياة وللدين وأبعدنا عن الله
سبحانه وتعالى هو علم أصول الفقه.
بصراحة أقولها أن فن أصول الفقه هو من أسوأ
الفنون وإن علم الكلام الذي جاء به المعتزلة هو من أسوأ الأسباب التي أدت بنا إلى
هذا الواقع السيئ أبعدتنا عن الله أبعدتنا عن رسوله عن أنبيائه. .
الخ.
)
وغير ذلك من الأقوال التي تصرح بتضليل أئمة أهل البيت عليهم السلام من لدن أمير
المؤمنين عليه السلام ومروراً بأئمة أهل البيت ،وإلى عصرنا هذا ،والتي يتهجم فيها
على علماء الإسلام عموماً ،وعلى علماء الزيدية خصوصاً وفيما يذكره من الأقوال
المبطنة من الضلالات التي تنافي الآيات القرآنية الواردة بالثناء على أهل البيت
المطهرين و وتنافي حديث الثقلين المتواتر ،وحديث ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق
ظاهرين ) ،فمن أثنى عليه الله ورسوله لا يكون ضالاً ،بل الضال من خالف الله ورسوله
وإجماع الأمة.
فبناءً على ما تقدم ،رأى علماء الزيدية الموقعون على البيان
،التحذير من ضلالات المذكور وأتباعه ،وعدم الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا تمت
إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة ،وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع
والضلالات ولا التأييد لها ،ولا الرضا بها ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) وهذه
براءة للذمة ،وتخلصاً أمام الله من واجب التبليغ ،والله الموفق.
الموقعون على
البيان : 1- العلامة محمد بن محمد المنصور.
2- القاضي العلامة أحمد محمد
الشامي.
3- العلامة حمود عباس المؤيد.
4- العلامة صلاح بن أحمد فليته
.
5- الأستاذ حسن محمد زيد.
( رئيس الهيئة العليا للمشترك حالياً ) 6-
العلامة إسماعيل عبد الكريم شرف الدين.
7- محمد علي العجري.
8- حسن أحمد
أبو علي.
9- محمد حسن الحمزي.
10- محمد حسن عبد الله الهادي.
وآخرون. )
(1) الثيوقراطية : الشرعية الإلهية !!! يؤمن حسين الحوثي بالثيوقراطية !! بل
وينسبها للإسلام فيقول في ملزمته "معرفة الله - عظمة الله - الدرس السادس ص11-12" :
( من هو الذي له الحق أن يقرر في شؤون عباده ويحكم فيهم بما يريد ؟ من هو ؟ الله
سبحانه وتعالى إذا أطعتموهم في شأن ميتة ، نعجة ميتة أو أي حيوان من الأنعام
تطيعونهم فتقبلوا حكمهم ، ولا تقبلوا حكم الله تكونوا أنتم إذاً مشركين ، جعلتم ما
هو من اختصاص الله وما هو حق لله جعلتموه للآخرين فأصبحتم مشركين به مشركين به في
ملكه جعلتم هؤلاء هم الملوك فهم يقرون ما يرون في شأن هذه الميتة والحق فيها إلى
الله.
هذا مثال واحد في شأن ميتة فشأن أمة تقرر أنت وتقبل أنت بأن لطرف آخر
الحق أن يقرر ما يريد ، وتفرض على نفسك أن تطيعه وتؤمن بما قرره في شؤون أمة ، أليس
هذا أعظم من شأن ميتة ؟ فإذا كان ألئك السابقون الذين نقول عنهم صحابة سيكونون
مشركين فيما لو قبلوا قرار الكافرين في حكم الميتة لأن الحكم والتشريع من اختصاص رب
العلمين وملكهم فما أسوء الإنسان أن يكون في واقعه ممن يقدم إلهه عبارة عن عامل لدى
الآخرين ويكون الملوك هم الآخرون الذين لا نفترض أن يكون لملكهم شرعية من قبل الله
سبحانه وتعالى بل هم لا يفرضون أن لأنفسهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى وإنما
شرعية قانونية وفق نظام الديمقراطية أو وفق قانون الوراثة في التعاقب على السلطة في
البلد هذا أو ذاك ، فيصبح هو من له الحق أن يحكم ، وتصبح أنت من عليك الحق أن تسمع
وتطيع ، فالخطورة عليهم أشد و الإساءة من جانبهم أكبر عندما يحكمون رقاب الناس
ويتحكمون في شؤونهم دون أن يستندون على شرعية إلهية.
بل قدم هذا المنطق بأنه
منطق مرفوض هو ما يسمى بالحكم "الثيوقراطري" ما يقابل "الديمقراطي" ، هناك
"الثيوقراطي" أي الحكم الإلهي ، الله لا دخل له في العالم ومن ينادون بأن يكون الله
هو من يحكم عباده وأن لا نقبل إلا من له شرعية من الله أن يحكم في أرضه قالوا ربط
الحكم بالله ربط السلطة بالله هذا هو نظام "ثيوقراطي" هو نظام مرفوض ، بديلاً عن
النظام الديمقراطي ألذي يجعل السلطة ملكاً للشعب هذا هو النظام التقدمي والنظام
الأفضل هكذا يقولون.
) فهل الثيوقراطية من الإسلام كما يدعي ؟!! وهل الحاكم
يحتاج إلى شرعية إلهية ؟ الجواب الآتي سيكشف لنا مدى جهل الحوثي وخوضه دائماً فيما
لا يعلم فضل وأضل غيره.
حقيقة الثيوقراطية ( تعرف مذاهب الحق الإلهي -
الثيوقراطي - اصطلاحا بأنها ( المذاهب القائلة بأن السلطة مصدرها الله وأن الدولة
إنما هي نظام إلهي أي نظام من صنع الله ).
ويقول الأستاذ دوجي أن هذه المذاهب
تعمل على تفسير وتبرير السلطة السياسية وذلك عن طريق تدخل سلطة سماوية.
وقد مرت
فكرة الحق الإلهي بأدوار ثلاثة : الدور الأول وكان يدعي الحاكم صفة الإلوهية وأنه
إله على الأرض أو يشترك مع الإله في إلوهيته كما ادعى ملوك الفراعنة قديماً وما
فعله أباطرة اليابان حتى العصور الحديثة.
ثم ظهرت نظرية الحق الإلهي المباشر في
القرنين السابع عشر والثامن عشر ( يقابلها على وجه التقريب القرنان العاشر والحادي
عشر من الهجرة ) في فرنسا وخاصة في عصر لويس الرابع عشر ،وظلت الفكرة باقية في
ألمانيا حتى أوائل القرن العشرين ،فقد جاء على لسان غليوم الثاني إمبراطور ألمانيا
في عام 1910م ( 1328ه ) أنه يستمد سلطته من الله ولذلك لا يحفل بالرأي العام أو
مشيئة البرلمان.
ثم تطورت النظرية في الدور الثالث لها في شكل نظام الحق الإلهي
الغير مباشر ،فالمنادون بالحكم في ظلها يدعون الله بأن الله قد هيأ لهم الظروف
الملائمة لكي يتولوا الحكم.
ويتبين لنا من هذا التعريف أن النظرية في صورها
المختلفة - وخاصة في المرحلة الثانية لها - اتخذت سلاحاً لتبرير السلطة المطلقة
للمملوك وتدعيم العسف والاستبداد ،وبالرغم من أن المسيحية الكنسية كما صاغها "بولس"
وقدمها لأوروبا فصلت ما بين الدين والدولة عملاً بقول المسيح : ( دع ما لقيصر لقيصر
وما لله لله ) إلا أنه قد نادى به البعض بعد انتشار المسيحية بعدة قرون.
فهو
مذهب في حقيقته لا يستند إلى الدين المسيحي ( الخالص ) أيضاً بل يصح أن يعد ضد هذا
الدين ) ( نظام الخلافة بين السنة والشيعة للدكتور مصطفى حلمى ص18-19) أقول : على
العموم لقد أخذ كلامه عن الثيوقراطية من الاثنى عشرية وهم بدورهم أخذوها من
الفراعنة والنصارى وغيرهم !!! لذلك راح يكرر في ملازمه قضية الحق الإلهي والاختيار
الإلهي للحكام وهي نظرية باطنية فيها دعوة خفية لاستمرار النبوة !!! وحاشا الإسلام
من هذا الباطل والبهتان !!!- سنعرض كلامه بالتفصيل عن الاختيار الإلهي قريباً إن
شاء الله تعالى - الإسلام ومحاربة الثيوقراطية بعد أن قدمنا تعريفاً موجزاً
للثيوقراطية فلا شك أن الإسلام الحنيف سيحاربها ويدعو الناس إلى نبذها يقول الشيخ
محمد الصادق عرجون في كتابه "رسالة محمد صلى الله عليه وسلم منبع عظمته ص11" : (
ولا يغيب عن ذهن الباحث في هذا الصدد أن من أغراض رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
محاربة مثل نظام الحق الإلهي الذي يتمثل في تأليه الأشخاص في صوره المختلفة -
ملوكاً كانوا أو أباطرة أو قساوسة أو أحباراً ورهباناً ( أو أئمة أو خلفاء ) -
وتخليص البشر من عبادة الأوثان وتوجيه العقول إلى كشف أسرار الوجود وحقائقه
للاهتداء إلى وجود الله الواحد الأحد ) ( نقلاً عن المصدر السابق ص20 ) أقول : مما
سبق يتضح لنا أن الحوثي مسكين أشقاه الجهل فخبط خبط عشواء !! وامتلأت ملازمه بمثل
هذا الهراء !! الهامش (1) البيان نشرته صحيفة الأمة في عام 2004م قبل الحرب الأولى
وهو موجود في موقع وكالة سبأ للأنباء وفي كتاب "عصر الإمامة الزيدية في اليمن"
للأستاذ عبد الفتاح البتول وفي كتاب "الزهر والحجر" للأستاذ عادل الأحمدي
.