يوسف
الكويليت
الكويليت
دائماً ما تنشأ خلايا القاعدة في المناطق
المضطربة، أو الرخوة أمنياً وسياسياً، فقد ولدت وترعرعت في السودان، (وتسرطنت) في
أفغانستان وباكستان، وتجذرت في العديد من المدن والأقاليم العربية والإسلامية
الأخرى، فانضربت في أماكن بالمملكة، ومصر، والمغرب، واستوطنت وتتمددت في الصومال
واليمن، وهما البلدان اللذان يعيشان حالة عدم استقرار واضطراب..
اليمن لعبة جديدة في إعلان قوة القاعدة في أبين،
ولعل عرض القوة والمناداة بفصل الجنوب عن الشمال، وأن الحرب مع أمريكا لا مع الجيش
اليمني، ربما جاء للتخفيف من الضربات التي تلقوها الحوثيون، ولعل المحاولات بجعل
اليمن مركز صدام طائفي وقبلي لا يفسر فقط بأنه صراع إقليمي وديني، بل قد تظهر معالم
أخرى تريد أن تجعل من حالته بعبعاً للدول المجاورة لاستنزافها بالتسلح من دول كبرى
تعاني حالة كساد، ونحن نعرف أن تجارة الحروب هي الأكثر رواجاً في جميع
الأزمنة..
اليمن عمق عربي وخليجي، ومن المستحيل جعله في مهب رياح الإرهاب
والتفكك، إن لم يكن مؤثراً، كحالة أفغانستان، في نطاق العالم كله، لو تجاوز حدود
الاستقرار إلى استيطان القاعدة، لكن من خلال تجارب الحروب السابقة في اليمن نجد أن
القبيلة عنصر في دوائر الأزمات، غير أنها متعددة الولاءات، أي أن دوافع الفقر
غالباً ما تكون الحافز لتلك الأحداث وتقلباتها، وبالتالي فمن السهولة الانتقال من
جهة لأخرى إذا ما توفرت العوامل المادية، وحادثة حرب اليمن أيام وجود القوات
المصرية هناك لدعم الثورة، دليل على أن المادة عامل انقلاب على مساندي الدولة
الجديدة وهذا ما يعزز أن القاعدة قد تخسر تلك القبائل في أي حالة ترى فيها مصلحتها
أهم من التحالف القائم، وخاصة عندما تجد من يمنحها مطالبها المادية..
إيران لاعب
أساسي، وليس من المنطق التخفي وراء أمور واضحة لكنها تعيش حالة اضطراب مماثلة
لغيرها، ولو حدث أن تصطدم السلطة بالعناصر المعارضة، وتعززت قوة من لا يلتقون مع
الدولة، فقد تحدث الكارثة، إذ إن المؤسسة العسكرية، حتى لو بنيت على العنصر
الفارسي، فقد لا تكون القوميات والمذاهب الأخرى بلا أسلحة، ولعل ما حدث من إجماع
على استقبال الثورة وقائدها، قد تغيره رياح أخرى، ويكفي ما يجري الآن بعد موت
منتظري وكيف تحولت المدن إلى ساحة صدام..
أما استغلال ظروف اليمن، فالمسؤولية
العربية، وتحديداً الخليجية تبقى الأهم لأننا نواجه قوى ظاهرة وأخرى خفية، وعملية
السكوت لا مبرر لها إذا ما أدركنا أننا في مرمى النار، وأن الهدف نزع استقرارنا
وتنميتنا، والعاقل من يتعظ بأحداث المنطقة، وكيف أصبحت سلالم يرقى عليها كل
طامع.
الرياض السعودية
المضطربة، أو الرخوة أمنياً وسياسياً، فقد ولدت وترعرعت في السودان، (وتسرطنت) في
أفغانستان وباكستان، وتجذرت في العديد من المدن والأقاليم العربية والإسلامية
الأخرى، فانضربت في أماكن بالمملكة، ومصر، والمغرب، واستوطنت وتتمددت في الصومال
واليمن، وهما البلدان اللذان يعيشان حالة عدم استقرار واضطراب..
اليمن لعبة جديدة في إعلان قوة القاعدة في أبين،
ولعل عرض القوة والمناداة بفصل الجنوب عن الشمال، وأن الحرب مع أمريكا لا مع الجيش
اليمني، ربما جاء للتخفيف من الضربات التي تلقوها الحوثيون، ولعل المحاولات بجعل
اليمن مركز صدام طائفي وقبلي لا يفسر فقط بأنه صراع إقليمي وديني، بل قد تظهر معالم
أخرى تريد أن تجعل من حالته بعبعاً للدول المجاورة لاستنزافها بالتسلح من دول كبرى
تعاني حالة كساد، ونحن نعرف أن تجارة الحروب هي الأكثر رواجاً في جميع
الأزمنة..
اليمن عمق عربي وخليجي، ومن المستحيل جعله في مهب رياح الإرهاب
والتفكك، إن لم يكن مؤثراً، كحالة أفغانستان، في نطاق العالم كله، لو تجاوز حدود
الاستقرار إلى استيطان القاعدة، لكن من خلال تجارب الحروب السابقة في اليمن نجد أن
القبيلة عنصر في دوائر الأزمات، غير أنها متعددة الولاءات، أي أن دوافع الفقر
غالباً ما تكون الحافز لتلك الأحداث وتقلباتها، وبالتالي فمن السهولة الانتقال من
جهة لأخرى إذا ما توفرت العوامل المادية، وحادثة حرب اليمن أيام وجود القوات
المصرية هناك لدعم الثورة، دليل على أن المادة عامل انقلاب على مساندي الدولة
الجديدة وهذا ما يعزز أن القاعدة قد تخسر تلك القبائل في أي حالة ترى فيها مصلحتها
أهم من التحالف القائم، وخاصة عندما تجد من يمنحها مطالبها المادية..
إيران لاعب
أساسي، وليس من المنطق التخفي وراء أمور واضحة لكنها تعيش حالة اضطراب مماثلة
لغيرها، ولو حدث أن تصطدم السلطة بالعناصر المعارضة، وتعززت قوة من لا يلتقون مع
الدولة، فقد تحدث الكارثة، إذ إن المؤسسة العسكرية، حتى لو بنيت على العنصر
الفارسي، فقد لا تكون القوميات والمذاهب الأخرى بلا أسلحة، ولعل ما حدث من إجماع
على استقبال الثورة وقائدها، قد تغيره رياح أخرى، ويكفي ما يجري الآن بعد موت
منتظري وكيف تحولت المدن إلى ساحة صدام..
أما استغلال ظروف اليمن، فالمسؤولية
العربية، وتحديداً الخليجية تبقى الأهم لأننا نواجه قوى ظاهرة وأخرى خفية، وعملية
السكوت لا مبرر لها إذا ما أدركنا أننا في مرمى النار، وأن الهدف نزع استقرارنا
وتنميتنا، والعاقل من يتعظ بأحداث المنطقة، وكيف أصبحت سلالم يرقى عليها كل
طامع.
الرياض السعودية