الشرجبي
مجتمعنا وخصوصاً في محافظة عدن ورغم التحذيرات من خطورتها والإجراءات التي وضعت في
وجه من يلعبها إلا أن تجارتها ما زالت منتشرة بدون رقيب ولا حسيب إذ يقوم بائعوها
بتوفيرها وترويجها لمن يرغب بها وهذا هو الجانب السلبي والأخطر في الموضوع، إذ كنا
في الماضي لا نستطيع الحصول على تلك الألعاب إلا بشق الأنفس وبسرية تامة، وما كانت تستخدم إلى في الأعياد "عيد
الفطر وعيد الأضحى"، وحتى تلك التي كنا نحصل عليها كانت بسيطة ولا تصدر أصواتاً
مزعجة وإنما كانت ألعاباً نارية تطلق ألواناً وأشكالاً، وأخرى كانت على شكل شمعة
تحترق إلى آخرها ومع ذلك فكانت أمهاتنا يتتبعن خطانا حتى لا نصاب بالأذى لنا
ولغيرنا.
وإذا لاحظت عزيزي القارئ أن هذه الألعاب النارية تطورت تطوراً ملحوظاً
وبشكل يدعو للقلق والخوف فإن تلك الألعاب تصدر أصواتاً مزعجة أولاً، وثانياً يتطاير
منها الشرر وهذا بحد ذاته مزعج وخطير.
الآن أصبحت هذه الألعاب تصاحب الأعراس
وتستخدم بشكل غير عادي ومزعج جداً خصوصاً تلك التي لها صوت يشبه "انفجار قنبلة"،
فأحياناً كثيرة تكون في غفلة أو نشاهد التلفاز وتطلق تلك الألعاب النارية فنشعر أن
أجسامناً تقفز من مكانها ونصاب بالهلع الشديد.
في بداية الأمر عندما كنا لا نلم
بوجود مثل تلك الألعاب ظننا أن هناك خطب ما وأدركنا أنها ألعاباً نارية ولكن بعد
فوات الأوان فقد كان الخوف والهلع قد تملك قلوبنا وبدأت العقول تفكر في إيجاد
الحلول.
إن هذه الألعاب خطرة ومزعجة وغير مريحة فلا أدري لماذا لا يتم محاربة من
يبيعها ويتاجر بها، ألا يعلم هؤلاء أن الأطفال والمراهقين هم أكثر الفئات العمرية
تعرضاً للحوادث أثناء استخدام هذه الألعاب فهي تسبب لهم حروقاً وتشوهات خطيرة قد
تصل إلى العمى في بعض الأحيان فالوهج والحرارة الناجمان عن استخدام تلك المفرقعات
يؤيان المنقطة الحساسة في العين، فالعين هي أكثر المناطق الحساسة ضرراً.
عموماً
لا أدري لماذا وقفت الحملة التي بدأت تشن ضد من يلعب بتلك الألعاب، علماً بأنها
ازدادت انتشاراً ورواجاً وكأنهم يعلمون بأن أي إجراءات أو قرارات لا تطبق إلا في
فترة معينة وبعد ذلك تعود المياه لمجاريها.
وهذه هي الحقيقة لأن تلك الأصوات
الناجمة عن تلك المفرقعات تسمع إلى مدى بعيد، "ولا أظن أن من اتخذ تلك الإجراءات لا
تخترق تلك الأصوات آذانهم".